14‏/10‏/2014

الشيخ حامد صالح تركى ورحيل الكلمة المُنصفة.



 بقلم الكاتب / محمد رمضان


تتجلى عظمة التوجه الإسلامى فى سلوك الفرد والتى غالباً ما تُوشح تعامله وتصرفه وتداخله ومخالطته للناس، خاصة وأن الرسالة الربانية فى مُجملها تعنى فى المقام الأول أخلاق الفرد وقيمه، ثم تأتى الشعائر كنوعٍ من الطاعة

والإذعان للخالق وصناعةً للفرد ليتصف بالخصال النبيلة! والتى هى المرتكز الذى يقوم عليها المنهاج النبوى فى التربية والسُلوك والعمل ليكون صبغة التمييز للفرد المسلم قبل الشعائر مع إيماننا المطلق لأهمية الشعائر كعملٍ يؤدى لتلك القيم إن قامت على القبول التام والإنقياد المُطلق لله عز وجل .
فالشيخ حامد صالح تُركى رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته بما قدم من نضال وعمل وتضحيات كان مثالاً حياً لسلوك المسلم العارف بتعاليمه! المتفانى فى إخلاصه! والصادق فى توجهه عملاً ومُمارسةً وسلوكاً!
فالشيخ تُركى كان بحق تتمثل فيه المعانى الرفيعة تواضعاً. وذو سعة فى أفقه السياسى حيث كان ذو رؤية سياسية ثاقبةٍ مُدركة!
كان صاحب كلماتٍ منتقاةٍ بعناية حين يكتب! ومع أننى لم أتابع كتاباته كثيراً لكن كانت مقالاته حجراً يُحرك بركة السياسة الأرترية الساكن !
ويوم أن كتب الشيخ تركى رحمه الله  مقالاً عن المقاومة الشعبية فى شرق أكلى قوزاى كان لمقاله صدى وتأثير توالت بعده الكتابات والبيانات فكانت كلماته فى المقال مُحركاً ودافعاً للتعريف بقضية مقاومة لم تجد الإنصاف فى التناول والإهتمام من القوى الوطنية كلها، فكان مقاله لفتة سياسى بارع يجيد فن الكتابة لتحقيق الشمول لدعوته ورسالته بدقة لا الركون بها فى ركن قصى ! تلك السياسية والرؤية هى التى جعلت الحزب الإسلامى يتمتع بسعة الأفق والرؤية والشمول وشبه الإجماع وللأسف سجل الحزب  تراجعاً ملحوظاً فى السنوات الأخيرة بسبب ممارسات البعض  .
فالشيخ حامد صالح تركى الذى وافته المنية بتاريخ 8/10/2014 كان بحق تتمثل فيه المعانى الرفيعة والخُلق القويم مع عفة اليد واللسان .
رحل الشيخ  تُركى  عن قضية وطنية سقاها بعرقه وقلمه وجُهده ونضاله طيلة عُقود .
رحل الشيخ  تُركى  عن مبدأ أمن به وعمل من أجله عقوداً بنزاهةٍ وطُهر وتجرد .
رحل الشيخ تُركى  وقد كان يُمثل أمة لا مُجتمعاً بعينه!
رحل الشيخ تُركى  دون أن يقول عليه الخصم كلمة تُقلل من قدره وشخصه أوتطعن فى إيمانه بالقضية  .
رحل الشيخ تُركى تاركاً سيرةً طيبة نادرُ توفرها فى قيادات العمل الوطنى العام فى بلادنا .
كان الشيخ حامد صالح تركى والشيخ محمد إسماعيل عبده أبو نوال من الشخصيات المحورية التى كانت هى المشكاة والأيقونة للتيار الإسلامى فى بلادنا .
سطرتُ كلماتُ فى حق الرجل القامة إنصافاً لرجلٍ عاش من أجل مبدأ! ومات عليه واقفاً! وعمل من أجله بإخلاص! وكان صاحب مسيرةٍ حافلة بالتضحيات والعطاء والبذل!
 نكتب بإنصاف عن قيادة الحركة الإسلامية الإرترية لأننا ندرك بحق نصاعة تاريخ رعيلها الأول المؤسس
( الشيخ ابونوال والقائد سعيد حسين والشيخ تُركى) التى ستظل مأثرهم ثابتة عبر الأجيال.!
نكتب بإنصاف عن الشيخ تركى على الرغم من وجهة نظرى فى التيار الإسلامى فى بلادنا ليس طعناً فى الفكر ولكن خروج التيار عن رُوح ومتن تعاليم الدين الحنيف فى الممارسة والتطبيق .
مؤسف أن اقول بأن سفينة العمل الإسلامى فى بلادنا ركبها من خرقها فى غفلة من رُبانها ولايُصلح العطار ما أفسده ذاك الخرق زمناً ... 
ختاما ًرحم الله الشيخ حامد صالح تُركى بمقدار ما قدم وأجتهد وتعازينا لأسرته الكريمة على مُصابهم الجلل وفقدهم الكبير وتعازينا موصولة لقيادات العمل الوطنى عامة وقيادات الحزب الإسلامى للعدالة والتنمية خاصة وإنا لله وإنا إليه لراجعون .

ليست هناك تعليقات: