23.10.2025
بقلم/ محمد امان ابراهيم انجابا
في العقد  الأخير شهدنا تغيرات سياسية ، وأحداث كثيرة ، وتحالفات في الساحة الارترية ،
وابرزها تحالف أسياس افورقى مع ابي احمد للقضاء على ويانى تقراى ، وبالمقابل برزت حركة كفاية ، التى كانت تمثل تيارا شعبيا ، مدنيا قويا كمعارض لنظام اسمرا ، وللاسف تحول الى تيار مناصر للويانى ، بل أصبح مواليا لها لدرجة تخليه عن الهم الارترى ، و ثم ظهرت مجموعة شبابية من ابناء التقرنيجه معارض لنظام الهقدف ومصادما له ، والتى أخذت أشكالا مختلفة الى أن أطلقت على نفسها برقيد نحمدو الذى كان يدعى بانه حراك شعبى . هذا الحراك الجارف أعلن تضامنه ، وتحالفه مع الويانى بل تناغم وتماهى مع الويانى ، وحتى الكتل السياسية المعارضة ذات الاغلبية التجرينية اعلنت تضامنها بالمثل مع الويانى لدرجة ان مجموعة سينيت التى كانت تبدو متناغمة انشقت ، وخرج من رحمها مناضرين الويانى .
وابرزها تحالف أسياس افورقى مع ابي احمد للقضاء على ويانى تقراى ، وبالمقابل برزت حركة كفاية ، التى كانت تمثل تيارا شعبيا ، مدنيا قويا كمعارض لنظام اسمرا ، وللاسف تحول الى تيار مناصر للويانى ، بل أصبح مواليا لها لدرجة تخليه عن الهم الارترى ، و ثم ظهرت مجموعة شبابية من ابناء التقرنيجه معارض لنظام الهقدف ومصادما له ، والتى أخذت أشكالا مختلفة الى أن أطلقت على نفسها برقيد نحمدو الذى كان يدعى بانه حراك شعبى . هذا الحراك الجارف أعلن تضامنه ، وتحالفه مع الويانى بل تناغم وتماهى مع الويانى ، وحتى الكتل السياسية المعارضة ذات الاغلبية التجرينية اعلنت تضامنها بالمثل مع الويانى لدرجة ان مجموعة سينيت التى كانت تبدو متناغمة انشقت ، وخرج من رحمها مناضرين الويانى .
وإنتهت المعركة في بداية نوفمبر 2022 وانتصر ابي احمد ، وحليفه أسياس افورقى على الويانى تقراى وحلفائهم ، وفى اثناء الصراع اظهر بعض المثقفين المحسوبين على المجتمع المسلم عداءهم للويانى بحجة الدفاع عن الوطن ، وبذلك تخندقوا مع افورقى تحت غطاء  السيادة ، وتناسوا مجتمعاتهم المهمشة  والممزقة  داخل الوطن. 
بعد بضعة أشهر إنقلب أسياس على ابي احمد ، وتصالح مع الويانى ، وشكل تحالف آخر معهم ، ليقاتل صديق الأمس ، وأما بقايا حركة كفاية ، وبيرقيد نحمدوا ، أصبح موقفهما حرج ، ومخزى . كل ما ذكرته سلفاً يجعلنا ان لا نستغرب اذا سمعنا ان معظم مناصرى التقراى من ابناء التقرنيجه قرروا موازرة  اسياس  افورقى لان حلفائهم التقاروا تناسوا  الإنتهاكات و الدماء التي سفكت هدراً  وفتحوا صفحة جديدة مع  عدوهم اللدود ، وهنا يمكننا ان نسأل انفسنا  فما الذى يمنع بيرقيد نحمدو  من الارتماء فى حضن اسياس افورقى  في المستقبل ؟. 
أما من كان يعزف مقطوعة السيادة الوطنية  من بنى جلدتنا اصبحوا في  موقف يحسد عليه. ما اود ان اقوله ان تحالف الويانى مع افورقى هو تحالف استراتيجى ولن ينتهى بالصراع  مع ابي احمد فقط ، بل سينعكس بشكل خطير على الداخل الارترى.
في خضم هذه النكبات كان الغالبية من المسلمين ينسجون الفتن ، ويختلقون  المشاكل ، ويخوضون المعارك الوهمية المتمحورة حول مسمى القوميات ، والتكتلات القبلية ، ومهرجانات لغة الأم ، والاحتفال بميلاد جمعيات ، وروابط اجتماعية نمارس هواية إجادة الرقص على أنغام الكبروا بداعى الحفاظ على التراث .
 هذه الأمور الفارغة من المضمون  كانت نتائجها الأستثمار الخاسر . 
صرنا نخلق العداء بين المكونات المسلمة ، وبذلك خرجنا من كل المعادلات السياسية ، حتى صار  الطرف الآخر فى المعارضة لا يعترف بوجودنا وبهويتنا ، ولا النظام يقر بحقوقنا ويعترف بمواطنتنا.
وقبل انتهاء الحرب ، وفى اثناء احتدام  الصراع  كتبت بوست بعنوان : (التوازن المفقود وتصحيح المسار). وأشرت عبر البوست الى الإختلال الذى تعانى منه الساحة السياسية بغيابنا ، مع ارتفاع الأصوات النشاز ، التى كانت تدعوا بالوحدة مع التقاروا ، وتُظهِر العداء للمسلمين ، نعم كان سببه غيابنا كمسلمين فى عملية التغيير  في اطار  السياق الشعبي ، وليس فى سياق المعارضة السياسية المؤطرة ، التى كانت حاضرة ، ولكنها افتقدت الى البعد الشعبي والجماهيرى ، كالذى نشهده الان .
ها نحن نشهد اليوم حراكا جماهيريا تمدد الى جميع القارات ، وهذا ما كنا نفقده لأكثر من عشرة أعوام ، فالسؤال  كيف يمكننا استثماره  لمصلحة التغيير ونجعله وسيلة  ضغط  فاعل ومؤثر على النظام؟ 
نحن نريد هذا الحراك الشعبي ان نعيد عبره التوازن المفقود ، وأن نكون عبره صوتا لمن لا صوت لهم فى الزنازين والقابعين  تحت الارض ، وان نصرخ بصوت عالى ضد الظلم ، والإستبداد ونطالب بتحقيق العدالة وإستعادة الحقوق .   
لا نريد ان يكون هذا الحراك أداة تقسيم ، وتصنيف للمجتمعات ،او  نجعل منه حراك دينى ، وبذلك نصنف أنفسنا بالطائفية ، وهذا ما يسعى له اسياس وأتباعه. فليكن حراكا شعبيا تحت هذا المسمى دون تصنيف .
 لدينا أكثر من تنظيم سياسي ذهب فى هذا الإتجاه ، وتبنى قضايا المسلمين لفترة طويلة ، فما هى   النتيجة التي حصدناها ؟ 
الحقيقة المرة  حصدنا  العزلة ، والإنفصالات . 
 عبر  هذا الحراك  المدنى  لا نريد ان نتبنى خطابا تعبويا ، طائفيا او جهويا او مناطقيا . نعم  هذا لا يخدم عدالة قضيتنا ، ولا أقصد بذلك نحن كمسلمين لا ننظم  أنفسنا ، ولا نناصر قضايانا نريده حراكا ذات بعد شعبي وجماهيرى وان يكون رافدا من روافد المعارضة وليس فى  تضاد معها.
 نحن فى حاجة لتنظيم صفوفنا ، وترتيب أولوياتنا ، وثم ننفتح على الآخر ، ولا مانع ان ندعوا شركائنا في الوطن من المشاركة فى المظاهرات فى هذه المرحلة ، لأننا نريد ان نحشد أعداد كبيرة  من أجل الضغط على النظام .
نحن مشكلتنا ليس مع التقرنجة او المسيحيين ، انما مشكلتنا مع النظام القائم فى إرتريا ، الذى صادر حقوقنا ، واغلق معاهدنا ، وغيب شيوخنا واساتذتنا .
نعم هذه المظاهرات خرجت لنصرة الشيخ ادم شعبان فك الله أسره ، وهذا لا يعنى ان هذا الحراك مرتبط بشخص واحد ، لاتنسوا لدينا هناك الالاف من المشايخ ، والمعلمين والأساتذة ، والسياسيين ، والفنانين مغيبين  لعشرات السنين تحت الارض ، فكيف نريد من الحراك ان يصل صداه الى اسمرا وينحصر فى شخص واحد؟
 العدالة لا تتجزأ يجب المطالبة بالحرية وإطلاق سراح جميع الإرتريين المغيبين  قسرا سواء كانوا مسلمين أو غيرهم دون فرز  .
كيف لنا أن نعيد التوازن المفقود  بواسطة هذا الحراك ، لكى لا يتم تجاوزنا من اى طرف ؟  
 من خلال هذا الحراك المبارك يجب  ان نكون جزء من أى معادلة سياسية فى المستقبل.
إذا أردنا ان نحافظ على هذا الحراك ونضمن استمراريته يجب  مراعاة الاتى :  
• الإبتعاد عن الخطاب والشحن الدينى لدغدغة المشاعر،  ويجب التمسك بالثوابت الوطنية 
• الإبتعاد عن التكتلات المناطقية ، والتصنيفات الثقافية ، وإحتكار الحراك باى صورة من الصور .
• تمكين الشباب من العمل داخل هذا الحراك ، والسماح لهم  للتعبير عن ذواتهم ، وتشجيعهم لتولى زمام الأمور ، وتصويبهم الى الإتجاه الصحيح.
• عدم إقصاء كوادر التنظيمات السياسية بداعى إستقلالية الحراك ، لايمكن لهذا الحراك أن يكون بديلا للمعارضة السياسية المؤطرة ، ابتعاد الشباب عن المعارضة السياسية  لا يصب فى مصلحة التغيير   
•  كوادر التنظيمات السياسية عليها العمل والدفع من الخلف ، والمحافظة فى إستمرار  الحراك ، والمساهمة فى تطويره .
• خلق تنسيقيات محلية ، والبحث عن تنسيقية عليا  تجتمع حولها كل التنسيقيات من اجل الحشد للمظاهرات وتصعيدها ضد النظام.
• يجب على القيادات السياسية  وكوادار التنظيمات وأحزاب المعارضة أن تساهم بتجاربها وخبراتها فى هذا الحراك بصياغة  اللوائح  والنظم وتبنى مبادرات من اجل  تأطير وتنظيم هذا الحراك .  
• الابتعاد عن الإساءة للمجتمعات ، والمكونات الارترية مهما كان  حجم الإختلاف بين الشباب  .
•  توحيد رؤية الحراك الشعبي ، وضبط أهدافه ،  وصياغة خطاب مشترك ، ويجب تبادل الوثائق والمعلومات ، والدعوة لإقامة سمنارات  تساهم فى الإرتقاء بالحراك .
• الإبتعاد عن اغراءات  النفس ، وعدم هدم العمل من أجل البحث عن الزعامة الزائفة ، وفى سبيل صدارة المشهد يجب ان لا يتم هدم ونسف الحراك.
ملاحظة
ان من سلبيات وسائل التواصل الإجتماعى ، إنها تجعل الفرد يشعر بالتضخم  و يتقوقع ، وينكفئ فى ذاته ، وينحصر التفاعل بينه وبين الآخرين عبر الشاشات ، مما يجعل الشاب لا يحتك بمن سبقوه للإستفادة من تجاربهم وخبراتهم ، بل يرفض وجودهم حتى لا يسرقوا منه الأضواء ، وبذلك نجد كثير من الشباب  غير ملمين  بمبادئ العمل النقابي ،  والمؤسسي ، وينقصه الكثير من المعرفة .
 فنحن فى حاجة لخلق مساحة ،  للتواصل بين الشباب والقيادات السياسية من مختلف التوجهات . ويجب أن تصاحب هذه المظاهرات منابر للحوار ، ومنتديات تجمع بين جميع  مختلف الفئات العمرية ، ويتم مناقشة قضايا تتعلق بالحراك الشعبي ، والبحث فى كيفية تطويره وضمان استمراريته .
فى الختام : لا يفوتنى إلا وأن أشكر كل الأحرار من شباب ، وفتيات ارتريا الذين يخرجون فى هذه المظاهرات ، ويرحلون من دولة الى دولة ، وأخص بالشكر الجزيل شعلة هذا الحراك وايقونته المناضل الثائر عزيز هبتيس الذى لا يتوقف من مناشدة الجميع للخروج دون كلل ، ولا ملل ، رسالتى لك أيها الثائر  ان لا تتوقف من المناشدة ،  وعليك ان توجه بوصلة الحراك الى الإتجاه الصحيح حتى يثمر  ويصل قطار الثورة الى اسمرا 
لا ضاع حق وراءه مطالب
 

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق