15‏/05‏/2014

الحراك الشعبي ما بين الحقيقة والواقع ( 2 )

بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
اود هنا اقف على جهود الاخوة فى الحراك الشعبي للعدالة والديمقراطية التى يبذلونها عبر صفحتهم العامرة والزاخرة بعدد مقدر من الاعضاء وايضا مقابل هذا الجهد ما يواجهونه من سهر وتعب من اجل تحقيق التغيير المنشود ولاسيما ان العمل العام فى الساحة الارترية متعب ومضنى . وهذا لا يعفى الاخوة من توجيه الانتقاد لهم وتقييم ما يقومون به والوقوف على جهودهم .
الكثيرين عندما يتبادر الى ذهنهم كلمة الحراك الشعبي للعدالة والديمقراطية يعتقدون ان هذا الكيان هو الذى سيخلصهم من براثين

الهقدف من خلال ما يتابعونه من منشورات على واجهتهم فى الفيس بوك التى تضم حوالى " 12 الف عضو وما يزيد " ويعلقون عليه الامال .. وهذا الرقم ايضا يجعل احيانا الاخوة فى ادارة الصفحة يراهنون عليه بالرغم من ان قلة من هؤلاء من يتفاعلون فى الصفحة مقابل هذا الرقم الكبير وهذا يشير الى ان الاعضاء بالصفحة مجرد ارقام وليس الا . ومن الصعب التعامل مع هذه الحسابات التى تعج بها الصفحة طالما لم يكون لديهم حضور ولربما هذه الاسماء نصفها من مناصرى النظام وكل شيء وارد فى عالم الفضاء الاسفيرى فمن الخطأ الاخوة فى الحرك الشعبي ان ينسبوا كل هؤلاء الاعضاء لحراكهم او لصفحتهم ..وخير شاهد على ما اقوله وضع السمينار الاخير والتفاعل معه من قبل اعضاء الصفحة فان العدد المتفاعل مع السمينار لايساواى نسبة صفر فى % مقابل العدد الكلى . دعوتى للاخوة فى الحراك ان يتواضعوا وان يعرفوا حجمهم الحقيقي ويميزوا بين من يتعاطف معهم وبين من ينتمى لهم وان ينزلوا من برجهم العاجى من اجل الوصول الى المشتركات مع الاخريين واشارتى هذه سوف اوضحها اكثر فيما هو قادم من محطات ان شاء الله ..
تنويه فلن اتوقف على الاسماء ......
سوف اتوقف مع الحراك الشعبي عبر محطات وتجارب مختلفة جعلتنى اتخذ مواقف لما يطرحونه وبالرغم ان احيانا طرحهم يتسم بالاهمية وذلك لاهتزاز المصداقية والشفافية فلنذهب معا لتوضيح ذلك:
المحطة الاولى: كانت البداية مع الحراك الشبابي الارترى عبر الفيس بوك والبالتوك قبل اربعة سنوات وكنا قلة من يهتم وينشط فى الساحة الارترية عبر هذه النوافذ الاعلامية ولاسيما حضورنا بشكل يومى فى البالتوك جعلنا نتواصل اكثر ونعمق المعرفة بيننا وايضا نستشف مفاهيم بعضنا البعض من خلال الحوار المتواصل . وفى حينها اقترحنا بان نقيم مظاهرات عامة فى اكثر من مدينة اروبيه من اجل عكس قضايا اللاجئين فى كل من ليبيا وتونس وصحراء سيناء ومصر فكانت الدعوة بتاريخ 25مارس 2011 م وللاسف التفاعل كان ضيعفا عبر هذه الوسائل التى ذكرتها اعلاها . فان احد من الحراك الشعبي ومن البارزين من اعضائه قام بوصفنا باننا نقوم بعملية انتحارية لمجرد ان دعينا للمظاهرات فلم اجد ممبررا لهذا الوصف ووضعت علامة استفهام حوله؟. فلجأنا انا ومن معى من الشباب للعمل على الارض وحقا وجدنا الاستجابة وحققنا ما نصبوا اليه وكانت البداية قوية وفى اكثر من دولة سويسرا - استراليا - بريطانيا وكانت الاستجابة فورية من المجتمع الدولى وعلى وجه التحديد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فى جنيف . كنموذج فان احد ابرز اعضاء الحراك الشعبي لم يخرج فى مظاهرة واحد من جملة المظاهرات التى يقيمها الشباب فى المهجر هل لموقف شخصى من المظاهرات ام لعدم قناعته من جدوى هذه المظاهرات؟ وبالرغم من ان دعواته المتكررة من اجل العمل وحث الشباب بذلك !!!!!
وبعد هذا النجاح الذى تحقق فى تلك المظاهرة قام ذلك العضو البارز والمؤسس للحراك الشعبي بدعوتنا الى حوار مغلق فى غرفة البالتوك من اجل التفاكر فى شأن الحراك الشبابي واستجبنا له. وقام بطرح علينا مشروعه السياسي فقمت بسؤاله هل انت تتحدث عن الحراك الشبابي الوليد ام شيء اخر. فرد علي قائلا العمل الذى نتحدث عنه له عامين فى الساحة . فقلت له هل لك ان تذكر لنا الشخصيات التى ساهمت معكم فى بناء هذا العمل لعامين؟ وقد ذكر لى ان هناك قيادة تنفيذية ومجلس ادارة ولدينا ما يفوق " 200 " جندى على الحدود السودانية الارتريه وايضا هناك قيادة تتشكل من مجلس مركزى وتنفيذى ولن نفسح عنهم الا بعد اداء القسم . فسالنا ما اذا كنا مستعدين لاداء القسم والانخراط فى هذا المشروع ام غير ذلك . فسالته على ماذا نقسم هل شرطكم نقسم قبل ان نعرف شيء عنكم . فاذا كان الامر كذلك الله يفتح بيننا وبينكم .. وخرجت من الروم بينما عضو مؤسس لهذا الحراك دعانا بالعودة . وانتهى اللقاء. وهذه كانت محطة اخرى تضاف الى السابقة..
المحطة الثانية:كانت الدعوة الى سمينار اوسلو للانطلاق الحراك الشعبي وكان ذلك بتاريخ 18/11/2011م فان الدعوة كانت لاقامة سمينار تفاكرى وتم تحديد الاجندة التى يجب مناقشتها فلم تكون الرؤيا واضحة للجميع وماهو الهدف من هذا السمينار؟ وبعد الانتهاء من السمينار صدر منهم بيان مغتضب وكان غامضا مما دفع الشباب لطرح كثير من الاستفهامات وانا من بينهم ولم نسمع اى رد بهذا شأنها.. فخرجوا لنا الاخوة من هذا السمينار بجسم غريب الاطوار .. فلا احد يتطوع منهم للاجابة على الاسئلة التى تطرح من هنا او هناك على صفحة الحراك بالفيس بوك ولا شفافية تذكر فكان السمينار غامضا ولم تعرف مخرجاته . ومن اجل معرفة الحقيقة تقدمنا بالدعوة لادارة السمينار والمشرفين عليه وفى الامسية المعنية وضحوا لنا ان الفكرة تتبلور فى مسارين المسار الاول السعى فى انشاء قناة تلفزيونية والمسار الاخر انشاء حراك شبابي. وفى ذات الامسية حصل جدل ما بين الشباب فى الروم . ولقد اتهمنا احد الاعضاء باننا نحاول نشتت الجهود ودورنا سلبي بمجرد ان طرحنا بعض الاسئلة فى هذا السياق وارجع الى ان سبب الخلاف ما بين الشباب فى الامسية هو ادارة المنتدة . وهذه ايضا كانت نقطة استفهام حول هذا الحراك فى عدم الوضوح والشفافية وعدم التقبل للراي الاخر ؟.
ففى البيان الصادر عنهم فى ختام هذا السيمنار ذكروا الاخوة ان النظام سوف يسقط فى العام 2013 ولم تكون هناك اى الية تذكر لاسقاط هذا النظام وهذا ما جعلنا ايضا نتوقف كثيرا عن مصداقية هذا الحراك الذى يعلن ان نهاية النظام فى خلال عامين بينما وللاسف لم يحدد الياته فى اسقاطه ولم يكون لديه اى تواجد على ارض الواقع وهو فى طور النشأ والتكوين !!!!!!!!!!!!!!!!!!
المحطة الثالثة : طرحت اكثر من مبادرة فى قروب ارتريا فور اكشن وللاسف كانت تجرى التفافات حول كل المبادرات والتغول والسطو على حقوق المشاركين باسم الحراك واما باسم الصفحة وللاسف تمهر كل المبادرات باسم الحراك الشعبي او باسم صفحة ارتريا فور اكشن . بينما من يقف على هذه المبادرة شباب دفعهم الحماس والعمل ويسعون من اجل انجاح الفكرة ولم ينتمون لهذا الحراك .. لقد ساهمت شخصيا مع بعض الاخوان فى مبادرة بخصوص مناشدة قناة الجزيرة الاخبارية من اجل ان يتم تسليط الضوء على قضية اللاجئين الارتريين فى السودان وكانت المبادرة فى اغسطس 2012 م على الفيس بوك وكنا فريق من مختلف الاتجاهات ولم ينتمى جميعا لهذا الحراك .. وبكل صدق كان الفريق يسهر ويتعب ويجتهد من اجل حشد التوقيعات ونجاح المناشدة وكان معنا بعض من ادارة الحراك وليس جميعهم ، وفى كل مرة كان ياتى اقتراح بان يتم التوقيع باسم الحراك الشعبي واحيانا باسم القروب على الخطاب وكنا نحاول ان تاخذ الحملة الطابع العام وعدم تخصيصها وتوظيفها لصالح جهة ما وكنا نتصدى لكل محاولات الالتفاف وكنت استغرب ذلك وفى الاخير توافقنا بان تكون المبادرة باسم احد الاخوات من ادارة الحراك بدلا عن صفحة فيس بوك حتى لا يتخلونا عن المبادرة كرد فعل على رفضنا المتكرر ان تمهر المبادرةى باسم الصفحة . وهذا الالحاح جعلنى اتوقف كثيرا !!!! هل يسعون من خلال المبادرة لخدمة القضية ام لتوظيفها لصالح جهة ما ؟؟؟!!!! بينما كان الشباب يريد ان يفعل شيء مقابل عكس معاناة اهلنا فى المعسكرات . وشاركنا فى هذه الحملة لاننا كنا نؤمن بان المبادرة تخدم قضية عامه وليس قضية خاصه فمن غير المقبول ان نرسل مناشدة لجهة اعتبارية باسم قروب فى الفيس بوك كقناة الجزيرة كنت اشعر بالاملاءات من قبل قيادة الحراك الشعبي المشاركين فى الحملة من اجل مهر المبادرة ونسبها للقروب بين الفين والاخرى . برغم ان بعض الشخصيات البارزة من الحراك لم تكن جزءا من هذه المبادرة وكنا نتسائل عنهم ولم نجد الاجابة الوافية سوى انهم منشغولون ولهم ظروف ..
المحطة الرابعة : فى مطلع العام 2013 تم تدشين اذاعة الشروق من قبل ادارة الحراك الشعبي وذلك بالتواصل مع فريق اذاعة الشرق المقيمين بكندا وهم عدد من الاعلاميين ، ولهم تجارب وخبرة كافية لادارة اعلام محترف ، وهم اول من قاموا بتقديم برامج الاذاعة ، وكان هناك اتفاق واضح بين الطرفين من اجل اقامة شراكة ، فللاسف ادارة الحراك الشعبي ارادات ان توظف الاذاعة لمصلحة الحراك وليس لمصلحة التغيير وقد فرضوا على الاعلاميين توجه الحراك وبذلك صاروا الاخوة كاعلاميين يسخرون امكانياتهم لمصلحة خاصة دون اجر . وحسوا انهم يقومون بالدعاية لهذا الطرف بعيدا عن المهنية الاعلامية بينما لم يكن احد منهم ينتمى لهذا الحراك ، فقاموا بالرجوع الى ادارة الحراك لمعالجة المشكلة ، وللاسف ادارة الحراك تملصت من التعهد الذى كان بينهم ، وهذا ادى الى توقف الفريق الاعلامى من العمل بالاذاعة وهذا يشير الى ان الاخوة ليس لديهم استعداد للتنازل وانما الهدف هو الترويج لحراكهم وليس لخدمة قضية التغيير بينما كانت هناك مناشدات من اجل دعم الاذاعة من اعضاء القروب فى ذات الوقت ، فكيف لمن يطلب الدعم ان يفرض اشياءه الخاصة ؟؟..
المحطة الخامسة : كانت هناك مناشدة للتبرع من اجل اقامة قناة فضائية عبر واجهة الحراك الشعبي بالفيس بوك واستمرت الحملة لفترة ليس بالقصيرة وللاسف لم تكون الخطة والرؤي واضحة مما احجم الناس من التعاطى والتفاعل مع الفكرة ، فصاحبة الفكرة غياب الشفافية وهذا ايضا يؤدى الى زعزعة الثقة. ولم يكون المشروع واضح المعالم وغياب تام حول ماتم جمعه من مبالغ مالية . ولم نعلم شيء عن المشروع وما توصلوا اليه الاخوة حتى الان ، وهذا ايضا يجعلنا نقف كثيرا حول شفافية الحراك الشعبي وطريقة ادارتهم للعمل العام .وهذا لا يعنى نحن نشك فى اخلاصهم وتفانيهم للعمل ...
المحطة السادسة : لقد كانت هناك عدة مبادرات فى الساحة الارترية وكانت تستهدف قطاع الشباب وللمنتدى الارترى للتغيير النصيب الاكبر منها ، وكانت هناك مبادرة شبابية فى نهاية العام 2012 م من اجل البحث عن المشتركات والتنسيق بين الحركات الشبابيه وتمت دعوة جميع الحركات الشبابيه الارتريه المتواجدة فى الساحه ومن بينهم الحراك الشعبي وقد تعللوا بان هناك مبادرة مطروحة من قبل الاخ ابوفيصل وطالبونا بان نوحد الجهود فى هذا السياق فقمنا بالتنازل لصالح المبادرة الاخرى وذهبنا الى اخطار الحركات الشبابية بالامر ولقد تفاجأنا بان هذه الحركات ليس لها علم عن المبادرة التى نتنازل لصالحها ومن بين هذه الحركات حركة 24 مايو وحركة الشباب الارتري للتغيير بسويسرا والحركتين نفتا اى علم عن المبادرة .. فتفاجأنا من الموقف وقمنا بنشر الملابسات حول المبادرة فى وقتها من اجل توضيح الموقف وتمليك الحقيقة للجميع ..
وبعد مضي فترة ليس بالقصيرة ولم نرى اى جهود تذكر فى الساحة من اجل لم شمل الحراك الشبابي الارترى قمنا باقامة امسية شبابيه دعينا فيها كل الاطراف فى الساحة وشاركونا ممثلوا الحركات الشبابية ، وكانت الامسية ناجحة بكل المقاييس وكان الحوار فيها شفافا وهادفا وهادئا وطالب الشباب عبر الامسية بتوحيد الجهود وايضا طالبونا بدفع الحركات الشبابية لتحقيق هذا الهدف . وقمنا بالفور بصياغة ورقة بشأن الحراك الشبابي من وحى الامسية ومن خلال ما طرح من اجل توحيد الرؤى ودمج الافكار ودفع الحركات الشبابيه فى اطار كيان شبابي جامع . فكانت المبادرة بتاريخ 17/5/ 2013 م وللاسف الحراك الشعبي لم يفيدنا بهذا الشأن برغم مراسلتنا عبر الشخص المشارك والممثل وكان سؤالنا متكررة حول وجهة نظرهم فى المبادرة ، وفى الاخير اضطررنا ان نتواصل مع العضو الذى كان مكلفا فى الامسية عبر الاسكاي بي بعد مضى شهور ووضح لنا ان الاخوة فى الحراك ليس لديهم استعداد للاندماج او الوحدة مع اى طرف وانما يحبذون التنسيق فقط ، وحتى التنسيق الذى قالوا عنه لم نرى من قبلهم شيء فى هذا المضمار ، بينما بقية الحركات خطت خطوات فى هذا الاتجاه وحققت نتائج فعلية على الارض .. وما يزال الحراك الشعبي يعزف بمفرده فى الساحه وعن معزل عن الاخريين ..
حتى لا اطيل على القارئ سوف اتوقف هنا وبمشئية الله سوف نكمل ما تبقى ..............

ليست هناك تعليقات: