17‏/09‏/2011

بيان جبهة الإنقاذ الوطنى والرؤية السليمة

بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
        فى البدء نثمن جهود المفوضيه الوطنيه الارتريه للتغيير وما تبذله فى سبيل إنجاح المؤتمر الوطنى وسعيها الدؤوب فى تحقيق ذات الهدف بعقد الإجتماعات وتوظيف الطاقات والتواصل مع كل القوة الوطنيه ، فكان علينا لزاما ان ننصف هؤلاء النفر الذين لم يدخروا جهداً من أجل التغيير الديمقراطى...

ما دعانى الوقوف على هذا المقال بيان لتنظيم جبهة الإنقاذ الوطنى الارتريه وما يحتويه من فقرات تلامس طموح ورغبات الكثير من المهتمين والمختصين بالشأن الارتري لقد أعاد البيان البوصلة الوطنيه الى المسار الصحيح . ويؤكد البيان ان قيادات هذا التنظيم على قدرعالى من الوعي والخبرة والحنكة والنضوج وإستيعاب المرحلة ومتطلباتها ..
أدناه إقتباس فقرة من البيان  فيما يخص محور المقال :
( في هذه المرحلة التي تخوض فيها المعارضة الوطنية الإرترية النضال ضد نظام إسياس، فإن محاولة إعادة انتاج دستور الجبهة الشعبية الذي تم إعداده في جو غير ديمقراطي وإقصائي ومحاولة فرضه على قوى المعارضة الوطنية حاليًّا، وكذلك العمل من أجل وضع مسودة دستور جديد، كرد فعل على سياسات النظام، يعتبران في رأينا أمران خاطئان. ونعتقد بأن إثارة موضوع في هذه المرحلة لا يعدو عن كونه سوى تأجيج عوامل الاختلاف والتفرق داخل معسكر المعارضة. إن الوقت المناسب والطبيعي لطرح هذا موضوع إعداد دستور دائم أو انتقالي هو بعد سقوط نظام إسياس الديكتاتوري وبداية المرحلة الانتقالية التي تلي سقوطه.
إن نجاح المؤتمر الوطني للتغيير الديمقراطي المزمع عقده في أكتوبر القادم، يتوقف على الإعداد الجيد، وحصول توافق مسبق بين مكونات المؤتمر حول القضايا التي يمكن الإجماع العملي حولها، وتنال، من ثم، قبول شعبنا ورضاه. ومن أجل ذلك، فعلى القوى الوطنية الإرترية أن تبتعد عن إثارة القضايا الثانوية وغير الآنية والابتعاد أيضًا عن التفكير في حسابات السلطة ، ودخول المؤتمر باستعدادات ناضجة ومسؤولة).  انتهى
(الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية)
بالتأكيد هذا البيان سيلقى بظلاله على الساحه السياسيه بين قوة التغيير ولاسيما انه صادر من تنفيذية جبهة الإنقاذ التى تمثل احدى أعمدة المفوضية الوطنيه والتحالف الديمقراطي .. فهذه إشارة من تنظيم  بحجم جبهة الإنقاذ ولاسيما خرج هذا البيان بعد قرأة متأنيه للواقع ربما يتسائل المرء لماذا الآن ولم يكن من قبل ؟ على حسب تقديرى وقرأتى للموقف هناك اشياء تجرى فى الخفاء بين أروقة المعارضة وكل المؤشرات تبين على ان هناك صراعاً ما ، وبصريح العبارة البيان شابه شيء من الدبلوماسيه ربما لإعتبارات وتقديرات لا نعلمها .  كنت أتمنى تطبيق مبدأ الشفافيه وتمليك المعلومة للرأى العام حتى لايعلق البسطاء كثير من الآمال على هذا المؤتمر ويحملونه أكثر مما يحتمل . للأسف البعض ذهب بعيداً فى الآمال ، بالتأكيد هذا الشعور سوف يكون سلباً على قوة التغيير وسوف يزيد من حالة الإحباط واليأس فى الشارع الارتري بعد انتهاء المؤتمر .
يجب وضع الاعتبار لهذه الاشارة حتى لا يشوب المؤتمر ما شاب البيان الختامى للملتقى  ومن ثم يحدث تباين فى الموقف وبهذا سوف نخرج بمرارات بدلاً من قرارات..
وبخصوص هذا البيان نجد كثير من المهتمين بالشأن الارتري يشاطرون جبهة الانقاذ فى رؤيتها ، وهذا يدل على ان المرحلة ليس مرحلة فرز وتكتل ..
 لقد كتبت من قبل فى هذا الشأن لابأس للخوض فيه طالما هناك متسعاً من الوقت حتى يتم معالجة الأمر وإدارك الموقف ..
ما أود الذهاب اليه يجب أن نستثمر المؤتمر الوطنى إستثماراً صحيح وان نبتعد من النقاط التى تعكر صفوة المؤتمرين ويجب ان لا نهدر الوقت فى نقاشات فرعيه ولم يحن وقتها بعد ، يجب ان نضع لبنات التغيير ونترك الامور التى تلى التغيير فى المراحل المقبله ( أى لكل مقام مقال )، يجب ان نثق بإنفسنا ولا نعطى لهاجس السلطة اكثر مما تستحقه . نعم للخوف مبررات منطقيه ولكن يجب ان لانجعل هذه الهواجس والخلفيات القديمه دافعاً للإنطلاق ونبنى عليها المواقف . ولايجب ان نتخذها شماعة للقفز من الإستحقاقات الآنيه .
ومن هنا نناشد اللجنة السياسيه وأعضاءها الكرام على عدم طرح مسودة الدستور الإنتقالى على المؤتمرين  حتى لا تكون المسودة محطة إثارة وجدل ومضيعه للوقت ..
وأيضاً نناشد التنظيمات السياسيه على أن تكون لهم الكلمة فى هذا الشأن ويلتحقوا بركب جبهة الإنقاذ ويتم إنقاذ الموقف قبل فوات الآوان و تستبدل مسودة الدستورالى ميثاق وطنى أو تضاف البنود التى نحتاجها من مسودة الدستور الى خارطة الطريق حتى تكون الوثيقة كاملة وتحتوى على كل احتياجات المرحلة وتحفظ حقوق الجميع بعد ازالة الدكتاتور.
فى نهاية المطاف الدستور دائم ام مؤقت هو عقد بين الراعي والرعيه ..
فاذا ذهبت المفوضيه على هذا المنوال فى عدم طرح مسودة الدستور تكون قطعت الطريق على القوة التى تراهن على فشل المؤتمر وعدمية نتائجه وضعف فعاليته وفى ذات الصعيد توحد وتقوى  من قوة المعارضة التى تحرص وتسعى لإنجاح المؤتمر...
فيجب ان نستخلص الدروس والعبر من البلدان التى تشابه حالتنا الارتريه فهذه ليبيا أطوت حقبة القذافى والدولة خاوية من المؤسسيه ، وبرغم من ذلك لم يذهب المجلس الوطنى الى  مثل هذه الخطوة.. وكذلك سوريا تخطوا نحو التغيير خطى ثابته ولم تذهب المعارضة على هذا النحو... نعم هناك بون شاسع بين الدولتين وارتريا ، حتى اذا بررنا ان ليبيا وسوريا ليس مثل ارتريا فان هذه الأنظمة تتشابه فى إنعدام المؤسسيه والشرعيه . فنحن بعيدين كل البعد عن الواقع ولم نختبر قوتنا  بعد ، فكيف نذهب الى مرحلة لم يحن وقتها... فنحن فى أمس الحاجه الى العمليات الفعليه حتى نحرك ساكنا وثم بعد ذلك نستطيع نشرع فى القضايا المصيريه  .
اما اذا صفقنا لبعضنا البعض دون إكتراث للعواقب والنتائج وبالتالى سوف نكون ساهمنا فى صنع دكتاتوريات أخرى... فيجب ان نقف على نقاط الضعف والقوة  لقوة التغيير ونذهب الى تقليص التباين ونصنع الوفاق الوطنى ونرص الصفوف . ويجب ان نعطى مساحه لمن يخالفنا الرأى وبذلك نحفظ حق الجميع فى هذه المرحلة الصعبه ، نحن فى حاجه الى وحدة الصف والإتفاق والتوافق فى القضايا المصيريه ...
.............لا ضاع حق وراءه مطالب...............

ليست هناك تعليقات: