فى ظل ما نشهده من تراجع ملحوظ وضعف وترهل المعارضة السياسيه الارترية لعدم
وضوح
اليآتها لإسقاط النظام وضبابية الرؤي حول التغيير فنجد الساحه يملؤها الإحباط واليائس وليس هناك ضوء
فى اخر النفق ، وتراجع المزاج الشعبي السياسي العام فى كل مستوياته وحتى الفضاء الإسفيرى أخذ شكلا اخر وكأننا نشهد عدا تنازلياً لا ادرى
هل المعارضة ستنقذ الوطن ام الوطن سينقذ المعارضة؟ هل النظام سيسقط المعارضة ام المعارضة
ستسقط النظام؟ هل إخترنا المهجر وطننا بديلا أم سنعود الى الوطن الأصل بعد هذا الغياب وما هو دورنا ان عدنا اليه ونحن نحمل خيبة أمل؟ هل سنساهم فى الحل ام سنكون جزء من المشكلة ونحن نحمل أفكار إنشطارية وإنقسامية وصرعات قديمة متجددة؟..
فصار حراكنا السياسي
أشبه بالحلقة المفرغة فصرنا نراوح مكاننا وتمخض من هذا الحراك المبتور منظمات أشبه
بالحالمة منفصله عن الواقع تغوص حول الحقوق وتقفز عن مرحلة مهمة وتسقط من أجندتها إسقاط
النظام ولاتمتلك آليه واضحه ، فكيف لنا نطلب بالحقوق والوطن فى كف عفريت والجميع فى
قارعة الطريق لا وطن ولا يحزنون؟.
وللاسف البعض منا
يطالب الآخر من أجل ان يمنحه حقوقه عبر الحفلات والمؤتمرات التى تقام فى الغرب بعيدا
عن واقع المجتمعات التى نتباكى من أجلها وكأننا أوكلنا مهمة التغيير الى المنظمات الدولية
والاقليمية !!!. وحتى مساهمتنا فى المظاهرات والإحتجاجات والعمل العام خجولة
جدا!!..
حقا نحتاج الى صحوة ضمير ان وجد الضمير فى الأصل !!!!!.
لاشك ان المطالب
والحقوق التى ينادى بها الجميع هى المحك العملى للتغيير الذى ننشده وهذا لا يعنى دورنا
ينحصر فى الصرصرة والحديث بعيدا عن التضحيه والعطاء والعمل وهذا لعمرى لن يحقق ويجلب
الحقوق التى نتباكى عليها وان كانت ساميه وغاية الجميع .
فان الفرز الذى تشهده الساحه فى الوقت الراهن أشبه بالأمس
القريب أبان الكفاح المسلح مما أدى الى إنفراد الجبهة الشعبيه بالساحه ومن ثم إحتكار
الوطن بإسره، يبدوا لى نحن سنعيد ذات المشهد السياسي الإقصائ بتصرفاتنا العاطفية وسلوكنا
الغير ناضج وخطواتنا الغير محسوبه ولاسيما
فنحن الأضعف قوة والأكثر تشتتاً وتمزقاً ان كنا فى خارج الوطن او داخله ، إعتقد ان
بعد إسقاط النظام سينفرد بالسلطه من هو قوى لا محالة اذا ذهبنا على هذه الوتيرة ، وان
لم نصل الى رؤيه وصيغة مشتركة تضمن لنا التعايش المشترك فى وطن يصون كرامة الإنسان
ويراعى حقوق الجميع بعيداً عن الخيارت الصعبه التى تأخذ شكلا مناطقياً وقبلياً حتى
لا نعود الى الوراء كثيراً.
فان لم نعمل معا
من أجل إسقاط العصابة القائمة ونعيد التوازن السياسي على أساس الثنائيه اللغويه والدينيه
فى ارتريا فلن تقوم لنا قائمة وسنتسبب فى ضياع الوطن الذى ضحينا من أجله ودفعنا خيرة
شبابنا وبالتاكيد سنضمن الإستمرارية للدكتاتور واركان نظامه البائس اذا كان دورنا باهت
بهذا الشكل ، وايضا ستذهب النتائح لصالح القوة الدولية التى لها أطماع فى ارتريا ولاسيما
دول الجوار التى تبحث عن ذات الهدف وتسعى الى نتيجه مفادها ان الشعب الارترى غير قادر
لإدارة بلاده ، وان ارتريا صارت دولة فاشلة ويجب إعادة صياغتها من جديد وان تطرح احد
الحلول إما ان تتوالى الامم المتحدة الوصاية عليها وإما ان يتدخل الإتحاد الأفريقى
وتندرج تحت حمايته وتصير صومالاً اخر !!!!
فيجب علينا أن نعود الى رشدنا ونقلب منطق
المصلحة العليا ونبحث عن المشتركات ومن ثم نصعد النضال ضد الطاغية وأعوانه ويجب علينا
ان لا نتقاعس عن واجباتنا الوطنيه ونردم الهوة من خلال تحقيق توافق سياسي وطنى يضمن
العدالة للجميع بعيداً عن روح الإقصاء والتهميش والإنتصار للذات..
فسحة أمل وآفاق جديدة :
فبالرغم
من القتامة التى تلف الساحة وتجعلنا نشتائم الا إننا نتفائل قليلاً لما نشهده من عمل
جبار لمنظمات حقوقية ارترية فى بريطاينا تحاول أن تستنهض الهمم وتعمل من أجل توحيد جهودها
لدفع عملية التغيير وتتبنى ملفا شائكا وصعبا ، وهذا الملف يعد كبرى القضايا السياسية
الارترية وأحد مفاتيح النصر على النظام الدكتاتورى وذات بعد إنسانى وأخلاقى ولاسيما
هناك الكثيريين من المشايخ والمعلمين والمناضلين والفنانيين والمثقفين يقبعون تحت الارض
فى سجون الطاغية وينتظرون الفرج فى كل يوم تشرق فيه الشمس ويمنون أنفسهم للعودة الى
ديارهم ويقضون بقية عمرهم مع ذويهم وأهليهم .
فان التعاون الذى
أبدته المنظمات الارترية فى المملكة المتحدة من تعاون وتضامن لأجل الكشف عن الوجه القبيح
للدكتاتور اسياس افورقى واركان نظامه المتهالك فانها خطوة تستحق الإشادة والتقدير وستفتح
لنا آفاق جديدة فى اطار العمل الحقوقي والإنسانى وسنستفيد منها حتما فى المستقبل كتجربة
فى إطار توحيد الجهود والعمل المشترك وتوزيع الأدوار والمهام ولاسيما الساحه فى حاجه الى هذا التعاون والعمل
المشترك وفى قضايا ذات بعد انسانى وحقوقى فنعانى حقا من تشتت الجهود وتبعثرها.
فان التعاون مع اللجنة
الدولية لحقوق الإنسان المنبثقه من مجلس حقوق الإنسان بخصوص ارتريا التى تباشر مهامها
فى الوقت الراهن احد الخطوات الهامة ويجب أن نوليها أولية قصوى طالما خياراتنا الاخرى
مجمدة وبعيدة المنال ، فانها تعد احد ادوات
الضغط و مفتاح الإنتصار على الطاغية وأركان نظامه فى الحلبة الدولية على الأقل هذا
الشيء نستطيع ان نقوم به ولا يكلفنا سوى التفاعل والتواصل مع هذه المنظمات وغيرها. فهى خطوة ذات اهمية كبرى ويجب ان ندفع بهذه المنظمات
للمضى قدماً من أجل تحقيق مهمتها ، ويجب أن نعينهم فى مهامهم ونتعاون معهم بقدر المستطاع
ولاسيما تقع المسئولية الكبرى على أهل
وذوى المعتقلين وكل من تضرر من النظام الارترى
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حتى نساهم جميعا فى تحرير الأسرى والمعتلقين ونكسر القيود
و الأغلال التى عليهم ، فانها فرصه وسانحه وبارقة أمل يجب الإستفادة منها فى سبيل تحقيق
التغيير المنشود ..
فان المنظمات التى
قامت بهذه الخطوة الإيجابيه فى توحيد الجهود وتبنت ملف إنسانى وحقوقي وذهبت لعمل ورشة
عمل بهذا الشأن ، يجب علينا أن لانتوقف ولا نتردد فى دعمهم مهما كان الأمر فانها تصب
فى مصلحة التغيير وهذه خطوة فى الإتجاه الصحيح
وستساهم فى الضغط على العصابة وإجبارهم للمثول أمام المحاكم الدولية ...
فان احد مهام اللجنة
الحقوقية الدولية تسعى لجمع أكبر قدر من الأدلة والبراهين التى تدين النظام فى ارتريا
بشكل مباشر وتسعى لتاكيد جرائمه وتسعى لتعكس بشاعة وجهه القبيح ، فان دور المنظمات
الحقوقية الارترية يكمن فى تسهيل وإنجاح مهمة هذه اللجنة ، فهلا تعاونا معهم جميعا
من أجل تذليل العقبات لتقديم الجناة الى المحاكم الدولية !!!..
فسحة
أمل اخرى:
هناك نداء
خاص للإعلاميين والصحفيين الارتريين عبر مبادرة تبناها بعض الشباب من أجل تكوين مظلة
او نقابة مهنية تضبط وتقيد العمل الصحفى والإعلامي والاستفادة من الطاقات الارترية
المبعثرة والمشتت فى المهجر والتى تعمل من غير رقيب ولا حسيب وتتعرض للهدر ، وليس هناك
ميثاق شرف إعلامي الى هذا الوقت بالرغم من إمتلاكنا لكم هائل من وسائل الإعلام المقروه
والمسموعه .
يجب على الجميع أن
يلتف ويقف خلف هذه المبادرة وأن يتم صياغة مسودة أو لائحة للشروع في العمل فان الغاية
ساميه والهدف نبيل ونستطيع ان نبلغ الهدف إذا ما تضافرت الجهود ، ويجب ان ندفع بهذه
المباردة من أجل هذه الغاية نحن فى حاجة الى
بداية وخطوة عملية وذلك عبر إقامة سمينار أو
جمعية عمومية على ارض الواقع أو عبر وسائل الإتصال الحديثه .
ملاحظة : الأخوة
القائمين على هذه المبادرة يجب عليهم مراعاة الجوانب الأمنية وعدم الإكثار من الشروط
والقيود فنحن فى حالة توهان وفقدان للثقة ، الى أن نتجاوز هذه المرحلة الحرجه ، فنحتاج الى تسهيل وتبسيط للشروط المطلوبة
من الأشخاص الذين يودون الإنتماء لهذه الفكرة والمبادرة حتى لا تحول بينهم وبين الرابطة أو النقابة ، ويجب
ان تكون هناك دعوات مكتوبه لشخصيات إعلامية ارترية لها باع فى هذا المجال وايضا لمشرفى المواقع الارترية
واصحاب الإذاعات والكتاب وغيرهم لكى يساهموا فى دفع المبادرة عمليا وبلورة الفكرة.
كم نبكى عندما نشاهد
ونتابع الساحه الارترية المعارضة فهى تفتقد الى نقابات مهنية حقيقية وليس هناك جالية
ارتريه منظمة بالشكل المطلوب وقد أخفقنا فى تكوين وتشكيل كيان شبابي جامع يهتم بالتغيير!!!
.
فيجب علينا أن نقف
مع أنفسنا ونراجع حساباتنا ونقييم مسيرتنا السياسيه على كل الأصعدة حتى نساهم فى التغيير
بشكل إيجابي .
نعم نمتلك لكثير
من الكوادر البشرية ولدينا رصيد كبير من الخريجيين والجامعيين وحملة الدرسات العاليا
فى شتى المجالات ، الا إننا لم نستفيد من هذا الزخم ولم نقدم شيء للوطن فى المهجر سوى
أصوات ونداءت لم ترتقى الى مستوى جراحنا. بينما
هناك من ينتظر منا الكثير وقد خاب ظنهم وإنقطع
املهم!! فهل لدينا الإستعداد لكى نعيد البوصلة ونكون أهلاً لهذا الرجاء والأمل؟..
فسحة
أمل اخرى :
هناك بعض الشباب
تبنى مبادرة إنسانية فى غاية الأهمية مشروع غطاء شتوى للاجئين الارتريين فى شرق السودان
. ليس لدى معلومات دقيقة عن المشروع ولكننى اطلعت على احد البوستات بهذا الشأن ليت هذه المبادرة تجد طريقها الى القروبات والمجموعات
الشبابية ويتفاعل معها الجميع فان الارتريين فى شرق السودان فى حاجه ماسه لغطاء شتوى
وكلنا يعلم الوضع الإقتصادى والظروف المعيشية الصعبة التى تواجه الإنسان هناك . فان
البرد قارس فى هذا العام والناس يحتاجون الى إغطية تقيهم من موجة البرد التى تكتسح
العالم باسره .
فقبل ان نبكى أطفال
سوريا وغيرهم علينا أن نبكى اطفالنا واهلينا وهم يموتون جوعاً ومرضاً وبرداً وهذا ما
دفعهم يركبون البحار والصحار وامواجها العتايه ويلقون حتفهم فى الغرب والشرق علينا
ان نرحم انفسنا قبل ان نطلب الرحمة من الاخرين !!!.
فى الختام : نترحم
على روح الشهيد الشاب خالد ونسال الله ان يتقبله بقبول حسنا وان يجعل مثواه الجنة وان
يلهم اهله الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون .
................. لا ضاع حق وراءه مطالب ........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق