بقلم : ابو محمد بن محمد
ان بلادنا قد تعرضت منذ اعلان الاستقلال في عام 1993الي كثير من المشاكل والي جملة من المخاطر والأهوال بفعل النظام القمعي في اسمرا. وعندما نقوم بتشريح سياسة هذا النظام وبسط خطوطها العريضة، خلال الفترة التي اعقبت الاستقلال، نجد انه قد مارس سياسة العدوان تمثلت خارجيا في حروب مع دول الجوار باسباب واهية راح ضحيتها العديد من الشباب، وبات بفعلها الالاف ضمن طابور المعاقين. وتجسدت داخليا في القمع والتجويع والترويع وتكميم الافواه والاعتقال والاغتيال والارهاب للمواطنين، الامر الذي دفع العديد منهم الي الاحتماء بعضوية الحزب الحاكم (الهقدف)، كونه يمثل جزيرة نجاة في بحر الشرور ووسيلة العيش وصك الغفران الضامن للبقاء. ليس هذا فحسب بل ان النظام دشن حركة التغيير الديمغرافي ونشر قلاعها في ربوع البلاد،واغلق عددا من المؤسسات التعليمية كالمعاهد والمدارس بل و حتي الجامعة الوحيدة في اسمرا، لم تسلم من قرارت الاغلاق, ومنذ تسلم النظام زمام الامور في الوطن، بث عبر وسائل اعلامه وابواقه ثقافة (الاجترار) للبطولات وكان الهدف من ذلك:--
** تقديم الزمرة الحاكمة ،كما لوكانت هي لوحدها صاحبة البطولات والخوارق الفذة التي لاتتكرر.
**خلق جيل يؤمن بالنظام الحاكم ويري فيه حامي حياض الوطن والمدافع عن سيادته.
**ترسيخ فهم يري ان الوطن هو النظام والنظام يعني الوطن والخروج عليه خيانة للبلاد ومكتسباتها
**التركيز علي الهم (الوطني)علي حساب الهم، (الانساني)وابراز الوطن كما لو كان في حملة تنمية مسعورة يقف في طريقها ويقوم بتهديدها،عدوان خارجي وشيك ، وبالتالي حشد كافة الطاقات والامكانات لصد( العدوان،) و اسكات كافة الاصوات المطالبة بالاصلاح، تطبيقا للشعار الناصري المشؤم ،(ان لاصوت يعلو علي صوت المعركة). وهنا يطرح التساؤل او الاستفهام حول مدي نجاح النظام في تدجين المواطنين عبر هذه الثقافة التي ذكرناها انفا .
مما لاشك فيه ان النظام نجح في هذا الصدد نجاحا ملحوظا ، اذ ان هذه الثقافة قتلت في الناس روح النقد والتضحية والبذل والعطاء التي سادت ايام حرب التحرير الطويلة ،وتمكن النظام ايضا عبر وسائل اعلامه من الهيمنة علي افكار الناس وميولهم ومصادرة اختياراتهم وخاصة عبر توظيف الفن - ومع تقديرنا وكامل احترامنا للفن- الا ان النظام حصره في الرقص المبتذل والمتمثل في هز البطون والاكتاف بصورة رتيبة تحط من قيمة الانسان وكرامته ، وتجعله خنوعا يسهل قيده واقتياده ، وزرع عبر التجنيد الاجباري ،روح الانانية والحقد والكراهية في الشباب والعزوف عن كل مايمت بصلة بالشأن العام .
ولعل تدفق افواج الهاربين من جحيم النظام الي خارج البلاد وغيابهم عن اي مشاركة جادة وفاعلة في النضال القائم ضد النظام لهو خير شاهد وابلغ دليل علي مانقول. وعلي كل، احال الديكتاتور الوطن الجميل الي سجن كبير وبات البلد العظيم بفعل ممارساته يعيش خارج حركة التاريخ ،فلا تحقق الاستقرار بعد الاستقلال ولا تحقق الازدهار بعد النضال ،حيث خابت كل احلام الشعب الاريتري وتلاشت امنياته ولعله يتمثل اليوم بقول الشاعر الذي يقول :-
(رب يوم بكيت منه فلما ******* صرت في غيره بكيت عليه)
وازاء هذا الوضع المزري انبرت المعارضة الاريترية، رافضة الواقع المأساوي الذي يعيشه الوطن في ظل النظام الديكتاتوري، وتنادي الاحرار للعمل ضد النظام في اطار مظلة جامعة ، فكان التجمع، ثم كان التحالف وعلي الرغم مما شاب تولي رئاسته من من صراعات يمكن القول انه جاء يحمل نضجا جدير بالتنويه. .وعلي اية حال ان المعارضة تواجه اليوم تحديات كبيرة وكبيرة جدا ، وفي تقديري مهما تعددت الصعاب وتعاظمت المصاعب فالتسليم او الاستسلام لن يكون بطبيعة الحال من خياراتها وعليه فان التحديات التي ينبغي مواجهتها يمكن اجمالها في النقاط التالية:-
(1)كما اشرنا سابقا فان النظام نشر ثقافة( التجهيل والتدجيل)،لذلك نجد المعارضة تواجه تحدي نشر الوعي السياسي و الثقافي في اوساط الجماهير علما بانه المهماز الاساسي والموجه الرئيسي لمواقف الناس وتشكيل قناعاتهم وبالتالي تصرفاتهم،ومن دون نشر هذا الوعي ستقف الجماهير مكتوفة الايدي حيال اي تحرك سياسي يسعي للدفاع عن قضاياها المصيرية، او عن اي حراك يرمي الي الحفاظ علي مصالحها الحيوية.
(2)ان فصائل المعارضة علي الرغم من محاولات توحيد جهودها ورص صفوفها لكن النتيجة دون مستوي الطموح والامال،بل ان معظم اتفاقيات الوحدة التي تمت بين بعض هذه الفصائل –لبعض الوقت—اصطدمت بجدار الخلافات مما احبط معنويات الجماهير الطامحة في التغيير والمتطلعة نحو الاصلاح.
(3) ان البلاد تتعرض اليوم اكثر من اي وقت مضي للتهجير ،فالنزيف البشري مستمر بصورة رهيبة وعليه فان هذا الوضع السياسي والانساني يستدعي من كافة قوي المعارضة ان تتحرك بسرعة لتدارك فداحة الاخطار والتداعيات التي يمكن ان تنشا عن هذا الوضع الراهن.اذا كانت حادبة علي مصلحة الوطن ومعنية بامره؟!!!
(4)ان الخلافات في اطار معسكر المعارضة قد تكون عميقة الجذور ولكنها _في تقديري_ ليست منطقية ،فاذا امن الجميع بحق الجميع في العيش بكرامة وحرية وعدل ومساواة، لن يكون ثمة صعوبات او مشاكل في العيش المشترك، ولن يكون هناك مجال للاختلافات والحزازات والتنازع والتنافر، في امور تبدو ثانوية.وللاسف فان غالبية الاحزاب –لاتؤمن – ربما بدافع الخوف بالعيش المشترك فهي تتمنطق بمنطق غير وطني وان كان البعض يحاول اخفاء ذلك بواجهات وشعارات وطنية براقة!!!. وفي الواقع ان التاريخ قد يسجل نقاط لهؤلاء هنا وهناك ،ولكن لن يقف طويلا امام طموحات واماني متواضعة وهزيلة، ثم ان العيش المشترك -في ظل الاوضاع السياسية للمجتمع الدولي الراهن سيبقي قدرنا ،كما انه في النهاية لايصح الا الصحيح.
(5) الكثير من الاحزاب والقوي المعارضة هي احزاب هيكلية بمعني انها احزاب وتنظيمات تتكون من هيكل يشكله اطر الحزب وكوادره ولايتوفر علي قاعدة شعبية عريضة وفاعلة تؤيده وتسانده. والتحدي الذي يواجه هذه القوي هو امكانية خروجها من الشرنقة الذاتية والتخلي عن روح الانانية والتحلي بنكران الذات والمسؤلية، بحيث تصب جهودها في جهود الاخرين، ومعلوم ان تضافر الامكانات وحشد الطاقات هو طريق النصر.
(6)معظم التنظيمات والاحزاب المعارضة لاتعرف ممارسة الفعل الديمقراطي في اطار هياكلها الحزبية والتنظيمة،وحين تفعل ذلك وقتها ستحقق قفزة نوعية باتجاه التغيير الديمقراطي الحقيقي الذي لايزال مجرد لازمة تردد اوشعار يرفع دون ان يكون له نصيب في ارض الواقع.
(7)برامج الفصائل والتنظيمات المعارضة لاتزال متناقضة ومصالحها متعارضة بصورة صارخة،ولابد من تجاوز ذلك بالانتقال الي مرحلة التنسيق والتكامل الحقيقي حتي يكون الطريق سالكا والسبيل ممهدا لمواجهة النظام الاستبدادي الذي يذيق شعبنا صنوفا من التنكيل والاضطهاد.
اما عن الفرص يمكن القول ان النظام يعيش احلك ايامه فهو يعاني :-
( 1) من ازمة اقتصادية واجتماعية طاحنة وظروف سياسية خانقة ،الي ذلك فان العقوبات المفروضة عليه من قبل المجتمع الدولي ستكون سارية المفعول في غضون الاسابيع القليلة القادمة وعلي الرغم من ان النظام يمكن ان يخرج منها بتنازلات معينة ،وهذا وارد بل مرجح ولكن يبقي امام المعارضة خيار تكثيف الضغط عليه سياسيا واعلاميا ودبلوماسيا وبكل الاساليب الاخري الممكنة، ، ولعل ملتقي الحوار الوطني للتغيير اليمقراطي قد يكون منبرا مفيدا في هذا الاتجاه خاصة اذا استطاع ان يؤمن مشاركة كافة الوان الطيف السياسي المعارض.
2) ان المعارضة الاريترية لاتزال تجد التعاطف والتأييد من قبل عدد محدود من الدول بطريقة مباشرة وغير مباشرة ،ولاسيما من بعض دول الجوار، ولابد من استغلال ذلك بصورة تعود بالفائدة علي المعارضة وعلي مسار التغيير الديمقراطي الذي تنشده. ولاننسي اخيرا ان الشعب الاريتري وخصوصا في الداخل يتعاطف مع المعارضة من اجل تخليصه من هذا النظام الكابوس الا ان المعارضة لم تستطع ، استغلال ذلك التعاطف لصالحها حتي الان. قال الديكتاتور اسياس ذات مرة :(انسو التأريخ فالتأريخ يصنعه الرجال) فهل يمكن للمعارضة ان ترتفع الي مستوي هذا التحدي لتصنع التأريخ من جديد!!! لللاسف تبدو المعارضة-- مع احترامنا للتضحيات التي يقدمها البعض—في حالة ترقب وانتظار لمعجزة لن تأتي ابدا، ومن هنا نجد اهمية دعوتها الي العمل الجاد و الحثيث من اجل صنع المستقبل الذي تسعي اليه ،وكما يقولون فان افضل طريقة لتنبأ المستقبل هو خلقه وايجاده!!! فهل نحن فاعلون!!!
** تقديم الزمرة الحاكمة ،كما لوكانت هي لوحدها صاحبة البطولات والخوارق الفذة التي لاتتكرر.
**خلق جيل يؤمن بالنظام الحاكم ويري فيه حامي حياض الوطن والمدافع عن سيادته.
**ترسيخ فهم يري ان الوطن هو النظام والنظام يعني الوطن والخروج عليه خيانة للبلاد ومكتسباتها
**التركيز علي الهم (الوطني)علي حساب الهم، (الانساني)وابراز الوطن كما لو كان في حملة تنمية مسعورة يقف في طريقها ويقوم بتهديدها،عدوان خارجي وشيك ، وبالتالي حشد كافة الطاقات والامكانات لصد( العدوان،) و اسكات كافة الاصوات المطالبة بالاصلاح، تطبيقا للشعار الناصري المشؤم ،(ان لاصوت يعلو علي صوت المعركة). وهنا يطرح التساؤل او الاستفهام حول مدي نجاح النظام في تدجين المواطنين عبر هذه الثقافة التي ذكرناها انفا .
مما لاشك فيه ان النظام نجح في هذا الصدد نجاحا ملحوظا ، اذ ان هذه الثقافة قتلت في الناس روح النقد والتضحية والبذل والعطاء التي سادت ايام حرب التحرير الطويلة ،وتمكن النظام ايضا عبر وسائل اعلامه من الهيمنة علي افكار الناس وميولهم ومصادرة اختياراتهم وخاصة عبر توظيف الفن - ومع تقديرنا وكامل احترامنا للفن- الا ان النظام حصره في الرقص المبتذل والمتمثل في هز البطون والاكتاف بصورة رتيبة تحط من قيمة الانسان وكرامته ، وتجعله خنوعا يسهل قيده واقتياده ، وزرع عبر التجنيد الاجباري ،روح الانانية والحقد والكراهية في الشباب والعزوف عن كل مايمت بصلة بالشأن العام .
ولعل تدفق افواج الهاربين من جحيم النظام الي خارج البلاد وغيابهم عن اي مشاركة جادة وفاعلة في النضال القائم ضد النظام لهو خير شاهد وابلغ دليل علي مانقول. وعلي كل، احال الديكتاتور الوطن الجميل الي سجن كبير وبات البلد العظيم بفعل ممارساته يعيش خارج حركة التاريخ ،فلا تحقق الاستقرار بعد الاستقلال ولا تحقق الازدهار بعد النضال ،حيث خابت كل احلام الشعب الاريتري وتلاشت امنياته ولعله يتمثل اليوم بقول الشاعر الذي يقول :-
(رب يوم بكيت منه فلما ******* صرت في غيره بكيت عليه)
وازاء هذا الوضع المزري انبرت المعارضة الاريترية، رافضة الواقع المأساوي الذي يعيشه الوطن في ظل النظام الديكتاتوري، وتنادي الاحرار للعمل ضد النظام في اطار مظلة جامعة ، فكان التجمع، ثم كان التحالف وعلي الرغم مما شاب تولي رئاسته من من صراعات يمكن القول انه جاء يحمل نضجا جدير بالتنويه. .وعلي اية حال ان المعارضة تواجه اليوم تحديات كبيرة وكبيرة جدا ، وفي تقديري مهما تعددت الصعاب وتعاظمت المصاعب فالتسليم او الاستسلام لن يكون بطبيعة الحال من خياراتها وعليه فان التحديات التي ينبغي مواجهتها يمكن اجمالها في النقاط التالية:-
(1)كما اشرنا سابقا فان النظام نشر ثقافة( التجهيل والتدجيل)،لذلك نجد المعارضة تواجه تحدي نشر الوعي السياسي و الثقافي في اوساط الجماهير علما بانه المهماز الاساسي والموجه الرئيسي لمواقف الناس وتشكيل قناعاتهم وبالتالي تصرفاتهم،ومن دون نشر هذا الوعي ستقف الجماهير مكتوفة الايدي حيال اي تحرك سياسي يسعي للدفاع عن قضاياها المصيرية، او عن اي حراك يرمي الي الحفاظ علي مصالحها الحيوية.
(2)ان فصائل المعارضة علي الرغم من محاولات توحيد جهودها ورص صفوفها لكن النتيجة دون مستوي الطموح والامال،بل ان معظم اتفاقيات الوحدة التي تمت بين بعض هذه الفصائل –لبعض الوقت—اصطدمت بجدار الخلافات مما احبط معنويات الجماهير الطامحة في التغيير والمتطلعة نحو الاصلاح.
(3) ان البلاد تتعرض اليوم اكثر من اي وقت مضي للتهجير ،فالنزيف البشري مستمر بصورة رهيبة وعليه فان هذا الوضع السياسي والانساني يستدعي من كافة قوي المعارضة ان تتحرك بسرعة لتدارك فداحة الاخطار والتداعيات التي يمكن ان تنشا عن هذا الوضع الراهن.اذا كانت حادبة علي مصلحة الوطن ومعنية بامره؟!!!
(4)ان الخلافات في اطار معسكر المعارضة قد تكون عميقة الجذور ولكنها _في تقديري_ ليست منطقية ،فاذا امن الجميع بحق الجميع في العيش بكرامة وحرية وعدل ومساواة، لن يكون ثمة صعوبات او مشاكل في العيش المشترك، ولن يكون هناك مجال للاختلافات والحزازات والتنازع والتنافر، في امور تبدو ثانوية.وللاسف فان غالبية الاحزاب –لاتؤمن – ربما بدافع الخوف بالعيش المشترك فهي تتمنطق بمنطق غير وطني وان كان البعض يحاول اخفاء ذلك بواجهات وشعارات وطنية براقة!!!. وفي الواقع ان التاريخ قد يسجل نقاط لهؤلاء هنا وهناك ،ولكن لن يقف طويلا امام طموحات واماني متواضعة وهزيلة، ثم ان العيش المشترك -في ظل الاوضاع السياسية للمجتمع الدولي الراهن سيبقي قدرنا ،كما انه في النهاية لايصح الا الصحيح.
(5) الكثير من الاحزاب والقوي المعارضة هي احزاب هيكلية بمعني انها احزاب وتنظيمات تتكون من هيكل يشكله اطر الحزب وكوادره ولايتوفر علي قاعدة شعبية عريضة وفاعلة تؤيده وتسانده. والتحدي الذي يواجه هذه القوي هو امكانية خروجها من الشرنقة الذاتية والتخلي عن روح الانانية والتحلي بنكران الذات والمسؤلية، بحيث تصب جهودها في جهود الاخرين، ومعلوم ان تضافر الامكانات وحشد الطاقات هو طريق النصر.
(6)معظم التنظيمات والاحزاب المعارضة لاتعرف ممارسة الفعل الديمقراطي في اطار هياكلها الحزبية والتنظيمة،وحين تفعل ذلك وقتها ستحقق قفزة نوعية باتجاه التغيير الديمقراطي الحقيقي الذي لايزال مجرد لازمة تردد اوشعار يرفع دون ان يكون له نصيب في ارض الواقع.
(7)برامج الفصائل والتنظيمات المعارضة لاتزال متناقضة ومصالحها متعارضة بصورة صارخة،ولابد من تجاوز ذلك بالانتقال الي مرحلة التنسيق والتكامل الحقيقي حتي يكون الطريق سالكا والسبيل ممهدا لمواجهة النظام الاستبدادي الذي يذيق شعبنا صنوفا من التنكيل والاضطهاد.
اما عن الفرص يمكن القول ان النظام يعيش احلك ايامه فهو يعاني :-
( 1) من ازمة اقتصادية واجتماعية طاحنة وظروف سياسية خانقة ،الي ذلك فان العقوبات المفروضة عليه من قبل المجتمع الدولي ستكون سارية المفعول في غضون الاسابيع القليلة القادمة وعلي الرغم من ان النظام يمكن ان يخرج منها بتنازلات معينة ،وهذا وارد بل مرجح ولكن يبقي امام المعارضة خيار تكثيف الضغط عليه سياسيا واعلاميا ودبلوماسيا وبكل الاساليب الاخري الممكنة، ، ولعل ملتقي الحوار الوطني للتغيير اليمقراطي قد يكون منبرا مفيدا في هذا الاتجاه خاصة اذا استطاع ان يؤمن مشاركة كافة الوان الطيف السياسي المعارض.
2) ان المعارضة الاريترية لاتزال تجد التعاطف والتأييد من قبل عدد محدود من الدول بطريقة مباشرة وغير مباشرة ،ولاسيما من بعض دول الجوار، ولابد من استغلال ذلك بصورة تعود بالفائدة علي المعارضة وعلي مسار التغيير الديمقراطي الذي تنشده. ولاننسي اخيرا ان الشعب الاريتري وخصوصا في الداخل يتعاطف مع المعارضة من اجل تخليصه من هذا النظام الكابوس الا ان المعارضة لم تستطع ، استغلال ذلك التعاطف لصالحها حتي الان. قال الديكتاتور اسياس ذات مرة :(انسو التأريخ فالتأريخ يصنعه الرجال) فهل يمكن للمعارضة ان ترتفع الي مستوي هذا التحدي لتصنع التأريخ من جديد!!! لللاسف تبدو المعارضة-- مع احترامنا للتضحيات التي يقدمها البعض—في حالة ترقب وانتظار لمعجزة لن تأتي ابدا، ومن هنا نجد اهمية دعوتها الي العمل الجاد و الحثيث من اجل صنع المستقبل الذي تسعي اليه ،وكما يقولون فان افضل طريقة لتنبأ المستقبل هو خلقه وايجاده!!! فهل نحن فاعلون!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق