02‏/06‏/2014

قوات الدمحيت تملئ ميادين ساوا بعد ان افرغ منها الشباب الارتري !!

بقلم/ محمد امان ابراهيم انجابا
لقد إستعان الدكتاتور اسياس افورقى فى حراسته الخاصة بقوات المرتزقة المسمى بقوات ( الدميحت ) التى تنتسب الى المقاومة المسلحة الأثيوبيه ، وكانت هذه القوات فى الفترة السابقة تتمركز بالقرب من العاصمة اسمرا. ولم يكتفى الدكتاتور اسياس بذلك بل أمر هذه القوات بقمع وإرهاب الشعب الارتري فى قلب العاصمة اسمرا ، بل تجاوزت ذلك مما ادى الاصطدام بها بالشرطة الارترية .. .فهاهو االيوم يوسع دائرة مشاركتهم ومهامهم من حراسته وحمايته الشخصيه الى ملئ ميادين ساوا عوضا عن الشباب الارترى الذى افرغه من الوطن بدواعى الخدمة الوطنية. ولم يتوقف على ذلك بل قام الدكتاتور فى
الآوانه الاخيرة باعتقال وزج قيادات قوات الدفاع الشعبي الارتري الشرفاء منهم ابطال التحرير فى الزنازين والمعتقلات ، بالطبع هذه خطوة اخرى لتهيئة الاجواء من اجل ان تكون لهذه المليشيات الكلمة الاخيرة فى الوطن لتمارس الذبح والقتل والسلب دون وازع انسانى كما فعل اسلافه (الكمندوس والطير ثروايت وغيرهم) فان اسياس يريد ان يعيد الذاكرة السوداء للشعب الارتري مرة اخرى بهذه الممارسات .
فعلا لقد جلب هذه القوات من اجل هذا الغرض ويريد منها ان تؤدى وتقوم بواجبها المنوط والموكل لها دون ان يعترضها احد او يقف فى وجهها حتى تقضى على اى مقاومة شعبيه او قوة عسكرية تفكر فى المساس بسلطته وتهدد سيادته وتسعى لتعسف بعرشه .. ومن اجل التمهيد لهذه المهمة لابد من القيام بتصفية الشرفاء والاحرار من قوات الدفاع الشعبي الارترية الذين ينتمون لهذا الشعب ولا يترددون للدفاع والزود عنه من اى قوة تريد ان تعبث بأمنه وسلامته ، وما يجعل الدكتاتور يلجأ الى استخدام هذه القوات لأنه فقد أهم اذرعه القوية والفتاكه امثال الهالك تخلى منجوس وغيره الذين ينتمون الى ذات الفئة وكان يعتمد عليهم فى مثل هذه المهمات الصعبة الاجرامية..
فان هذه القوة يتجاوز تعداده العشرة الف مجند ويلوح بها الدكتاتور عندما يجد نفسه محاصرا من قبل الشعب ويربط مصيره بمصير الوطن وإلا سوف يكون الطوفان على الجميع وبهذا يتضح ان هذا الرجل ليس له اى صلة او علاقة بالانسان والتراب الارترى..
ربما الكثيرين يعتقدون ان هذه القوات تلجأ الى ارتريا لكى تنال حظها من التدريب وثم تعود لكى تقاوم النظام الاثيوبي!!!!!!! . بينما الامر والحقيقة ليس هكذا وانما هذه القوات يتم جلبها من اثيوبيا بدعوة لتحقيق حلم تقراي تقرنيجا واقامة مملكة اقسوم الكبرى ويتم اقناعهم بان اسياس الراعى والحامى لهذا المشروع وهناك مناؤون له يريدون ان يقتلعوه ويبددون هذا الحلم ويعرضون لمهب الريح ، والدكتاتور محترف فى دغدقة المشاعرالقومية بدعوة وحدة المصير والامتداد الاجتماعى والثقافى (حلم الجيعان عيش) .
واذا رجعنا الى التاريخ واعدنا قرأته فنجد اسياس منذ خروجه الى الميدان كان يلعب على هذه الأوتار ووثيقة نحن علامنا اقوى دليلا لمشروع كهذا ، فكان يسعى لتأصيله عبر السلطة المغتصبة فى الفترة السابقة ويرسخ مبادئه عبر نظريات وخطابات تمرر من تحت الطاولة بدواعى الأمن القومى الوطنى وتهديد السيادة الارترية..
التاريخ يعيد نفسه بالامس القريب لقد قام بخطوة مماثلة ابان الكفاح المسلح عندما قام بتصفية جبهة التحرير الارترية بالاستعانة بقوات الويانى تقراي اى النظام الاثيوبي القائم حاليا بقيادة الراحل ملس زيناواى وهذا النظام وليد من حركة جبهة التحرير الثورية لاقليم تقراي ( الهاي ودق ) وهاهو اليوم يسعى للقضاء على الشعب الارتري ككل عبر ذات القوة وان اخذت شكلا اخر .. ولقد قام النظام القائم بتجنيس عددد كبير من قومية التقراى المنحدرة من اصول اثيوبيه منذ فجر التحرير الى الوقت الراهن بمنحهم الجنسيات الارترية بدواعى انهم شاركوا فى الثورة وهذا سيؤدى فعلا الى تهديد سلامة الوطن والى خلط الاوراق ..
عودة الى النظام الحاكم فى اثيويبا والتنظيم الذي يمثله وشكل التحالف الثنائ الذى كان بين الطرفين فى السابق يدفعنا ذلك الى الخوف والتوجس من مصير الوطن وما يحاط به من قبل الطرفين . فان تنظيم الويانى تقراى ذو الطابع الثورى والمكون من قومية التقراى ذات الاقلية لم يحلموا يوما بان يستلموا مقاليد الحكم فى اثيوبيا ، فهذا الحلم كان شبة مستحيل فى نظرهم ، وانما كان حلمهم ينحصر فى تحرير اقليم تقراي ومن ثم البحث فى كيفية دمج وإلحاق هذا الاقليم بارتريا وان يتقاسما الطرفين نظام الحكم واخضاع الاخريين تحت سيطرتهم بتهديد السلاح عبر مشروعية الثورة ولاسيما هناك وحدة مشتركة بناء على الروابط الثقافية والامتداد الجغرافى والتداخل الاجتماعى ، ولكن اتت الرياح بما يشتهى التقراي وتحققت المعجزة واستلموا مقاليد السلطة فى اديس ابابا وصارت الدولة العظيمة والامبراطورية الحبشية تحت قبضتهم فضربوا بالحلم الصغير ارض الحائط ونشبت الصراعات التى قضت على الاخضر واليابس ولا نعلم دوافعها ودواعيها ..
وبعد هذا الاسرد فهل يعقل ان يقوم التقراى بانفسهم بهدم حلمهم وان يقضوا على السلطة التى تحققت بمعجزة من الله ؟؟فهل يعقل ان الدمحيت الذين ينتمون الى ذات الاقليم والثقافة والمجتمع ويمثلون اقلية يسعون باسقاط النظام الذى وصل الى السلطة على اشلاء وجماجم ابناءهم التقراي ؟؟.
فهذه اضحوكة واخر لعبة قذرة يلعبها اسياس افورقى على الشعب الارترى فلن تنطلى علينا وقد حان وقت الخلاص من هذا الماكر والفاجر الدكتاتورى المتبلد .........
ما يحزننى ويؤلمنى ان الوطن يتعرض الى خطر محدق وبمن يقبعون بداخله ، بينما نحن ننصرف الى قضايا ثانوية وقضايا إنصرافية وتقاسيم قومية وتضاريس جغرافية ومسميات لا انزل الله بها من سلطان وبالفعل نحن نساهم فى اطالة عمر النظام ، وفى اخر المطاف كل هذه المشاريع تصب فى مصلحة اسياس وزمرته وبالطبع هى خصما على المجتمع الناطق باللغة العربيه وعلى وجه الخصوص المجتمع المسلم .
فلم يختلف الحال فى مشهد المعارضة الارتريه فى الخارج كثرا عن مشهد الوطن فى الداخل ، فان المعارضة الارتريه التى تقيم فى اديس ابابا هى بالمثل تواجه تحديات كثيرة ومختلفة فحالها اشبه كمن يحتمي من الرمضاء بالنار ، كما اشرت فى اعلى البوست فانها تحتمى بذات الجهة التى تمثل عمقا اجتماعيا وثقافيا وجغرافيا لحاكم ارتريا ولم تختلف معه فى الاهداف وانما تختلف معه فى النهج والسلوك .. فان النظام القائم فى اثيوبيا يخدم ذات الاهداف ويسعى لاضعاف الطرف الاخر وقتله بالتجزئة والتقسيم والانشطارات فتارة تظهر لنا اقطاب قومية ومناطقية وشعب مرجانية وطفيليات سياسيه (دبر زيت) و يقوم التقراي فى اديس ابابا بهدم تنظيمات وطنية كان لها وقع فى الساحة وتحدث شرخا بين من ينتمون له عبر تقوية طرف دون الاخر ، فان هذا النظام يسعى لاطالة الوقت حتى يساهم ذلك فى انهيار الوطن ارتريا واسياس افورقى يحقق ذات الهدف من خلال ممارساته ...........
اختم البوست بالسؤال التالى على امل اجد الاجابة منكم :
فهل يختلف المشهد وان اختلفت الوجوه على خشبة المسرح السياسي ؟؟!!!!!...
اليكم رابط الفيديو الذى دعانى لكتابة هذا المقال ويظهر عليه ان قوات دمحيت تملئ وتغطى جبال ساوا . .........

............. لا ضاع حق وراءه مطالب ..........

 .
https://www.youtube.com/watch?v=1fMZ8CRKirw

ليست هناك تعليقات: