عندما
خرجنا من منازلنا لم نخرج إرضاءً لشخص ما أو قبيلة أو قومية أو منطقة ،
بل خرجنا
لنصرة الحق . إن الطريق الذي نسلكه من اجل إعادة الحقوق شاقّ ومتعب ، ولابد من مواصلته مهما كانت التحديات والعقبات .
لنصرة الحق . إن الطريق الذي نسلكه من اجل إعادة الحقوق شاقّ ومتعب ، ولابد من مواصلته مهما كانت التحديات والعقبات .
من
يبحث عن الظهور والبريق فليبحث عن طريق آخر ، فهو في المكان الخطأ ،
فحراكنا صوتُ لمن لا صوت لهم ، صوتُ أولئك المغيبون الذين يقبعون في
الزنازين تحت الأرض لعشرات السنين وينتظرون نصرتنا.
إن
الحراك الشعبي ليس مجرد حركة سياسية نحاول عبرها الوصول الى السلطة ، أو
تجمع إثني نفرض من خلاله ثقافتنا أو تراثنا ، ولم يكن يومًا حراكًا سطحيًا
لتسلق الغوغائية والشعبوية . إنه حراك نابع من وعي بالقيم الإنسانية ،
أساسه الأخلاق والمسؤولية التى يحركها الضمير الحى . كن إنسانًا ذا مبدأ
قبل أن تكون سياسيًا.
إن
كنتم تنتظرون التغيير في إرتريا دون القيام بأي دور في أماكن إقامتكم ،
فأنتم واهمون . فإذا كان أنصار النظام يدعمونه في المهجر عبر المهرجانات
والحفلات ، فكيف نطالب المعارضة بالإنجاز ونحن غير مستعدين لدعمها ولو
بالحد الأدنى؟
علينا أن نستوعب المشهد: النظام بكل
إمكانياته يحتاج إلى دعم ، فكيف حال المعارضة التي تفتقد إلى السند الشعبي
وتفتقر الى الدعم الإقليمي؟
لا ينبغي أن ننتظر
الآخرين ليؤدوا واجبنا . نحن مَن يصنع الفرص ، ونحن مَن يجب أن يساهم
إيجابًا في عملية التغيير. أما الجلوس والتذمر وإلقاء اللوم فلن يغيّر
شيئًا من الواقع .
يرى
بعضنا أن هذا الحراك مجرد "فورة عابرة" ستنتهي . نعم ان التفكير بهذا الشكل
سلبي للغاية . ما الذي يجعلك تتمنّى نهاية الحراك ؟ وهل تستفيد من موته او
تلاشيه ؟
إذا كنت قادرًا على إنقاذه فلا تتردد ،
افعل ما تستطيع، واعتبر نفسك أنت المسؤول الأول عن حمايته واستمراره . كن
مبادرًا، حريصًا ، وأمينًا على هذا الحراك مهما كانت الصعوبات والتحديات .
يعوّل
النظام وأنصاره على موت هذا الحراك ليصبح كغيره من المحاولات السابقة .
يفعلون كل ما بوسعهم لقتل الحماس لدى الجماهير ، ويراهنون على عامل الوقت .
ويدفع
النظام ببعض الأشخاص لزرع الفرقة بين المكوّنات الإجتماعية وإشعال
النعرات القبلية والمناطقية لصرف الناس عن هذا الحراك ، ويوظف بعض اللغات
المحلية في الحوار لوضع الحواجز النفسية وقطع التواصل بين المجتمعات .
فى
الفترة الأخيرة ظهرت تكتلات داخل بعض التنسيقيات بهدف السيطرة على الحراك
وفرض أجندات خاصة عليه من اجل تحييد هذا الحراك ، وهناك مساعى لفصل الشباب
عن المعارضة السياسية بطرق مختلفة وملتوية ، فى بعض الاقطار يتم إقصاء بعض
الأفراد بسبب لونهم السياسي .
ماهية الحراك الشعبي:
الحراك
الشعبي هو حشد جماهيري مدني سلمي يهدف إلى إحداث التغيير فى ارتريا من
خلال الضغط الجماهيرى ، اعتمادًا على المظاهرات والإحتجاجات والاعتصامات
والمسيرات.
الحراك ليس
حكرًا على جهة أو فئة ، وليس من مصلحة الحراك أن يكون ذا بعد ثقافي أو
اجتماعي محدد . يجب أن تشارك فيه جميع شرائح المجتمع بمختلف أفكارهم
وانتماءاتهم .
إن
التنسيقيات التى تم انشاؤها من اجل تنظيم الحراك وتطويره وليس من اجل
التسلق والوصول الى السلطة . من يبحث عن منصب أو ظهور عبر الحراك فليبحث عن
إطار سياسي آخر .
كل من يسعى لإقصاء المعارضة من الحراك ، بالتأكيد انه يقدم خدمة جليلة للنظام.
يجب
علينا الإستمرار في تقوية الحراك والإلتفاف حوله ، علينا ان نهتم بالنوع
لا العدد . حتى لو لم يبقَ في كل بلد سوى "عشرة أشخاص" فعليهم الإستمرار .
عندما
نعود إلى منازلنا ونلتقي بأسرنا ، علينا أن نتذكّر أن هناك امرأة تنتظر
زوجًا إختفى منذ عشرات السنين حتى جفّت عيناها ، وأن هناك آباءً وأبناءً
تحت الأرض لا يستطيعون العودة لأهلهم ولا رؤية أحبتهم .
إن حراكنا هذا ثورة ضمير ، لا فورة عابرة وهى ليس ثورة لتحقيق الرغبات الشخصية ، ولا مجال فيه للتسلية أو العبث .
إن مات هذا الحراك فسنصنع ألف حراك غيره.
… فما ضاع حق وراءه مطالب …

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق