30‏/10‏/2014

شابُ من شرق السودان يتعرض للإغتصاب والقتل....... فى قلب الخرطوم من يسترد الكرامة الإنسانية المهدُورة ؟


بقلم الكاتب / محمد رمضان
إن الكرامة الإنسانية وإهدارها أمرُ مخالف للفطرة الإنسانية السليمة وحين يتجاوز الجُرم من التجنى إلى إهدار الكرامة الإنسانية بُناءاً على العرق أو الجنس أو اللون أوالضُعف والقوة هنا يتعاظم تأثيره فى النفس البشرية  التى يُحركها الضميرالإنسانى دون النظر لخلفية المظلوم وتتحرك في دواخل أصحاب الضمير الحى رفض الظلم والجُرم وإهدار الكرامة وهنا  تتجلى عظمة التلاقى الإنسانى .!
قرأت خبراً عن تعرض شابُ فى سن 14 ربيعاً من أبناء شرق السودان للقتل بتاريخ 16/8/2014 فى قلب الخرطوم بالكلاكلة صنقعت حيث أن  المُجنى عليه مُصاب بإعاقة حركية منذُ طفولته وقد ذهب فى ذات يوم الحادث المشؤوم  إلى ميدان كُرة فى الحى لمشاهدة اللعب كالعادة  وتم إختطافه من هناك من قبل مجموعة من الشباب يقال أنه تم أغتصابه وعُثر عليه مقتولاً فى إحدى منازل الحى
(بيت عذابة ) وتم القبض على عدد من المشتبه بهم لكن للأسف لم تجد القضية أية إهتمام من المؤسسات المنوط بها كشف الجرائم
لأن المُجنى عليه من الهامش الذين لا بواكى لهم ولا وجيع فى سودان تتحكم فى كل مجريات أحداثه الواسطة والمعرفة والحسب ولا مكان فيه لمبدأ تطبيق القانون لتحقيق العدالة والإنصاف..
هذا ويؤكد الكثيرون على حدوث الإغتصاب للشاب ويعزز ذلك عدم حصول الأسرة أو المحامى الذى يترافع عن القضية على تقرير الطبيب الشرعى من الجهات المختصة حتى تاريخ كتابة المقال ولا توجد أية أسباب موضوعية لذلك.
والأدهى والأمر بأن أن القضية مُدونة فى سجلات الشرطة  ضد مجهول فى مسلكٍ يتنافى مع أبسط معايير العدالة والقانون !
عليه فإنى أرى على أصحاب الضمائر فى السودان وخارجه والمنظمات الحقوقية والعدلية أن تضع هذه القضية فى قمة إهتماماتها وتعمل على توصيل صوت الأسرة المُفجوعة للرأى العام فهى تُعتبرقضية دفاع عن الإنسان فى المقام الأول بغض النظرعن إنتمائه.
وإن الشعوب إذا فاتها التقدير الإنسانى لحوادثها بالجُملة وأسترخصت الأنفس لهذا المستوى السحيق فهذا يعنى موتُ للضمير وباب يستسهل القتل والسفك لمُعتادى الإجرام  إن لم يكن دافعاً لإرتكاب الجُرم أصلاً ما يشى بمُهددات ومخاطر سيصطلى بنارها الجميع ..
فالتعاون فى القصاص إذاً  مطلوب والتجاوب الإنسانى مهم  وتقديم كل ما يدفع بإسترداد الحق المُغتصب واجب يمليه الشرع الحنيف والقانون المُنصف وتُحركه الفطرة السليمة والعقل القويم  .
عليه أتمنى من الجهات المختصة ذات الصلة  فى حكومة السودان والمنظمات القانونية والعدلية المحلية منها والعالمية ومنظمات المجتمع المدنى وشبكات التواصل الإجتماعى التفاعل مع القضية وعمل اللازم لتحريك ملف القضية والدفع بها للرأى العام حتى يعود الحق لأهله وتعود للإنسانية كرامتها المسفوحة فى وضح النهار من جهات يُفترض أن تكون مُشكاة عدالة لاتغييبها .
لا نستصغر جُهدنا  فتسجيل تضامننا مع الأسرة يبدأ بكلمة صادقة تنبع من قلبٍ  يتفطر حُزناً وألماً على ما حدث من دافع التلاقى البشرى الأسمى والضمير الحى الذى يرفض الظلم فى أبسط مستوياته فكيف فى حالة  تجمع الإغتصاب والقتل معاً لشابٍ مُعاق حركياً وفى قلب عاصمة السودان لا فى أطرافها!  وفى وضعٍ تختل فيه العدالة وتنقلب فيه الموازين على أساس الحسب والنسب والعرق والَضُعف والقوة والهامش والمركز.
نعلم أن المُجرم لن يفلت من عدالة السماء بعذابه فى الدنيا بما اقترف لأن دعوة المظلوم تُلاحقه وتحول حياته إلى تعاسة وجحيم فضلاً عن عدالة السماء المُنصفة فى الحياة الأبدية .
لكن يجب أخذ القصاص من الغاصب والقاتل حتى يكون ذلك رادعاً لمن تسول له نفسه فعل مثل هكذا جُرم شنيع  ..

ليست هناك تعليقات: