بقلم / محمدامان ابراهيم انجابا
في هذا المقال أود أن أذهب بالقارئ الي بعض القضايا التي تعتبر قضايا الساعة ، وتتعلق ببعض الشخصيات التي تخطف الأضواء عبر الرسائل اليوميه والكتابات المستمرة ، تسعي لتبنى قاعدة جماهييريه بطرح قضايا محوريه والتنظير فيها والبحث عن حلول ومخارج للوضع الراهن السياسي الاريتري المُتأزم، ثم تنحرف بالمسار عندما تقبض الثمن وتضعف أمام المغريات ، نجد هذا الصنف من الإنتهازيون والمتسلقون في كل الأمم والشعوب ، ويسعون لتحقيق مكاسب وأطماع شخصيه ، ويتركون مبادئهم وأهدافهم وأراءهم خلف الأدراج وعلي الورق ويستديرون الى الخلف.
وليس في قاموسهم مبادئ ولا قيم ولا توجد لديهم خطوط حمراء ولا غيرها الكل عندهم بثمن ومعروض للبيع والشراء والثمن بخس ، ويتم تغيير الموقف حسب الحاجه والمصلحة . ففى الوقت القريب عندما تحررت اريتريا إلتمسنا العذر للذين التحقوا بالنظام فور إعلانه عن قبول الأفراد وتعينهم في مؤسسات الدولة من دون الإعتراف للكيانات السياسيه والتنظيمات التي ينتمون اليها ، فهناك من هرول وطبل وصفق للنظام دون أن يحسب للخطوه التي يخطوها وكانت النهايه سجون وقتل وهروب. ومنهم من كان يتجه الي بناء الوطن وتشيده بعد الإستقلال ولبى النداء الذي أطلقه الدكتاتور بكل عفوية وروح وطنيه ، وتقديم المصلحه العاليا علي المصلحة الشخصيه وكانت النتيجه كذلك بالمثل سجون وغير ذلك وكانت نهاية سوداء ، وهذه هي نهاية كل شخص لايدرس القرارات المستقبليه والمصيريه التي يتخذها .
وهنا في هذا الموضوع أخص الشخصيات الطائشه طلاب السلطة المتعطشين لهدم حقوق الأخرين ، الذين يسعون خلف الدولار والمنصب أي الطمع الشخصى وهولاء المتسلقين والانتهازيين لابد من الوقوف على تصرفاتهم ووسائلهم التي يستخدمونها للتضليل والتشويش علي القضايا الوطنيه وفي توجيه الراي العام ، فنحسبهم أحياء وهم أموات أي لاتجد فيهم روح النخوة بل أجساد بلا ضمير ولا إحساس . وعندما هربوا هؤلاء الأفراد من الهقدف تقبلنا تبريرهم ومنطقهم الذي جعلهم يخرجون من النظام بعد سنين قضوها داخله وإعتبرناها خطوه في الإتجاه الصحيح وتصحيح للخطاء السابق ، ولم يقتصر علي ذلك بل ذهبوا الي تبنى خط الدفاع والزود عن المظلومين ، وقد دعموا خطّهم بكتابات تحليليه وينظِرُون في معالجة القضايا الوطنيه ، وهذا حق مكفول لهم ، ولكن تكمن المشكلة عندما يحولوا مسار القضية الي الإتجاه الخاطئ ، وقد كانوا مُنُظِرين بإمتياز ويرسمون العناوين ويوزعون صكوك الوطنيه وغير ذلك ، ويملؤن صفحات المواقع الاريتريه ضجيجاً وفرقاعات إعلاميه ، والبعض يطلق عليهم رموز وطنيه وأصحاب أقلام شريفه ، ولا ندري علي أي شيء إستندوا هؤلاء الشهود حتي يطلقون المسميات والصفات النبيله عليهم ، هل هي في إطار المجاملة والترضية المجتمعية الغير لائقه ؟ نقول لهم ليس في محلها ، فيجب أن نقف أمام هذا السلوك المشين لقضيتنا وتضحياتنا ونتصدي له بقدر المستطاع .
سبحان الله مغير القلوب مع أول امتحان واختبار في دعوة لمشاركة في مؤتمر معين سرعان ما تم التراجع عن ذلك الخط والمسار كأن لم يكن شيئ في السابق ودارت العجله مرة أخري الي مربعها الأول وتم تغير الموقف بالكامل ورجعنا الي فترة إلتحاقهم بالجبهة الشعبيه والتبرير الذي صاحب ذلك الموقف . ندرك تماماً إن في عالم السياسه لايوجد شيء ثابت ولايوجد عدو وصديق دائمين كل شيئ متغير . ولكن عندما نتحدث عن منظريين وكتاب يتبنون خط الدفاع فهذا شيئ غريب جداً وهناك خطاء وإعوجاج يجب التوقف عليه ، حتي لا تكون هذه السيمه تلازم الشخصيه الإريتريه ويكون عنونها التخبط وعدم الثبات في الموقف . للأسف نجد هناك أشخاص يطبلون لهم ويمتدحونهم ويلوحون بأن هذه الشخصيات لا يجب أن نحاسبها ، هي قامات وطنيه فوق المحاسبه والتسائل ، وللأسف نجد كذلك بعض المواقع تذهب في هذا الإتجاه وتقف أمام الاخريين وترفض النشر لهم ، وتفتح أبوابها على مصرعيها لمثل هذا الصنف من النفعيين وغيرهم الذين يعملون للدعاية الشخصيه والمزايدات بعيداً عن الحرفيه والحياديه ويطلقون علي مثل هذه المواقع مستقله للاسف .
ماهو الشئ الجديد والمنطق الذي يجعل الشخص يتراجع من موقفه ويقدم تنازلات من غير مبرر ودون مراعاة حقوق شعبه ؟، هل هي حسابات شخصيه ومصلحة مؤقته مدفوعة الثمن ؟ أم قراءة خاطئه للواقع وتغير المسار والتحول الي الإتجاه المخالف ؟ والضعف والسقوط أمام المغريات .
فلا توجد لدي هؤلاء كلمة يطلقون عليها موقف وكلمة ، يذهبون مع التيار يطبلون ويصفقون وفقا وحسب مصالحهم الضيقه الأنيه وسرعان ما ينكشفوا في أول اختبار . ولكن للعلم ليس هذا هو النموذج الاريتري ، بل لنا نماذج وأمثله أخري يجب أن نحتذي بها ، لم تبدل تاريخها ولم تقبض الثمن مقبال تراجعها من خطها بل رفضت كل المغريات وإختارت الثبات في الموقف والكلمة وتمسكوا بالنضال والتحرر من العبوديه ورفضوا أن يكون اللعوبه في يد الغير لعشرات السنين منهم الفنان العملاق المناضل بالكلمة والصوت أبرار عثمان وكذلك المناضل بالكلمة والصوت حسين محمد علي الذين إرتضوا لأنفسهم الغربه والمنفي حتي لا يضعُوا أيديهم مع من تلتخت أيديهم بدماء الارتريين الاحرار ولهم كل الاحترام والتقدير . وكذلك هناك إضاءات وشموع سياسيه وقامات مناضله مثل القائد احمد محمد ناصر ورفاقه ، وأيضاً أخرين من داخل السجون يبرقون وينيرون لنا الطريق ويتمسكون بالحقوق ، وتركوا كل المغريات وقالوا لا لكل شيء ، وإختاروا نهاية تليق بتاريخهم ونضالهم وهم مجموعة الخمسة عشرة من كان منهم وزيراً ومن كان منهم دبلوماسياً ومن كان منهم قيادياً وله كل الإمتيازات ولكن لم يضعفوا أمام كل المغريات وعوامل الاستقرار والثراء بل أعلنوها كلمة وموقف حتي النهاية. ومن هنا لهم التحيه ولك مناضل يناضل حتي يحرر الإنسان الإريتري من الظلم والذل والإضطهاد والعبودية .
والتحيه لكل إريتري ترك مصلحته الشخصيه من أجل المصلحة العامه والتحيه لكل المناضليين الذين ضحوا وقدموا أنفسهم من أجل الوطن ، والتحيه لمن إختاروا الزنازيين من أجل موقف ورأي وقالوها كلمة حق وصدق أمام الطاغيه وزبانيته....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق