13‏/04‏/2016

الرحيل المفاجئ والدروس القاسيه


لقد إرتقى الاخ عبد الرحمن الى الأعلى ونحن مازلنا متمسكين بالدنيا وملذاتها ومتعتها ونحلم لكى نعمر أكثر من ذلك حتى ننعم بنعيمها نتقاطع ونتخاصم ولم نفكر يوما ما ، فى الرحيل منها ......
فان رحيل الاخ عبودى بمثابة درس قاسي لىشخصى ، فبالامس القريب كان الاخ عبودى يرسل صورا وفيديوهات ويتجول من منطقة الى اخرى ويلتقى بهذا وذلك ويحاول ان يفعل شيء وكأنه كان على وعد مع الرحيل ، وكانت تلك الصور والفيديوهات رسائل وداع تشبعت بنسائم الوطن ... فقلوبنا لم تصدق نباء رحيله ، فحقا لم يودعنا ولم نفهم تلك الرسائل التى كان يمررها لنا عبر صفحته بالفيس بوك ...


الرحيل المفاجئ والدروس القاسية :
@ كشباب لنا احلام وطموحات ولم نشعر يوما ما ، ان الموت يدركنا فى كل لحظة ، فنحن ننظر لانفسنا ما زلنا شباب والوقت مبكر حتى نتحدث عن الرحيل ... وهاهو عبودى ترجل وهو فى ريعان شبابه ، لم يفكر بالرحيل بل كان يخطط ليفعل شيء لغيره . وشقيقه سعيد على مشارف الزواج ...
@ معظمنا تعرف على بعضه البعض عبر شبكات التواصل الاجتماعيه وربما القليل بيننا من لديهم معرفة سابقه والفترة الزمنيه طالت ولم نلتقى وملامح وجوهنا تغيرت بعد ان افترقنا والظروف القاسية غيرت من طباعنا وسلوكنا .. وللاسف نتخاصم ونتقاطع فى قضايا تحتمل الخطأ والصواب وقضايا هى فى الاصل محل اجتهاد وتحمل اكثر من وجهة نظر . فلا احد يمتلك الحقيقه المطلقة ..
@ نتشاحن ونحيك المؤامرات و الفتن وننسى اننا قد نرحل بعد ذلك ونترك ذنوبا ثقيله خلفنا ولم نجد وقت حتى نمحوها ... فنحن لم نقل عمرا عن عبد الرحمن الذى فاضت روحه الى بارئها فى لحظة لم يتوقعها هو ولم نتوقعها نحن ايضا .. الم نتعظ ونفكر فى الرحيل ؟؟ 
@ كم من اخ واخت اخطأنا عليهم وظلمناهم وندرك تلك الحقيقيه ولكننا لا نستطيع ان نعتذر لهم لان كبريائنا يحول بيننا وبينهم .. فهل ينفع ان نعذر لهم او نسامحهم بعد رحيلنا ...... 
@ كم اخ واخت ظلمناهم دون وجه حق واتخذنا مواقف صارمه ضدهم بسوء الظن والاحتمالات وعبر حديث منقول من الاخريين لا صحة له ؟؟؟ ولم نراجع انفسنا .
الانسان عندما يتعامل مع الاخرين ويتبادل معهم الحديث ويجرى التواصل بينهم بشكل جيد ووثيق وتنشأ علاقات قويه وهذه العلاقات احيانا تتعرض للفتور وفى بعض الاحيان تصل الى حد القطيعه ، بالتاكيد تكون هناك هنات بين الطرفين واخطأ بقصد او غير قصد لظروف ذاتيه او بتاثير الاخريين وهذه طبيعية البشر وسنة الحياة ، وللاسف تتبنى عليها مواقف متباينة من غضب وتشاحن وقطيعه ويصعب احيانا على الشخص ترميمها فى الوقت القريب وفى بعض الاحيانا تاخذ منحى اخر بعيدا عن ذلك ... 
احيانا نستطيع ان نتحمل الخطأ الذى يحدث من الشخص الذى لا نعرفه ونتجاوزه بسهوله ويسرا ونغض الطرف عنه ، بينما هذا الخطأ اذا صدر من شخص مقرب وصديق لا نتحمله على الاطلاق لاننا لم نتوقع منه ذلك فيكون الموقف اكثر جفاء وحدة ......
فهل وقفنا مع انفسنا وقفة حقيقية ان الحياة رحيل وارتقى، وتبقى سيرتنا ومواقفنا اخلاقنا بين الناس ويذكرونا بها ؟؟ ...
هذا البوست موجه لشخصى الضعيف . مؤنبا نفسي لانى كنت قافلا عن الموت . فحزننا عميق على رحيل عائلة باثرها فى لمحة بصر وغابت عن سجل الحياة....
اخى عبد الرحمن عثمان لقد عفوت عنك فاعفوا عنى واسال الله ان يعفوا ويصفح عنك ... 
نتمنى من كل اخ واخت ان يسامحون ويصفحون ويعفون عن الاخ عبودى اى كل من كان له اتصال وتواصل معه ويطلبون منه العفوا والصفح والسماح ..........
واطلب من كل اخ واخت فى قائمة الاصدقاء ان يعفوا عنى ويسامحونى ان كنت اخطأت عليهم وظلمتهم بحضورهم وغيابهم ، فقد عفوتكم وسامحتكم ان كنتم اخطأتم فى حقى بحضورى وغيابى ...... الدنيا فانيه وكلنا راحلون الى دار البقاء ..

ليست هناك تعليقات: