08‏/11‏/2017

حوار مفتوح مع المناضل القائد محمد سعيد مفلس الحلقة (2)

 اجرى الحوار الاستاذ / عبدالواسع محمد شفاء
( حوارات التاريخ والسياسة )
الجلوس مع استاذنا مفلس القيادي البارز في جبهة الإنقاذ له طعم خاص ، إذ انك لا تجالس من يحفظ التاريخ وإنما شخصية لها كسبها ودورها من صناعة ذاك التاريخ الذي نبحث عنه ونقلب أطرافه . رأى استاذنا وضيفنا العزيز ان يكون الحوار على طريقة المدارسات والمفاكرات وليس على الطريقة التقليدية سين جيم ، وفي هذا دلالة ان الرجل يريد ان يعطي المحاور نفسه فرصة المشاركة في تكوين  الجواب ، ومع هذه الامنيه تظل فواصل الحدود بين السؤال والجواب عرف وادب يصعب تجاوزه .
هذه هي الحلقة الثانية من حوارات التاريخ والسياسة .
استاذنا مفلس توقفنا في الحلقة الماضية عند قولكم كان المؤتمر الثالث للإنقاذ ناجحا بكل المقايبس اذا السؤال الذي ينتصب هنا 
@ ماهو معيار هذا النجاح ..؟
الحقيقة هناك أمور يمكن ان تعرف بها مستوى النجاح وهي مستوى الاستعداد ومستوى المشاركة من القواعد من جميع أنحاء العالم ومستوى الأوراق التي قدمت ومستوى أداء اللجنة التحضيرية ومستوى المدة الزمنية للمؤتمر ... المؤتمر الثالث أنجز مهامه في 7 أيام قديما كان المؤتمر يأخذ من 10 الى 13 يوم ، ايضا ان يعقد المؤتمر في هذه الظروف الغير مناسبة لهو إنجاز حتى ظروف الدولة المضيفة غير مهيأة فيها إضرابات متفاوتة ،  وبالتالي نحن
نستطيع ان نقول انجزنا بهذه الحسابات .
@ الاستاذ مفلس من اخترتم لقيادة الدورة .
اخترنا د.يوسف برهانو 
@ إلى متى يظل هذا التيار الاستاليني او بمعنى الحرس القديم متحكما وميسطرا على أمر القيادة ؟
عزيزي ليس بهذا المعني ولكن هي محاولة للجمع بين القديم والجديد اي بين تجربة تلك القيادة وبين تجربة الشباب حتى تحصل المؤائمة بين الطرفين .
@ يقال في بعض الاوساط ان تنظيم الإنقاذ عبارة عن تحالف تاريخي أكثر من كونه تنظيم سياسي ...؟ 
 هذا الكلام غير صحيح بالجملة وفيه ظلم للتجربة وان من يدخل الإنقاذ يجد فيها الوعاء الوطني بين مكونات الشعب .
@ أستاذ مفلس يبدؤ ان اختياركم لدكتور يوسف برهانو فيه مرارة تجربة دبوس وهنا انعدمت الثقة في الاتيان بقيادة جديدة ؛   بإختصار رجعتم إلى الوراء في قضية تجديد الدماء ..؟ 
لا ليس كذلك ؛  أمر تجديد المواقع تسير عليه جبهة الإنقاذ على قدم وساق والآن ليس مع د.يوسف  برهانو إلا ثلاثة حقائب تمثل الحرس القديم .
@ استاذنا مفلس ماتزال الإنقاذ تعاني من التجربة المرة مع انشقاق دبوس،  هذا الانقسام العامودي ماهي أسبابه ومن المسئول ..؟ 
نحن كقيادة نعترف بالاخطاء ، في العام 2012  كان رأينا تغيير القيادة القديمة بجيل جديد وللأسف دبوس لم يكن هو المخطط له للموقع الأول وإنما  كان التوافق او الاتفاق مع عبدالله حسن ولكن تراجع عبدالله في اللحظة الأخيرة ، وهنا اختطلت الامور واتى دبوس والحقيقة هو ايضا عضو قديم  ومن حقه ان يصل إلى هذا الموقع المتقدم .. لكن ...! 
@ لكن ماذا استاذنا ...؟ 
للاسف دبوس كان له مخطط كامل للانقلاب على المؤسسة بالتحالف مع هبتي ماريام الذي قبلنا به كتنظيم رغم عضويته ألتي لا تفوق أصابع اليد الواحدة ، وهذا يظهر  ايضا في عدد من مخالفاته وازماته مع قيادات الصف الأول عبدالله محمود عبدالله حسن وغيرهم .وللأسف كون لجنة لمحاسبة القيادات التاريخية بناء على تقارير تصله عن طريق بعض أعوانه ، المهم انا رفضت اللجنة وأثناء هذه اللازمة التنظيمية أعلن دبوس وحدة مع مجموعة (مدافئي ) وتوحيد الجيش فورا ، دون الرجوع إلى المؤسسة التشريعية ، وقد قرر التنظيم إقالته ولكن تدخل المناضل أحمد ناصر والمناضل قدم بفكرة إعطائه فرصة ثانية او أخيرة . المهم نحن جلسنا معه واقرأ بالأخطاء كلها وأعترف  بمزكرة الوحدة وخلط الجيش وتغيير المكتب التنفيذي ، المهم توصلنا الى تشكيل لجنة حوار وتغير ودباشاي   بقزاي كداني لكن للاسف لم يتغير شيء ، قام دبوس بتجميد الحوار وإقالة قزاي كداني وارجاع ودباشاي وأعلن رسميا وحدة مع مجموعة مدافيء ، هنا قمنا بدعوة لاجتماع طارئي يوم 4/5/2014 لكنه رفض الحضور ، ايضا تقدمت خمس تنظيمات بمبادرة للصلح لكنه اشترط عليهم  بشرطين 
1/ الأول الاتفاق على بنود الاجتماع .
2/ اتخاذ  القرار بالتوافق .
وافقت قيادة التنظيم على هذه الشروط. وفي يوم 9/5/214 حضر روساء التنظيمات من اجل التوقيع على البنود المتفق عليها فكان رده  المفاجئ (( فكرت طوال الليل ووضعنا لايسمح الاستمرار مع بعض )) والكلام بين القوسين ذكره مفلس باللغة التغرنجية ثم ترجمه لي ، وهنا واجهته اللجنة فخرج عليه من الإجتماع ، بعد هذه التطورات تيقنت لجنة المبادرة ان عقبازقي لايريد حوارا ولديه أهداف ونية مبيتة للانشقاق ، وقالت لنا اي لجنة المبادرة من هذه الأحزاب  الخمسة ستكشف أمر دبوس للرأي العام وللسلطات الرسمية ولكن للأسف لم تفعل شيئا .. !! 
@ لماذ كل هذه التنازلات ...؟ 
كلها من اجل الدخول إلى المؤتمر كجسم واحد .
@  استاذنا مفلس دبوس عدلتم له النظام الأساسي وفرتم له السلطة المطلقة من المسئول تحديدا عن هذه الأخطاء الكبرى ...؟
قيادة التنظيم تتحمل هذه الأخطاء .
@ جبهة الإنقاذ تمثل تجربة العقل المتقدم في العمل السياسيى هذا الوعي الكبير إزاء ما قورن ببرامج الوحدة والتحالفات الهشة  يندهش المراقب ! كيف لهذا التنظيم الكبير يدخل من تجربة إلى تجربة دون دراسة .. كيف تنظر لهذا الأمر ....؟
كلامك صحيح لكن تجربة الإنقاذ كونت من 5  أحزاب 
اولا وحدة مستعجلة مع هنجما ، وحدة مع عبدالله آدم بعد اعتذاره للشعب امام قاعة الشعب في الخرطوم ، وكل هذه الأخطاء ارتكبها التنظيم من دافع الهم الوطني ورغبة العمل مع الاخريين ، الآن خطة التنظيم عدم الدخول في اي وحدة غير مدروسة ولسنا متحاجين الى التهافت اليها .
@ الاستاذ مفلس الناظر والمتأمل لحالة الإنقسامات داخل الإنقاذ يقودها العنصر المسيحي هل هنالك تأمر من هذا العنصر ...؟
من باب الإنصاف انا احمل المسيحيين كأفراد وليس كطائفة ، ومن هنا  لم يتم تصنيف الانقسام الذي قاده عقبازقي بأنه انقسام طائفي .
@ غابت عن جبهة الإنقاذ قيادات ورموز وطنية من العيار الثقيل في فترة وجيزة كاد ان يحدث فراغ كبير ..كيف واجه التنظيم هذه المحنة ...؟
صحيح هؤلاء فقد جلل وقيادات على مستوى الوطن يندد تكرارها ،  ولكن جبهة الإنقاذ تعتمد على البرامج والاطروحات في المقام الأول  اكثر من الأشخاص ، وعليه الولاء في أوله لبرنامج التنظيم .
@ ماهي رؤية التنظيم- للتغيير ..؟ 
التنظيم يعمل بكل الوسائل من أجل تغيير النظام ويعمل في إطار منظومات العمل المعارض كالمجلس الوطني ويعطي هذه القضية بعدها الجماعي ولا يرى ان الانفراد مجدي لقوى  التغيير .
@ استاذنا الفاضل  لو طلب منكم النظام حوارا وهذا سؤال (افتراضي جدلي ) ماذا انتم صانعون ....؟
ابدأ الاستاذ مفلس استغرابه من السؤال ولكن قال ( بنفس بارد ) نسمع منه ونتحاور ولكن لانرى أنفسنا بديلا عن المعارضة . 
@ سؤال أخير نختم  به هذه الحلقة اين دور المرأة في التنظيم لا تكاد  تسمع لها صوتا؟ 
المرأة موجودة في جبهة الإنقاذ ولها دور مهم والآن حضرن المؤتمر عدد لابأس به ،   لكن الان هناك رؤية لإستيعاب عدد اكبر والزج بهن في المواقع المتقدمة للعمل .

وإلى لقاء قادم  ان شاء الله ،،
 هذا عبدالواسع شفا

ليست هناك تعليقات: