01‏/11‏/2025

عندما يتطاول الأقزام على قاماتنا الوطنية ننبرى للدفاع عنهم

1/11/2025
بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا

لقد شهدنا فى الأيام السابقة تطاول وإساءات تعرض لها المناضل الجنرال نورى محمد
عبدالله ، بمجرد انه أبدى رأيه فى قضايا هو يعلمها جيدا، ويعرف تفاصيلها .
في الحقيقة ان الذى جمعنى بالمناضل نورى محمد عبدالله العمل العام ، وكان ذلك عبر المنتدى الارترى للتغيير ، وكنا نعمل معا لفترة خمسة أعوام ، وكان برفقتنا المناضل الراحل عمر جابر رحمه الله .
إن ذكر شهادتى هذه قد تكون مجروحة فى حقه ، بالرغم من قُربي منهما فى إدارة المنتدى فى هذه المدة القصيرة ، الا إننا كشباب إستفدنا منهما كثيرا ، لانهما كانا يتسمان بالتواضع و يتعاملان معنا وكأننا فى سنهما .
كنا نتحدث معهما بدون اى حواجز ، وكانت لديهما مساهمات إيجابية ساعدت في تغيير ملامح ساحة المعارضة الارترية ، وكانت بصماتهما واضحة لا تخطئها العين ، وكان عليّ لزاما ان أقوم بالكتابة عن تاريخ المناضل نورى ، حتى يعرف من يتطاول عليه انه اخطا فى حق قامة وطنية لم ينصفها التاريخ . من المعيب ان يتطاول البعض من هم فى سن أبنائه........
نحن كشباب ان لم ننصف ابائنا على الأقل نحترم أعمارهم !!!!!!
..............................................................................................................
لمن لا يعرف المناضل الجنرال نورى محمد عبد الله اليكم بعض من سيرته الذاتيه ، ودوره فى فترة الكفاح المسلح .
ولد المناضل نورى محمد عبدالله بمدينة تسني فى العام 1952. درس الابتدائي والمتوسطة بها ، وثم إلتحق بالثانوية العليا بمدينة دقمحارى ، وقطع دراسته فى دقمحارى ، وانتقل الى مدينة كرن لاكمال دراسته الثانوية.
ان مدينة تسني ساهمت فى تشكيل وتكوين شخصيته الثورية ، لما كانت تمثله من خلفية إجتماعية ، وجغرافية للثورة الارترية. وكان يتردد إليها كثيرا القائد الشهيد حامد ادريس عواتى مفجر الثورة الارترية ، وكان يشاهده عن قرب حين كان صغيرا ، أضف الى ذلك كان لصيقا وقريبا جدا من خاله المناضل الفدائي الشهيد سعيد حسين رحمه الله الذى تأثر به ، مما ساهم فى وعيه الثورى مبكرا .
وفى عام 1970 بينما كان يدرس بمدرسة دقمحارى الثانوية ، ساهم مع زملائه فى التظاهرات الطلابية للثانويات العليا ضد المستعمر الإثيوبي . هذه التظاهرات عمت كل ربوع ارتريا في تلك الفترة . كان شعار هذه التظاهرات المطالبة برحيل المستعمر الإثيوبي من ارتريا . تم إعتقاله مع بعض زملائه من الطلاب ، وهذا يؤكد ان وعيه الثورى تشكل منذ ان كان طالبا .
واجه بعض المضايقات بمدينة دقمحارى ، فقرر الرحيل الى مدينة كرن ليكمل الثانويه العاليا ، حيث المدرسة الثانوية الوحيدة التى كانت فى المنطقة الغربية الاريترية . ثم عمل بالتنظيم السرى للطلاب الذى يمثل فرع كرن بالمدينة والذى كان يقوده الاستاذ القاضى المغيب محمد مرانت .
وفى عام 1973 اندلعت مظاهرة اخرى وكان المناضل نورى ضمن المشاركين والفاعلين فيها ، ثم تعرض الى مضايقات من قبل المستعمر ، مما اضطر للعودة الى مدينة تسني ، وبعد عودته ابدى رغبته للإلتحاق بالثورة الارترية ، و لصغر سنه تم تكليفه بتكوين فرع سرى جديد بالمدينة ، بجانب الفرع القديم . تم تكليف اعضاء الفرع الجديد بتجنيد الشباب وتنظيم الجماهير ، وجمع الإشتراكات المالية ، وإستقطاب الموظفين ، والعاملين فى أجهزة الدولة الاثيوبية من الارتريين ، ونشر المطبوعات ، والمنشورات التنظيمية ، ورصد تحركات العدو، وتقديم المعلومات لجبهة التحرير الارترية .
عندما إستشعرت السلطات الإثيوبية بالنشاط المنظم والكبيرالذى كان يقوم به الفرع داخل مدينة تسنى ، قامت بتحريك أجهزتها الأمنية لمتابعة ورصد حركة بعض قيادات الجبهة بالمنطقة كالمناضل حسن الحاج رحمه الله ، الذى كان نشطاً بزياراته المتكررة للمدينة ، وللاسف إستطاعت السلطات الاثيوبية تحديد موقعه ، بينما كان يقوم بالإستعداد لتنفيذ مهام عبر توجيه المراسلين ، واللجان فى أطراف المدينة ، ونتيجة لذلك قامت الوحدات الاثيوبية بالهجوم على موقعه ، وأثناء المعركة استشهد المناضل حسن الحاج ، وتم إعتقال المرسلين ، ومن خلال التحقيق معهما تم كشف نشاط الفرع بالمدينة ، مما اضطر أعضاء الفرع للفرار والخروج من مدينة تسنى . البعض منهم هرب الى السودان والبعض الآخر إلتحق بالثورة ، وكان ضمنهم المناضل نورى .إلتحاقه (بمنطقة ستيت شندشنا اوتيد) كان فى عام 1974 م . وكان خروجهم صعبا ولاسيما مدينة تسني كانت محاطة ومحاصرة ، وكان يسرى عليها نظام حظر التجول.
حينما إلتحق بالثورة قضى حوالى ثلاثة أشهر بمعسكر التدريب العسكرى ، وبعد ان أكمل فترة التدريب تم نقله الى منطقة " همبول " فى منطقة بركة وإلتقي هناك بالقائد الشهيد حليب ستى عضو المجلس الثورى ، وقام بتوزيعهم فى الوحدات العسكرية ، وتم توزيع المناضل نورى فى الفصيلة رقم 25 المتخصصة في حرب العصابات ، وكانت هذه الفصيلة مسؤولة عن منطقة اغردات وضواحيها ، وكانت ايضاً من انشط الفصائل فى حرب العصابات .
وبعد انعقاد المؤتمر الثانى فى عام 1975م تم توجيهه للعمل فى المنظمات الجماهيرية حيث تم إختياره ككادر فى إتحاد العمال بمنطقة "على قدر" وضواحيها.
تلقى المناضل نورى دورة نقابية فى سوريا فى نهاية العام 1975م وكانت مدتها عام واحد فقط مع اربعة أشخاص اثنين مدنيين من السودان واثنين من الميدان . كانت هذه الدورة تقام سنويا من قبل إتحاد العمال العرب ويشترك فيها نقابيين من شتى الدول العربية.
وبعد عودته من سوريا تم إختياره ضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للاتحاد العام لعمال ارتريا ، الذى أقيم بالميدان فى عام 1977م ، وحضره عدد من العمال من داخل المدن الارترية التى كان يسيطر عليها الإستعمار الاثيوبي ، ومن خارج ارتريا من مختلف اقطار العالم وكان هذا المؤتمر من المؤتمرات الحيوية للتنظيم على الإطلاق.
وبعد إنتهاء اعمال المؤتمر وإختيار القيادة العمالية ، تم توجيهه للعمل فى قسم الإعلام باتحاد العمال الارترى ، وكان ذلك فى عام 1977م . وبعد فترة قصيرة قضاها فى إتحاد العمال تم نقله الى المجال العسكرى ، وقامت قيادة الإتحاد بتوجيهه الى لجنة التوجيه المركزى للجبهة التي وضعته ضمن مكتب الأمن ، وعندما التحق بمكتب الأمن تم منحه دورة أمنية ، ومن ثم تم توجيهه ككادر فى سجن الأسرى الاثيوبيين بمنطقة " كيروا " وبعد ان عمل لفترة فى هذا القسم تم نقله الى مقر إدارة مكتب الأمن فى منطقة "موقرايب"، ومن ثم تم نقله للعمل بمدينة أغردات ، التى تم تحريرها ، وتم تشكيل لجنة ثورية لادارة المدينة ، التي كان مهامه فيها مسؤولا للأمن ومنسق مع قوات تحرير الشعبية. وكانت هذه التجربة فريدة من نوعها ، اذ كانت تمثل هذه التجربة تحدى كبير لممثلين التنظيمين .
وفى العام 1978م قام العدو بخوض معارك من عدة محاور لإستعادة المدن المحررة ، وتقرر توجيه جميع الكوادر العاملة فى مختلف الأجهزة للإلتحاق بالجيش ، وشمل القرار المناضل نورى وتم توجيهه للعمل فى الميدان فى محور " تسنى ام حجر" .
وقام العدو باستعادة المدن المحررة الا ان جيش التحرير قام بمحاصرته فى تلك المدن . وتم تكوين ثلاثة فصائل لحرب العصابات ، خلف العدو فى منطقة القاش " قلوج ام حجر" لتقوم بتأمين الممتلكات التى تركت فى تلك المنطقة وإشغال العدو من خلال الكمائن وزراعة الالغام ، وتم توجيه المناضل نورى لقيادة فصيل من تلك الفصائل الثلاثة التي ادت مهامها بوجه كامل وحققت الهدف الذى كلفت من أجله بعد إن قدمت ارتالا من دماء الشهداء ، وثم إنتقلت قيادة جيش التحرير لمرحلة جديدة تم فيها حل الفصائل الثلاثة ودمجها فى اللواء 69 ، و تم توجيه المناضل نورى للعمل بالإستخبارات العسكرية بمقر المكتب العسكرى بمنطقة " فورتوا " وكان ذلك فى العام 1979 م واستمر فى هذا المهام الى حين تم توجيهه كمسؤول إستخبارات عسكرية فى اللواء 19. هذا اللواء كان يمثل وحدة مميزةا واهمية عالية للجبهة لما يمتلكه من خصوصية الكادر الفنى ونوعية السلاح الثقيل من (المدفعية والرشاشات) وسيارات ومدرعات ومضادات ارضية بالاضافة الى ذلك ان المقاتلين الذين شكلوا من أشبال الثورة وليس من المتطوعين ، وكان مقره فى منطقة تقوربا التاريخية.
الجدير بالذكر ان المناضل نورى محمد عبدالله إلتحق بحزب العمل فى عام 1977 م. اثناء عمله بمكتب الامن ، ثم تم نقله لجهاز الإستخبارات العسكرية فى عام 1979م وتم تكليفه بتأمين إجتماع اللجنة المركزية السريه للحزب فى منطقة "هواشيت" وكان هذا المؤتمر الاخير للحزب الذى عقد فى منطقة تقوربا .
وفى العام 1981 بعد ان إكتمل إنسحاب جبهة التحرير الإرترية من الميدان الى داخل الأراضى السودانية ، صدر بيان اعلنت فيه اللجنة التنفيذية مسؤوليتها عن الهزيمة التى لحقت بتنظيم الجبهة وابدت إستعدادها للمحاسبة .
بينما غادر المناضل نورى وبعض القيادات الى الشمال رافضين الإستسلام للجيش السودانى وكان تعدادهم حوالى 700 مقاتل معظمهم من اللواء 19 .
تم اعادة تنظيم وتقسيم الوحدات الى ستة سرايا بدلا من تلك الألوية ، وتم الإحتفاظ ببقية اعضاء الإدارات التى هى ما فوق قادة السرايا فى المعسكر وتم اعتبارهم ادارات عليا تتابع مع القيادة أوضاع التنظيم والظروف التى كانت تواجههم . كان المناضل نورى محمد عبدالله فى ذلك الوقت مسؤول الاستخبارات فى اللواء 19 .
وفى شهر ديسمبر من العام 1981م إلتئم شمل المجلس الثورى لجبهة التحرير الارترية ، وتم عقده فى ظروف مشحونه تسوده عدم الثقة ، وخرج المجلس بقرارات هامة وهى كالتالى :
الدعوة لعقد مؤتمر عام للتنظيم ، وتسوية الخلافات وان يسبق المؤتمر سمينار تحضيرى موسع لضمان نجاح المؤتمر ، تم إجراء تعديلات فى اللجنة التنفيذية ، وتم إعفاء ستة من اعضاءها من مسؤولياتهم .
وفى 25 مارس 1982م اندلعت حركة 25 مارس وعبر هذا الخطوة تم إعتقال القيادة من رئيس التنظيم احمد ناصر ونائب رئيس التنظيم ابراهيم توتيل واستشهد ملاكى تخلى وبالاضافة الى إعتقال بعض الكوادر التى كان لديها موقف سابق من هذا النهج محسوبين على الوحدات العسكرية التى كانت فى الشمال ومن ضمنهم المناضل نورى محمد عبدالله.
على أثر هذا الخلاف تم مطاردة المناضل نورى محمد عبد الله من قبل مجموعة 25 مارس ومعه بعض مناضلين الوحدات العسكرية الا ان عناية السماء تدخلت ونجى من محاولة إغتيال كانت وشيكة . وبعدها وصل الى مدينة كسلا التى لم يمكث فيها طويلا ثم عاد لكى يواصل نضاله مع تنظيم جبهة التحرير الارترية المجلس الثورى ، وتم توجيهه لكى يعمل فى لجنة التوعيه السياسية فى مختلف المدن السودانيه وسط الجماهير لتوضيح الموقف السياسي للتنظيم والظروف التى طرأت فيه .
وبعد ان أكمل مهمته فى وسط الجماهير تم توجيهه للعمل فى مكتب الخرطوم مسؤولا للامن . بعد مدة من العمل فى الخرطوم تم توقيع إتفاقية مع قوات تحرير الشعبية بقيادة عثمان صالح سبي وتم إدماج التنظيمين فى تنظيم واحد . بينما كان رئيس التنظيم وبعض الكوادر معتقلين بيد حركة 25 مارس الذين لم يتم إطلاق سراحهم ، ثم بعد ذلك قامت مجموعة 25 مارس بإطلاق سراحهم فى العام 1984 م اى بعد إتمام الوحدة .
على ضوء هذه الإتفاقية تم توجيه الكوادر فى مهمات مختلفة فى أجهزة التنظيم ، وتم توجيه المناضل نورى عضو إدارة فى جهاز الأمن الذى كان مقره فى الداخل ، مما أضطر لمغادرة الخرطوم لإستلام المهام الجديد .
اقدمت قيادة قوات التحرير الشعبية توقيع إتفاقية جدة والتى تعرف بالوحدة الثلاثية ، وتم تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر وفقا لإتفاقية جدة ، وتم عقد المؤتمر واضيف على اسم التنظيم (التنظيم الموحد ). وتم انتخاب المناضل نورى عضو مجلس مركزى ضمن تشكيل القيادة الجديدة .وتم إختياره ضمن اللجنة التنفيذية مسؤولا لمكتب الامن بالتنظيم الموحد ، واستمر فى مهامه بالتنظيم الموحد حتى استقلال ارتريا .
بعد الاستقلال قام التنظيم بتكليف وفد الى زيارة قصيرة الى اسمرا ، ثم عاد الوفد بقناعة تامة بضرورة المشاركة فى مسيرة البناء والتعمير ، وذلك بناءا على الوعود التى قدمها نظام الجبهة الشعبية ، فقررت القيادة بحل التنظيم الموحد والعودة الى الوطن .
عقد التنظيم إجتماع عام لعضوية التنظيم وتم إبلاغهم بالقرار. وتم حل التنظيم الموحد وعاد أعضاء وقيادة التنظيم الموحد الى الوطن وكان من ضمنهم الجنرال نورى محمد عبدالله وشاركوا فى الاستفتاء وتم بذلك إسدال الستار على التنظيم الموحد .
وللحقيقة حتى فى ارتريا لم يسلم من الملاحقه والمطاردة ، فلذلك نفد بجلده هاربا وتاركا خلفه كل مقتنياته الشخصية ، وإلا كان مصيره مثل بقية المناضلين المخفيين المغيبيين قسرا.
هذه باختصار سيرة المناضل نورى محمد عبدالله لمن لا يعرف عنه شيء !!!!!

ليست هناك تعليقات: