التظاهرات تعزيزُ لمسيرة النضال ووسيلة ُمتقدمة لتعرية النظام (2-2)

بقلم / محمد رمضان
إنتظمت العالم ثورة من التظاهرات إحتفالاً بيوم 24/5/2013 عمت معظم أنحاء العالم مُنددةً ومُستنكرةً ما وصلت إليه البلاد من التردى التنموى، والمؤسساتى، والإنسانى، صاحبتها فعاليات عدة حوت مهرجانات وندوات ونقاشات ومحاضرات وإلقاء شعرى وتسليم مذكرات لحكومات عدة دول، فضلاً عن التظاهر أمام سفاراة النظام الإرترى السالب للإرادة والحرية، والعدالة، وذلك  بمشاركة مختلف الكيانات السياسية ،ومنظمات المجتمع المدنى، والحراك الشبابى ، والمرأة،،وقد لعب الشباب والمرأة دوراً مشهوداً فيها بالحضور ،والإتصال ،والتعبئة ، ويُعتبر هذا تحولاً نوعياً وُصف بالتطور فى الوسائل النضالية فى مسيرة القوى الوطنية المناهضة للنظام والتى تصطف إلى جانب الحقوق المشروعة لشعبنا فى قضاياه العادلة، مما

يستوجب الإشادة على الجهود التى بُذلت! ودعمها وتعزيزها من الجميع ،لأن التظاهر رسالة تحمل فى طياتها كثير أمل فى التوحد والتعاون من أجل بناء وطنٍ واحدٍ ، تكون فيه المواطنة معياراً للحقوق والواجبات!!

  كما أن التظاهر فى حد ذاته عمل جماهيرى يتسم بالتعدد والتنوع! وأنه يُمثل الوطن بمختلف توجهاته وتكويناته بالتمازج والتشارك ! والوحدوى بالتضافر والتعاضد! والنهضوى بالنظرة العلمية المتقدمة لمن يقوم بهذا الواجب !

وعطفاً على المقال الأول أحاول هنا عبر هذه الإطلالة الثانية تناول كل من تظاهرة حــركة شــباب 24 مــايو الإريتــرية بمصر ،وتظاهرة النرويج ،والتظاهرات فى كل من إستراليا ،والممكلة المتحد - بيرمنجهام.

تعتبر حــركة شــباب 24 مــايو الإريتــرية بمصر من أنشط الحركات الشبابية التى ظهرت وخطت لنفسها طريقاً كُلل بالنجاح ذلك على الرغم من صعوبة الوضع الذى تعيشه الجالية الأرترية بمصر ، فالحركة قدمت جهودا ً مقدرة  فى محاربة الإتجار بالبشر وتوصيل ما يتعرض له الشباب الأرترى للجهات الرسمية بمصر والمنظمات الحقوقية، والمنابر الإعلامية،

 فى عملٍ لم تستطع التنظيمات السياسية تقديمه !ليس ذلك من باب الإنتقاص لكن نقول ذلك من باب الإنصاف فقط! 

وعوداً على التظاهرة ففى صباح 22/5/2013 تحرك العشرات من المتظاهرين من مختلف الشرائح الأرترية شباباً وشابات نساءاً ورجالاً إلى مقر سفارة النظام بالقاهرة ملبين لدعوة الحركة يدفعهم لذلك ما يتعرض له الوطن وشعبه من ظلم...

و رفع المتظاهرون شعارات الرحيل ولافتات تدعو لفك المعتقلين الأبرياء الذين يرزحون فى سجون النظام لسنين دون توجيه تُهم أو محاكمات،كما طالبو ببناء دولة المؤسسات التى تحفظ للجميع حقوقهم.

كما حضرت بعض وسائل الإعلام لتغطية الحدث منها قناة الجزيرة مباشر، وقناة اليقين، وعدد من الجرائد المحلية المصرية! تضمنت الوقفة أيضا كلمة لحــركة شــباب 24 مــايو الإريتــرية نددت خلالها بممارسات الطغمة الفاسدة بأسمرا على مدار 22 عاما وكانت كلمات معبرة تحمل أشواق وتطلعات شعبنا فى العيش بحريةٍ وكرامةٍ وسلام.

ومحطة تظاهرة أخرى هى تظاهرة الأرتريين بالنرويج _أوسلو.

بتاريخ 24/5/2013 قام الأرتريين بتنظيم تظاهرة كبرى تجمع فيها الأرتريين من مختلف المدن بدولة النرويج إضافة إلى مشاركة ناشطين من عدة دول أوروبية أضفت على التظاهرة بريقاً ولمعاناً وتوهجاً!!

وأن الأرتريين بالنرويج حضورهم قوى، ودعمهم غير محدود ، ونضالهم تميز بالقوة فى المطلب والشد على النظام وأنصاره ومن نتاجه أن تم إغلاق سفارة النظام بالنرويج ،إلى جانب وقوف دولة النرويج مع قضايا شعبنا وتأكيد وقفتهم مع الشعب الإرترى فى كل فعالية ومحفل يقيمه الأرتريين هناك،،،

هذا وقد بلغ الحضور ما يقارب 280متظاهراً تم فيها تقديم مذكرة للبرلمان النرويجى تضمنت المطالبة بأن تلعب النرويج دوراً فى المحافل الدولية لمحاربة نظام أفورقى غير الشرعى، وخاطبت عضوة من البرلمان النرويجى التظاهرة وألقت كلمة قوية أكدت فيها وقوف النرويج حكومةً وشعباً مع الشعب الإرترى فى محنته حتى زوال النظام وتحقيق الإستقرار والسلام والنماء!

وشارك فى التظاهرة وفد من الإتحاد النسائى الإرترى فى أوروبا ممثلة فى السيدة الفاضلة/ مريم بشير ،إضافة لشخصيات وطنية وقيادية ،وتخللت التظاهرة خطاب بإسم المرأة الإرترية قدمته السيدة/ سعاد سامى الدين وكان خطابها قوياً فى عباراته! ومعانيه! ومطالبه! وطريقة إلقائه! وقد لقى إعجاباً من الحاضرين لإتصافه بالشُمول والعُمق .وكان الفن والشعر حاضراً فى الأمسية التى أقيمت فى  الإحتفال ووجد ذلك إستحساناً من الحضور!!

وعن التظاهرات فى كل من بريطانيا وإستراليا كان لهما الأثر الأيجابى فى خلق التفاعل الوجدانى المتكامل للأرتريين فى كل بقعةٍ يقيمون فيها !

ومما يؤكد تطور التظاهرات فى إستراليا حسب ما ذكره الأستاذ/ عمر جابر فى إحدى مداخلاته بالمنتدى الأرترى للتغيير حيث قال أن هنالك نقلة لدى الأرتريين فى تحميل الدول المقيمين بها المسؤولية القانونية للتجازوات الإنسانية التى تُمارس تجاه أهلهم وشعبهم بأرتريا ما يعنى بأن المرافعة لحقوق شعبنا  بدأت تأخذ منهجاً جديداً ! ومشاركة الأجيال الجديدة التى وُلدت بأرض المهجر سيقوى مسيرة التغيير برافداٍ يتسم بالتميز والحضور مما يُزعج النظام وأعوانه حسب ما ذكره الإستاذ عمر جابر فى إحدى مداخلاته بالغرفة .

هذا وأتسمت الإحتفالات بالمملكة المتحدة وعلى وجه الخصوم بمدينة بيرمنجهام طابعاً مختلفاً حيث أن فعاليات الإحتفال باليوم الوطنى هناك كانت ذات طابع ثقافى تاريخى يحمل المطالب بعينه اليمنى والمحافظة على التاريخ الوطنى بعينه اليسرى عرضاً وتوثيقاً! فتخللت فعاليات الإحتفالات هناك ندوات ومحاضرات قيمة بمشاركة كافة الفعاليات الوطنية المختلفة الشباب والقوى والوطنية ولا عجب فى ذلك فوراء تلك الجهود الجبارة جنوداً تعمل ليل نهار بجداٍ دُون كلل! بعيداً عن الاضواء !

قدمت لهذا الوطن الكثير فى أحلك ظروفه وعزمت اليوم أن لا تتخلى عنه حتى ينال الشعب مبتغاه وعلى رأس هؤلاء المناضلان نورى عبد الله وإبراهيم كبوشى فكامل شكرنا لهم ومزيداً العطاء!

تظاهرة قادمة بجنيف:

يقوم بعض الناشطين  الأرتريين ومهتمين أجانب بقضية اللأجئين ومعسكر شجراب على وجه الخصوص بالترتيب لتظاهرة بجنيف بتاريخ 17/6/2013 من أجل توفير الحماية لمعسكر الشجراب بشرق السودان الذى تنعدم فيه أبسط مقومات الحماية الأمنية، وفاقم وقوع المعسكر على الحدود الإرترية المشكلة حيث يتعرض الهاربين من النظام لعمليات إختطاف من داخل المعسكر بواسطة أفراد من النظام الإرترى فضلاً عن أن المعسكر اصبح أكثر عرضة لتجار البشر من الرشايدة تمثلت فى حالات إختطاف بلغت500 حالة إختطاف من المعسكر على مدار سنتين حسب إفادة أحد الشيوخ بالمعسكر.

أما عن الوضع الإنسانى فالحالة مزرية جدا جدا وتنعدم أبسط مقومات العيش، وهنالك تقصير واضح من الحكومة السودانية ومعتمدية اللاجئين بالسودان،كل تلك المطالب وغيرها سوف يتم رفعها للمندوب السامى بجنيف فى شكل مذكرة لإيجاد حلول سريعة لتلك المأساة الإنسانية بمعسكر الشجراب، هذاوتطالب اللجنة كل القوى الوطنية والحراك الشبابى والمنظمات الحقوقية الأرترية أن تلعب دوراً فى إنجاح تلك التظاهرة من أجل تخفيف معاناة الإنسان الإرترى المغلوب على أمره فى معسكرات اللجوء ومعكسر الشجراب على رأسها.

المقال القادم بعنوان:

محاكمة الرئيس