بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
نظراً لما يجرى فى الساحه الارتريه نجد الوضع السياسي الراهن غاتم ويصعب التنبؤ به
فى الداخل والخارج
ولم تمتلك معارضتنا السياسيه زمام المبادرة وهى فى حالة ترقب لما تؤول اليه الاقدار. فهذا يدل على العجز والخمول السياسي وعدم القدرة على الإنتاج الذى اصابنا لعشرون عام وما يزيد . فأدواتنا والياتنا لم تتغيير كما هى ليس هناك بجديد مستحدث ولم يتجرأ احد بإقرار الوضع المتردئ من اجل خلق البدائل وإصلاح الحال . ولم نستطيع قراءة واقعنا بشكل جيد ولم نستطيع القدرة للتكييف مع الظروف التى تطرأ لنا ولم نستفيد من ثورة المعلومات التى تتيح لنا تناول المعلومة والخبر لحظة بلحظة . يرجع ذلك لعدم ضخ دماء شبابيه تمتلك سلاح المعرفة فى التنظيمات الارتريه وللاسف الشباب المتواجد داخل هذه الأطر خاضعين للطاعه المطلقة للقيادة . فإنحصر دورهم فى التنفيذ والتطبيق بعيدا عن مركز صنع القرار .
فنجد من يقود الساحة السياسيه هى تلك القيادة التى خاضت التجربة السابقه ( جبهة
التحرير والجبهة الشعبيه ) وهم يحملون صراع
الماضى ومازال محور تفكيرهم الثورة والميدان بالمفهوم السابق . ولم يستطيعون ان يتجاوزوا
عقبة ( الجبهة والشعبيه ) .حتى الحركات التى ظهرت مؤخرا فهى خرجت من صلب هذه التجارب وتعانى من نفس
المشكل وان اخذت طابعا اخر فلم تستطيع ان تواكب الواقع ولم تستوعب حاجات المرحلة
الحاليه .
لقد انتهت معركتنا مع العدو الخارجي قبل
اثنين وعشرون عام فبعد ان تم تحرير التراب بدأنا معركة تحرير الانسان . وللإسف بعد
التحرير لم نأخذ قسطا من الراحه ولم تكون هناك استراتيجيه لدفع القاعدة الجماهيريه
للعمل من الداخل للاسف بعض التنظيمات كانت تحرض اللاجئين لعدم العودة الى الوطن فإنعزلت
المعارضة من الواقع فصار من فى الخارج فى
الخارج ومن فى الداخل فى سجن كبير .. فنتج
عن ذلك اجيال لم تستطيع ان تتفهم طبيعية الصراع وبعيده عن الواقع اى
(معارضين بالفطرة وانا من بينهم) ولم نتعرف على مناطق القوة والضعف فى النظام ..
فالمعارضة لم تستطيع ان تحشد لهذه المعركة
بالشكل المطلوب ولم تستطيع خلق ارضيه خصبة للمقاومة والعمل السياسي المحترف ولم
يكون لها رؤيه للعمل من الداخل والا كانت نقلت قيادتها بدلا من التواجد فى الخارج
حتى لو أدى ذلك الى الإعتقال والإغتيال فالنضال تضحيه وفداء. وهذا الغياب من
الواقع جعل المعارضة تفتقد للقراءة الصحيحه لفهم الواقع وعدم الإحتكاك بالنظام فى ارض المعركة لسنين طوال تم فيها الإسترخاء
التام ..
اما الشعب الارتري فى الداخل كان مبتهجا
بنشوة الانتصار وتحقيق الإستقلال بينما كان اسياس وزمرته منشغلون من اجل السطوى
على السلطة وتقويض العمليه الديمقراطيه .
فالمدخل والخطاب السياسي للمعارضة فى
الخارج من تلك اللحظة الى يومنا هذا لم يكون بالشكل المطلوب ولم تمتلك نهجا تكتيكيا
مدروسا من اجل إستمالة جماهير الداخل . فى الغالب كان نهج المعارضة رد فعل لما تنتهجه
العصابة وليس إلا..
وايضا المعارضة برغم وجودها فى الخارج لم
تستطيع ان تبلور رؤيتها لدى العالم الخارجى برغم الفرص التى اتيحت لها ولاسيما النظام كان سببا رئيسيا في هذه
الفرص (حروبه عبثيه مع دول الجوار وتعنته للتعاطى مع المجتمع
الدولى فى كل ما يتعلق بالحريات وحقوق
الانسان ) .
لقد تمت محاصرة النظام إقتصاديا وسياسيا من
قبل المجتمع الدولى . فماذا نحن منتظرون بعد ذلك الم يحن الوقت للتغيير وإسقاط
العصابة المتهالكة والمنبوذة !!!
فيجب علينا ان نراجع واقعنا فلنقل ( فاصل ثورى )
ومن ثم نعيد ونرتب وضعنا السياسي من ادوات واليات حتى نخوض معركة التغيير ويكون
زمام المبادرة لدى المعارضة بدلا من غيرها .
فيجب على الأطر السياسيه إستيعاب وإستقطاب
الجماهير فى الداخل والخارج وإلا سوف تجد نفسها فى طيى النسيان ويتم تجاوزها ونقيم
لها سراديق العزاء فى كل العالم ما عدا اثيوبيا التى تتخذ منها مقراً . ولاسيما
الخطر ايضا يهدد الحركات الاسلاميه بشكل خاص فان لم تسارع فى الحوار الجاد من اجل
الوصول الى رؤية مشتركة وتوحد صفوفها سوف تخسر كثير فى المرحلة القادمة فبدأ صبر
الجماهير ينفد شيئا فشيئ ) .
فنحن وصلنا الى محطة تكاد تكون اللا نهاية
واللا بداية (مكانك سر) ليس هناك بصيص امل
فى عملية التغيير من قبل المعارضة السياسيه بشقيها العسكرى والسياسي هذا يدل على
انها عجزت فى الإتيان بجديد سوى المؤتمرات والجولات الخارجيه اى كثرة محطات الانتظار
( الترانسيت ) ..
فبلاشك
نحن نحتاج الى عمليه دبلوماسيه من اجل بلورة القضيه الارتريه حتى تصير قضيه
راى عام ونحشد حولها كل القوة المحليه والإقليميه والعالميه ولكن هل ذلك يكفى من
اجل إسقاط عصابة يترأسها اسياس افورقى الذى
لا يؤمن الا بالقوة !!؟؟ هل عبرهذه الأطر السياسيه التى تعمل فى معزل عن القاعدة
الجماهيريه فى الداخل وليس لها وجود فى الواقع نستطيع نفعل شيء؟؟ فان لم تحدّث المعارضة خطابها السياسي ولم تطرح
نفسها بشكل حديث فلن تنجز شيئا ..
فنقصد من التغيير اى التغيير الديمقراطي
الذى يتيح لنا ممارسة الحريات والمشاركة السياسيه وتحقيق العدالة الإجتماعيه وان
يكون الإنسان الارتري هو مصدر السطات الثلاثة . هل المعارضة بشكلها الحالى تستطيع
ان تتبنى هذه المطالب وتمارسها قولا وفعلا داخل إطارها السياسيه ؟؟ ام هذه المطالب
نخص بها العصابة فى اسمرا والبقيه ليس معنيه بهذا الحق !!؟؟ فاقد الشيء لايعطيه.
برغم من الجهد الذى يبذل هنا وهناك لم نصل الى ملامح التغيير بعد ...
لقد استبشرنا خيرا بظهور الحراك الشبابي الارتري
فى العالم وما يقوم به الشباب من مظاهرات
وإحتجاجات ..نعم جهد مقدر ويستحق الإشادة والتقدير ولكن هل نقتصر ونكتفى بهذه
الجهود فى مواجهة النظام ؟؟ وماذا بعد ذلك ؟؟ وبالرغم من هذا العمل والعطاء الضخم لم يستطيع
الشباب تنظيم انفسهم فجهودهم مبعثرة هنا
وهناك ويحتاج الى لم الشمل والتأطير الجيد ويجب استثمارهذه الطاقات فى الوقت
الحاضر من اجل الضغط على النظام وثم الإستعداد لمواجهته والصدام معه.
ما لم يتحول هذا الحراك الشبابي الى الداخل
فلن يحقق شيء مما ننشده .. فحراكنا فى الخارج يظل مجرد ضغط على النظام.. فلا
نستطيع ان نعول عليه كثيرا للأتيان بالتغيير ..
اما عن الجيش ودوره فى التغيير اعتقد ان الامر
لم يكون كما كان قبل ثورة 21 يناير التى احدثت تحول كبيراً فى عملية التغيير .
فبالتاكيد سوف يفعل النظام كل ما يستطيع من اجل تقليم اظافر العسكر لقد بدأ فعلا بابعاد كل القيادات
العسكرية وتهميشهم وإذلالهم وهذا نهج كل الانظمة القمعيه التى تخشى ان يأتيها الطوفان
من العسكر ...
فبعد ان فشلت ثورة 21 يناير فى تحقيق
اهدافها كاملة فلن تقوم للجيش قائمة بعد هذه الخطوة وسوف يتخلص النظام من كل
القيادات التى تهدده داخل المنظومة
العسكرية ..
فلن يتبقى لنا سوى خيار واحد لم نختبره بعد
الا وهو المقاومة الشعبيه السلميه والعسكريه بشقيها فى الداخل فاعتقد هذا الخيار سيكون الحل الأنجع
والأفضل وكل الظروف والعوامل مؤاتيه من اجل خلق انتفاضة شعبيه عارمه ضد العصابه فى
اسمرا فهل نحن مستعدون لهذه الخطوة ؟؟!!!. وهناك بعض الإرهاصات ظهرت بمدينة مندفرة
...
بالتاكيد
التغيير الذى يأتى من قبل الشعب سيكون
الشعب محوره وسيحافظ على ثورته وهو ضمان
لإقامة النظام الديمقراطى الذى يحقق العدالة الإجتماعيه التى ننشدها . فبالتى يجب ان يصب جهد من فى
الخارج ان كان حراكا شبابيا او معارضة مؤطرة من اجل دفع الشعب الارتري فى الداخل
وتحفيزه لتدشين ثورته ومقاومته فى كل
ارجاء الوطن .. وبهذه الخطو نكون وضعنا
حداً للعصابة بدلاً من إطالة عمرها عبر المؤتمرات والجولات الخارجيه والمظاهرات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق