بقلم / محمد رمضان
إنتظمت العالم هذه الأيام ثورة من التظاهرات عمت معظم أنحاء
العالم مُنددةً ومُستنكرةً ما وصلت إليه البلاد من التردى
التنموى، والمؤسساتى، والإنسانى، صاحبتها
فعاليات عدة حوت مهرجانات وندوات ونقاشات ومحاضرات وإلقاء شعرى وتسليم مذكرات لحكومات عدة دول، فضلاً
عن التظاهر أمام سفاراة النظام الإرترى السالب للإرادة ،والحرية، والعدالة، وذلك بمشاركة مختلف الكيانات السياسية ،ومنظمات
المجتمع المدنى، والحراك الشبابى ، والمرأة،،وقد لعب الشباب والمرأة دوراً مشهوداً
فيها بالحضور ،والإتصال ،والتعبئة ، ويُعتبر هذا تحولاً نوعياً وُصف بالتطور فى
الوسائل النضالية فى مسيرة القوى الوطنية المناهضة للنظام والتى تصطف إلى جانب الحقوق
المشروعة لشعبنا فى قضاياه العادلة، مما يستوجب الإشادة على الجهود التى بُذلت!
ودعمها وتعزيزها من الجميع ،لأن التظاهر رسالة تحمل فى طياتها كثير أمل فى التوحد
والتعاون من أجل بناء وطنٍ واحدٍ ، تكون فيه المواطنة معياراً للحقوق والواجبات!!
كما أن التظاهر فى حد ذاته عمل جماهيرى يتسم
بالتعدد والتنوع! وأنه يُمثل الوطن بمختلف توجهاته وتكويناته بالتمازج والتشارك !
والوحدوى بالتضافر والتعاضد! والنهضوى بالنظرة العلمية المتقدمة لمن يقوم بهذا
الواجب !
وإتساع الأفق ببُعد وشمولية تلك المطالب ،وقانونية رسالتها
بتحميل المجتمع الدولى المسؤولية الأخلاقية لشعب مظلوم من نظامٍ بربرى غاشم!
وللأسف بعد كل هذه المواصفات يُقلل البعض من قيمة تلك
التظاهرات والحقيقة أن الذى يُقلل من قيمة التظاهر فى عالم اليوم إن لم يكن مناصراً
للنظام فهو بلاشك يفتقد المعرفة التى تؤهله للتقييم والتمييز!
وفوق كل هذا يُعتبر التظاهر عملاً إعلاميا ًيُقدم رسالة تتجاوز
أفاقها وتأثيرها البُعد الوطنى لتتصفُ بشمول تأثيرها نحو العالمية مما يُكسب قضايانا العادلة تعاطف الشعوب والأمم
والحكومات فضلاً عن الإنتشار .
عليه فمن باب تسليط الضوء نكتب عن التظاهرات التى قادها ناشطون
فهى كتابة فى صياغ الشكر والعرفان على الجهد المبذول من ناحية ، ومن ناحية أخرى فهى
محاولة توثيق عبر الكتابة لتاريخ أمةٍ أرترية خالدة كتب أجدادنا وأباءنا تاريخها
بمدادٍ من الدم القانى وتقتفى الأجيال نهجهم فى الزود عن حِمى الأوطان ومكتسباته
بوسائل نضالية مختلفة حتى يتحقق الحُلم.
وعبر هذه الإطلالة أتناول تظاهرة وشنطن فإلى هناك:-
كانت تظاهرة واشنطن من أكبر التظاهرات التى حدثت بتاريخ
24/5/2013 وأكثرها تنظيماً وحضوراً وترتيباً كيف لا وقد أشرف عليها قيادات سياسية
وإعلامية مسؤولة تحمل هم الوطن بكل تجرد ونُكران ذات!
هذا وقد شارك تظاهرة واشنطن ناشطين أرتريين من دولة كندا وبعض
الدول الأوروبية ما زاد أهمية التظاهرة حشداً وحضوراً وتأثيراً حيث شارك فى
التظاهرة أكثر من 2000 متظاهركانت نقاط تجمعهم وأشنطن وفرجينيا وميريلاند وأنطلقوا
منها لميدان دبونت سيركل ومنها تحرك
الحضور نحومقر سفارة النظام فى واشنطن رافعين شعارات التغيير عالية وأوصلو هتافات
الرحيل عنان السماء ! فكان أن أعلنوها ثورةً ضد الطُغيان مطالبين بالتغيير رافضين
الهيمنة على الشعب ومقدراته والسطو على حقوقه وسلب كرامته!نعم فقد كان ذلك الحشد
رسالة للنظام بأن عهد الخنوع قد ولى بلا رجعة وأن جيلاً جديداً أصبح رافداً وداعماً للتغيير
مما يؤكد حتمية النصر بإذن الله !
ومن ثم تحركت تلك الحشود إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية
الأمريكية ورفعت مذكرة لهما عكست فيه وضع الشعب الإرترى فى ظل النظام، وإنعدام
مؤسسات الدولة فى أرتريا، وإهدار كرامة المواطن من قبل النظام فضلاً عن الإنتهاك
لحقوق الإنسان من إعتقالٍ دون تُهم وتشريدٍا للشباب وإستعباداٍ له بإسم الخدمة الوطنية غير
المحددة .
هذا وتخللت تلك التظاهرة إلقاء شعرى، وغناء حماسى وطنى، ونقاشُ
عن الحراك الشبابى ودوره أشرف عليه وأداره الإعلامى المقتدر كرار هيابو محرر موقع
عنسبا، وأمسية تفاكرية بقصد تطوير ألية النضال من أجل التغيير،فكان عملاً متكاملاً
ورائعاً!
ومشاركة شخصيات إعلامية ووطنية لتلك التظاهرة جعلتها
أكثر تفرداً وتأثيراً فأحتلت المرتبة الأولى بين المظاهرات،
وقد لعبت قيادة
الإئتلاف الوطنى دوراً محورياً فى إنجاح تلك التظاهرة إعداداً وترتيباً وإشرافاً
حتى كُللت بالنجاح فالتحية لهم، والتحية لكل الشرفاء من أبناء بلادى الذين كانوا حضوراً
منذ البداية جهداً وإسهاماً حتى النهاية!
وإلى عرض تظاهرات أخرى فى محطاتٍ أخرى فإلى هناك فى
الحلقة القادمة بإذن الله ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق