10‏/06‏/2013

المعارضة الارتري بين المرونة والثبات فى الموقف

بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
المجلس الوطنى  وتوسيع المشاركة :      

           ان المعارضة الارتريه بعد اقامة المجلس الوطنى للتغيير الديمقراطى كان متوقع منها الكثير من سبيل اسقاط النظام فى ارتريا وكانت الآمال والأمنيات معلقة عليها  حتى تأتى بالتغيير الديمقراطى المنشود . 
وذلك لعوامل كثيرة على سبيل المثال لا الحصر : تأكل النظام من الداخل ومحاصرته خارجيا ومقاطعته من المجتمع الدولى وضاق عليه الخناق ووصل الأمر الى طرد
دبلوماسيه . وصار النظام يفتقد لعصاته التى كان يتكئ عليها ويعانى من تململ داخله وهروب على عبده تعد صفعه قويه لاسياس  وايضا حركة 21 يناير كانت ضربة مؤلمة له فلا اعتقد يتجاوزها بهذه السهولة فتركت ثقبا فيه . 
اما فى الشق الآخر المعارضة بدأت فى  تجميع قوتها وأطرافها وذلك بعقد مؤتمر جامع  باواسا وإنبثق منها المجلس الوطنى للتغيير الديمقراطى وهذا يؤشر على ان المعارضة صارت فى وضع افضل مما كانت عليه فى السابق ومازالت تحتاج الى دفعه قويه لضعف وهشاشة الإئتلاف السياسي الذى تشكل منه المجلس الوطنى فهو فى حاجه الى إعادة صياغه وترتيب وتوليفه بين مكوناته . بالطبع المجلس يتكون من اتجاهات متناقضة فكريا وسياسيا وايضا تجارب من بيئات مختلفة . فليس من السهل تخطى العقبات والمشكلات التى تواجهه فكل طرف يريد ان يجر المجلس نحوه حتى ينسجم مع موقفه . 
فالمجلس يعد الوطن المصغر الذى يحمل فى احشائه التنوع السياسي الارترى (يسارى يمينى متطرف معتدل قومى وطنى منظمات مدنيه فئات قل ما شئت ) . فلذا تقع على عاتق الدكتور يوسف برهانوا مسؤليه كبيرة ويحتاج الى جهد مضعف من اجل احتواء كل هذا التناقض والعبور بها الى المحطة القادمة . وبالمثل  يقع على عاتق كل القوة السياسيه الارتريه إنجاز هذه المهمة وتجاوز القضايا الخلافيه الثانويه. 
وفى ذات السياق هناك مساعى وجهود لمحاورة حزب الشعب الديمقراطى الارتري من اجل ضمان مشاركته فى المؤتمر القادم . إستنادا لنشرة المجلس عبر المواقع الارتريه. وذلك لا يعد كافيا نناشد رئيس المكتب التنفيذى للمجلس الوطنى ان يخاطب الحزب كتابيا وان توثق الدعوة فى محاضر رسميه  للمجلس حتى يقيم الحجه عليه. 

التحالف والمرونة فى الموقف :
  برغم من مناشدتى فى مقال سابق لحل التحالف وتقوية المجلس الوطنى من الداخل ككتلة سياسيه بدلا من المنافسه وتعدد المظلات . 
فبدأت رئاسة المكتب السياسي للتحالف بمزاولة مهامها منسجامةً مع رغبات الجماهير بخلق شراكة حقيقيه مع المجلس الوطنى والبت فى كيفية تذليل العقبات من اجل ضمان المشاركة الجماعيه وانجاز المؤتمر القادم باكمل وجه  وهذا يؤشر الى مدى المرونة التى تتحلى بها رئاسة التحالف . 
فإن الجهود التى تبذلها رئاسة المكتب السياسي للتحالف من اجل  توحيد الجهود وتخطى العقبات وتجاوز القضايا الخلافيه والدعوة لاقامة سمنارات وورش عمل والجلوس حول الطاولة المستديرة من اجل الدخول الى المؤتمر القادم برؤية واضحة ومعالجة القضايا الثانويه التى تشغل المعارضة بعيدا عن نهج الإقصاء والتهميش وايضا البحث عن التحضير الجيد للمؤتمر واستيعاب كل مطالب القوة السياسيه خارج وداخل المجلس .وايضا التفاهم مع جبهة الإنقاذ والبحث معها فى تقوية المعارضة وتخطى العقبات وبرغم ان هذا التنظيم لم يعد من مكونات التحالف . فهذه الصورة لم نألفها فى التحالف من قبل ، ويعد ذلك نفساً جديداً فيه وتؤكد  هذه الصورة مدى الإستحداث والتغيير الذى طرأ فيه .. 

حزب الشعب وإزالة غشاء السلبيه :
            عندما نتناول حزب الشعب الديمقراطى الارتري ودوره فى الساحه فهناك لغط كبير حوله فالبعض يتهمه بالغلو والتعصب ويمارس الإستعلاء ويزايد على بقية القوة السياسيه المعارضة ويضع العراقيل والعقبات والمتاريس للمعارضة عندما تتم دعوته من اجل توحيد الجهود . وايضا متهم بمغازلة النظام وجفاء المعارضة ويحرص لعدم إجتثاث الجبهة الشعبيه من الحكم برفضه التغيير بمنطق القوة ويحصر نضاله بالوسيله السلميه الناعمه اى ( ثورة الياسمين ). وايضا تعرض للإنقسامات والإنشطارات بسبب المواقف السالبه من قيادته السياسيه .
فمن يخالفونه فى الراي كانوا يعتقدون خروجه من مظلات المعارضة  سوف ينصلح حال المعارضة هل تحقق ذلك الحلم ؟ أليس من حق الحزب ان يتخذ موقفا سالبا من اجل سلامة القرار الوطنى الارتري؟؟!! أليس بعض القضايا التى كان يتمترس خلفها الحزب كانت حقائق واثبتت الايام صحة إدعائه؟!

ما أود ان اذهب اليه عبر هذه الفقرة بشأن هذا الحزب وايضا بعد ان اوردت كل الإنطباعات السلبيه التى ترسخت لدى الانسان الارتري مقابله  ..... 
ألم يحن الوقت لكى يبدد الحزب هذا السلبيات ويزيل غشائها ؟؟ ألم يحن الوقت لكى يثبت انه يمتلك رؤية سياسيه وطنيه خالصه وحريصا على سلامة وحدة المعارضة وعلى متانة قوتها وله الاستعداد من اجل تحقيق رغبة الشارع الارتري فى تحقيق العمل المشترك مع الاخريين ؟؟ 
ألم يحين الوقت لكى يقدم رؤيته حول المؤتمر القادم ويبدى إستعداده للمشاركة دون تحفظ ودون شروط مسبقة ويتخلص من الترسبات الماضيه التى اثقلته ؟؟
 أليس من الأفضل ان يغرد داخل السرب بدلا من خارجه ؟؟ 


ليست هناك تعليقات: