10‏/05‏/2012

ماذا بعد موت اسياس ؟؟ هل سننتظر الأقدار لتحقق لنا التغيير ؟؟


بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا

              لقد إنقسم الناس بين مؤكد ومكذب وتضاربت الانباء . كم كان مؤلم هذا النبأ بفلتان الطاغيه من العقاب . غيب الشعب الارترى فى ظل حكمه وكاد ان يغيبه فى موته. كيف لاتكون لنا الكلمة فى رجل تحكّم فى مصير وطن وشعب لعشرون عام!! . لقد انتابنى الحزن من العجز الذى اصابنا لم نستطيع ان نفعل شيء سوى ترديد ونقل الخبر   .
فبعد ظهوره حياً ، سعدت كثيرا ربما ياتى اليوم الذى ينال فيه العقاب . وبالرغم من ذلك ينتابنى الحزن ببقائه على قيد الحياة لأن هناك اسر تنتظر عودة ذويهم واقاربهم الذين يقبعون فى الزنازين والمعتقلات ..

 لقد طغى هذا النبأ على الساحه ويدل ذلك على فراغها وليس وجود للمعارضة . للاسف أوراقنا مبعثرة ليس هناك اى بصيص من الأمل ، ووكلنا الامر لعذرائيل .. حالنا كحال التائه فى الصحراء غلبته الحيله ولم يرى فى الافق شيء سوى الفضاء الفسيح فسلم امره للقدر ..
·     عجباً للبيانات التى صدرت :
v          المشهد الاول : كم أبكانى المشهد المسود بالتصريحات الصحفيه والبيانات السياسيه يناشدون فيها تلاميذ الدكتاتور لتسليم السلطة فورا. تأملوا معى المشهد حامى عرين الدكتاتوريه يطالبونه بتسليم السلطة  ويتم  التودد والتوسل اليه عبر بيانات ، مؤشر على سذاجة موقف المعارضة . ظهورها فى صورة باهته ومبعثرة كأوراق الخريف..
 اين الوثائق والاوراق التى تمت مناقشتها باواسا ( خارطة طريق وغيرها ) أليس لتكون بمثابة عهد وميثاق بين القوة السياسيه ولا سيما فى ظل ظروف هكذا!!!؟. لماذا التنظيمات المنضويه تحت لواء المجلس الوطنى تمايلت مع خبر الاشاعه عبر القنوات الحزبيه وكأننا فى سباق مع الزمن من اجل الوصول للسلطة عبر الاقدار. ألم يتفق الجميع فى إبدال الحفنة الحاكمة بنظام ديمقراطي تعددى يكفل حق الجميع فى المشاركة ؟؟ لماذا التراجع عن ذلك !! كانت البيانات بمثابة شيك على البياض لتقاسم السلطة مع ورثة اسياس . هل مشكلتنا مع شخص اسياس ام مع نظام يمارس الاستبداد ؟!!..
نداء وتودد كان لمن ياترى !!!؟. بينما الموقف السائد بين اطراف المعارضة الجفاء والمقاطعه. لماذا لم تخرج التنظيمات التى تنضوى تحت المجلس الوطنى ببيان موحد ومشترك؟ أوعلى الاقل تفويضه للتعامل مع المستجدات طالما هناك تمثيل للجميع ؟. أليس هذا أول سقوط فى خطابنا السياسي وحوارنا مع النظام!!.
 فاذا كانت هناك دعوة صادقه من النظام للجلوس مع المعارضة ، يا ترى مع من يتفاوض؟؟ مع حزب الشعب أم مع التحالف أم مع المجلس الوطنى أم مع كل تنظيم على حداه ؟!! .. بالطبع على غرار الإشاعه الكل سيركض وسيتم فكفكة هذه المظلات السياسيه . للاسف تعطش للسلطة عبر بوابة التواكل والإتكال ..
فان مات اسياس فمخالبه باقيه .  فى حال حدوث فراغ فى السلطه معارضتنا المبعثرة مثل القنبلة الانشطاريه بعد إرتطامها بالارض هل تستطيع لملمة اطرافها وهى عاجزة ان تفعل ذلك لعشرون عام؟! بالفعل سوف تتناحر وتتقاتل وتمارس الإقصاء من اجل الوصول واحتكار السلطة.
للاسف هناك من يحاول اعادة الخطأ مرة اخرى لم نتعلم من الماضى . بعد التحرير الكثير حزم امتعته الى اسمرا للبحث عن المصالح الذاتيه وضرب بالمبادئ عرض الحائط ...
v            المشهد الثانى : المعارضة لم تستفيد من التفاعل الشعبى الذى كان على استعداد لإحداث التغيير باى ثمن مما اجبر الدكتاتور للخروج الى العلن وهذا مؤشر على تأكيد الرفض وعدم القبول . المعارضة فقدت الحاسه السياسيه مع تعاطيها للاحداث  ، للاسف لم تلامس رغبات الشعب أخفقت فى ترجمة مشاعره  . كنا نتوقع ان تستفيد من الزخم الشعبي وتهز اركان النظام عبر وجودها الفعلى حتى ينعكس صداها داخل الوطن وتفرض نفسها كبديل للنظام ، بالتاكيد كانت هذه الخطوات ستؤدى لانهيار النظام . وايضا بالتوازى مع ذلك تعمل على تقليص التباين وكسر الجمود وتليين المواقف فيما بينها ، حتى تقطع الطريق امام ورثة الدكتاتور وهذه الخطوات كانت ستؤكد انها اهلا للتغيير  ..
 يجب الاعداد الجيد للمراحلة التى تلى موت اسياس فان لم يمت اليوم غدا سيموت ...
الان قبل الغد نحن فى حاجه ماسه لإجراء حوار بين اطراف المعارضة من اجل توحيد الرؤى فى المرحلة المقبلة ، يجب على منظمات المجتمع المدنى تعمل على تذويب الجليد بين القوى السياسيه. وبالمثل يجب الضغط على النظام القائم عبر جميع القنوات وبكل الوسائل المتاحه والممكنه ، حتى يتحقق التغيير..
التغيير لايتأتى بالامانى والامال والاحلام وانما بتوحيد الموقف وثم العمل والعمل الجاد .
 فى الايام السابقه كنا نترقب من المعارضة قرأة سريعه للاحداث عبر تفاهمات وترتيبات وصياغة رؤية موحدة بدلا من البحث على مكاسب حزبيه لاتروى ظمأ المستظلين تحتها . فاذا استمرت المعارضة فى صورتها الباهة سيتم تجاوزها  ويرمى بها فى سلة المهملات ..
v               المشهد الثالث : نبأ موت اسياس هز اركان الدولة وهذا يؤشر الى هشاشة الوضع فى الداخل وطن على حافة الإنهيار . دكتاتور يرى فى نفسه فرعون زمانه ، ومن حوله أدوات قمع ليس إلا ، لا رجاء منه ولا رجاء في من ياتى بعده من صلب النظام الذى أجبر الشعب الارتري على الهروب والصيام لعشرون لم يفطره على بصلة ولا شق تمر . ماذا بعد رحيل اسياس سوف يترك لنا وطن مشوه هزيل مشلول الأطراف يستعصى نهوضه وإستعادة عافيته . حال النظام اليوم  فى ارتريا كحال المستعمر الذى دأب على إمتصاص وسرقة الموارد ، فان لم يكون اسوء فليس الافضل ..
ارتريا مقبلة على مرحلة ظلاميه والمستقبل غاتم وليس هناك تكهنات. والكل مراهن على القدر .
اسياس بالطبع استفاد من تجربة رفاقه القذافى ومبارك وعلى عبدالله صالح فهو رجل ليس بشجاع ليسترجل الى ان يفقد كل شيء ، نعم أحمق وذكى وجبان ، سوف يرتب حاله حتى يتثنى له الاحتفاظ بالمكتسبات التى حصدها فى ظل العشرين عام.. سيساوم على بقاء هذه المكتسبات مهما كان الثمن ..
وبالمثل  هناك أطراف دوليه لاعبه فى الشأن الارتري لم يكون الامر بهذه البساطة ، وهذه الأطراف دوما لا تاتى بالنتائج إلا على حسب رغبات مصالحها وليس على حسب رغبة مصالح الشعوب التى تناضل من اجل التغيير ، يجب علينا تفهم الوضع المعقد ونعمل فى تسابق مع الزمن حتى لا نفقد ما تبقى من الوطن المشوه بعد رحيل النظام . وحتما سيرحل ان كان بيد المعارضة ام بيد الاقدار فايهما اسرع هذا ما يهمنا  فى الامر.
فى الختام : رسالة الى الشباب الارترى الغيور :
الشباب هم الشريحة الاكثر اهيمة فى المجتمع يسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر واستشراف آفاق المستقبل ، والمجتمع لا يكون قويا إلا بشبابه والأوطان لا تبنى إلا بسواعد شبابها والتغيير لا يتاتى الا بنضوج وعزيمة الشباب وعطائهم المتواصل ، ولأهمية الشباب ودورها فى تشكيل ملامح الدولة القادمة يجب علينا المشاركة بقوة والتفاعل  بجديه مع قضايانا حتى نرسم مستقبلنا بايدينا  ..
ايها الشباب الثائر لا احد ينكر الدور الذى تقومون به فى التوعيه والتعبئه عبر الروابط الاجتماعيه  وان كان هناك بعض الاراء حولها ، لا احد يستطيع ان ينفى العطاء المتدفق عبر الحركات الشبابيه . ما ادو انا اشير اليه يجب ان تتوحد الجهود وتتضافر من اجل دفع عجلة التغيير ، ما نعيب عليه المعارضة  يجب ان لا نقع فيه نحن بالمثل . يجب ان تكون حركات التغيير رافد من روافد المعارضة وتصحح مسارها .. يجب ان يكون الشباب القوة الضاغطة على جميع الاطراف فى الساحه من اجل الانحياز لمصالح الشعب الارتري .
 يجب ان تتبلور وتتشكل رؤيه موحدة للشباب والعمل عبر لجنة مشتركة تتكون من جميع الاقطار مع ترك هامش للتطبيق على حسب مناطق التواجد . يجب ان لاتكون هذه الحركات اسيرة للاحلام الورديه وحبسيه لرغبات ذاتيه .. يجب علينا مغادر الفضاء الإفتراضى وخلع الأقنعه والاسماء المستعارة وكسر حاجز الصمت والخوف ومواجهة النظام وازياله..  
نحتاج لخطوات جريئة وعمليه ومبادرات فريدة من اجل حشد هذه الطاقات الشبابيه المهدرة  .
ولكم منى اطيب المنى حتى التقيكم فى مظاهرات 24 مايو التى ستكون فاصلة فى مواجهة النظام.
 

ليست هناك تعليقات: