11‏/09‏/2011

جبهة الإنقاذ وحزب الشعب


ملاحظات حول تجربة الدمج 1-2
 بقلم / رمضان محمد
لاشك إن إعمال الفكر الإنسانى وتوجيه البحوث  والأطروحات صوب توحيد شعبٍ يتواجد فى رقعة جغرافية معينة هو عمل جدير بالتشجيع والوقفة والمناصرة خاصة إن بناء الأمم والشعوب يرتكز فيما يرتكز على الوحدة ،وحدة التاريخ ، وحدة الهدف والمصير ،ووحدة الشعور الوطنى، وهى
متلازمات متى ما أنفكت واحدة منها جلبت الويلات والنزاعات للشعب وتفشت ظاهرة الصراعات التى تقيد حركة النمو والتطور وتسجل حالات فشل الدولة كما هو كائن فى دولتنا الوليدة فى ظل نظام أفورقى ،
وإنطلاقاً من مقدمات الفكرة وتحقيقاً للمصلحة الوطنية العامة بدأت جبهة الإنقاذ الوطنى الديمقراطى وتلاها حزب الشعب الديمقراطى  فى خطى التوحيد بين تجربتى جبهة التحرير الإرترية والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا وقد تمثل ذلك فى أن توحدت قيادات خرجت من رحم المدرستين لتتجمع فى كيان سياسى واحد  تحقيقاً لتطلعات شعبنا فى بناء صرح ديمقراطى يتسم بالشفافية وروح العدالة وهو النموذج الذى سيكون محور تناولى فى المقالين المتواضعين  وقبل الخوض فى مقومات التجربة لابد من التأكيد على التالى :
1- أن تجربة جبهة التحرير الإرترية لايمثلها كيان واحد فهى تجربة إرترية خالصة  ..
2- الخوض والإستدلال بالتجربة بجبهة الإنقاذ وحزب الشعب إنما هو من باب الترميز.
3- تجربة الجبهة تجربة إتسمت بالمفهوم الوطنى الشامل وهى مسيرة  وطنية متميزة  مملوكة لكل الشعب ......
4-   المقارنة بين التجربتين هى من باب المقاربة والمؤامة ..
5- لكل من التجربتين إيجابياتها وسلبياتها فالمطلوب إستخلاص مايفيد وترك السالب منها .
مقومات التجربة الإندماجية :-
1- إعتراف كل الأطراف بالإسهامات النضالية للأخر.
2- التناول التاريخى للمسيرتين فى أدبيات ( الكيان التوحيدى ) بطريقة عادلة .
3- ترسيخ مبدأ الإعتقاد بأن الدولة الإرترية لا يمكن بناءها إلا بالمؤاءمة بين المسيرتين  .
4- الإيمان المطلق بأنها أساس السلم الإجتماعى فى إرتريا.
5- هى أساس لخلق التوازن السياسى والتاريخى والإجتماعى فى إرتريا المستقبل .
وإن جبهة الإنقاذ الوطنى وحزب الشعب الديمقراطى حزبان سياسيان  كأى حزب سياسى إرترى فى ساحة المعارضة الإرترية لهما إسهاماتهما  وبصماتهما كما لديهما سلبياتهما ولا يخرجان من التوصيف العام لكيانات المعارضة الإرترية التى وإن إختلفت فى الفكر والتوجه فقطعاً لا تختلف كثيراً البتة فى أوجه الشبه بينهما،
وإستهلالى بهما عنواناً وموضوعاً لطرحى هذا سببه أنهما كيانين حملا فكرة أو وصفة الدمج بين مدرستي جبهة التحرير الإرترية والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا،مع تأكيد أنهما لايمثلان التجربتين ولكن يمكن بناء الإستدلال عليهما لخوضهما هذه التجربة.
وفى تقديرى أن التوازن والتوافق فى اللعبة السياسية والمصالحة الإجتماعية  يتحقق عبر خلق علاقة تصالحية بين التجربتين وإعمال مبدأ الإعتراف بالأخر تاريخاً، ونضالاً ، وتجربة ، وكذلك تجريد التنافس من الكيد والحقد السياسى الذى يُبنى على الإقصاء للأخر ومحاولة إحلالها بالتنافس الحر  الشريف وتأمين المشاركة العادلة لكل ألوان الطيف السياسى وهذا لايتم إلا بتجاوز المرارات من أجل المصلحة الوطنية العليا والتوفيق بين المدرستين .
خاصة وأن التاريخ السياسى الإرترى منذ عهوده الأولى مر بمحطات صراع إتسمت بالبُعد الثقافى والجغرافى والدينى شكلت هذه المرحلة رغم محاولة ترميمها تُحدد بوصلة الصراع وأصبحت محدداً له وقد خلقت خلافاً وحاجزاً فى النسيج الإجتماعى يتطلب وبالضرورة تحليل المشكلة ووضع مرتكزات وحلول جذرية لها  تُحقق الإستقرار والسلام والعدالة فى بلدنا.
 وجبهة الإنقاذ الوطنى وإيماناً منها بتوحيد الصف الوطنى أقدمت نحو خطوة توحيد الصف الوطنى عبر دمج  تجارب قيادات كانت فى حزب الجبهة الشعبية وجبهة التحرير فتشكلت بذلك جبهة وطنية عريضة تم تسميتها بجبهة الإنقاذ الوطنى ،
 وعلى الرغم من عدم تحقيقها النجاح لكن كان لها فضل السبق فى  بناء الثقة بين التجربتين التى تمثلان لُب الصراع الإرترى ،،،،
  وخطى حزب الشعب الديمقراطى على نفس النهج  فى الدمج لهذين المدرستين العريقتين  وهو نهج جدير  بالدراسة والتحليل وإضافة أفكار حول التجربة  بُغية الوصول لفهم وطنى مشترك .
وعبر هذه الإطلالة القصيرة نُحلل تجربتى جبهة الإنقاذ الوطنى الإرترى وحزب الشعب   االديمقراطى وإليكم بعضاً من وجهات النظر حو ل تجربة جبهةالإنقاذ :-
إيجابيات التجربة :-
* تميزت التجربة الوحدوية بروح أخوية هدفت لتخليص الشعب من هيمنة الفرد الواحد عبر بناء أرضية لتوحيد الشمل الإرتري بأفكاره المختلفة وتجاربه المتنوعة.
* بنية المجلس الثورى لعبت  الدور المحورى  وساعد إتسامه بالتنوع ليكون إطاراً يمكن أن  تجتمع حوله  معظم التكوينات الإرترية .
* زرعت مفهوم أن حلحلة إشكالات الوطن يتم بالحوار بين التجربتين النضالتين العريقتين .
سلبيات التجربة :
*  لم تقم الوحدة على دراسة .
* التركيز فقط على هدف الإستحواذ الميدانى فى ساحة العمل.
* عدم مرونة فكرة التوحيد والدمج حيث ظهرت حالة الخروج والخلاف .
وفى المقال القادم سأتناول تجربة حزب الشعب الديمقراطى الوحدوية ومدى إتساقها مع الخط الوطنى العام .
ورؤى حزب الشعب وقراراته فى القضايا المصيرية  وإنسجامها مع  التوجه الوطنى لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب الإرترى كافة .

وكل عام وأنتم طيبون .

ليست هناك تعليقات: