01‏/11‏/2017

حوار مفتوح مع المناضل القائد محمد سعيد مفلس الحلقة (1)

اجرى الحوار الاستاذ / عبدالواسع محمد شفاء
      اليوم والصدفة وحدها جمعتني بالسيد المناضل الكبير والاستاذ القدوة محمد سعيد مفلس وهي المرة الأولى التي ألتقي فيها سعادته وجها لوجه ، اكاد لا أصدق أهذا هو ..؟ فالرجل متوج بكمال الأخلاق وهو التواضع !  ذاك الأدب الذي يندر لك ان تجده في سوق السياسيين ، ومن هذه الناحية يمكن ان يفسر القبول المطلق الذي يحظى به استاذنا مفلس في الأوساط السياسية ،   ولا أبالغ ان قلت حتى الآن لم اسمع أحدا يجرؤ  حتى ان ينتقده فضلا عن الطعن فيه .
الاستاذ مفلس أحد أبرز رجالات الإنقاذ رغم هذا المنصب الرفيع رجل زاهد في المواقع والمناصب لا يحب الأضواء
والأنوار قليل الكلام كثير الأفعال ، رغم الإبتسامة التي لا تفارقه ولكنه يغضب في قضايا الوطن والمواطن ، يجامل ويتنازل في شأنه وخاصته مهما إعتدى عليه معتدي وبالمقابل صعب التنازل من المبادئ في الشأن العام .
عرف استاذي محمد سعيد مفلس بالشخصية الوسطية والأكثر اعتدالا في العمل السياسي وهذا الموقف لم يأتي هكذا محض صدفة وإنما بصبر عركته الايام والسنين وغذته التجارب والعبر  ؛  ليصل إلى مرحلة النضج المطلق والحكمة المطلقة في قراءته للأحداث والمواقف والأحزاب ، وبرغم ذاك الموقع المرموق الذي يحتله في جبهة الإنقاذ ولكن يرى هذه الأحزاب كلها وسيلة ليست هدفا في ذاتها وكينونتها وإنما الاعتبار بالقيم التي تتبناها وبالرؤى التي تحملها وهي خادمة لا مخدومة وتابعة لا متبوعة تدور حول المصلحة العليا للوطن .هذه النظرة المتقدمة لكليات العمل هي التي تميز استاذنا مفلس على غيره من السياسين في الساحة  وما اكثرهم ، وتفتح عينك على كثير منهم ولكن للأسف لاترى أحدا . جالست استاذنا مفلس وداعبته كم تعطني من الزمن قال بلسان الأب والمربي والكرم الفياض زمن  مفتوح .. يا سبحان الله !!  المهم قلت في نفسي هذه فرصة لا تتكرر وسانحة لن تعوض اتاحها لي هذ العلم وأحد ( الكبار ) في العمل المعارض  الذين يعول عليهم في مسيرة الإصلاح والتغيير السياسي المنتظر .
وإلى ثنايا ومضابط الحوار والمفاكرات حول قضايا متنوعة تدور بين الخاص والعام في محاولة لمعرفة كيف يفكر الرجل هذا من ناحية ؟ ولتفكيك خارطة العمل السياسي وتحولاتها ومآلاتها وإنعكاساتها على مجمل كسب الحركة السياسية الارترية من ناحية أخرى .
 حوارات التاريخ والسياسة : (1)
الجلوس مع استاذنا مفلس القيادي البارز في جبهة الإنقاذ له طعم خاص ، إذ انك لا تجالس من يحفظ التاريخ وإنما شخصية لها كسبها ودورها من صناعة ذاك التاريخ الذي نبحث عنه ونقلب أطرافه . رأى استاذنا وضيفنا العزيز ان يكون الحوار على طريقة المدارسات والمفاكرات وليس على الطريقة التقليدية سين جيم ، وفي هذا دلالة ان الرجل يريد ان يعطي المحاور نفسه فرصة المشاركة في تكوين  الجواب ، ومع هذه الامنيه تظل فواصل الحدودية بين السؤال والجواب عرف وادب يصعب تجاوزه .
هذه هي الحلقة الأولى حول الشق الأول وهو حوار الخاص ؛ وبالرغم اعتراضه في بداية الأمر وممارسة  الهروب ظنا او خوفا منه ان حوار الذات فيه صناعة الذات وهذا في رأيه يتعارض مع نكرات الذات . لكن بعد الحاح ومطالبات وحجج وبينات بدأنا الحلقة الثانية :-
@ استاذنا حدثنا عن  البطاقة الشخصية 
الاسم محمد سعيد إدريس مفلس متزوج ولي خمس من الابناء ، متفاوتون من حيث التحصيل الأكاديمي من بينهم  طبيبة في الطب البشري .
@ حبيبنا متى الميلاد زمانا ومكان ..؟
الميلاد سنة 1950م المكان هبروا  وهو في رورا حباب .
@  ماهو الإتجاه الفكري استاذنا مفلس ..؟ 
الحقيقة ليس لي اتجاه فكري محدد  وليس اي عداء مع اي مدرسة بالرغم أنني لم انتمى لأي مدرسة فكرية .
@ هل تحب القراءة ..؟ 
نعم جدا جدا قديما قرأت كتب العقاد وطه حسين ولي ميل خاص تجاه الشعر بجميع أنواعه الجاهلي والحديث حتى أنني أتابع الشعر بالغة التغرنجية .
@ التحصيل الاكاديمي 
والله في ذاك الوقت درست المرحلة الإعدادية ولكن  لم يتوفر لنا او تتاح فرصة الاستمرار  في السلم التعليمي المعروف يعني دراسة الجامعات ولكن هناك اجتهاد خاص لتطوير الذات  ، وهكذا مرحلة النضال لها استحقاقاتها وهي  انك تدفع وتربح تجاه القضية العامة ولكن تخسر الكسب الخاص من تعليم متقدم وغيره مع هذا اكتب بالعربية واجيد  التغرنجية كتابة وتحدثا ومعها بالطبع اللغة السويدية .
@ لو كان أتيحت لك فرصة الدارسة الجامعية اي مجال كنت ستختار ..؟ ولماذا ..؟
حقيقة استاذي  كنت سأختار مجال الطب نسبة لمعاناة الارتريين عموما ونسبة الظروف المادية لهم وكثرة الأمراض حقيقة هذه أشياء مؤلمة اتمنى لو كنت سببا اي طبيبا اساهم في تخفيف المعاناة .
@  استاذنا مفلس على ذكر حبك للقراءة ماذا تقرأ  الآن ... ؟
الآن حقيقة اقرأ كتب التاريخ السياسي وبعض المذكرات الشخصية .
@المناضل مفلس لاشك هنالك مدراس ايدلوجية  ذات اليمين والشمال  في فترة التنشئة ماهي المدرسة التي يمكن ان يجد مفلس هو أقرب إليها ...؟
 بصراحة لم يكن لدي اي استعداد او ميول  منذ الصغر حول المدارس الفكرية فقط كان همي منها  الجانب النضالي والجانب الوطني وكيفية المساهمة في معركة التحرير الكامل .
@ سؤال تكميلي لسؤال سابق هل لديك اشتراط في القراءة بمعنى تقرا لهذا وتترك هذا ..؟
ابدا ابدا  اقرأ للكل من غير تصنيف ..
@ استاذنا مفلس هل هنالك حدث عالق في الذهن وله تأثير في تشكيل شخصيتك ..؟
نعم استاذي هناك أكثر من حدث اولا وهو قول الوالد عليه رحمة الله في وقت انزال العلم الارتري فقال لي  ( ارتريا خلاص )هذه الكلمة ماتزال عالقة في ذهني حتى الان ولها الدافعية في تغلغل العمل النضالي في وجداني من الصغر فقمنا بتوزيع المناشير في فترة الحرائق .
الحدث الثاني وهو استشهاد اخي الأكبر وهو بكر البيت في العام 1965م في المعركة ودمرت القرية بالكامل واستشهد عدد من أفراد  الأسرة وبترت رجل الأخت الصغرى هذه الأحداث بين العام 1963 --1966  والمآتم التي صحبتها كان لها أثر مباشر في القناعات المبكرة للمقاومة ، والحدث الثالث هو معركة قرورة التي اسشتهد فيها عدد من المناضلين واعدم فيها 17 من أسرى البوليس الأثيوبي ، هذه الأحداث الثلاثة كان لها القدح المعلى في رسم شخصيتي وتكوينها وتحفيزها من أجل الانخراط المباشر في العمل النضالي المسلح رغم حداثة السن آنذاك .
@  الاستاذ مفلس نحاول ان تجاوز هذه المساحة الخاصة لنمر عبر طريقها إلى الشأن العام !  وانت خارج لتؤءك من المؤتمر الثالث لجبهة الإنقاذ ومايزال الأرق ظاهر في عينيك ! حدثنا عن هذا المؤتمر ...؟ 
حقيقة المؤتمر كان حدثا مهما وضروريا لعدة اسباب ومبررات الاول منها تنظيمي اي ترتبيت البيت بعد الانشقاق الذي أضر بالتنظيم  كثيرا .
الثاني وهو استشهاد عدد من الرموز والقادة التاريخيين للحزب أيوب سيرات د.بيني احمد ناصر د.هبتي هذا أدى إلى فراغ كبير يحتم على التنظيم  ترميم البيت وبنائه ، بالإضافة إلى ان المؤتمر تأجل أكثر من مرة كل هذه التحديات جعلت من المؤتمر الثالث قبلة للقواعد وجماهير التنظيم فضلا عن القيادة ، ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله نشهد ان الدولة المضيفة قد قدمت لنا كل المساعدات من تسهيل الإجراءات وتأمين المكان ويمكن القول كخلاصة ان المؤتمر كان ناجحا بكل المقاييس .
@. استاذي ماهو معيار النجاح ...؟ 
وهنا توقف هذا الحوار وسوف تأتيكم الإجابة ضمن الحلقة الثالثة وفيها الكثير من الاعترافات امام التاريخ وقراءة الأحداث بعيدا عن التجميل وخداع الذات ..!! 

وإلى لقاء قادم إن شاء الله 
عبدالواسع محمد شفا

ليست هناك تعليقات: