أن يكون محطة مراجعة
وطنية ونقطة الإنطلاق للتغيير( 1-2)
بقلم / رمضان محمد
لاشك أن تناول
القضايا الوطنية وطرح الأفكار حولها لتقديم رؤية أو تجاوزمخاطر هو حق مشروع يستمده
الجميع من المواطنة وليست بالضرورة أن تتماشى مع طرف دون طرف لكنها قناعات تطرح وبالطبع
تكون قابلة للقبول والرفض وهو بذات القدر حق مشروع للجميع ويشترط فيه الإحترام
للرأى ولصاحبه لكن مما يؤسف له أن يتجاوز النقد الرأى ليتعداه للأشخاص فهذا غير
مقبول لأننا وببساطة أمام وطن يتعرض للتدمير الشامل فى بنية المجتمع والدولة من
نظام ظلامى لا يمكن وصفه إلا بالمافيا التى لا ترعى عهداً ولاذمة
وليست لديها من
صفاة الإنسانية إلا الشكل الذى كرهناه ،ومن صفات الدولة إلا رجلاً نصب نفسه سيداً
ورئيساً دون وجه حق، وحاشية لا تعرف قيمة للوطن إلا طاعة سيدها!
فوضعاً كهذا يُحتم
علينا أن يكون هنالك تلاقياً وطنياً على مبدأ إزالة من يتربع على سدة الحكم وأن
نضع خلافاتنا جانباً وأشواقنا التنظيمية والإقليمية والقومية جانباً وأن نتحاور
بالحسنى فى كل ما يتم طرحه من رأى لأننا بمبدأ الحوار نستطيع أن نتجاوز هذه
المرحلة التاريخية الحساسة ونحقق كسباً تفخر به الأجيال الإرترية جيلاً خلف جيل !!
ما دعانى لكتابة
هذه المقدمة هو أننى نشرت مقالاً بعنوان المؤتمر الوطنى – بين النزوات الشخصية
وأطماع الدولة المضيفة كتبت فيه وفصلت ما يجب الإنتباه له قيادة وقاعدة كيانات وأفراداً
فأنهالت الردود والتعليقات مشككةً فى الولاء الوطنى والتربية النضالية لشخصيتى
ولست هنا فى موقف المدافع عن الذات لأنه لا يؤثر فينى ما يكتب لأننى أكتب حسب
قناعتى ولايضيرنى مطلقاً من يرفض أويقبل ماأطرحه مع إحترامى التام لمن يخالفنى الرأى
،وحباً فى التوضيح أكثر فإننى لست من الرافضين للعمل من داخل الدولة الإثيوبية
لأنه المتاح فى الوقت الراهن والسياسة هى فن الممكن والنظام القائم كما ذكرت وقف
سابقاً مع حقوق شعبنا لكن أشرت بأن سياسات الدول ترتبط بماضيها وتاريخها مما يجب
علينا التحوط والإنتباه وهو طرح عادى والواقع المعاش يدعم هذا التوجه ويسنده وكان يجب أن يستفاد منما يتم نشره فى المواقع
وخاصة من أصحاب هذا التوجه لدعم الموقف النضالى وتكون مثل هذه المقال الفردية
بمثابة الكوابح من التدخلات وقوة فى التعاطى التنظيمى مع الدول، كما أن السياسة
لها كثيراً من الأوجه لحفظ التوازن وتحقيق المطالب والكتابة طبعاً تأتى فى مقدمتها
،
لكن على النقيض من ذلك إنهالت جملة من التعليقات
مدافعةً عن الدولة الإثيوبية منصبين أنفسهم قضاةً ومحامين لها والغريب أننى أقرب
جغرافية إلى أثيوبيا من الذين يدافعون عنها بشراسة وهى كذلك لا تحتاج لهذه
الدفوعات وإن كان مقصدهم رد الجميل لهذه الإستضافة ولو أنها بنيت على مصالح فمن
العقل أيضاً عدم تحميل الرأى أكثر منما
يجب ،
ثم أننى سبق وأن
شاركت فى ملتقى الحوار الوطنى وحالت ظروفى الخاصة من عدم حضورى للمؤتمر وكتبتُ أكثر من مقال لفتاً للأنظار وتدعيماً للموقف
النضالى الذى نتبناه لبناء علاقة مصالح متوازنة مع الدولة الجارة فليس بغريب أن
اكتب فى هذا الإتجاه إن غبت أوحضرت لافرق!
وعوداً على الحدث
الوطنى الكبير الذى بدأ إنعقاده فى أوسا حالياً بحضور حشد تجاوز عدده (550)عضواً وصلوا من مختلف أنحاء العالم بقصد الإسهام فى
التغيير فنطالبهم بتجسيد الروح الوطنية فى التعامل والنقاش وأن يدركوا أن الوطن
يسع الجميع كما أنه لاتستطيع أن تستأثر جهة دون أخرى بمقدرات الوطن ويستطيب لها
المقام فعشمنا من الحضور المناضلين منهم والرعيل والمرأة والشباب جميعهم قادرين
على التعامل بحكمة مع الحدث ويهتموا بوضع خارطة طريق تكون منطلقاً وأرضية للتغيير فى الوقت الراهن
وأساساً لبناء حكمٍ رشيد فى دولة ذات مؤسسات وأولى تلك المرجعيات النى نريد لها أن
تتحقق :
مرجعية التلاقى
الوطنى (مسـلم مسـيحى) :
إن النظام وطيلة
العشرون عاماً عمل على تخريب نسيج العلاقة بينهما ، وحاول عن عمد إزالة مساحة
التلاقى بينهما لإطالة عمر نظامه وقد كرس لهذا دعاوى مغرضة بإسم الأصولية تارة
والإرهاب تارة أخرى وصور المسلمين بأنهم يشقون الصف الوطنى بتكوينهم التيارات
السياسية على أسسٍ دينية مع أن قيام التيارات الإسلامية جاءت رداً على التخريب
الأخلاقى والقيمى الذى مارسه أفورقى مع عدم مراعاته لحرية المعتقد للمواطن الإرتري
وهنا لست بصدد الدفاع عن الكيانات الإسلامية ولست من المنتمين لها لكنى أؤكد أسباب قيامها من باب الإستدلال التاريخى وحتى
لا يعتقد الشركاء بأننا من سبق فى تأسيس كيانات سياسة على أسسٍ دينية ولم تسجل هذه
الكيانات بادرة سوء نية ضد الشركاء المسيحيين ولن تمارسه مستقبلاً مما يدل على أن
اللحمة الوطنية ما ظالت بخير وعافية وجميع الأطراف حريص عليها فعلينا فقط إعادة
الفجوة التى أوجدها نظام أفورقى بحيث تكون قوية تدفع عجلة النضال لإحداث التغيير
فى هذا المرحلة الحساسة وتحقيق التعايش الوطنى فى المستقبل وأن يتسامى الجميع عن الصغائر لبناء النهضة
الوطنية الشاملة والتى ستكون بنيتها طبعاً المجتمع بكل مكوناته الدينية والإثنية ،
مرجعية للتعايش السلمى بين التكوينات الإرترية:-
إن نظام أفورقى
عمق روح الخلاف بين التكوينات الإرترية الواحدة التى تجمع بينهما مشتركات التاريخ
والدم والثقافة وفعل كل هذا ليخدم أغراضه الخبيثة وللأسف ركبنا هذا الموجة التى أوردتنا
المهالك فى مشهد يعكس التخلف وعدم الوعى ، عليه أتمنى من المؤتمرين بمختلف
تكويناتهم أن يتصالحوا مع الذات أولاً ليصنعوا أرضية تأتلف مع غيرها من أبناء الوطن
فى شرقه وغربه شماله وجنوبه حتى نكون قادرين على تحقيق أعظم الإنتصارات فى مختلف
الصعد !
وقد كان ملتقى
الحوار الوطنى مثالاً فى الشعور الوطنى الموحد ولا نريد ذلك أن يتكرر بل نريد أن
يكون المؤتمر ومخرجاته مرجعاً لهذا التلاقى الوطنى فى أرقى مراتبه..
وإلى لقاء فى
الحلقة القادمة..
تنبيه:
كنت قد وعد القراء فى مقالى السابق بأن مقالى
القادم هو بعنوان :مسلسل الإعتقال إلى ونسبة لهذا الحدث الوطنى الكبير سيتم نشر
المقال لاحقاً بإذن الله ولكم العتبى فى ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق