27‏/05‏/2012

حقك تقاوي وتقلعوا حقك تحرسوا ولا بجيك!!



دعوة لإسهام المواطن فى التغيير..
بقلم :محمد رمضان
إن التغيير بمختلف أنواعه ومجالاته يحتاج إلى توفر عوامل ومعينات ومحيط حتى تكتمل صورة التغيير ، فالفرد حين يريد تحسين مستواه المعيشى لابد له من التسلح بشهادة أو مهنة والشركة حين تريد النهوض بعملها تركز على بناء كادرها وتأهيله والمجتمع على مستوى القرية أو المدينة حين يطمح فى تنمية منطقته أو دفع الضرر عنها يجتمع على كلمة سواء ويضع خططاً تتناسب مع واقعه ومقدراته ويحقق بذلك غايته وهدفه،
هذا على المستوى العادى ، وحين يكون التغيير المراد هو تغيير نظاماً قمعى ُيغير معالم الوطن وتاريخه ويُحطم مقدراته ويُدنس حرماته فهنا تتعاظم أهمية التغيير وهذا يفرض عملاً وجهداً من مختلف قطاعات الشعب ولايكون ذلك حصراً على جهة سياسية بعينها لأن التغيير الشامل لابد له من مشاركة أشمل وبفعالية أوسع وأكبر ولوجاء التغيير دون هذه النقطة الجوهرية فسيكون تغييراً أعوج يحتاج إلى تغيير....
إختيارى لهذا العنوان ولهذا المدخل وفى هذا التوقيت يعود لسببين هما  الأول :إن الوطن وصل لمرحلة خطيرة تتهدد معه سيادة الوطن فلا المافيا الحاكمة أضحت قادرة على قيادة الدولة حيث لامؤسسات ولا قوانين ولا ُنظم ولا مرجعية حتى مرجعية سعادة الرئيس إسياس أفورقى بدأت تتلاشى وتضعف وليس لحزب الجبهة الشعبية وجود فالدولة يتقاسم فيها السُلطة قادة عسكريون جُهلاء وديكوراً من حملة لقب الوزراء وليسوا حتى بخفراء لأن الخفير له مهمة محددة لايتجاوزها ولايمكن لأحد التدخل فى مهامها الموكلةُ إليه فهم مجرد أبواقُ وأرقام !!
والأدهى والأمر فوطننا اليوم ُتباع ثرواته المعدنية  فى عواصم دول الخليج بلا مؤسسية ولا وزارة تعدين بل يتاجر بثرواتنا وثروات الأجيال القادمة كل من هب ودب من الناس! إنه تداعى وطنُ ناضل من أجله شعبنا  لعقود وفى النهاية أصبح يسوس أمرها صعاليك قوم لايعرفون قيمة للأوطان !ولهذا فلابد من إيقاف هذا التداعى والفشل والعمل بجد على تغييره والتغيير طبعاً لايأتى على طبقٍ جاهز فلابد من المطالبة والعمل ورص الصف الوطنى لأن الحقوق تُنتزع ولا تُمنح فكان إختيارى لمقطع من الشعارات السياسية السودانية التى  كنا كثيراً ما نسمع ترديدها فى الأركان بالجامعات السودانية تذكرتُ منه هذا المقطع  فأستوقفتنى العبارات فيها والتى نحتاج إلى ترديدها لندرك أن حجم التغيير المنشود باهظ وليكن لنا جميعاً وقفة مع الذات فيما قدمناه لهذا التغيير الذى نوده  وما يجب أن نقدمه فأخترته ليكون عنواناً لمقالى خاصةً وسنين الإستقلال العجاف تمضى فلا الجلاد الجاسم على صدرنا زاح ولامسيرة التغيير قد إكتمل إشراقها  بعد.
والسبب الثانى : أن الكثير من المواطنين ينتظرون التغيير من الكيانات السياسية وقياداتها ومن يساهم فى جبهة المعارضة بشكلٍ أو بأخر دون أن يسأل نفسه ما هو واجبه تجاه دفع التردى الذى وصل إليه شعبنا ووطننا، وهذا لايعنى عدم تحميل القيادات وزر إخفاقهم فى التغيير، لكنها دعوة للفظ السلبية التى نساهم بها فى إستمرار الظلم والقهر حينما نكون متفرجين على الرصيف ويكون دورنا الوطنى هو النقد فقط لاغير!!
فمتى ما أدرك المواطن أن دوره مهم وكلمته مهمة وإسهامه مُقدر نستطيع  صنع التغيير رغم كيد المرجفين ..
وعطفاً على ماسبق فإن ما يبعث الأمل بدنوا التغيير فى وطننا  قد بدأت ملامحه تتشكل ودوره يتبلور فما التظاهرات الشبابية إلا دليل على أن رافداً من روافد التغيير الأساس بدأ يتحمل مسؤوليتة الوطنية ووجوده قطعاً مهم وحيويى وفعال فلابد من تشجيعه ومعاونته .
والسخط الشعبى وتزمره من الواقع المؤلم بدأ يتمدد وبوضوح حتى فى الداخل ولعل  إشاعة موت أفورقى مثلت نوعاً من الإستطلاع  غير المقصود على أن أتباع  النظام لايمثلون إلا حفنة قليلة سرعان ما تتهاوى وتسقط فلابد من الإستفادة القصوى من هذا  السخط وإستغلاله فى تسريع عجلة التغيير  خاصة وأن هنالك إحساساً عاماً لدى الكثيرين بأن نهاية أفورقى ونظامه قد دنت  والكثيرين من أتباعه يتوقعون سقوط النظام فى أى لحظة  فلتكن هذه المؤشرات أداة دفع تزيد من عزم وقوة نضالنا التحررى .
وعن الإعلام الخارجى ودوره المهم فقد فُتحت للمعارضة منابر إعلامية من قنوات وغيره  بفضل الربيع العربى وجهد بعض الشرفاء من أبناء هذا الوطن عليه فلابد من إستغلال كل سانحة إعلامية فى هذه المنابر  لإستدرار عطف الشعوب خاصة الشعوب  العربية وشعوب العالم  لأن الرأى العام العالمى مهم جدا فى توفير السند والدعم القانونى واللوجستى لإسترداد الحقوق ولاتحسبوا أن النصر بعيد المنال لأن الشعوب هى الأبقى والظلم إلى زوال......
وكل عام وأنتم والوطن بخير





ليست هناك تعليقات: