26‏/04‏/2010


من المستفيد من الخطاب التصعيدى فى هذه المرحلة
بقلم رمضان محمد
إنه من الطبيعى حين تتخذ الشعوب والأمم قراراً مصيرياً وجوهرياً يخص تحولها وتدخل بموجبه فى تدافع لإسترداد حقوقٍ أو صون كرامة يكون لها وقفات! ترافقها دراسة العوامل الإيجابية والسلبية لإنجاح القرارات المصيرية المراد إتخاذهاومعرفة جوانب القوة والضعف وقياس نسبة النجاح أو الفشل فيه ، و بعد التقليب والمناقشة تتخذ القرارت ويتحمل الجميع تبعاتها كما سوف يحصد الكل ثمارها إن نجحت الفكرة ...
ولكن حين يسوس المجتمعات من تحركهم النوازع القومية المتأصلة بنزعة الشر ويقومون هؤلاء بالتأثير على مجتمعاتهم تارةً بالضرب على العواطف القومية وأخرى دينية يكون الخطب جلل فلا نصر يتحقق، ولا المحافظة على التعايش مع الأخر يصان......
هذا تأثيرعلى مستوى الأفراد الذين تحركهم نوازع الشهوة وتسيطر عليهم الغفلة، فكيف حين يكون ذلك الوصف تندرج تحته بعض التنظيمات السياسية، والكيانات الإجتماعية، التى لاتضع فى أولوياتها دراسة المواقف والواقع جيداً بل وتغير خطاباتاها وفق مصالح تنظيماتها وأحزابها دون مراعاة مصالح الشعب العليا أو تقدير الأضرار التى تنجم من جراء تحولات خطابها ونظرتها !!!
فاليوم فى أرتريا من يؤجج لصراع بين المسلمين والمسيحيين بناءاً على إشكالات وطنية كمشكلات الأرض والمطالب غير المستساقة وغير المقبولة كالحكم الذاتى للأقاليم بل ومنحها حق تقرير المصير !!!
والمطالب المذكورة هنالك كيانات وجماعات تبنتها جهاراً وهنالك كيانات فى طريقها لتتبناه وهو طرح مبنى على حلحلة إشكالات مناطق محددة دون النظر لمشكلات المناطق الأخرى والوطن
والإشكال الكبير هنا يكمن فى أن الطرح صادر من أبناء أقاليم محددة تبنى مطالبها على البعد الإثنى، والجغرافى، والثقافى ، مما سيواجه هذا الطرح بنذر صراع مناطقى سيقسم البلاد إلى قسمين جغرافيين ويعيد الوطن لمربع التقسيم !
صحيحٌ أن أفورقى يعمل جاهداً لشرخ الوحدة الوطنية بين المجتمع وقد خطط لذلك منذ فترة ليست قريبة وحساباته جميعها تهدف للحفاظ على حظوة السلطة التى نالها والناس فى غفلة !!!
فالنظام وبالرغم من أنه محسوب على جهة إثنية محددة لكنه قطعاً فقد قتل وشرد وسجن الكثيرين من بنى جلدته حال الإستبداديين فى كل زمان ومكان ولعل التاريخ يشهد بذلك !!
وماعلينا أن ندركه أن النظام هو نظام فرد متسلط ولسنا ننكر بحديثنا هذا إستفادة إثنيته من هذا الجو والمحيط لكن للتاريخ فإن أى وضع كهذا بالتأكيد يكون له تبعات ظلم ٍ على البعض ومن هم مستفيدين !!!
ويجب أن نضع فى تقديراتنا أنه لوكان أفورقى من إثنية إرترية مختلفة فمن المحتمل جداً وقوع ما نحن عليه وعلى هذا يجب أن نقيس وعلى ضوء ذلك يفترض أن تكون تصورات حلولنا للمشاكل الناجمة من أفورقى ...
ومايثار اليوم من تغيير ديمغرافى وإستيطان إثنية فى مناطق المنخفضات إنما هذه قضايا خلافية موجودة كانت فى الماضى وما تزال وكانت بالضبط فى عهد جبهة التحرير الإرترية وحينها كان المستوطن هو المسلم والمستوطن عليه هو المسلم المنخفضاتى على حسب إصطلاح اليوم !!!!
هذا قطعاً لايعنى أن ذلك خصماً على إيماننا بالظلم الواقع على تلك المناطق ولكن تلك المظالم لايمكن إزالتها بمصطلحات مثل المستوطنيين الجدد وغيرها من الأسماء بل يجب أن نحملها أفكاراً ونبحث لها عن حلول دون تأجيج !!!
ولأننا نعلم جميعاً سياسة التمييز التى يتبعها أفورقى وندرك حجم الهوة التى سوف تصنعها مثل هذه التصرفات الهوجاء لكننى متيقن بأن طرق المعالجة لمثل هذه الإشكالات لا تكون بلهجات التصعيد الطائفى والإصطفاف الدينى والمناطقية الموغلة التى ترفض الأخر وتلفظ سانحة التعايش معه لكن بالحوار والنقاش تتم المعالجات ويصل الجميع إلى نقطة توافقية لا توسيع الفجوات وفتح الجبهات....
أننى أرفض وبكل قناعة الهيمنة الإثنية فى كل جوانب الحياة فى الوطن، بإمتلاك الأرض،أو التغول المطلق على السلطة، لكننى وبكل صراحة أتعجب من محاولة منع مواطن فى أن يسكن فى أى موقع جغرافى طالما هو فى حدود الدولة الإرترية ,
نعم ليست هنالك قوانين عادلة فيما يتعلق بالأرض فى ظل نظام أسمرا لأننا أمام عصابة تتحكم فى مصائر العباد لكن مع رفضنا لهذه الممارسات فقطعاً لايمكن محاسبة مواطن فى أن يسكن فى أى موقع أراد شريطة أن لا تكون تلك الأرض مملوكة لمواطن ٍ أخر له ما يثبت قانوناً ولا أقصد هنا التواجد العام للسكان فلهذا وضعيته بل أقصد الملكية الخاصة للمواطن ً! فإذا توافرت الأدلة القاطعة على ملكيته فالمواطن يسترد حقه ولا يحرم الأخر الذى هو من بقعة إرترية حق العيش فى أى منطقة جغرافية بل يتم توفيق أوضاعه بطريقة ترضى هذا المواطن طالما هو مواطن قدم الشهداء والتضحيات من أجل الوطن ككل ...
عليه فإن هذه الدعاوى تستهدف المواطن الإرترى ككل ولا أعتقد أن هنالك تخصيص بناءاً على المعطيات التاريخية ،والإثنية ،والدينية ،فحق العيش للمواطن حق مشروع ليس بمقدور أحد المنع أو السماح !!
وعلى الجميع أن يعلم أن مسلك تلك التيارات من مثل هذه الدعاوى هو البقاء ومصلحتها هى فى المقدمة ولو كان ذلك خصماً على التعايش والإستقرار المجتمعى فى إرتريا وخير دليل على ذلك هو الأنقسامات التى تطاردنا منذ فجر جبهة التحرير الإرترية ولم نتخلى عنها حتى فى عهد الحركات الإسلامية بل توغلت العنصرية إلى أبعد أغوارها ودخل التذمت فى مجتمعات لاتعرف سوى الإعتدال....
أعلم جيداً حساسية مثل هذه القضايا وهى محرمات عند البعض مع أنها قضايا جوهرية لبناء الثقة بين التكوينات لخلق نوع من الوفاق والتراضى الوطنى ولأن السكوت عنها هودخول نفق الحروبات المناطقية فى إرتريا وهو مالم نرضاه أن يحدث فى بلدنا ولايمكن لحادب على مصلحة الوطن وسلامته والتفريط فى الوطن ووحدته وتماسكة وأن نعمل جاهدين لردم الهوة وتوحيد الصف ولندرك أن الخسارة ستطال الجميع وليس هنالك رابح فلننتبه !!!
إشارات:
وثيقة مجلس (الشيخ/ المفتى /إبراهيم المختار)
التحية لوثيقة مجلس إبراهيم المختار فى أخراجها العلمى الدقيق رغم أنى أختلف فى بعض ما ذهبت إليه من توصيف وحلول ...
وعجبنى كثيراً الرد على السيد/ولديسوس عمار بإعتباره رداً منطقياً ومقبولاً وهو رد تجاوزمضمونه الأشخاص ليكون رداً على الجميع خاصةً وأنه يحمل فى ثناياه نبرة المواطن القوى الذى يؤمن حقاً بحقوقه, ويعرف جيداً واجباته تجاه الوطن، وفيه تأكيد على أنهم لايمثلون أى جهة أومجتمع .
فتحية خاصة للذين أجتهدو فى إخراج هذا البحث لأنه أوجد حراكاً سياسياً فى الساحة ومزيداً من التقارير العلمية لنرتقى بالعمل السياسى برمته
بيان حزب الشعب عن ملتقى الحوار الوطنى:
لست من حزب الشعب ولكن بيانهم المنشور عن الملتقى يلامس الرغبات والتطلعات الوطنية خاصة فى محاور النقاط التى وردت فى البيان كالمصالحة الدينية بين المسلمين والمسيحيين والأرض والقوميات وهى فى تقديرى أم القضايا التى يجب الوصول الى حلول جذرية فيها وببناء الثقة يمكن أن نصل إلى إجماعٍ وطنى ...

ليست هناك تعليقات: