17.09.2022
بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
وايضا تناولت مآلات الحرب وما ستفضى اليها فى حال انتصار اسياس على قادة التقارو ، وقد تنتهي المعركة  ولكن الحرب قائمة طالما هناك مولود ينتسب الى تقراى فلن تتوقف الحرب ، وان ما اصاب قادة التقارو أصاب البشر والحجر فى الاقليم.
وان وقوف المعارضين من التقرنيجه بجانب الويانى هو اصطفاف مع التقاروا فى معركته ضد اسياس .
بكل أمانة لم نشهد حالة فرز على هذا النحو ، وقد ذابت كل الخلافات والانقسامات بينهم  على  سبيل المثال شقى حزب الشعب تناسوا الانقسام الذى كان  بينهم فى الوقت القريب   بل تلاشى التباين التاريخى بين منتسبي الجبهة  والشعبية من ابناء التقرنيجه ، وها هو مسفن حقوص الذى كان يرفض زيارة أديس عندما كانت التقراى تحكم اثيوبيا هاهو اليوم يعلن موقفه وتضامنه ، ويتحالف مع الويانى لاسقاط اسياس ، بل شمل الانخراط والتنسيق والعمل باعلى مستوى، وتم  الإعلان التنسيق والعمل مع حركة كفاية التى معظمها هجين اثيوبي ارترى ، وقد أعلنت الحركة موقفها بشكل علنى فى بداية الحرب ان ستقوم بحمل السلاح بجوار الويانى ، وقد انحرفت بوصلة هذا الحراك بتاثير اغلبية التقاروا الناشطين فيه وقدموا مساعدات مالية ضخمة للويانى .
فى العرف السياسي ليس هناك ما يمنع او حرج من هكذا تحالف  اذا كان الهدف من ذلك سقوط الديكتاتور واعوانه ، او اذا كان هذا التضامن او من اجل رفع الظلم وإزالة الاحتقان والغبن كحال شعب تقراى الذى تعرض للحرب و تربطه روابط ثقافية واجتماعية مع التقرنيجه فى ارتريا  .
 لايعني نحن نؤيد هذا التوجه ، ما لا نقبله أن يتم التحالف فى سبيل النيل من التراب الارترى كحال الاقعازيان التى تتطاول على المكونات الارترية وللاسف مشروعها قائم على تدمير ارتريا كوطن.  
وان ظاهرة الاقعازيان لم تخرج لنا من فراغ بل وجدت الحاضنة السياسية فى كلا من  ارتريا واثيوبيا واخذت تتسع لانها وجدت البيئة الخصبة فى القطرين ، وكما اشرت فى اكثر من بوست الويانى كانوا يحلمون بدولة تقراى الكبرى وان اسياس ومجموعته قاموا بتنفيذ الجزء الأكبر من طموح التقاروا وجعل جزء من دولة تقراى  واقع قابل للتطبيق فى ارتريا ، وان العدو الخارجى  الذى نتوجس منه و نتحدث عنه بكل كراهية ، هو موجود بثوب وطنى فى ارتريا بل اشد قساوة وضراوة  من تلك التى نخشاها ان تاتينا من الخارج .
 من يحكمون ارتريا على شاكلة اسياس هم من قاموا بتمزيق اللحمة الوطنية وهدم السيادة ، بل مشروعهم مرتكز على  الهيمنة والاقصاء ولم يتبقى الا اعلان عن ارتريا دولة ذات دين واحد وثقافة واحدة وان تعددت الاعراق ، قد يرى البعض ان هذا لن يتحقق ابدا  ،  نعم قد لا نراه اليوم وقد يصعب علينا تصديقه ، ولكن هذا المشروع الذى يتبناه اسياس وزمرته لن ينتهى بزوال اسياس من راس السلطة وانما هذا المشروع متفق عليه من قبل السواد الاعظم لقادة الهقدف ، وهذه المكتسبات لن يفرط فيها القادمون الجدد ان كانوا من اكلى قوزاى او غيرهم او من خارج الحدود.
 وان الامر لا يتعلق بوجود فلان او علان على السلطة ، ومع الوقت سيكتمل المشروع وسنجد أنفسنا خارج الخارطة الارترية وسنبكى بحسرة على ضياع وطن ( هاهم العفر يجبرون للذوبان فى اثيوبيا وجيبوتى ويتم مصادرة اراضيهم ويحرمون من العودة الى مسقط راسهم ، وبالمثل قام اسياس بالامساك والتحكم بملف شرق السودان مقابل ملف اللاجئين الارتريين ، لضمان عدم عودتهم واجبارهم على الذوبان والتخلى عن الهوية الارترية ، ومن هو داخل ارتريا يمارس عليه  الضغط حتى يرضخ ويقبل بالامر الواقع وان رفض ذلك سيفسح له الطريق من اجل الالتحاق باخوانه فى السودان او جبيوتى او اثيوبيا لا خيار له للبقاء سوى التأقلم مع الواقع المفروض من قبل قادة مشروع تقراى تقرنيجه الذين يحكمون ارتريا وهم يمثلون الخطر الاقوى على ارتريا وشعبها وليس التقراى فقط كما يتوهم البعض . 
نحن اليوم نتباكى على سيادة  التراب ، وبينما  ذاك التراب محرم علينا وطئته باقدامنا اي سيادة التى تدعوننا لحمايتها يا من تم نفيكم والتنكر اليكم !!!.
لقد تم ذبحنا من قبل بسيف اسياس وهل نخشي من الذى  يفكر فى ذبحنا بسيف لم يخرج من غمضه بعد ؟ هل سنحس بالأرض التى لم يدفن فيها أجسادنا اكثر من أجسادنا التى ماتت ولم تجد قبر تستتر فيه فى تلك الارض التى ندعوا لحمايتها ؟ لا يهم الشاه سلخها بعد ذبحها !!!
هل سنظل متفرجين ومنقسمين ما بين الولاء لمن ذبحنا او مناصرة من يريد أن يذبحنا ؟
ماهى اولويتنا هل إسقاط وإزالة  من يرفض وجودنا ويعمل من أجل تجريد اطفالنا حق الانتماء الى الوطن ؟  ام اولويتنا أن نقف بجوار الطاغية بداعى حماية الارض ونسانده حتى يعود قويا ويكمل مشروع الهيمنة والإقصاء !!!
 ليس من المعقول ان نقف متفرجين اوينحصر دورنا فى توزيع  سكوك الوطنية وانتزاعها ، وان نرمى لمن خالفنا بالخيانة والعمالة لانه لم ينظر للامر كما تنظر اليه انت وهذا الحق مكفول له كما هو مكفول لك .. حقا انه امر محزن للغاية ..
 يا اخوة علينا ان ندرك واقعنا ونفهم خصومنا جيدا ونفكر فيما ستؤل اليه هذه الحرب وما ينتج عنها ، ان العواطف والمشاعر فى مثل هذه المواقف لا تفيدنا على الاطلاق ..
الأخوة التقرنيجة المعارضين للنظام بمختلف واجهاتهم السياسية والمدنية  قد قاموا بتحديد وجهتهم ، وتحديد اولوياتهم ورتبوا أوراقهم ورصوا صفوفهم ، وضبطوا اهدافهم جيدا ، وهذا ليس عيب .
 ان الأولويات فى هذه المرحلة قد تختلف .
 الا اننا نتفق  حول سقوط النظام ونستطيع ان نلتقى حول هذا الهدف ولاباس كلا منا يسلك طريقه لتحقيق تلك الغاية ، ولهذا ليس هناك اى سبب للصدام او المواجه معهم وان اختاروا خيار التضامن ومناصرة التقاروا فى هذه الحرب ، وليس لنا الحق لكى نخونهم ونجردهم من الوطنية باى حال من الاحوال .. 
واذا أردنا ان نعيد الأمور إلى نصابها الصحيح علينا ان نقوم  بتحديد اولوياتنا وتقوية صفوفنا حتى نكون طرف فى المعادلة ، ونخلق التوزان الحقيقي الذى نستطيع عبره استعادة الحقوق وتحقيق العدالة . وهذه هى المعادلة الحقيقية فى ارتريا ما بعد سقوط اسياس وان الاستجداء والتودد لن تعيد شيء مما فقدناه . 
وهذا يعيدنا لقراءة التاريخ جيدا والاستفادة من التجارب السابقة ، ومنذا نشاة الحركة الوطنية الارترية ، اذ نجد الساحة فى فترة الاربعينيات كانت منقسمة الى اكثر من اتجاه وكان هناك طرفان قويان  ومؤثران ويمثلان التيار الوطنى  ، وكانت المسميات واضحة والاهداف مشتركة والتنسيق فى اعلى مستوى اى  ما بين ( الرابطة الإسلامية كطرف والطرف الآخر جمعية حب الوطن وكانت تمثل السواد الاعظم للوطنيين من التقرنيجه وكانت ثمرة جهود هاتين المجموعتين هو تثبيت الكيان الارترى ).
وان ارتريا اليوم فى مفترق الطرق ويجب أن يكون لدينا وجود حقيقي كارتريين أن كنا من هذا الطرف او ذاك وان نعمل سويا من أجل إنقاذ الوطن من قبضة الطاغية الذى يريد أن يعمق الخلاف بين ابناء الوطن الواحد بفتح حروب وصراعات  وخلط الاوراق ويسعى عبرها لخلق عداوات لاتنتهي.
 فى الوقت الراهن هناك توازن مفقود فى الساحة الارترية اذ نجد أن الطرف الآخر الذى يعانى من التهجير والذوبان اوراقه مبعثرة وكياناته السياسية متناثرة وكل محاولات اندماج  ووحدة هى عبارة عن تأكيد وجود سياسي وينتهى الأمر بالعودة الى المربع الاول ، واعلام  فقير غير واضح المعالم اجتهادات فردية ومشتتة هنا وهناك ، ومثقفين ونخب منغمسين فى  الاستعراض المعرفى ومنشغلين فى الترف و البزخ الفكرى وطرح قضايا انصرافية ..
والناشطين تحولو الى دعاة وطنية ويسوقون برنامج العودة للوطن ويروجون للنظام ان كانوا على معرفة او جهل ، ويفرغون الساحة من المضمون السياسي بل يتسببون فى الاحباط العام ويقومون بالتشويش على الشباب .
بل اختارو طريق ذات اتجاه واحد  وهو طريق  اللاعودة لمعارضة النظام . والبعض منا كل ما ينشغل به يبحث عن الخلفية الاجتماعية لكل من يكتب او يتحدث ، وللاسف تفاعلنا وانكماشنا يتوقف على مدى بعد وقربنا من ذلك الشخص ولن تخلو كل مجموعة من التصنيف الاجتماعى  .
مناشدة لكل أخ واخت  ناشط او ناشطة يا من تعارض النظام  لاباس ان تعبر عن مخاوفك وتضامنك مع وطنك وان توضح ذلك من خلال كل الوسائل دون غلو او تفريط فى موقفك وعليك أن لا تذهب بعيدا فى الاتهام والتخوين ومهما بلغ بك الحال لا ترهن وجود ارتريا بوجود الطاغية ولا تعتقد أن الدفاع عن الطاغية هو الدفاع عن السيادة الوطنية فانك بذلك تكون شريك فى الجرائم التى يرتكبها الطاغية فى حق الشعب الارترى   ..
 و تذكر أن لك قضية داخلية بجب أن لا تنحرف منها مهما كانت الدواعى والاسباب  ..
 

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق