11‏/11‏/2017

حوار مفتوح مع المناضل القائد محمد سعيد مفلس الحلقة (3)

أجرى الحوار الاستاذ / عبدالواسع محمد شفاء
( حوارات التاريخ والسياسة )
الجلوس مع *استاذنا مفلس القيادي البارز في جبهة الإنقاذ* *له طعم خاص ، إذ انك لا تجالس من يحفظ التاريخ وإنما شخصية لها
كسبها ودورها من صناعة ذاك التاريخ الذي نبحث عنه ونقلب أطرافه . رأى استاذنا وضيفنا العزيز ان يكون الحوار على طريقة المدارسات والمفاكرات وليس على الطريقة التقليدية سين جيم ، وفي هذا دلالة ان الرجل يريد ان يعطي المحاور نفسه فرصة المشاركة في تكوين  الجواب* ، *ومع هذه الامنيه تظل فواصل الحدود بين السؤال والجواب عرف وادب يصعب تجاوزه* .
هذه هي الحلقة الثالثة من حوارات التاريخ والسياسة .
@ استاذنا مفلس ننتقل قليلا إلى الامام ثم نعود مرة أخرى إلى الإنقاذ وازمة المجلس الوطني . بخصوص الأحداث
الأخيرة وهي ثورة مدرسة الضياء كيف تنظر لهذا الحدث التاريخي وربما الأهم منذ قيام هذا النظام ... ؟ 
اولا اهلا وسهلا بك مرة أخرى هذه الأزمة هي تراكمات وانفجار  للشعور الداخلي العام بعد ان داس النظام على كرامة المواطن واستهدف عقيدته واغتال رايه السياسي  ظن هذا النظام الجائر ان المروءة والنخوة قد ماتت في الشعب ، الآن الشيخ التسعيني له الفضل في إشعال الثورة برفضه للقرارات الجائرة التي تمثل أقبح صورة للاضهاد الديني .والمتأمل يجد اهم حلقة ودرس يمكن تلخيصه هو كسر حاجز وهاجس الخوف في الشارع السياسي وهذا لم يتوقعه لا النظام ولا الجماهير نفسها .
لو دعمت هذه الثورة الوطنية من قبل المعارضة بالمتسوى المطلوب وعملت على تجديد العلاقة مع الداخل وابتداع آلية جديدة للعمل الثوري المشترك ربما حصد الجميع نتائج أفضل للثورة المباركة ، لكن تظل ثورة مدرسة الضياء حدث يؤرخ له للتاريخ السياسي وكابوسا يؤرق مضاجع البؤاساء من حلقة النظام الفاسد . أهم اعتبار في رأيي هو توحيد الشعب في قضية الحريات والتعامل مع الحدث بإعتباره شأنا وطنينا يهم الإنسان الارتري وأي محاولة لتغزيمه  في الزاوية الضيقة لاشك أنه يخصم من وطنية الحدث .
@  استاذنا ما هو تقييمك للاداء الإعلامي سواء كان على مستوى المعارضة او على مستوى أداء المثقفين ..؟ 
 الحقيقة ان أداء المثقفين ودورهم وتناولهم كان أفضل خاصة قروب خطوة كان مميزا وبارزا ،  وهذا هو الدور المناط بهم ونحن واثقون ومتفائلون لمستقبل المثقفين ،  لانه بإختصار الأحداث لاترحم احدا ولا تنتظر أحدا تمر كالبرق ولاشك ان لها ضروريات قسوى .. تحتاج إلى تفاعل سريع ومرتب ومن هنا جسم المثقفين أكثر استعدادا وتفاعلا مع الأحداث لأنه جسم ليس به تعقيدات والحسابات الضيقة كما هو موجود في المعارضة .
@ الاستاذ *مفلس*ماالذي جعل الاستاذ مفلس يصرخ بصوت عالي على القوى السياسية بإصدار بيانات حول الحدث الأخير ..؟ 
الأحداث الكبيرة يجب ان تكون سباقا الوضع لايحتمل البرود او التخاذل ، للاسف المعارضة لم تهب بسرعة تتناسب مع الحدث ، كما ينبغي ايضا ان لا تتوقف في إصدار البيانات وإنما تتجاوزه إلى دور اكبر في التفاعل ومناشدة الدول لاسيما وان المعارضة كانت في اجتماعات  أثناء هذه الاحداث الجارية ،لكن للاسف حتى  البيانات خرجت متأخرة .
@ الاستاذ مفلس انت تنقد المعارضة وانت منها ...؟ 
انا اقول ما اراه صحيحا ولا ارى حرجا حتى في نقد التنظيم الذي أنتمي إليه .
@الاتصال بعنصر الداخل مفقود ..؟ 
حسم  الامور من جانب واحد أمر صعب ، وعملية التغيير لابد من تضافر الجهود وتوحيد العمل وتحتاج إلى ترتيب اكبر بين الداخل والخارج ، وانا لا أعرف الاخريين ولكن جبهة الإنقاذ لديها إتصال بالداخل وهذا الأساس موجود فقط يحتاج إلى ربط اكبر ،  وتطوير هذه الحلقة التواصلية وتكميل الأدوار وتقسيمها بعناية ،  بحيث في مثل هذه الاحداث الكبري يكن لها دور بارز في زعزعة ومن ثم إسقاط النظام ، لكن الأشكال هنا ان إمكانيات التنظيم ضعيفة ومحدودة لا يستطيع لوحده القيام بكل هذه الأدوار المكلفة خاصة من الناحية المادية ..
@ استاذنا *مفلس* غياب التواصل بين الطرفين اي الداخل والخارج فوت لنا فرصة تاريخية ...؟ 
الوضع داخل الوطن طبعا وضع استثنائي لامثيل له ويختلف كليا حتى قياسا بدول الجوار التي تحكمها أنظمة قابضة ، هذه القبضة الأمنية البوليسية تحتاج في المقابل  الى فعل يتناسب معها ، وعليه مخاطبة الجيش ان يقف مع الشعب أصبحت مسألة روتينية ،  لكن المطلوب هو فتح أكثر من جبهة مثلا أثناء مدرسة الضياء لو اشغلنا النظام بحدث ثاني مساوي له في القوى ربما كسبنا المعركة كليا. عموما الجيش والشرطة والقوات النظامية لاتمثل روح النظام وإنما هم  مجبرين .
@  استاذ مفلس خطبة الشيخ عبدالحي يوسف ربما فاقت عمل المعارضة واصحبت هي الأخرى أكثر انتشارا .. ماذا تقول ..؟ 
حقيقة خطبة جميلة وهي حوالي 23   دقيقة وكانت موضوعية تناولت التاريخ السياسي وهذا دور إيجابي نشكره عليه ونشكر كل المتعاطفين مع القضية الارترية سواء كانوا مسلمين او مسيحيين .وهذا النظام الجبري لايمثل طائفة وهو فرد واحد يهيمن على كل شيء والعنصر المسيحي مشارك  في الأحداث الأخيرة ودوره إيجابي ايضا . اذا الشيخ عبدالحي لابد من استصحاب هذه التركيبة المعقدة في تناوله للقضية  الارترية ومحاولة التعامل معها من خلال هذه الأبعاد ،    وهذا النظام كما زج بدعاة وعلماء في غياهب السجون ايضا فعل الشيء نفسه مع قساوسة ورجال دين مسيحيين ، وعليه المدخل الصحيح هو التعاطف مع الأزمة الارترية من باب أنها قضية إنسانية وأخلاقية خاصة اذا نظرنا ان طبيعة الصراع هو صراع سياسي وليس عقائدي " صحيح الضرر متفاوت من هذا النظام ولكن إجمالا لم يسلم منه أحد نحن او غيرنا .. 
@ الإسلاميون  وتعاملهم مع الحدث هل كانت هنالك اي محاولة لكسب المعركة او محاولة تحسيس الاخرييين بأنها قضية تهمهم في المقام الأول ..؟ 
الحقيقة لم أتابع إعلام الإسلاميين بشكل خاص ولكن بوجه عام كان جيدا ولم يكن خروجا عن المألوف وليس هنالك إتجاه لتغزيم الحدث والإسلاميون الارتريون بشكل عام متقدمون في وعيهم السياسي وليس لديهم تطرف سياسي وإنما هم دائما ضمن منظومة الإجماع .
@ المعارضة الارترية أصدرت البيانات وكفى الله المؤمنين القتال ..هل هذا هو الدور المنتظر  ..؟ 
الحقيقة لا وهذا دور دون المتوقع كان ينبغي للمعارضة ان تجتمع اجتماع طارئي وتدرس الحدث من قرب ومن ثم تشكل غرفة طوارئ للمتابعة الدقيقة وأداء المطلوب ،  وهذا لايكلفها شيء لأنها اصلا كانت مجتمعة والأحداث الكبيرة لا تنتظر احدا فقط تحتاج الى عقول واعية تستطيع التعامل معها دون حسابات ضيفة. المهم اتمنى من القوى السياسية ان لا تهدر الفرص وان تكون قريبا من الشارع العام اي متواصلة مع المواطن الارتري تهتم بمشاكله وتعتني بآلامه. وهذه هي وظيفة المعارضة وإلا ليس هنالك داعي للوجود اصلا .
@ استاذنا مفلس ظاهرة او تظاهرة  مدرسة الضياء هي الأولى من نوعها من جهة حجم الحدث ومن جهة اعتراف النظام نفسه ولأول مرة ينقلها التلفزيون الرسمي صحيح انه قلل من شأنها باعتبارها حدثا صغيرا ، السؤال هل بات النظام ضعيفا في تماسك جبهته الداخلية اي فاقد السيطرة ..؟
مؤسسات النظام ليست بذاك التماسك والترابط وكل مؤسسة تمكر بالأخرى وكلها تعمل من أجل التقرب من الرجل الأول حتى لا تكون كبش فداء ، والذي ارغم النظام للاعتراف أنه لم يكن يتوقع على الإطلاق ان يرفض لهم قرار وظن أنه في مأمن من غضبة الشعب ، وهذه من سكرات السلطة وإلا الطبيعي هو ان يتوقع الانتفاضة لأن العلاقة بين الظلم والانتفاضة هي علاقة طردية .
@ يبدو للمتأمل في المعارضة تعاني من أشكال في التعامل مع ظاهرة التمرد الداخلي وهذا الإشكال يتمثل في التعامل مع الحدث بصورة تفوق حجم الحدث ، بمعنى مثلا رفض القرارات الأخيرة لايمكن ان يكون المقابل إسقاط النظام .... ؟ 
صحيح لكن هذا نظام فاقد الشرعية ابتداءا ولم يترك للشعب دربا للظلم وإلا سلكه الان الدولة مصنفة ضمن أكثر الدول انتهاكا للحقوق الانسان،  والنظام أصبح منذ أمد مهدد للأمن والسلام الدوليين ، اذا طبيعي ان توظف الناس الأحداث في إسقاط النظام خاصة الأحداث التي تمس عقائدهم وتستهدف وجودهم ، وعليه لايعقل ان يطالب النظام بتغيير سستم مضت عليه المدرسة منذ هيلي سلاسي ولا يعقل ان يكون المستعمر اعقل وأرحم منه ، الدولة المحترمة هي التي تحترم عقائد وقناعات وحريات الناس . صفوة القول ان اسقاط النظام انه مفهوم ومطلب تراكمي  تأسس بفعل المظالم المتراكمة والممنهجة التي ظل يمارسها النظام قبل وبعد الدولة .
@ الفضائيات على كثرتها لم نسمع او نرى اي ظهور  للقيادات او النخب او المثقفين الارتريين إلى اي شيء يرجع الأمر ...؟ 
الحقيقة ليس لدينا كرزميات تفرض وجودها على تلك المنابر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى وضع ارتريا في الخارطة العربية قد أصابه الضمور والانسحاب .

وإلى لقاء قادم ان شاء الله 
*هذا عبدالواسع محمد شفا*

ليست هناك تعليقات: