05.09.2022 
بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
ام دمج اقليم تقراى مع ارتريا ويحكمها اسياس وجنرالاته ؟؟ !
 إن الحرب الدائرة فى اثيوبيا بين التغارو وحكومة اثيوبيا متمثلة بقيادة ابي احمد  فهو صراع داخلي ، الا ان دخول اسياس افورقى على الخط فى هذه الحرب من أجل الإنتقام من قادة التغارو خصوم الامس اعطى الحرب بعدا اقليميا . دفع الطرف الاخر من التغرنيجه المعارضين للتضامن مع قادة وشعب تغراى ، واصطفوا معهم لمواجهة اسياس افورقى ، بل الكثيرين من الناشطين والسياسيين  ومجموعة بيرقيد نحمدو أعلنوا عن مواقفهم بكل وضوح  بأنهم يتعاطفون مع التغاروا لأنهم يمثلون الامتداد الطبيعى لهم وقاموا بحملات تبرع لصالح التغاروا . 
وإن تدخل ارتريا فى الصراع الداخلى الاثيوبي من اجل ترجيح كفة الحرب لصالح ابي احمد ، مما جعل الاخرين من ابناء التغرنيجه الذين يعارضون النظام القائم فى ارتريا بانهم يستشعرون  بالخطر على مستقبل مشروع تغراى تغرنيجه وان نسيجهم الاجتماعى على حافة الهاواى بسبب هذه الحرب  .. وهذه المواقف لم تعد خافيه ولم تكن فى الغرف المغلقة بل صارت تملئ كل وسائل التواصل الاجتماعى وقد عبر عن ذلك كثير  من الناشطين وقادة الرأى العام .
اذا نظرنا الى الصراع وابعاده سنجد ان الطرفين النظام ومعارضيه المحسوبين على التغرنيجه ليس فى حساباتهم الوطن الذى يطلق عليه ارتريا .
ان هذا الامر خطير وستكون له تداعيات فى المستقبل على ارتريا شعبا وارضا .  إذا انتصر اسياس على قادة التغاروا بالتحالف مع ابي احمد ستكون النهاية اما إذابة الكيان الارترى واما دمج اقليم تغراى على ارتريا ويحكمها اسياس افورقى . وهذان الخياران احلاهما مر لنا كارتريين .
واذا انتصر التغاروا على اسياس لن يتوقف صراعهم مع النظام ورموزه  فحسب بل سيبتلعون ارتريا بالتعاون مع ابناء جلدتهم من التغرنيجه  ...
البعض منا يرى ان التغاروا وما يَكِنُوه لارتريا من عداوة وتربص ، يفضل الوقوف بجانب الطاغية بالرغم من أنه دكتاتور ومستبد لا مثيل له ، وفى نظرهم انه يقوم بحماية تراب الوطن ويقف ضد الأعداء !! .
وللاسف من ينظر من هذه الزاويه ينظر للأمر من الجانب العاطفي وبمنتهى السطحية وبعيدا عن الواقعية وقد تكون دوافعه الأنتقام بسبب الإستماع الى رواية النظام والتجييش الذى عمد عليه لفترة طويلة ضد التغارو .
واذا نظرنا إلى الصراع الدائر ينحصر بين الطغمة الحاكمة فى ارتريا وقادة ويانى تغراى  فقط هذا الحرب قد تنتهى بتصفية احد الطرفين من القيادات ، الا ان الحاضنة الشعبية للنظامين لن تدخل فى صدام ، ولا سيما ان اسياس يحتضن قوات الدمحيت المحسوبة على التغاروا وهو يحاول ان يصور بذلك ان المستهدف من هذه الحرب ليس المكون الاجتماعى ،  بالطبع المعادلة غريبة وعجيبة...
من السبب الرئيسي الذى أدى إلى إندلاع الصراع بين الطرفين فى الوقت الراهن ، فانها ذات الأجندة الخفية التى أدت الى نزاع الحدود عندما كان التغاروا يحكمون اثيوبيا فى بداية الألفيه ، و يتلخص الامر فى التالى : (من الذى يحق له قيادة مشروع تقراى تقرنيجة).
بالطبع هذا الحلم كان يراود قادة الويانى بينما اسياس  سعى بكل الوسائل والأدوات لكبح جماحهم ، وحاول ان يفرض نفسه كراعى لهذا المشروع بعدة طرق ، واقترب ان يكون قائدا لهذا المشروع من خلال الأمر الواقع وللاسف تغوله فى الشأن الاثيوبي جعل قادةالويانى ينزعجون منه وأنفجر الصراع دون سابق إنذار .
ومن الشيء المؤكد ان حلم اسياس قد تجاوز حكم تقراى تغرنيجة بعد سقوط اديس ابابا على ايدي التغاروا بكل سهولة ، ولاسيما ان اسياس هو من اوصلهم الى سد الحكم وكان يرى ان الفضل يرجع له ، ولذا كان يجب انه يحكم اثيوبيا وليس من صنعهم . 
بالاضافة الى ذلك ان اسياس ينحدر من الحماسين الذين ينظرون الى التغارو  بالدونيه  وينعتونهم بالعقامى . ويرى انه أحق بقيادة اثيوبيا وارتريا من هؤلاء العقامى .
وان هذه الحرب لن ينتهى  بهزيمة التغاروا بل ستستمر حتى يقوم اسياس بقتل وسحق قادة قادة التغاروا الذين رفضوا ان يقودهم اسياس ويتولى زعامة مشروع تغراى تغرنيجة او الحلم لقيادة اثيوبيا وارتريا.
للاخوة الذين يقفون بجوار اسياس لانه يدافع عن السيادة الوطنية هل تعرفون شيء عن سجل اسياس من حيث الجرائم التى ارتكبها فى حق الشعب الارترى ؟؟ 
اجزم ان الجرائم التى إرتكبها اسياس افورقى وزمرته لم يرتكبها العدو الخارجى ولم نسمع عن مثل هذه الجرائم  فى عهد الإستعمار قط التى نسمع عنها فى ظل نظام الهقدف .
 ان من يقوم بإختطاف المعلمين وتغييب قادة الراى العام وإخفاءهم قسرا لعشرات السنين ولا احد يعرف عنهم شيء هذا لا يتصل بالانسانية بشئ ، فمن لا يؤتمن على الناس كيف يؤتمن على الوطن والسيادة وتتم مناصرته ؟.
 ان اسياس افورقى يحقد على الشعب الارترى ككل ويريد ان يخلق صراع لا ينتهى بينهم ، ويقوم بزرع الفتن والاحقاد بهذه الممارسات التى يقوم بها باخفاء المعلمين والمشايخ اى من يمثلون المنارة وقادة الراى لدى المسلمين وهذا يعنى القضاء على اجيال وتدمير وطمس هوية امة ، وبهذا الجراء لا يريد لهذا الشعب النهوض والإنطلاق نحو المستقبل ..
وهناك جرائم اخرى ارتكبها هذا النظام وتعد جرائم ضد الإنسانية من القتل خارج القانون وتصفية الخصوم السياسين والاعلاميين  مما تسبب فى تفكيك وتشريد وتمزيق عدد كبير من الأسر !!
زد على ذلك رفض إعادة اللاجئين من السودان ، وللاسف من تم إعادتهم تم توطينهم فى المناطق الحدودية وتم حرمانهم من الخدمات الأساسية ، ولقد قام بمنعهم من العودة الى مسقط رأسهم اى الى ارض أجدادهم . وهو يريد من هذا المنع ان العائدين الى وطنهم لكى يتعرضوا لضغوط الحياة ويواجهون ظروف قاسية  اى مما يجعل البيئة طاردة لهم  حتى لا يستطيعون التأقلم معها ويعودون من حيث اتوا .
وبالفعل الكثير منهم عاد الى السودان وهرب بفلذة كبده حفاظا من الضياع ، وترك كل ممتلكاته فى الوطن الذى كان يحلم ان يقيم فيه بقية عمره ، وكانت الهجرة العكسية والبداية من الصفر اى تدمير نفسي ومادى .
ان الحديث عن نهاية الحرب وانتصار اسياس على قادة التغاروا لن يكون الأمر عاديا ايها الاخوة بل سيقوم اسياس بتدشين مرحلة جديدة قد يكون عنوانها وحدة ارتريا مع إقليم تغراي ، ويقف مجدداعلى عادة ترميم الحلم القديم المتجدد عبر قوات الدميحت التى قام بتأهيلها للسيطرة على اقليم تغراى  فى حالة إنهيار نظام الويانى بالاقليم .
ان مهمة الدمحيت لم تتوقف على السيطرة على اقليم تغراى بل سيكون لهذه القوة دور اخر فى ارتريا ، وقد استخدمها من قبل فى قمع  وودأ كثير من الإحتجاجات الداخلية فى ارتريا.
وكل المؤشرات توضح ان اسياس يريد أن تكون لقوات الدمحيت دور متعدد يستخدمها فى البلدين ، ولاسيما ان قادة هذه المجموعة مواليه له ولن تخرج عن سيطرته ، وهو يبذل كل ما بوسعه لكى يمحووا قادة التغاروا ويستبدلهم بهذه المجموعة !!!
والخطورة تكمن فى هذه المجموعة التى تعمل بامر من اسياس ولا احد يستطيع ان يكبح جماح اسياس  من تنفيذ تلك الأجندة ، وقد قام بتقليم اظافر الجيش الارترى وجرد كل القادة الذين قد يعترضون على اى خطوة تهدد الكيان الارترى .
وبكل صراحة ووضوح ان القضاء على قادة التغاروا هو بداية القضاء على الكيان الارترى . من يفهم عقيلة من يحكم ارتريا يستطيع ان يفهم نهاية حرب تغراى !!
علينا ان نتمعن قليلا من هم الذين يحكمون ارتريا وماهو سر الإختلاف بينهم وبين حكام تغراى ؟؟
وهل من يحكم ارتريا يهمه امر الأرض اكثر من يسكنها ويعمرها ؟ وماذا فعل اسياس وزمرته بالأرض وسكانها ؟
تتكرر زيارات اسياس افورقى ووزراءه الى الخرطوم ويحشرون أنفهم فى الشأن السودانى ويفرضون أنفسهم كوسطاء من أجل حل مشاكل السودان !!
وللاسف لا يسألون عن شعبهم الذى يرتمى فى العراء فى معسكرات اللاجئين بالسودان؟. نعم اسياس لم يكلف نفسه بزيارة خاطفة لهم بينما يقطع الفيافى والرمال ليصل الى بورتسودان !!!
 وكأن هذا الشعب لم يكون جزء من تلك الأرض التى يدعى انه يحمى سيادتها ولا ينتمى اليها!!! ..
 بل يحيكون المؤامرات والمكائد من اجل إغرق شرق السودان فى صراعات لا تنتهى وقد يراد من هذا الإستهداف الارتريين المقيمين فى معسكرات اللاجئين بالسودان بقطع  ارزاقهم وحرق ممتلكاتهم ..
بعد كل هذه الجرائم ياتى الينا بعض من اخواننا المحبطين والمستسلمين ويتحدثون عن السيادة الوطنية والدفاع عن التراب الارترى ويغضون الطرف عن وحشية افورقى وجرائمه ضد شعبه !!!
يا اخوة ان المعركة القائمة بين التغاروا واسياس هى ليس معركتنا كارتريين وإنما هى معركة نفوذ وبسط السيطرة على مجتمع التغرنيجة الذى تمثل خلفية ويانى تغراى والنظام الحاكم فى ارتريا ..
وانا كا ارترى أرفض الزج بالجيش الوطنى فى هذا الصراع .
ويجب أن ننأى بانفسنا من هذا الصراع المشبوه ونعلن موقفنا بكل صراحة فى الرفض بالزج بالجيش الارترى وعدم دفع الشباب إلى الموت باسم السيادة الوطنية ..
 

 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق