23‏/04‏/2016

المعارضة الارترية والخيار الصعب ( 2 )

بقلم محمد امان ابراهيم انجبا
لقد توقفت فى البوست السابق فى المحطة الاولى ولم تكتمل الصورة بعد .
وقد تناولت الدور الاثيوبي الساعى لتقزيم المعارضة الارترية داخل اراضيها ومحاولة وضع يدها على كل حراك سياسي ارتري خارجيا ففى ذات السياق قامت اثيوبيا باللجؤ الى حيل اخرى ملتوية باستخدام وسطاء واذرع تعمل خارج اديس ابابا ولهم ادوار مختلفة فمنهم من كان يحشد لمؤتمر الشباب "دبر زيتى" ومنهم من كان يدعوا للسمينارات التى اقيمت فى اديس ابابا من اجل اجهاض اى مشروع وطنى مستقل .
فقد قامت الشخصيات المقربة من اثيوبيا بالتنظير والتمهيد والترويج لميلاد مشروع مناطقى تقسيمى جديد فى الساحة عبر كل الوسائل المتاحة وبالفعل فى العام 2014 تم تدشين رابطة ابناء المنخفضات بلندن ويعد هذا المشروع السياسي التقسيمى الاول الذى يدشن
خارج اثيوبيا واحد الادوات القوية التى قدمت خدمة جليلة للنظامين الاثيوبي والارتري معا وذلك باحداث شرخ كبير وانقسام حاد فى المجتمع المسلم الذى يعانى من الوهن والضعف والتمزق .
فمسمى المشروع له ارتباط تاريخي باثيوبيا مما جعل الارتريين يتوجسون منه كثيرا ، وعلى وجه الخصوص المثقفين من ابناء المنطقة وغيرهم ، و بالرغم من هذه الهواجس الا ان الاخوة القائمين على المشروع غامروا ومضوا فى طريقهم من اجل مكاسب آنية وحسابات ضيقة وتنحصر فى المحاصصة السياسية التى تضمن لهم الوجود فى المؤتمر القادم ، فان المشروع لم يخلوا من الاصطفافات القبلية الضيقة ، واتسم بغياب الرؤية وعدم القراءة الموضوعية والواقعية لطبيعة الصراع فى ارتريا وعدم النضج السياسي وبالرغم من ذلك تعاطف مع هذا التيارعدد لابأس به من ابناء المنطقة املا فى وجود كيان يلبي ويحقق رغباتهم وتطلعاتهم الا انهم اصطدموا بواقع اخر وان الحسابات والافتراضات التى بنية عليه المشروع تتعارض وتتناقض مع التركيبة الاجتماعية والثقافية للمنطقة ، فمنذ الوهلة الاولى اكتسب اصحاب المشروع عداءا كبيرا مع شرائح مقدرة من المجتمع الارترى ، والانطباع الاول ان المشروع سياسي عنصرى بإمتياز واحدث فرزا وشرخا فى الساحة ، فقبل ان تكمل الرابطة عامها الاول تعرضت للاهتزاز ، فهناك اقلام معروفة فى الساحه كانت تدافع وتنافح عن الرابطة فقفزت من ظهرها وقفز معها عددا مقدرا من قواعد وقيادات كانت تمثل خط الدفاع الاول للرابطة ويمثلون شريحة اجتماعية محددة من ابناء المنطقة ، فاصاب المشروع إنكماشا وتراجعا ملحوظا فى الآونة الاخيرة ويرجع ذلك لاسباب مختلفة .
السؤال الذى يطرح نفسه اى شمل التى تدعوا له تلك الوثيقة وهى ساهمت فى التمزيق والفرز وتشكلت على الاصطفاف القبلي والمناطقى ؟ اي شمل تدعوا له واصالة ابناء المنطقة قفزوا من ظهرها؟ .. التساؤل الاخير هل المشروع يخدم المصلحة الارتريه ام انه يخدم جهات بعينها تسعى لتمزيق المكون الارتري ؟
للاسف فى الفترة الاخيرة نجد المنتسبين للرابطة يقومون بدور سلبي فى الساحة !! هناك هجمات منظمة وبوستات موجهة ضد بعض القيادات وجهات سياسية لها مواقف من تلك الرابطة ، ويمارسون ضدها التشهير والابتزاز وذلك عبر انشاء صفحات وهمية واسماء مستعارة والغرض منها واضح ومكشوف . :::: فحق اريد به باطل ::::: فانهم يخدمون العدوا من حيث لا يدرون...
فكل شخص متابع للساحه يستطيع ان يفهم ثنايا تلك الرسائل ومن يقف خلفها وحتى التعبير والاسلوب والدوافع واضحة لا تحتاج الى عناء كبير وذلك باجراء مقارنات بسيطة.
يجب على الاخوة القائمين على المشروع ان يقفوا مع الذات وان يستمعوا الى صوت العقل والمنطق وان لا يتأثروا ببعض الاصوات النشاذ الذين يصطادون فى المياه العكرة ، فاننا بحاجة الي مجهوداتهم ومقدراتهم حتى ننقذ الوطن الذى يحتضر وينهار شيئا فشيئ جراء سياسات النظام الدكتاتورى ونهجه الاقصائ وكلنا فى مركب واحد فان لم نتعاون فلن نصل الى النهاية التى ترضينا جميعا . فقبل فوات الآوان يجب الجيمع يراجع حساباته ويتدارك الامر وان يقرأ الواقع بشكل جيد ويقف على المعطيات ويتعاطى معها بصورة ايجابية فمازال هناك متسع من الوقت.
فان اثيوبيا تحاول عبر كل السبل والوسائل ان تحافظ على مصالحها وتضع يدها على اى جهد ارترى وفى سبيل ذلك تدفع الغالي والنفيس ففى العام 2015 عبر مركز فيلسبيرغ الالمانى تمت الدعوة لاقامة سمينار لبعض القوة السياسية والمدنية من اجل مناقشة قضايا حساسة ذات طابع سيادي وسياسي واجتماعي ، للاسف لم تكن المعايير واضحة ، ففى هذا السمينار تم طرح اوراق كثيرة ومختلفة ، وجاءت مخرجات السمينار وفقا للرغبة والهوى الاثيوبي ، لقد تقدم السيد يوهنس اسملاش ممثل عن التنظيمات الستة الموالية لاثيوبيا " ذات التوجه الثقافى والدينى المشترك منسجما مع طرح التنظيم الديمقراطى للبحر الاحمر ورابطة ابناء المنخفضات وقد تنازل الجميع عن قضايا الارض والدين والثقافة العربية وكان همهم الاكبر اثبات الذات والبحث عن مكسب سياسي انى لهما كقوة سياسية وليس الا ، وكانت فرحتهم بحضور السمينار اكبر من المحتوى الذى سيقدمونه ، وكأن السمينار اقيم خارج اثيوبيا خصيصا لرفع الحرج عن رابطة المنخفضات التى تواجه كثير من الاتهام والتشكيك حول من يقف خلفها ، واضيف الى ذلك طرح عندى برهان ممثل مدرخ الذى استهجن وقلل من دور اللغة العربية ووصفها بلغة "اكيتوا " وكان رد تلك المنظمات على تقزيم اللغة العربية خجولا جدا فارتفعت الاصوات خارج القاعة من منسبيى الرابطة بينما ممثليها اثار الصمت فى القاعة ، فان السمينار اثار غبارا كثيفا فى الساحة بالرغم انه كان مجرد سمينار عابر لم يغير من الحال شيء سوى احدث ارباكا سياسيا وادى الى تهييج الساحة فى الفاضى وخدم المصالح الاثيوبية بامتياز .
دعونا نتوقف على الحضور لهذا السمينار بينما تم تغييب القوة الاسلامية وتمت دعوة رابطة المنخفضات الوليدة ومعها التظيمات الستة والتنظيم الديمقراطي لعفر البحر الاحمر وهذا يعد محورا اثيوبيا بامتياز وبهذه الصورة ألم يكن الحضور معظمهم يساهم فى مخرجات تنسجم مع الطرح الاثيوبي ؟؟!!! وهذا مؤشر كافى ان المركز قام بهذه الدعوة تلبية لدعوة المحروسة ولاسيما صاحب المركز كان يقييم فى اديس ابابا لفترة طويلة واتخذ منها مقرا وقدم خدمات جليلة للنظام الاثيوبي فى تلك الفترة ، وقام بترجمة عدد كبير من الكتب والمجلدات الاثيوبية الى الانجليزية ...
فى الختام ما الفرق بين التنظيمات القومية ورابطة ابناء المنخفضات التى قامت على ذات التقسيم والنهج ؟ ومن هى الجهة التى لها مصلحة من قيام منظمات وتنظيمات على التقسيم القبلى والمناطقى؟. وهل هذه المظلات تخدم مصلحة تلك المجتمعات التى تتتبنى قضاياهم وتحمل همومهم ام انها مظلات تخدم مصالح الافراد الذين ينتمون لها وتلبي رغباتهم وتطلعاتهم الشخصية وفقا لما يمليه الطرف الراعى ؟.
ففى تصريح اخير لرئيس اللجنة التنفيذية للمجلس الوطنى ( كفلى يوهنس) الذى يحسب على التنظيمات الموالية لاثيوبيا الستة " الانتدنت" فى احد غرف البالتوك عندما سئل بخصوص علاقتهم مع رابطة ابناء المنخفضات رد قائلا انا شخصيا ليس لدي علاقة مباشرة معهم الا ان التحالف الذى انضم اليه لهم اتصال ولدينا مواقف مشترك مع الرابطة وبذلك تمثل الرابطة جزء من المحور الاثيوبي وان كان تاسيسها خارج التراب الاثيوبي وان لم تعلن عن انضمامها الرسمي لتلك الحلف...
...... تلبية لرغبة الاخوة القراء ساتوقف هنا على امل ان اكمل القراءة فى بوست اخر ان مد الله فى الاعمار ....
..... ما ضاع حق وراءه مطالب ...............

ليست هناك تعليقات: