02‏/07‏/2025

صالح إبراهيم الشهير (بهشه)

02.07.2025
 
مقال كتبه عنى صديق الدراسة والزمن الجميل هشام محمود الذى التقيت به خلال منصة الواتساب بعد أربعة عقود .
أن شاء الله فى المستقبل سأكتب عن فترة الدراسة .
صالح ابراهيم ( هشه )
كان يطلق على صالح هشة (بكسر الهاء ) فى فريق حى الثورة الكروى ...

بقلم : الاستاذ / هشام محمود سليمان .
 
حين يتكلم الإبداع بلكنة سودانية :-
في زوايا الحياة التي لا يراها كثيرون يولد أحيانا أشخاص لا يشبهون غيرهم لا لأنهم
يملكون قدرات خارقة بل لأنهم يملكون شيئا أندر الإصرار على أن يكونوا أنفسهم مهما كانت الرياح معاكسة من هؤلاء كان صالح إبراهيم الشهير أو كما يحب أن يناديه أصدقاؤه ( بهشه ) منذ صغره كان صالح مختلفا لم يكن يكتفي بما يلقن له بل كان يبحث يسأل ويقرأ وبينما كان أقرانه يتعثرون في أبجديات اللغة الإنجليزية كان هو يتقنها بنطقها السليم وبفهمها العميق
لم تكن اللغة بالنسبة له مجرد وسيلة للتواصل بل كانت نافذة على العالم فتحت له أبوابا لم يكن ليراها وسعت أفقه حتى صار يحلم بما هو أبعد من حدود مدينته بل أبعد من حدود وطنه ليك قرر الهجره
الهجرة من القضارف إلى كندا ثم أمريكا لم يكن الطريق سهلا لكنه لم يكن يوما من أولئك الذين يخافون المجهول هاجر صالح إلى ( كندا ) وهناك لم يكن مجرد مهاجر يبحث عن فرصة بل كان صوتا سودانيا يحمل معه عبق القضارف ودفء ترابها وكرامة أهلها
ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك، لم يذب في الزحام بل ظل كما هو ( هشه ) الذي لا ينسى من أين جاء ولا يتنكر لجذوره
ما يميز صديقي صالح ليس فقط إتقانه للغة أو قدرته على التأقلم بل ( روحه المبدعة ) كان يعرف كيف يصنع من كل موقف فرصة ومن كل تحد درسا
كان مستمعا نادرا يعرف كيف يصغي للناس بصدق ويقرأ ما بين الكلمات
-كان مفكرا حرا لا يقبل الجاهز من الأفكار بل يعيد تشكيلها على طريقته
وكان جسرا بين الثقافات يحمل السودان في قلبه ويترجمه بلغة العالم
رغم سنوات الغربة لم يتغير صالح ظل وفيا لأصدقائه لأهله لمدينته لم تكن الهجرة بالنسبة له هروبا،
بلد امتدادا لصوت سوداني أراد أن يسمع في العالم كان إذا تحدث عن القضارف تحدث عنها كما يتحدث العاشق عن معشوقته بحنين وصدق واعتزاز
ختاما اقول صالح إبراهيم الشهير بهشه لم يكن مجرد رجل هاجر ونجح بل كان رجلا قهر المستحيل فكان على ما كان عليه لم تغيره المسافات ولم تبهته المدن الكبرى ظل كما هو بهشه الذي يبتسم رغم كل شيء ويصنع من كل يوم حكاية تستحق أن تروى .
 
ملحوظة :
الاستاذ/ هشام محمود سليمان
خبير قانونى وأستاذ جامعي
الله يحفظه ويعطيه الصحة

ليست هناك تعليقات: