نظام الخرطوم يعتقل إرادة الشعب الأرترى
بقلم / محمد رمضان
إن من الطبيعى أن ينتظر كل من يحمل مبدأ التغيير للتضييق، والإعتقال،
والتعذيب،والشهادة، فيوطن نفسه على الثبات والصمود فى مسيرةٍ محفوفةُ
بالمخاطر ! ولهذا فطريق الجهاد والنضال مُحاطُ بالمكاره فلا يسلكه الجبناء
والضعفاء وهى سنة الحياة فى التصنيف فلم يُسجل التاريخ أن جباناً تقدم
الصفوف! وأن شُجاعاً إنزوى!
هذا ففى تاريخ8/6/2013 أعتقلت الحكومة
السودانية ثمانية من قيادة حركة الإصلاح الإسلامى الإرترى من داخل مدينة
كسلا، وأى كانت أسباب الإعتقال فطريقة الإعتقال التعسفية التى تمت بها كانت
غريبة حسب تناول الكثيرين وأنها تنافت والقيم الإسلامية التى ظل ينادى بها
المؤتمر الوطنى لعقود! وكان يُفترض دعوتهم بصورة حضارية دون جلبة وضوضاء
وتخويفٍ للنساء والأطفال....
وحسب معرفتى فإن الأجهزة الأمنية بطبيعة
الحال تستدعى الناشطين من المعارضة الأرترية بصورة مستمرة وبالتأكيد فكل
القيادات الأرترية صار الإستدعاء بالنسبة لهم روتين تعودو عليه فكان من
الأوجب أن يتم بطريقةٍ مختلفة من تلك التى نُفذ بها الإعتقال الظالم....
نعلم جيداً أن الحكومة السودانية تُدرك بأن نظام افورقى نظام مُتهالك
ويمكن أن يسقط فى أى لحظة لأنه يفتقد إلى السند الشعبى فضلاً عن إنعدام
المؤسسية فيه كأى نظام حكم !إضافة لعدم مراعاته للعُهود والمواثيق ! فهو
نظام حُكمٍ فاشل بكل المقاييس، وبعد كل هذا تتعامل معه الخرطوم دونما
مراعاة للظلم والإستبداد الذى يعانيه شعبنا من جراء النظام فتطيل بذلك فى
عمره وتساهم فى عذابات شعبنا فى الداخل والخارج !
نعلم ما تمر به
الحكومة السودانية من ضُعف وتحيطها الإشكالات الإقتصادية من كل جانب! فضلاً
عن الثورات المشتعلة هنا وهناك ! لكن على أية حال فالسودان يقوده حزب
سياسى ولا مقارنة بينه والعصابة فى اسمرا و يمكنه أن يصغى لصوت العقل
والحكمة ويتراجع عن تخبطاته ،فندعوه لإطلاق المعتقلين جميعاً (معتقلى حركة
الإصلاح) ونطالبه بعدم تسليم كل هارب من نظام افورقى لأن هذا يتنافى وقيم
الإنسانية، وأن يُغير من طريقة تعاطيه مع ملف المعارضة الإرترية التى تطالب
بإسترداد حقوق شعبنا المشروعة ولا تعنى هذه الدعوة بأن خلاصنا مرهون بذلك
قطعاً، بل لأن ذلك عليهم أوجب،
وتركه مشين وأخيب !
وأن مايؤسف له
أن الأنظمة الحاكمة بالسودان فى مختلف المراحل لم تُحسن التعامل مع
القيادات الأرترية المقاومة للظلم المنادية بحق شعبها فى الإستقلال والحرية
والعدالة وهو ما قد يكون له مردود سلبى على علاقات الشعبين ،وأن إعتقال
نظام نميرى لم يفل من عزم ثورتنا الوليدة حينها بل زادها إشتعالاً! وأن
نظام اسمرا الذى تحاول حكومة الخرطوم اليوم أن يكون لها السند حتماً سيزول
لإن إرادة الشعوب هى الأقوى والأبقى ،فعليها أن لا تستجير بمن هو على
جُرفٍ سيهوى فى أى لحظة!
عليه نطالب مرةً أخرى الحكومة السودانية فك المعتقلين من قيادة حركة الإصلاح الإسلامى الإرترى على رأسهم القائد
( ابو العباس) وأن تتعامل معهم بصورة إنسانية لائقة كمناضلين يطالبون
بحقوقٍ مشروعة، وليعلم النظام السودانى إن إرادة الشعوب لن تُقهر وإن
أحداثاً كهذه تزيدنا قوةً وثباتاً وتوحداً !وإن هؤلاء لايمثلون اليوم
تنظيماً محدداً بقدر ما يمثلون خطاً وطنياً يُنافح ويناضل من أجل قضية شعبٍ
مظلوم ووطنٍ مكلوم !
فى الختام أتمنى أن يفك الله كل المعتقلين الأرتريين فى الداخل وعاجل الحرية لمعتقلى حركة الإصلاح الإسلامى الإرترى
لأن إعتقالهم يُمثل إعتقالُ لإرادة شعبنا فى الحرية والإنعتاق ، وأن
الإعتقال هذه المجموعة يعنى لكل مواطن إرترى شريف إهانة لكرامتنا
جميعاً،وإعتقالُ لإرادتنا، وتقزيمُ لنضالنا المشروع ضد الطغيان ، وأن
الشماتة فى إعتقالهم تعنى بكل بساطة تجردُ من شرف النضال!
نعم للبعض
منا ملاحظات فى ممارساتٍ غير حكيمة لحركة الإصلاح الإسلامى الإرترى ودورُ
وصف من الكثيرين بالسلبى وأنا منهم لكن المرحلة تقتضى تأجيل تلك المرارات
من أجل تجاوز المرحلة التاريخية الحساسة لشعبنا ، بل يتوجب على كل القوى
الوطنية ، تنظيمات ،منظمات المجتمع المدنى ،القوى الشبابية، والمرأة فى كل
مكان أن يسجلوا موقفاً وطنياً بالوقوف مع المعتقلين وأن يكون هنالك تحرك
ينسجم وحجم المشكلة والله من وراء القصد.....
تنبيه:
فى مقالى
السابق كنت قد ذكرت بأن المقال القادم سيكون بعنوان: محاكمة الرئيس
وتسجيلاً لموقف المناصرة والواجب مع المعتقلين تم تأخيره فتقبلوا إعتذارى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق