05‏/06‏/2013

واقع الحراك الشبابي ما بين التغيب وتحقيق الطموح الشخصى

بقلم / محمد امان ابراهيم  انجابا
نظرا للحراك الشبابى الارتري وما يدور فى رحابه فنجد هناك تغييب لشريحة من
المجتمع تعد الأهم ومحور اساسى فى مسيرة التغيير الديمقراطى وبناء المجتمع والدولة المتحضرة وهذه الشريحه لم نقصد بها فئة الشباب بل خارج سياق الشباب اى مافوق الثلاثين فنجد انها غيبت نفسها بفعل ذاتى وخارجى .
ومن الإسباب الذاتيه التى جعلت هذه الشريحة تغييب نفسها من العمل السياسي يرجع لبعض الافراد من اجل تحقيق طموحاتهم ورغباتهم الشخصيه وايضا البعض منهم بدواعى التسليه والترفيه عبر جميع الوسائط ( فيس بوك ، بالتوك وغيره ) ومعظمهم يفتقد للجديه والاخلاص للقضيه . وربما يرجع ايضا الى عامل الإحباط واليئس الذى يسود الساحه الارتريه جراء نظام دكتاتورى يقود البلاد الى طريق مسدود وايضا غياب المقاومة الفعاله التى تقودنا الى بر الامان فليس هناك بديل فصارت الصورة غاتمة ، فنجد هذه الفئة تحاصر نفسها واستسلمت للاحباط و اليئس ، وبرغم من الدعوات المتكررة من اجل العطاء والعمل عبركثير من النداءات المكتوبه العمليه منها والنظريه وللاسف لاحياة لمن تنادى والعزوف سيد الموقف وخلق الأعذار والتملص والتجاهل لهذه الدعوات المتكررة سيمة اكثريه من هذه الفئة ، فنجد معظم هذه الشريحة تتدافع فى القضايا الإنصرافيه و تسويق الافكار الهدامة والعصبيه والجهويه الباليه التى لا تخدم المجتمع بشيء ، فقليل من تجده يبحث عن العمل الجاد من بين هذه الشريحه ..
وبالفعل صار الحراك الشبابي مطيه للمتسلقين من هذه الشريحه التى تتهرب وتتملص من مسؤلياتها نحو العمل السياسي المؤطر وتمارس التغييب فى حق نفسها وفى حق المجتمع وايضا تقصي الشباب من تبنى قضاياه الحيويه ... فصار الحراك الشبابي الموجه التى يسهل ركوبها وإمتطائها ، فكل شخص متسلق وانتهازى يحاول ان يتسلل الى السياسيه وان يمارسها فى هذه الفترة يبحث عن مدخل سهل الا وهو الحراك الشبابي ويتم خلق مجموعه ويطلق عليها مسمى شبابي وعبر هذه المجموعه يبحث عن تحقيق  الطموح الشخصى و الأمانى والاحلام التى تراوده وكسب البطولة الفيس بوكيه وتحقيق النجوميه دون عناء عبر البوستات والمشاركات الكتابيه اليوميه اى نضالات الكبيورت ولا يكلف نفسه لاخراج درهم او دينارا واحد فى دفع العمل العام ولا يكلف نفسه عناء الخروج للمظاهرات التى تقام فى جميع انحاء العالم !! هل النضال انحصر فى فضاء الانترنت فقط ويعد ذلك عملا جبارا وجهدا كبيرا لا يقدر بثمن ؟؟!!! ...
السؤال الذى يحاصرنى الى متى نحن نغيب انفسنا باسم الشباب ودواعى الحراك الشبابي ؟؟ معظم من يتحدثون باسم الشباب تتجاوز اعمارهم الثلاثين وبل تجاوز الاربعين ولا اعفى نفسى من هذا السؤال وانا من بين هذه الفئة...
عندما كانوا اباءنا فى العشرينات كانوا يقودون الثورة الارتريه ابان الكفاح المسلح وكل القيادات لم تتجاوز الثلاثين عاما فى السابق عندما كانت تتولى امر الثورة .. وايضا معظم قادة العالم اذا نظرنا اليهم فى عالم السياسيه نجدهم تدرجوا فى الاحزاب السياسيه ومارسوا العمل النضالى ويمتلكون رصيدا كبيرا من الانجازات السياسيه ولم يغيبوا  انفسهم بدواعى الشباب وبل الكثير منهم شارك فى تأسيس وبناء تيارات فكرية وسياسيه.!!!!!
اذا يجب ان نعود الى التعريف الدقيق لمصطلح فئة الشباب وماهو السنى العمرى الذى تنحصر فيه هذه الفئة اى ما تسمى الشباب؟؟ للاسف الكل يريد يسابق الزمن من اجل تحقيق الطموح الشخصى عبر الطرق الملتويه ويخفى شيبه ليصير شبابيا ويطمئن نفسه ؟؟؟؟
اذا لمصلحة من هذا التغييب من المشاركة السياسيه عبر الأطر التنظيمة التى تتبنى فكرا ايدلوجيا أليس من الافضل العطاء والعمل من داخل هذه التنظيمات السياسيه الارتريه ؟؟؟ من يعترض العمل داخل هذه الأطر بدواعى عدم الوضوح والشفافيه لماذا لا يسعى  فى بناء وتدشين تنظيمات تستوعبهم ويفجرون عبرها طاقاتهم ويبرزون امكانياتهم وبذلك نكون خرج الجميع  من جلباب الحراك الشبابي ؟؟؟ هل هذا التغييب لمصلحة الجيل الذى يسبقهم حتى يقضوا بقية أعمارهم على راس العمل السياسي ؟؟؟ ام هذا التغييب يعد خصما على الاجيال التى ما دون الثلاثين ؟؟ !!!!! ام الامر لم يعد يفرق كثيرا طالما تم هضم حقوقنا نهضم حقوق الجيل الذى يلينا ونحرمه من دوره فى مرحلة الشباب هل هذه حقيقه تنطبق علينا ام هناك امر اخر ؟؟؟
للاسف تسلل البعض الى الحراك الشبابي من اجل بناء مملكته الشبابيه ويمارس فيها الزعامه المطلقة ولايريد احد يقترب منه وينافسه ويشاركه فى هذه المملكة !!!
واعتقد ان اسباب ضعف الحراك الشبابي الارتري وعدم توحده يعود الى هذه النقطة بالتحديد.. فالسمة الغالبه كل حراكا شبابيا بما لديه فرحون ، وليس هناك اى استعداد من اجل بناء جسم شبابي قوى يمثل رقما فى الساحه يا ترى لمصلحة من ذلك !!!!؟؟؟
وللاسف الكثير من يتشدقون بالحراك الشبابي الارتري لا يستندون الى الشرعيه االديمقراطيه فقاموا بتنصيب انفسهم وتقاسم المراكز والادوار فيما بينهم بالتراضى والمحاصصه دون الرجوع للقاعدة الشبابيه التى يدعون يمثلونها وهنا مربط الفرس ..مابنيه على باطل فهو باطل .
هل السمنارات تعد مؤتمرا ويخرج منها جسما وهل البناء التنظيمي يعد سببا فى التملص من الاستحقاقات الديمقراطيه ؟؟
للاسف معظم الحراك الشبابي لم نسمع له بقيام مؤتمرا علنيا سوى القليل من هذه الحركات الشبابيه التى انتخبت قيادتها عبر الجمعيه العموميه !!!!!! هل يرجع السبب لعدم المعرفة والخبرة الإدرايه والنقابيه ام يعد ذلك إلتفافا وتقويضا للعملية الديمقراطيه ام يعد ذلك تجهيل وتغييب لمقدراتنا وامكانياتنا البشيريه الحيويه من اجل تحقيق الطموح والرغبات الشخصيه ؟؟
فاكتب هذه المقال ليس من اجل انتقاص حقوق الحراكات الشبابيه ولم يكون من اجل مهاجمة بعض الافراد  فتاتى هذه المشاركة بعيدا عن الحسابات والإرضاءات ولم اقصد من ذلك النيل من الفئة المعنيه ولاسميا انا منها واتمنى ان نعمل من اجل الخلاص من الظلام الدامس الذى يحفنا جميعا فهذا المقال يندرج فى اطار  تصحيح حراكنا الشبابي وتقويمه ودعوة للفئة التى تتمسح بمسمي الحراك الشبابى فى البحث الجاد من اجل بناء جسم يمثلهم والابتعاد من هضم حقوق الشباب وتغييبهم..
واتمنى ان اكون قد وفقت فى طرحى .. فان لم يكون كذلك فلكم العتبي حتى ترضوا ...

ليست هناك تعليقات: