01‏/10‏/2022

كيف نعيد التوازن ونصحح المسار؟

01.10.2022
 
  بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
 
    بالعودة الى البوست السابق لقد كنت توقفت على بعض الاسباب التى ادت إلى الاحباط
والياس فى العنصر المسلم مما تسبب ذلك فى اختلال التوازن فى العملية السياسية بسبب ضعف المشاركة الشعبية فى عملية التغيير من الطرف المسلم ، بينما الطرف الاخر متقدم علينا كثيرا ونجد فى كل مرحلة تظهر لنا كيانات وواجهات اعلامية ومدنية مؤثرة فى الساحة ولا نجد بينها جهة واحدة تحمل تطلعاتنا وامالنا .
أن عملية التغيير تعنى مشاركة كافة قطاعات الشعب الارترى ولا تهم فرد او مجموعة بعينها دون الاخرى ، وان لم ينهض الجميع ويساهم بمستوى واحد ، وينظر للامر بانها مصلحة مشتركة بين كافة افراد ومكونات الشعب الارترى فلن يتحقق التغيير الذى ننشده ، واذا حدث من قبل مجموعة او فئة سياتى التغيير عكس رغبتنا ولن يحقق تطلعاتنا ، ومن انجز التغيير سيفرض ويملى علينا ارادته من موقع القوة كحال الجبهة الشعبية التى تنكرت لكافة فصائل الجبهة ، وفى تلك اللحظة لن ينفع التودد او التوسل ولن نستطيع ان نعيد حقوقنا التى سلبها افورقى وعصابته ولن ينفع البكاء على اللبن المسكوب ، بل الطرف الاخر سيعتبر ماقام به اسياس وزمرته مكتسبات سياسية وانجازات مجتمعية يجب عدم التفريط فيها..
ما الذى ينقصنا حتى نكون طرف فى عملية التغيير :
* الكفاءات والقدرات :
نحن نمتلك قدرات وكفاءات بشرية هائلة فى تخصصات مختلفة ومتنوعة ولدينا نخب ومثقفين بإعداد كبيرة .
ولكننا نفتقد الى العمل الجماعي المنظم وان هذه الفئات صارت خصم على عملية التغيير بدلا من ان تكون داعما وسندا لها .
ليس بالضرورة أن تنخرط تلك الفئات فى التتظيمات او الأطر السياسية طالما هناك تحفظ حول الممارسة السياسية داخل تلك الكيانات .
نحن فى حاجة لتوجيه الجماهير وتتشيط الحراك الشعبي بوجود تلك الفئات وسط الصفوف ، اقصد من ذلك خلق حراك موازي للقوى السياسية وليس منافسا لها ، وان يكون هذا الحراك الحاضنة الشعبية لقوى التغيير وتعطيها البعد الجماهيرى ، وان يكون هذا الحراك رافد من روافد التغيير ويقوده النخب والمثقفين والكتاب والاعلاميين ، ولكن بشرط ان يتحلوا بالتواضع والعمل بنكران ذات والتخلى عن الطموح الشخصى ، حتى لا ندخل فى صراع مظلم ونسقط بعضنا البعض وتكون نهايته الإنتكاسه والإنكفاء .
ويجب ان يتحلى هذا الحراك بالقيادة الجماعية ذات المرونة العاليه .
ويجب علينا أن نمارس السياسية بالشكل الصحيح وان ننوع فى الوسائل والادوات ونتبادل الادوار حتى نكون جزء وطرف مؤثر فى عملية التغيير بحيث نكون رقم و لا احد يستطيع أن يتجاوزنا مهما كانت قوته او من يقف خلفه .
* النقابات والكيانات المدنية :
لم نستطيع الى هذه اللحظة أن نوجد كيانات او نقابات تجمع عدد من الأشخاص ذات الاختصاص او اصحاب المهن.
ليس لدينا جسم مدنى يلتف حوله الجماهير ويكون هذا الجسم رافد من روافد التغيير ويعبر عن تطلعات الجماهير ويكون ضاغطا على القوى السياسية لدفع عجلة التغيير ، على الاقل يشارك فى المؤتمرات التى تقيمها المعارضة كمراقب ، ويفصل بين قوى التغيير اذا صار بيهم اى اشتباك او خلاف بحياد تام . وعبر هذا الجسم يتم تنشيط وتفعيل الجماهير.
* القنوات التلفزيونية :
الاعلام سلاح مؤثر وقوى وله دور كبير فى عملية التغيير ولا يقل اهميته من العمل المسلح .
وللاسف اعلامنا بدائ وقائم على الجهود الفردية ومشتت ولا نمتلك رؤيه واضحة والتأثير ضعيف جدا الا القليل .
واذا نظرنا لكل النوافذ الاعلامية التى تقدم برامج ونشاطات ذات صلة بالتغيير وتستهدف شريحة الناطقين باللغة العربية نجد الامكانيات محدودة والمواعين كثيرة والبرامج شحيحة .
اذا كانت لدينا إرادة حقيقية لكنا تنازلنا من اجل المصلحة العامة ودمجنا عدد من القنوات فى قناة واحدة ، وبذلك كان سيكون البث على مدار ال ٢٤ ساعه ولملاءنا الفراغ ، وكنا سنستمتع بتنوع البرامج وكنا سنطور ونجود رسالتنا الاعلامية ، وكان سيكون التأثير قوي وصداه سيصل الى داخل الوطن . وحقا كنا سنقتحم ونسحق اعلام الرقص التابع للنظام ونطرح انفسنا كبديل ونطمئن الشعب فى الداخل باننا أفضل من الذى يسود الوطن .
للأسف نحن نكرر التجارب السابقة على سبيل المثال اى تعداد المواقع الارترية وكثرتها ، قبل ان تتلاشي تلك المواقع كنا نناشد الأخوة المشرفين عليها بعمل ميثاق شرف صحفى وتنظيم عملية النشر وكل تلك المناشدات لم تحظى بالاهتمام ، وللأسف لم يسمع احد تلك النداءات . وانتهى دور المواقع بظهور الفيس بوك .
وعبر هذا البوست اناشد القائمين على القنوات التلفزيونية بدمج تلك النوافذ والسعى فى سبيل تطوير و تقديم اعلام قوى ومؤثر وفقا لرؤية واضحة تدفع عجلة التغيير وبجهود جماعية مميزة .
وما كان بالأمس مستحيلا ، صار اليوم واقع وسهل المنال ، وقبل انتهاء دور هذه القنوات ومفعولها علينا ان نفكر بشكل جيد فى الاستفادة منها وتوظيفها لخدمة عملية التغيير ، وقد تاتى وسائط اخرى اكثر تحديثا تقضى على تلك القنوات .
فنحن فى حاجة لتنظيم وتوحيد رسالتنا الاعلامية .
@ ماهو الفرق بيننا وبينهم ؟
* النظام واتباعه من التغرنيجة :
بالرغم من ان النظام يبسط سيطرته على التراب الارتري.
الا انه لم يكتفى بذلك ولم يستغنى من الخارج ، بل يعتمد فى الدعم المعنوى والمادى على المهاجرين من ابناء التغرنيجا .
ويقوم بتنظيمهم وتأطيرهم فى كل بقاع العالم ، اى فى كل مكان يوجد فيه مناصر ومؤيد له ، وذلك فى شكل خلايا ومجموعة صغيرة مرتبطة ببعضها البعض تلتزم بدفع الإشتراكات ولها اجتماعات دورية ويقودها كوادر وقيادات الهقدف بمستويات مختلفة ، وتقوم هذه المجموعات باحياء الأعياد الوطنية ، وتساهم بقدر من المال فى دعم الاحتفالات التى تقام فى المدن الرئيسية فى بعض الدول ويخصص العائد منها لدعم خزانة النظام عبر القنصليات و السفارات ، وان المهرجانات التى نتابعها فى كل عام ويتم عبرها حشد انصار النظام بشكل كبير ويساهم فيها وزراء وسفراء وقيادات عليا من الهقدف ، ما هى الا تتويج لتلك الجهود التى اشرت اليها سابقا .
* المعارضة من ابناء التقرنيجة :
اذا نظرنا الى الساحة وحاولنا قراءة الحراك الشعبي والمدنى والتى تدعى وتنتسب الى المعارضة نجد الاتجاه الاقوى يمثله الناطقين بالتغرنيجه .
وهم لا يمثلون اتجاها واحدا بل ينطلقون من خلفيات مناطقية مختلفة .
وان التيار البارز والاقوى يمثله شباب اكلى قوزاى وهم لا يقلون تنظيما عن الهقدف ومتماسكون ويلتزمون بالاشتراكات الشهرية ويضحون باوقاتهم واموالهم. ويعملون باندفاع وحماس منقطع النظير فى سبيل تحقيق اهدافهم ويقف خلفهم نخب ومثقفين واعلاميين من ابناءهم .
ولا ننسي أن هناك قيادات سياسية ورموز وطنية من ابناء التغرنيجة ، كانت محسوبة على تجربتي الجبهة والشعبية وبسبب الانقسامات والانشقاقات والفرز الاجتماعى فى صفوف المعارضة ، تلك القيادات وجدت نفسها اقليه اجتماعية ومصنفه ، مما دفعها للاصطفاف والتحالف مع شباب اكلى قوزاى وغيرهم ، ونشأ هذا التحالف على أثر حرب تقراى ، وفى بوست سابق ذكرت الاسباب والدوافع لهذا التحالف والاصطفاف مع التقاروا .

السؤال الذى يطرح نفسه ما الذى يجعلنا كمسلمين عاجزين من خلق حراك شعبي قوى موازي للقوى السياسية ويمثل رافد من روافد التغيير وبذلك يكون لنا اكثر من خيار ؟.
أليس المشتركات التى بيننا كمسلمين تساهم فى توحيد كلمتنا وتقوي صفوفنا بدلا من التشرذم والتقزيم الذى نمارسه فى حق مجتمعاتنا ؟
اذا طلب الطرف الاخر حوار مع المسلمين ماهى مطالبنا ومن الذى يستطيع ان يطرحها بشكل قوى ويقدمها بصورة واضحة وهل نحن متفقون حول الحقوق والمطالب الرئيسية ؟
واذا كانت الإجابة بنعم من الذى يستطيع ان يجسد تلك المطالب وتلك الحقوق ويعمل على تحقيقها بعيدا عن الاطماع السياسية والمصالح الحزبية؟
أليس نحن فى حاجة للحراك الشعبي الذى يطرح مطالبه ويطالب بحقوقه بشكل واضح وشفاف بعيدا عن المصالح الحزبية والاطماع السياسية؟

ليست هناك تعليقات: