بقلم / محمد رمضان
كاتب ارترى
يعتقد البعض أن ما
نذهب إليه هو نوعُ من التبشير بعودة قيادات الجبهة للشعبية لنظام الحكم من جديد
على أنقاض نظام أفورقى المستبد،لكنى أقول أن التناول يأتى فقط فى سياق أهمية
القضية المطروحة فى الراهن الأرترى، وإعتقادنا بأنها تُمثل مخرجاً من المأزق
الوطنى الذى نحن فيه كشعبٍ ووطن ! وننطلق فى ذلك من كتاب الواقع لا كُراس الرغبة
،وقد نُخطىء فى ذلك أو نصيب فما هوإلا إجتهادُ محض فى النهاية !!
وعوداً على الموضوع
المطروح فإن رؤية قيادة الجبهة الشعبية سابقاً بالخارج ترتكز فى طرحها على محور
الحفاظ على المكتسبات الوطنية وتحقيق الإستحقاق المطلوب والتى تتمثل حسب المصادر
على التالى:- (السيادة الوطنية، السلم الإجتماعى ،الحفاظ على مؤسسات الدولة من الإنهيار الكلى،المصالحة الوطنية، تشكيل حكومة إنتقالية ). وبناءاً على المعطيات والحقائق التى تغيرت يقولون
بأن الوطن وسيادته وسلمه الإجتماعى أضحى قاب قوسين من التفكك والتشظى والإنقسام ،
وأن مؤسسات الدولة على جُرف الإنهيار فى أية لحظة! وأنه فى حالة حدوث سقوط النظام
لأية أسباب وعوامل فإن هنالك تناحراً سيحدث بين الجنرالات بالداخل وسيكون هنالك
فراغُ دستورى وصُراعُ على السلطة ! ما سيجعل أرتريا دولة فاشلة! وحينها من الصعب
السيطرة على وضع الدولة، وبما أن النظام خلف إحتقاناً بين المجتمع سيكون الإنتقام
هو سيد الموقف بين التكوينات الأرترية ،مما يتطلب وضع حساباتٍ دقيقة لتفادى
الإقتتال والتناحر ،وفيما يتعلق بمؤسسات الدولة فإنهم يرونها أن تستمر كما هى عليه
مع الإصلاح المُمرحل لحين إحداث التحول الديموقراطي الهادف لوضع البلاد في مسار
الإستقرار السياسي والتداول السلمي للسلطة! وأن تكون هنالك مصالحة وطنية كضمانة
للإنتقال السلمى للمرحلة الإنتقالية وأن المرحلة ليست مرحلة محاكمات لحساسية
المرحلة وخطورتها على حاضر الوطن ومستقبله ، مستوحين ذلك من تجربة جنوب إفريقيا فى
المصالحة , وعلى ضوء هذه الأرضية التصالحية يتم تشكيل حكومة وطنية إنتقالية مستقلة
مُهمتها إدارة دفة الحُكم حتى قيام إنتخابات، ويتم بعدها تسليم السلطة للحكومة المنتخبة ! وهم فى ذلك يقولون بأن التكوين لا علاقة له
بحزب الجبهة الشعبية وجميع من يؤمن بفكرة التغيير يمكنه الإنخراط والمساهمة فيها وأن
المبادرة كونها قامت بها قيادات سابقة بالجبهة الشعبية ناتج كون أنهم كانوا على
تواصلٍ دائمٍ ومستمر وكانوا يتشاورن فيما يجب القيام به من أجل إيقاف وتيرة التردى
للوطن،وهم فى هكذا وضع تلقت هذه القيادات
عدة نداءات من الداخل تطالب برص الصف
للخروج من النفق مما تحتم عليهم القيام بفعل شىء ما على الأرض تلبيةً لتلك النداءات
وحتى الان يقولون أنهم فى طُور التُشكل
والبداية ولم تكتمل خطوات البناء لفكرتهم بعد حسب المصدر) إنتهى . وعن أهليتهم ففى
تقديرى هم مواطنون فى المقام الأول ومناضلين ولهم إمتدادُ فى الداخل وعلاقاتُ فى
الخارج فضلاً عن إمكانية تماسكهم كقوى فاعلة يمكنها أن تُنتج! وهى الأنسب والأوفر
حظاً من غيرهم ليكونوا نواة التغيير ورأس الرمح فيه ! وعن إيجابيات خطوتهم إذا كُتب
لهذه المبادرة النجاح فإن الوطن سيتفادى واقع الخطورة والمُهددات التى ستُكلفنا
الكثير الكثير! وعن سلبياتهم فإنها بلا شك ترمى لهيمنة حزب الجبهة الشعبية
وإمساكها بمفاتيح اللعبة السياسية لمرحلة
والخروج منها سيحتاج أيضاً لنضال لكنه الأخف والأقل قدراً ! كما أنها تفوت فرصة
الإصلاح الجذرى لمشكلات الوطن كاللغة العربية والهوية والتاريخ ،كما أن الإنتقائية
فى المشاركة ستكون حاضرة بلاشك حيث سيكون ذلك خصماً على المصالحة الوطنية الشاملة
لكن على الرغم من هذا تظل هى الأنسب مخرجاً. وعن رؤية قوى المعارضة عليها أن تصرح
وترحب بأى خطوة من شأنها أن تُساهم فى إسقاط النظام بدلاً من حالة التوجس من كل
ماهو جديد! صحيح بأن أصحاب المبادرة رؤيتهم لم تتضح بعد وأنه حتى اللحظة لم يعلنوا
عن مبادرتهم بصورة واضحة، لكن طالما هنالك حراكُ على الأرض من أصحاب المبادرة فى
أوساط المواطنين وهنالك جولة مشاروات عُملت وهنالك تناول إعلامى عن هذا الحراك ظهر
فيه الكثير من التوجس وعدم الثقة فعلى القوى الوطنية الترحيب بأى عمل يُضعف النظام
ويقوى العمل المعارض ،كما على القيادة صاحبة المبادرة الجديدة تطمين القوى الوطنية
والمواطنين بتحركهم عبر الوسائط
الإعلامية المتاحة ، وعن الذين يستصغرون قيادة
المبادرة ويقللون من قيمتهم من خلال التعليقات أو الكتابات عليهم أن يفيقوا من
سكرة التخوين والتقزيم حتى نصل إلى تسوية الحقل السياسيى تسوية تعلو بها الإرادة
الوطنية على ما عداها! و هؤلاء وبغض النظر عن الإختلاف فإنهم مواطنون أصحاب تجربة
نضالية لا يُستهان بها ّ! فضلاً عن كونهم فى خندق معارضة النظام المستبد وقد تركوا
مناصبهم وإمتياز السلطة حين أستفحل عصا الإستبداد عليهم! صحيح أن للبعض منهم أخطأ فى الماضى كما الأخرين أيضاً لهم أخطاء لكن ينبغى أن يظل إحترام الأخر أدباً فى
الإختلاف ! لكن فى النهاية حين ينطلق النقد من منصات ضيقة الأفق لا يُعتد بها مطلقاً!
وتعكس مدى إنعدام الثقة فى النفس، وضُعفٍ فى النظر والرؤية وهو داء متأصل لدى البعض
يحتاج إلى إستئصال للشفاء منه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق