بقلم الكاتب / صالح انجابا
من عادتى اتصفح مقالات صديق الزمن الجميل عبد الله شريف حتى انتبهت لموضوع فيه حوار محتدم بين صديقى وشخص يدعى سلطان نور وفعلا حلقت عيناى من الذهول واخذت تتقلب بين السطور فى حالة عدم تصديق لما تحمله تلك السطور من تطاول على شهيد الوطن احمد محمد ناصر الذى مر عام على مغادرته لهذه الدنيا الفانية.يضجر الكاتب ويحتج قائلا يتجاهل القبليين والمناطقيين والعنصريين ذكر الشهيد التاريخى عبد القادر كبيرى عمدا محجمين من مكانته وتاريخه العريق بينما الشهيد احمد محمد ناصر يجد الإهتمام الإعلامى بنشر صوره وصور افراد اسرته والمقالات التى
تمجده .
حين قرأت البوست استغربت وحزنت لهذا الإسفاف الذى يعيشه مسلمى ارتريا اوحاملى الثقافة العربية حين يصلون لهذه الدرجة من الإنحطاط والدوران فى جدالات عقيمة جداً وسالت نفسى كيف يتأتى لرجل مثقف ان يقارن بين شهيد وشهيد ادى دوره من اجل ارتريا .
انا لا انكر هنالك اسقاطات قبلية فى كيفية النفخ الغير منطقى فى مكانت بعض الشهداء وتجاهل بعض الشهداء من بعض اصحاب النفوس المريضة التى تعزف موسيقى القبلية ألان وعزفت هذه الموسيقى الشاذة من قبل لتقتل وتزهق روح جبهة التحرير الإرترية التى تعتبر حقبة سوداء فى نظر الكاتب ولكن حقبة هذا الصرح الثورى لا تعتبر سوداء كما قال سلطان نور بل كانت الجذوة الوطنية المتقدة التى جذبت اسياس الى ساحة النضال ومهدت لولادة ارتريا الدولة . نعم شهداء ام التناظيم عبدوا طريق السير الى اسمرا بجماجمهم لتصل الجبهة الشعبية الى بر الأمان بسلام.
الإنتقاد النبيل وارد لكى نلقى الضوء على الزاوايا الضيقة التى زرعت الأحقاد والضغائن من جراء الممارسات القبلية فى تاريخ الجبهة.
وضع ثقل الأحداث على الميزان الفكرى مهم جداً ولكن هذا يجب ان يتم دون ازالت رونق تضحيات شهدائنا الأبطال .
يقال ان المنتقد لا يمكن ان يكون موضوعياً بل صورته ترى فى السطور المكتوبة ومن هنا استطعت ان احدد تفاصيل صورة الأخ سلطان نور الذى كان جريئاَ فى طرح المواضيع الحساسة فى تاريخ الثورة الإرترية واشكره على ذلك.
الوضوح والمصارحة والمكاشفة هى الدواء الناجع فى حل المعضلات المستعصية .
وضع الفشل على شماعة جيل عواتى وابطال جبهة التحرير الإرترية الذين قد يكون بعضاً منهم مارس القبلية والعنصرية التى ادت لموت هذا التنظيم يعتبر لوما تنقصه بعض العوامل الخارجية والإقليمية والداخلية ومنها اسياس و طائفته التى كان لهادور فى وأد التنظيم الأم من خلال بث سموم الإنقسام.
الجيل الأول اعطى دوره واطلق شرارة التحريرفعلا وبذلك اخطأ واصاب فى مراحل النضال , وهذا طبيعى جدا لاننا اذا قارنا وقتهم بوقتنا او مرحلتهم بمرحلتنا نجد نسبة التعليم بيننا اكبر مع تدفق المعلومات وسهولة الإتصالات عن طريق وسائل التكنولوجية نتيجة لذلك المفروض الوعى يكون اكبر وافضل ولكن بالعكس صرنا اكثر منهم تخلفاً فى الأفكار وتقييم الوضع الإرترى عامة .اما الإقصاء والتهميش لم يكن للجبرته فقط بل طال كل المكونات ألإرترية والمنح الدراسية كانت فيها عنصرية فى الجبهة او الجبهة الشعبية وكلا التنظيمين لهما امراضهم الخاصة وانا عندى امثلة كثيرة لا داعى لسردها فلذا التركيز على مكون معين والإنحياز اليه يعتبر فى تقديرى انصراف عن معضلة الدكتاتور والسفاك الذى لم يفلح الا فى بناء السجون واراقت الدماء الطاهرة, فلذا المجالات والتجارب التاريخية السابقة يجب ان تكون عظات نصحح بها مسارنا فى اطار المعارضة وننقذ ما تبقى من اللحمة الإرترية التى مزقها اسياس واعوانه.
فى الحقيقة كنت سا تجنب الرد على الكاتب لو تحدث عن الموضوع بصورة عامة دون ذكر الأسماء ولكن ذكر اسم شهيد بعينه يعتبر انتهاك لقدسية الشهيد الذى دفع الثمن من اجل الوطن , وصديق الزمن الجميل عبد الله شريف لم يقصر وقد فعل الواجب فى الرد عليه بطريقة مؤدبة ودبلوماسية ولكن لحساسية الموضوع وبالنظر الى واقعنا الأليم آثرت الكتابة والرد للذين يكرثون جل زمنهم لتفريقنا.
مر عام على رحيل البطل والأب ولإنسان احمد محمد ناصر فمن الواجب ان اكتب وادافع عنه مع انه لا يحتاج الى دفاع لأن تاريخه يشهد والكلمات تسطع كالنجوم فى صفحات نضاله وتضحياته الجسام طيلة الخمسين عام الماضية وانا لا ادافع عن احمد ناصر لأرفع من مكانته بل من خلال هذا الموضوع اريد ان اسجل موقفاً حازماً من الذين يتطاولون على شهدائنا وابطالنا فلذلك اريد ان اثير هذه النقاط للرد :
اولاً: للتوضيح من المستحيل ان ينسى كل ارترى وطنى الشهيد البطل عبد القادر كبيرى واذا لم يذكر لا يعتبر عدم اهتمام وتقدير لمكانته ولما قدمه من اجل ارتريا ولكن كل منا يجتهد لتسليط الضوء على شهيد معين فلذلك ارجوا ان يكتب الأخ سلطان نور عن عبد القادر كبيرى فى مناسبة ذكراه وهذا اقل مايمكن فعله بدل الإنتقاد.
ثانيا: الارتريون لا يذ كرون كثيرا كل من عبد القادر كبيرى الشهيد ادريس محمد ادم ومحمد عبده وعبد الله ادريس وسبى وابراهيم سلطان والخ…….كما ينبغى اتعرف ما هو السبب ؟ السبب بسيط جدا هو عامل الزمن يجعل الإنسان ينفعل مع الحدث الحالى الذى تشتعل فيه الأحاسيس وتلتهب فيه الذكريات فلذا استشهاد احمد ناصر حدث ساخن اى لم يمر عليه عام فقط وذكراه ترفرف بجناحها علينا ومن راى ليس كالذى سمع .
ثالثاً : احمد محمد ناصر فعلاً من اسرة ثورية اباً عن جد واذا كنت لا تعرف هذه المعلومة فعليك ان تجتهد اكثر للحصول عليها.
احمد ناصر ليس الثورى الوحيد فى اسرته بل كل افراد اهله كانوا ثورييين لأنهم دافعوا على مر الزمن لكل ساحل البحر الأحمر ضد غزاة التقراى واباطرتهم وضحوا ابنائه فى انتفاضت شرق اكلوقوزاى ويتصدون الان للنظام فى عدى قيح.
رابعاً : ابلغ كل الجهلاء ومثيرى الفتن وعملاء النظام لن تغمد عيوننا ولن نغفل لكل المؤامرات التى تدبر تحت جنح الظلام لتهشم وحدتنا وتثبط عزيمتنا لكى لا نقتلع النظام البربرى الطائفى .
جيل الشرارة الثورية سجل تاريخ تأثيره يهز حاضرنا الان وسوف يهز مستقبل الأجيال القادمة لأن هؤلاء الرجال لم يبخلوا بالتضحيات وقد تكون لهم سلبيات وايجابيات لأن الذى يفعل قد يخطئ او يصيب ولكن نحن هذا الجيل الذى يفضل الهروب وعدم المواجهة ماذا فعل ؟ هل اعطى من وقته ودمه عشر جيل جبهة التحرير الإرترية؟ نعم يمكننا ان ندرس من التاريخ ونأخذ العبر لكى نصحح السلبيات، ونسعى لقلع النظام الذى تنكر لهم وزج بعضهم فى السجون وكتب التاريخ على هواه . واجبنا ليس الإنتقاص من مكانت الشهداء و التفضيل بينهم بل علينا ان نذكر تاريخهم ومأثرهم بانصاف وتجرد.و واجبنا ايضاً خلع الطاغية وتجنب وسد الذين يتفننون فى زرع بذ ور الفرقة بين المسلمين خاصة والإرتريين عامة وهنالك كثر من شاكلة العملاء الذين يرسلهم النظام لينضموا الى معسكر المعارضة وبذلك يكسر شوكتها ويخور عزيمتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق