بقلم / الاستاذ عمرجابر عمر
مدخل : أحد الأخوة قال تعليقا على ماكتبت وماقلته فى مداخلتى فى
ندوة الوزير الأثيوبى : أذا هلل لك الخصوم ..عليك مراجعة رسالتك ..أى
مواقفك !؟ يقصد الجبهة الشغبية الحاكمة فى أرتريا – بداية أنا لم أسمع
بهذا ( التهليل ) الذى يقوله الأخ ... لأننى لا أقرأ مواقع النظام وليس
لى علاقة مع أى منهم حتى ينقل الى مشاعرهم ومواقفهم ..أتابع من خلال
وثائقهم وسياساتهم المعلنة وأحدد مواقفى . ثم أن مقولة ( أذا توافق ما
تقوله مع ما يقوله خصمك السياسى ..عليك مراجعة نفسك ) مقولة غير صحيحة لا بالمنطق ولا بالمقاصد التى يقصدها كل طرف من تلك المقولة. هل يعنى ذلك أنه أذا قالت الشعبية ( نريد أرتريا المستقلة والموحدة ) نقول كلا نحن لا نريد ذلك لأنهم قالوه ؟ ما نقوله لهم : نعم نحن أيضا نريد ذلك
..لكن نحتلف معكم حول محنوى ومضمون ذلك الأستقلال ...ولأن ( الخلط ) وصل ذروته لدى الأرتريين بحيث لم نعد نعرف من ( نحن ) ومن ( هم ) وأين نختلف ولماذا .. وفوق ذلك كله علاقا تناب ( هؤلاء ) !؟ ذلك هو موضوعنا اليوم .
أولا - من هم ؟؟: فتية من أبنا ء أرتريا نشأوا فى ظل الأحتلال الأثيوبى
وعاشوا فى المدن الكبرى ثم وجدوا فرصا للتحصيل العلمى حتى الجامعة فى العاصمة الأثيوبية ( أديس أببا ).فى كل تلك المراحل من تطورهم الفكرى والسيا سى لم يجدوا أما مهم غير ( الأمهرا ) حكاما وقادة يمارسون التهميش والأقصاء ضد كل مكونات الأمبراطورية بما فيها أرتريا.. نشأوا وفى عقلهم البا طن ( عدو )واحد هم الأمهرا.
لم يعلموا أن لهم ( شركاء ) فى الوطن سبقوهم فى المعاناة والتهميش
والأقصا ء من قبل هؤلاء الحكام ...بل وسبقوهم فى مقاومة الظلم والعدوان لذلك كا ن رفضهم لهؤلاء الحكا م ( جزئيا ) والبديل أيضا كا ن ( جزئيا ) تلك كا نت حدود المعرفة !
ثم ألتحقوا بالثورة فوجدوا ( عالما ) آخر..لا يعرفونه ..وجدوا ثوارا
قطعوا مسافة طويلة على طريق التحرير.. لم يكن بمقدورهم تغيير الواقع ولا كانوا على أستعداد ليكونوا جزءا منه!؟ حاولوا خلق خلايا داخل التنظيم وتم كشفها ...أرسلت الثورة بعضهم الى الخا رج فى بعثة عسكرية وظهرت الملامح الأولى لأعلان الأنشقا ق...
@ تقرير السلطات الصينية الى قيا دة جبهة التحرير الأرترية ( المجلس الأعلى ) والذى يقول := لقد حدثت مشكلة فى داخل صفوف البعثة الأ رترية بين الذين ثقافتهم تقرنية والذين ثقافتهم العربية ؟
@ الأجتما ع الذى أنعقد بعد عودة البعثة فى دمشق مع قيادة الجبهة وفيه
قال قا ئدهم : ( المسلمون الأرتريون لا بديل لهم عير الألتحاق بالثورة ..لأنهم لا يملكون ما يفقدونه ..فى حين أن المسيحى الأرترى سيفقد كل شىء أذا ألتحق با لثورة فرص التعليم .. الوظائف فى الدولة ..وقروض البنوك !؟ لم ينتبه أحد لمعنى ومرامى ذلك الكلام ..ما عدا الشهيد عثمان سبى الذى قا ل لمن حوله بعد الأجتما ع
( لقد قال الرجل كلاما خطيرا وأن كا ن يبدو حقيقيا الا أنه يرمى الى مقاصد غير واضحة وتتطلب الفحص والتحليل )!
@ ورغم ذلك تم أختياره عضوا فى القيادة العامة فى مؤتمر أدوبحا ..لكنه
أعلن أنفصاله وأهدافه وتنظيمه ( نحنان علامانا )!؟ .وبقية القصة
معروفة ...نفذوا ما نشأوا عليه وما حلموا به..وما رسوا دكتاتورية جمعت
كل أوصاف ومواصفات الدكتاتوريات فى العالم ولم تنتقى منها حتى
القليل من ( الأيجابيات) !؟ وصلت تجربتهم الى طريق مسدود وتوقفت ما
كينة النظام عن الحركة .. لا تقدما ولا تراجعا – بعد أستهلاك كل
المبررات للبقا ء فى السلطة –بشيعون على أستحياء أنهم بصدد أعلان
الدستور ..وتطبيق الأقتصاد الحر !؟
نصيحة أخيرة : الدستور لا يضعه شعب مكمم الأفواه ومقيد الحركة ومعتقل داخل وطنه ...الأقتصاد الحر لا يتم تطبيقه الا فى ظل قيادة منتخبة من الشعب ويحكمها قانون يطبق على الجميع ..الأستقرار السياسى ومشاركة الجميع فى السلطة والثروة ذلك هو المدخل الصحيح .. أعيدوا السلطة الى أصحابها ... نهجكم أثبت فشله والبلاد أصبحت هدفا لأطماع ( هؤلاء ) من هم هؤلاء ؟
ثا نيا – من هؤلاء !؟ كتبت قبل اليوم عن ( حظ ) الشعب الأرترى الذى رمت به الأقدار الجغرافية بين جارين لا يجدان مخرجا من أزماتهما الاعلى حساب أرتريا.! أحدهما ( السودان ) يريد البشر ...والثانى ( أثيوبيا )تريد البحر! لنترك السودان فهو يعيش (مأ ساة ) لا تقل عن مأساة الشعب الأرترى وهو بحاجة الى من ينقذه من ( الأنقاذ ) ؟ --
نأتى الى ( عدو الأمس ) و ( حليف اليوم ) !؟ هناك حاجز نفسى كبير بين
الأرتريين وألأثيوبيين – ذلك لا جدال فيه – ولكن علاقات الشعوب لا تقوم على الأنتقام والتشفى.. خاصة أذا كانت ممارسات اليوم تساعد على
أذابة الجليد وعودة الثقة المفقودة . وهذا ما شهدته العلاقات الأرترية
الأثيوبية – سواء على مستوى الدولة أو حتى مستوى المعا رضة بعد أن أنفرط عقد التحالف بين الدولتين فى أعقاب حرب بادمى.ومن المواقف التى أذابت الجليد وكانت مؤشرات أيجابية فى أتجاه سقوط الحاجز النفسى :
@ أعتراف النظا م الأثيوبى بأ ستقلال أرتريا – متحديا بذلك رغبات الدول الكبرى,
@ أحتضان المعا رضة الأرترية بعد صراعه مع النظا م الأرترى وفتح أبواب أثيوبيا لعشرات الألوف من اللا جئين الأرتريين وتوفير متطلباتهم الأساسيه خلال العشرة أعوام الما ضية – لم تتقدم المعارضة الأرترية خطوة واحدة رغم التصريحات الرسمية الأثيوبية بدعم المعارضة ...كان الأرتريون يلقون بمسئولية الفشل على المعارضة ..وجسم المعارضة يزداد كل يوم تمزقا وأنقساما ..ثم بدأت تلك الثقة بين الأرتريين والنظام الأثيوبى
تتراجع ...
1- ظهرت بعض التجاوزا ت والتدخلات فى الشئون الداخلية للمعارضة الأرترية – تم نجاهلها تغليبا للمصلحة العليا ... أعجب لمن يقولون أنه لم
يتم ( فرض ) رئيس المفوضية ؟ الشهود أحياء ياهؤلاء .. لكن كما قلت تجاوز الأعضاء ذلك من أجل الوصول الى الهدف الكبير ...
2- ثم توسعت تلك التجاوزات وكان ( ملتقى المثقفين ) و ( مؤتمرات
القوميات ) وكلها بدعوة من السلطات الأثيوبية ودعمها دون علم هيئات
وأجهزة المعارضة الأ رترية المعترف بها حتى من قبل الحكومة الأثيوبية.
بدأت الشكوك تتراكم .. والأسئلة تتنوع .. ما ذا يريد النظام الأثيوبى ؟
هذا النهج لا يؤدى الى التغيير الديمقراطى فى أرتريا .. هل لهم خطة لا
تعلمها المعارضة الأ رترية ؟
هل يعدون للبديل ؟ حتى هنا كنا نحسن الظن با لنظام الأثيوبى ... وحتى
الأخطاء التى وقعوا فيها وجدنا لها مبررات فى التقارير الخاطئة التى
ترسل اليهم من الذين يدعون معرفة الواقع الأرترى وأن كان ذلك غير مقنع. لأن أثيوبيا يفترض فيها أن تكون على دراية وثيقة ودقيقة با لشأن الأرترى.
بدأت ( النصائح ) تصل الى الحكومة الأثيوبية –وفيما يتعلق بى على الأقل أعلم أن ( الشبكة الأ رترية للحوار الوطنى ) أرسلت مذكرة الى رئيس الوزراء الأثيوبى الراحل ( ملس زيناوى ) تشرح فيها قلقها مما يدور وتقدمت بأ قتراحات محدةة لأصلاح الأخطا ء وأستعادة الثقة. وكانت
الأستجابة سريعة حيث أجتمع السفير الأثيوبى فى لندن مع وفد من ( الشيكة ونا قش معهم محتويات المذكرة وأكد لهم موافقة حكومته على كل ما جاء فيها ...وبعد ذلك بأ قل من شهر تم عقد ( مؤتمر الشباب ) كما هو معروف !؟
3- ثم كانت الفرقعة الأعلامية التى فجرها ( قرنليوس ) وأشاعات مشاريع
( تقراى – تقرنية و مملكة البجا ..) !؟ هنا كما يقولون ( بلغ الشك مداه
) .. وأصبح الأمر بحاجة الى مراجعة حقيقية ...
كذب الكثيرون وسألوا ولم يجدوا أجابة .. تحدثوا فى غرف الحوار وعبروا
عن مخاوفهم ولم يسمعوا ما يشبع سعيهم لمعرفة الحقيقة ...أجتهدت مثل غيرى وكتبت مقالا ما زال فى المواقع الألكترونية بعنوان ( أرتريا ...بين
المؤامرة والمكايدة ) ...رفضت أسطورة ( تقراى – تقرنية ) وأستبعدت
خرافة أحياء مملكة البجا -- وشككت فى جدية النظام الأثيوبى فى أسقاط
وتغيير النظام الأ رترى !؟ ما ذا قلت ؟ .. أثيوبيا – با لتعاون مع
أمريكا – يريدان تمزيق الشعب الأرترى وتشتيته حتى لايتفق على شىء –
ويريد ان أثبات أن أرتريا دولة غير قابلة للحيا ة – وبا لتالى لا بد
من البحث عن مصير لهذا الشعب !؟
لم تكن ( نبوءة ) ولا نتيجة الحصول على معلومات من الدوائر العليا فى
الدولة الأثيوبية ... كلا كانت قراءة وتحليل لمواقف وقرائن وسياسات
وممارسات النظا م الأثيوبى. البعض أتصل بى قا ئلا ( أنك تغامر بهكذا
أستنتاج ...ما دليلك ؟ لم يكن من الممكن الحصول على وثيقة أو دليل – تلك سياسة دولة عليا – لكننى كنت واثقا من صحة ما توصلت اليه. وأنا فى تلك المرحلة .. أسعفتنى الأقدار بدليل لم أكن أنتظره أو أتوقعه – الشكر لمنبر الحوار الوطنى الذى نظم حوارا مفتوحا ... والشكر للوزير الأثيوبى الذى أستجاب للدعوة وتحدث لمدة ساعة كاملة ( با لترجمة العربية وهى موجودة
فى المواقع لمن أراد الأستما ع ) ..ما قاله الوزير دون دبلوماسية أو
محاولة للتجميل – هو عين ما كتبته أنا – الفرق أنه قاله بالتقرنية
وكتبته أنا با لعربية – والفرق الأكبر أننى أجتهدت فى حين أن الوزير كان يعبر عن موقف رسمى !؟ قا ل السيد الوزير( متعه الله بالصحة ) :
@ أثيوبيا أثبتت للعالم أنها قادرة على الحياة والنجاح والتطور دون
الأعتماد على أرتريا وبحرها !؟ أثيوبيا أدخلت الكهربا ء فى أكثر من
أربعمائة قرية فى حين أن العاصمة الأرترية ليس فيها كهربا ء؟ معدلات
التنمية فى أثيوبيا تسجل أرتفاعا متزايدا فى حين أن أرتريا تسير الى
الوراء؟
@ أرتريا دولة فاشلة – فشل الأرتريون فى أقامة دولة تستوعبهم ويعيشون فيها معا؟
@ الشعب الأرترى أثبت أنه لا يستطيع أن يعيش فى كيان واحد – أنه شعب مقسم وذلك يظهر فى تعدد تنظيماته ومنابر الحوار وأجهزته الأعلامية !
@ ثم أضاف – لا فض فوه – قائلا : المعارضة الأرترية هى سبب ما جرى وما يجرى والحكومة الأثيوبية لا تتحمل ضعف وفشل المعارضة !. ثم ختم حديثه قا ئلا : سنمضى فى طريقنا ونهجنا ...!؟ وفى اليوم التالى ذهب لأفتتا ح مؤتمر فرعى للشبا ب الأرترى فى – قوندر – والذى أنعقد تحت مسمى (مؤتمر شبا ب السودا ن )!؟ سؤالان لم أجد لهما أجابة –
1- أن أجد تفسيرا لأسلوب الوزير غير الدبلوماسى والمباشر والصادم فى طرح نوايا حكومته – مثل هكذا طرح يكون عند أكتمال المشروع وبدء مرحلة التنفيذ – الواقع يقول غير ذلك – لما ذا أذن كان ذلك الأسلوب ؟ عندما لاتساعدك النظريات السياسية فى تفسير موقف ما – عليك أن تبحث عن أسبا ب أخرى – بعد حرب رمضان جلس الوفد الأسرائيلى مع الوفد المصرى برعاية أمريكية – لم تفهم رئيسة وزراء أسرائيل وقتها ( جولدا ما ئير ) مبادرة السادات ودوافعها فسألت هنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا : لما ذا فعل السادات ذلك وهو فى موقف قوة؟ أجاب الدبلوماسى المحنك ( أنه الضعف البشرى )!؟ أننا ننسى أحيانا أن من يتحدث ويتخذ المواقف ( ( أنسان) له تكوينه الفكرى وقدراته العقلية وأسلوبه وكل ذلك يحدد شكل ومحتوى ما يقول.
لكننى رجعت الى ثقافتنا الأرترية العامة وأسترجعت ما يقوله الأرتريون
فى مجالسهم الخاصة عن ( هؤلاء ) الجيران – وكيف أنهم من حرصهم الشديد لا تستطيع أن تعرف ما فى جوفهم – با لتعبير المصرى – الواحد منهم يكون ( حويط ) ولا تستطيع أن تخرج منه أعترافا مباشرا!
لكننى أستحضرت أن المتحدث من أصل أرترى وربما لعبت الجينات الوراثية دورا فى ذلك الأسلوب !؟
2-السؤال الثا نى – كيف يجد وزير بمستوى السيد برخت سيمون الوقت لأفتتاح مؤتمر فرعى لمنظمة فرعية من الشباب لا يزيد عددهم عن أربعين عضوا؟ أما أن الدولة الأثيوبية قد أكملت مهمة البناء والتطور ووصلت الى مرحلة الكمال وهى الآن تعيش فى ( جنات النعيم ) – اللهم أوعدنا يارب – وبالتالى فهم يقضون وقت الأستراحة فى مثل هكذا أنشطة فرعية – وأما أن تلك الأنشطة هى على رأس جدول أعمالهم – تقسيم الشعب الأرترى – وبالتالى يعطونها تلك الأهمية. الآن كما يقولون ( الكرة فى ملعب المعارضة الأرترية ) – أما أن تسير مع الرياح الأثيوبية وأما أن تبحث لها عن طريق ثالث : بين الدكتاتورية الأرترية وبين محاولات أذابة الكيان الأ رترى.
مشكلة النظا م الأثيوبى أنه وضع ( نظرية ) أفتراضية وبنى عليها كل برنامجه وسياساته تجا ه أرتريا – أعتقد أن بعض الأشخاص الذين أرتبطوا به يمكن أن يكونوا ممثلين للشعب الأرترى – نسيتم تجربة حزب الأندنت -- نصف السكا ن كانوا يؤيدون ذلك الحزب – كرها أو طمعا – أين هم اليوم؟
حتى ( الدرق ) كان له مؤيدون وأنصار – بعضهم تحول وأصبح معكم ؟
الصراع ضد الجبهة الشعبية لا يجعل الأ رترى يفرط فى وطنه – أختلفنا معهم حول كيفية البنا ء وكيفية الحكم وكيفية التعايش – لم نختلف معهم حول وجود أرتريا المستقلة والموحدة ؟ غريب أن يكون موقف ثوار ناضلوا من أجل حقوقهم القومية والوطنية أن ينكروا حق الشعوب الأخرى – تضعون فى دستوركم حق تقرير المصير ) للقوميات وتنكرونه على الشعب الأرترى بعد أن أعترف به العا لم – كيف تثق فيكم القوميات الأثيوبية؟ أما عن تعايش الشعب الأرترى وقدرته على البقا ء موحدا – ذلك ما يشهد به تاريخه وأكدته تجاربه
فى مرحلة الثورة – رغم الخلافا ت التنظيمية – كان الكل يجمع على الأستقلال – الأمر الذى ظهر فى الأستفتاء عا م 1993. وحتى فى المهجر يحتفظ الأرتريون بذاكرة جمعية مركزية هى التى تحدد توجهاتهم ومواقفهم – عندما تحررت أغردات وكرن ومصوع – لم يقل الأرتريون ( لقد تم التحرير) كا نت وجهتهم وقبلتهم ) واحدة : أسمرا عاصمة وطن أسمه أرتريا ! أنت تعلم السيد الوزير ما ذا فعل المقاتلون فى جيش الجبهة الشعبية لحرير تقراى عندما أكملوا تحرير أقليم تقراى – قرروا ألقاء السلاح بأعتبار أن المهمة قد أنتهت !؟ وأسرعت القيادة لتقول لهم ( الآن سنكمل تحرير بقية أثيوبيا – سنحكم أثيوبيا كلها !؟) – وتحاول يا سيادة الوزير أن تحاضرنا عن ( وحدة الشعب الأثيوبى وأنقسامات الشعب الأرترى !؟) أما عن الكهرباء والمياه والطرق – أرتريا كانت بها أحدث الطرق والخدمات والمرافق فى عهد الأستعمار الأ يطالى – هل يعنى ذلك أنها كانت (حرة ) ؟
- قبل أسبوع أنقطعت الكهرباء فى العاصمة الأثيوبية وقالت السلطات أن
ذلك كان بفعل فاعل !؟ -- المقياس لأى تقدم أو تطور فى أى مجتمع هو
حرية الأنسان ومدى شعوره بالأنتما ء والتفاعل مع بقية مكونات المجتمع
– أى المشا ركة فى الذاكرة الجمعية والأعنزاز با لكرامة الوطنية والتفاعل مع شعوب العالم الأخرى المحيطة والأتصال والتواصل مع ثقافات
الآخرين... عندما كا ن الشعب الأثيوبى( يسجد) لهيلاسلاسى فى الطرقات كان الأرتريون يتظاهرون فى شوارع أسمرا عمالا وطلابا – ثم حملوا السلاح ضده ومعظم الأثيوبيين لم يكونوا يستطيعون النظر فى وجه الأمبراطور؟
عندما كا نت أثيوبيا تقرأ صحيفة واحدة عليها صورة الأمبراطور وزوجته
وأخبار العائلة المالكة كان الأرتريون يقرأون صحف المعارضة
والمجلات الثقافية وحتى صحيفة الحزب الشيوعى الأيطالى كا نت توزع فى أسمرا .. وتريد أن تحاضرنا عن التطور الديمقراطى ؟! أرتريا ياسيادة الوزير لا يخرج من بحرها اللؤلوء والمرجان فقط بل يخرج من بين رجالها القائد وألأنسان ...سنذ كر لك موقفا واحدا : بعد الغزو الأيطالى لأثيوبيا وقف الزعيم ( أبراهيم سلطا ن ) بين الناس وكان وقتها يعمل مترجما مع السلطات الأيطالية فى أرتريا – وقف وقال : اليوم تم غزو شعب أفريقى شقيق وأنا تضامنا مع ذلك الشعب لن أقوم بأ عمال الترجمة !؟ هل كنتم تعرفون وقتها معانى التضامن مع الآخرين ؟ نحن بحق نتمنى لأثيوبيا كل تقدم وأزدها ر ... لكن لا نقبل من أحد أن يخبرنا أو أن يعلمنا الأنتما ء للوطن والأعنزاز بالكرامة الوطنية – الشعب الأرترى شعب يحمل كبرياء الأ نبياء وشموخ الشهداء ...أنه شعب يموت ليحيا ويحمل أرادة البقاء ويتحدى الفناء وأنتم خير من تعلمون. لا تقعوا فى خطأ الأعتقاد بأن حفنة من المنا فقين يمثلون ضمير الشعب الأرترى أو طموحاته وبعد كل تلك الدلائل والتصريح المستفز أتمنى أن لا يكون ذلك هو الموقف الرسمى والمركزى للدولة الأثيوبية – أتمنى ذلك والا ستكون النتيجة كارثية – ليس علينا فحسب بل على أثيوبيا والقرن الأفريقى كله!؟ تريدون معرفة هذا الشعب الأ رترى – المبادرة الأخيرة من منبر الحوار هى نموذج – هناك تجدون الأرترى الحقيقى الذى لا ينتظر منكم ميزانية و سيقول لكم رأيه بصراحة ووضوح .. وكل ذلك فى أطار الحرص على العلاقة الطيبة بين الشعبين الأثيوبى والأرترى وفى حدود الأحترام المتبادل ...وأذا سألتم
من ( نحن ) ؟ نقول لكم :
ثالثا – من نحن ؟؟ نحن من جار عليهم الزمان ذات يوم و تنكر لهم
العالم يوما ما وحرمهم من حقهم الطبيعى فى الوجود وتقرير المصير ..نحن
من قررنا أن نأخذ الأمر بأ يدينا وهزمنا أكبر أمبراطورية فى أفريقيا
...نحن من أعلنا قيام دولتنا الحرة والمستقلة والتى أعترف بها العالم
كله ...لكن قبل أن ننعم بذلك الأستقلال وقبل أن نمارس تلك الحرية التى
كنا نحلم بها – خرج من بيننا ( أبن ضال) أبى وأستكبر .. وطغى وتجبر ...جعل من المكان سعبرا ومن الوعود سرابا .. وبدأنا البحث عن ملجأ آمن
نحتمى به الى حين – لكننا أصبحنا كا لمستجير من الرمضاء بالنا ر ..
وأصبح شبابنا ( العنوان الرئيسى ) فى صحف ونشرات الأخبار يحكون مأساة الأنسن فى القرن الواحد والعشرين... لكننا فى كل تلك الرحلة لم
نستسلم ولم نقبل بالدكتاتورية ومازلنا نقاوم ونحلم بالدولة الديمقراطية –
دولة العدالة والمساواة – دولة لكل الأرتريين وبكل الأرتريين... نحن
أحفاد الذين حملوا شعار أرتريا المستقلة والموحدة .. نحن أبناء عواتى
ورفاقه الذين سطروا بدمائهم تاريخ مجدنا وفخارنا – رموزنا فى قلوبنا
لا تنسى – كل من رفع شعار الأستقلال وناضل من أجله حتى النهاية فهو
رمز.. كل من رفض فى البرلمان الأرترى أنزال العلم الأرترى فهو رمز
وطنى ... كل شهيد خضب تراب الوطن بدمائه هو رمز ...وكل من يقول لا للدكتاتورية فهو رمز وكل من يرفض تقسيم الشعب الأرترى والأرض الأرترية هو رمز ... بأ ختصار كل من يحمل روح هذا الشعب ويعبر عن أمنياته وطموحاته هو رمز لأن الرمز الحقيقى والدائم هو الشعب !!
قد لا نملك ( السلاح) ولا ( المال) ولا دعم الدول الأقليمية والعالمية
لكننا نملك أرادة فولاذية لاتنكسر ونحمل أملا يتجدد ولا ينطفىء ووعدا
من التاريخ يقول أن من يسعى الى الحرية والعدالة ينتصر !؟
كلمة أخيرة : كثر ترديد عبارة ( خط أحمر ) مؤخرا بعد تطاول قرنليوس على رموزنا الوطنية – جميل أن نعرف الخطوط الحمراء والثوابت وأن يعرف كل واحد حدوده ويقف عندها – لا وقت لنا ولا طاقة للدخول فى جدل عقيم بعد اليوم
@ كل من يدافع عن الموقف الأثيوبى الأخير أو يبرر له فهو من ( هؤلاء )!؟
@ كل من يدافع عن الدكتاتورية ويبرر لها فهو ( منهم ) ّ؟
@ كل من يؤمن بأرتريا المستقلة الموحدة وبا لنضال من أجل دولة العدالة
والمساواة – دولة القانون والديمقراطية – فهو ( منا – نحن )!؟
وكل عام وأنتم بخير وعيد سعيد ...
آخر الكلام = مأ ساة الشعب الأرترى لا تتوقف عند مظاهر الحياة اليومية
التى يعيشها الأرتريون فى داخل الوطن وخا رجه فقط بل تمتد لتشمل قدرتنا على متا بعة الأحداث ووداع الأحبة الذين يرحلون عن دنيانا الفانية –
أقل ما يجب أن نقوله كلمة وداع وفاء لدورهم على طريق النضال الطويل –
وللصدف العجيبة رحل بعض هؤلاء وأنا فى المستشفيات لا أسمع بالنبأ الا
بعد حين ناهيك أن أستطيع الكتابة – هل يفيد النعى المتأخر؟ لم لا ؟
الدعا ء لا حدود له لا فى الزمان ولا فى المكان. هؤلاء مناضلون
ألتقيتهم على طريق الحرية وكلهم أبنا ء جبهة التحرير الأرترية تركوا بصماتهم على دفتر النضال الوطنى وكانوا ( جنود مجهولون ) بذلوا وقدموا التضحيات كل فى موقعه وفى زمانه وفى مجاله. الرحمة والمغفرة للمناضلين الذين رحلوا عنا مؤخرا ولم أتمكن من رثائهم والعزاء لذويهم – وأن كنت نسيت أحدا فالمعذر فى ضعف الذاكرة –
1-المنا ضل محمد نور حربوى
2- المنا ضل محمود محمد سليما ن
3- المنا ضل الأستاذ محمود نوراى
4- المنا ضل أبوبكر الحا ج على جا مع
وأنا لله وأنا اليه راجعون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق