بقلم / محمد امان ابراهيم انجبا
عندما كنت اتناول فى الفترة السابقة عملية التغيير فى بعض البوستات كان اول ما يخطر فى بالى مسمى المعارضة الارترية وكنت اقف واتأمل اسباب إخفاقاتها وظروف غيابها عن الساحة وكنت انتقدها بقسوة وكانت تلك المنشورات مصدر ازعاج للبعض . وفى الآونة الاخيرة كانت هناك بعض المظاهر السلبية فى ساحة المعارضة وصارت العملية السياسية برمتها حكر وحصر لبعض الاشخاص ، يستخدمون الفيتو ضد هذا وذاك و يقصون فلان وعلان من بعض المراكز ويتمترسون خلف اراءهم ويخلقون عدوات ومشاحنات ويقسمون القوى السياسية الى مجموعات وتكتلات ويحشدون اراي العام ضد الاخر من اجل الانتصار للذات وحظوظ النفس ، لولا لطف الله علينا فكاد القوم يخرجون لنا دكتاتوريات وهم يتبنون النضال والمقاومة ضد الدكتاتورية تناقض غريب ومثير ..
وقبل خروج المعارضة من اديس ابابا بفترة قصيرة ان الحديث عن عملية التغيير فى ارتريا انحصرت فى بعض القوى السياسية المؤطرة وبعض الاشخاص دون غيرهم ، وهذا يرجع للارث السياسي الذى توارثناه منذ الكفاح المسلح وارتباط النضال ببعض التنظيمات التى وجدناها فى الساحه منذ نعومة اظافرنا ، وبعد ان تحقق الاستقلال تحولت تلك الكيانات الى تنظيمات سياسية واعلنت مقاومة النظام ومقارعته وكان لها القدح المعلى فى تكوين جبهة وطنية عريضة تمثل اللبنة الاولى التى تعبر عن منظومة سياسية ارترية تقاوم عبر كل الوسائل ، وهذا الموقف الوطنى جعلها تحظى بالمناصرة الجماهيرية والالتفاف الشعبي ، ووجدت حاضنة قويه فى كل مدن السودان ومعسكرات اللجؤ.. وكانت تلك التنظيمات بمثابة الشوكة التى تقف فى حلق النظام ، ولاسيما ان القيادات التاريخية لجبهة التحرير بمختلف مكوناتها كانت تمثل رأس رمح المعارضة وتتصدر المشهد السياسي وتسعى لتأطير الجماهير وحشدهم ضد النظام ، مما جعل المعارضة ذات ثقل سياسي واجتماعى وذات بعد تاريخي تحظى باحترام الجميع ، بالرغم من محاولات النظام التى دأب عليها تارةً إلصاقها بقوى اقليميه وتارةً بالويانى الا انه لم يفلح على الاطلاق ... ..
وعلى صعيد اخر كان يحاول المضيف الاثيوبي اختراق صفوف المعارضة واستمالة بعض القيادات لتبنى مشروع ( الهاى ودق) لتحقيق أطماع سياسية عقيمة فى ارتريا بعد التغيير ، وهذه الاطماع كانت مكشوفة وظاهرة للعيان و لم تكن بعيدة من الاطماع السابقة لاثيوبيا الامبراطورية التى فشلت فى النيل من ارتريا بفضل قادة الثورة الارترية ومن يمثلون المعارضة الوطنية فى الوقت الراهن ، وشتان مابين اطماع اثيوبيا الامبراطورية واحلام التقراي التى تمثل اقلية فى اثيوبيا .
الا ان التقراى بالرغم من انهم أقلية الا انهم استطاعوا ان يصلوا الى سدة الحكم فى اديس ابابا وكانوا يفتقدون للخبرة ويتسمون بضيق الافق ويحملون الحقد القديم على قيادات الجبهة ذات التوجه الوطنى واصحاب المشروع التحررى .
وطيلة الفترة التى كانت تتخذ المعارضة اديس ابابا مقرا لها كانت القيادات التاريخية حائط وجدار منيع يحصن اسوار المعارضة من اى اختراق خارجى ، وبعد ان فقدنا عدد من تلك القيادات ا التى كانت تتمييز بالحنكة والفطنة السياسية وكان الجميع يضع لها حساب سقط جدار المعارضة وتهاوت الكيانات الواحد تلو الاخر ، وصارت تلك التنظيمات اللعوبة فى يد احد جنرالات التقراى المكلف بملف المعارضة الارترية وعبره استطاع نظام الويانى ان يحقق رغباته ويشق صفوف المعارضة الارترية ولو كانت لحين ..
وشكلوا كيانات تحمل مشاريع تقسيمية وكانت نواتها عناصر من اسر تحمل الولاء القديم لاثيوبيا ( الامبراطور هيلى سلاسي ) واصحاب تلك الولاءات كانوا يتمتعون بالحصانة والدعم المطلق من مكتب الجنرال ، تارة تخرج منهم اساءات تطال الثوابت الوطنية وتخرج عن سياق العمل المعارض الوطنى ولا احد يستطيع مسائلتهم وردعهم ، وكان يعتقد الجنرال وقادته ان هذه الكيانات ستحقق لهم اطماعهم فى ارتريا الغد وكانوا لا يدركون ان ما يقومون به لا يعدو سوى سياسات صبيانية غير ناضجة قد يكتبون عبرها نهايتهم من سدة الحكم وقد تتسبب فى ودأ احلامهم الزائفة وذلك بصبر اهل الحق وصمودهم امام هذه الممارسات الخبيثة ...
وجمعوا عدد من الاشخاص من بعض القوميات وشكلوا كيانات ذات مسمى قومي وهى تحمل جينات ( الهاى ودق ) وخرجت من جلباب التقراي ، تحمل شعارات سياسية زائفة ليس لها وجود فى الساحة فظهرت عبر ملتقى الحوار الوطنى وثم مؤتمر اواسا فشكلت منعطفا خطيرا للمعارضة ، وبفرض من الجنرال تقاسمت تلك الكيانات المناصب التنفيذية والتشريعية فى المجلس الوطنى تحت مبدأ المحاصصة وتقاسم السلطة ، بل كانت حصصها من العملية السياسية فى المجلس الوطنى اكبر نسبا واعلاه سلطةً من الكيانات السياسية الوطنية ذات الثقل الجماهيري ، وكانت تفرض وتملى اجندتها فى كل الجلسات من خلال اذرع الجنرال وعملاء الامس .
للاسف تلك الكيانات الغير مجهرية صارت تحتكر عملية التغيير بإتكائها على الحفنات التى يقدمها النظام الاثيوبي بداعى دعم المعارضة . وثم تتصدر المشهد وتقزم القيادات التاريخية وتتطاول علي رموز الثورة الارترية وتنال منهم بدفع وحصانة ودعم كامل من مكتب الجنرال .
الا ان المضيف الاثيوبي تحول الى وسيط وثم راعى للمعارضة وتجاوز الاعراف الدبلوماسية وصار يتدخل فى امور المعارضة الارترية موجها وناصحا وامرا لها وفى بعض الاحيان يشترط عليها ويملى علي قياداتها ،،، وصار الحل والعقد بيد الجنرال دون غيره وسلبت ارادة التنظيمات السياسية التى كانت تقييم فى اديس ابابا ، فظلت الكيانات الوطنية مابين مطرقة الهقدف وسندان الويانى وتكتمل الحلقة باستغلال البعض لتلك الظروف بحنق الكيانات الوطنية واستخدام الفيتو وحكر العمل الجماعى وإعطائه الصفة الشخصية ومصادرة القرار السياسي ،،،،
عندما كنا نكتب ونتحدث بقسوة عن المعارضة ونعكس تلك الظروف والمواقف فى تلك الفترة ، للاسف الكثير منا كان ينظر الينا وكأننا طابور خامس ( خوارج) متمردين وغير ذلك ويصفنا البعض بصغار السن وفهمنا للسياسية سطحى ويمارس علينا الاستاذية....
الان وبعد انجلاء الساحه من تلك الكيانات وابواقها بخروج المعارضة من اديس ابابا ، يجب ان نقوم باعادة النظر فى بعض المواقف ونعيد قراءتنا للساحة بشكل صحيح بعيدا عن العاطفة والمجاملات الاجتماعيه .
فان الهدف كان من تلك الكتابات ليس الكسب الشخصى او النيل من بعض الاشخاص بقدر ما كان خط وتوجه رسمته لنفسي من اجل كشف وتعرية تلك الكيانات المجهرية ومقاومة المشروع التقرواى الذى سلبنا ارادتنا السياسية عبر تمثيل بعض الاشخاص لمكوناتنا الثقافية والاجتماعية وتوظيفهم فى هذا السياق..
وما كنا نعيبه على قياداتنا التاريخية كانت تعطيهم الغطاء الشرعى وتجعلهم يتدثرون بثوب الوطنية عبر مشروعية التغيير .. قد تكون هناك ظروف ومبررات وعوامل اخرى تجعلهم يتنازلون ويمررون بعض الأشياء التى قد لاتؤثر كثيرا على المسيرة الوطنية الا انها كانت خصما على شخوصهم وتنال من نضالاتهم وتضحياتهم الوطنية ، وللاسف فى بعض الاحيان مقابل هذا الصمت كانوا يدفعون ثمانا باهظا امام جماهيرهم التنظيمية ، وكان يتصور البعض ان تلك القيادات استسلمت ورضخت لعدوا الامس وصاروا مجرد شخصيات تاريخية انتهت صلاحيتها ولم تعد تفعل شيء فى الوقت الحاضر وتم استهلاكها من قبل النظام الاثيوبي .
وبعد مرور عام على خروج المعارضة من اديس ابابا ما الذى تغيير ؟؟
نعم هناك متغيرات كثيرة وصارت الساحة لارترية مكشوفة للجميع وتلاشت وذابت بعض الكيانات المجهرية وانذوت مع حكام اثيوبيا الامس وغادرت اديس ابابا الى مناطق التقراى ولم تعد قائمة تحت راية المعارضة الارترية ، للاسف كانت تتوهم انها قوى سياسية ضاربة بحكم امر الواقع الاثيوبي ولا احد يستطيع القفز عليها .
بعد مرور عام من مغادرة اديس ماكنا نحذر منه قياداتنا وكياناتنا الوطنية من عواقب ذلك الصمت ها نحن نعيشه اليوم واقعا سياسيا مزرى وها نحن ندفع ثمن تلك الممارسات الخاطئة ودخلنا مرحلة الجمود السياسي ..
فان النقد القاسي الذى كنا نمارسه فى حق المعارضة الارترية بغض النظر عما يختلف ويتفق معنا كان القصد منه الخروج المشرف من المستنقع الاثيوبي وتسجيل موقف سياسي وانتصارا لإرادة شعب لم ينكسر قط امام كل الطغاة ...
بكل صدق و امانة هذا النوع من الكتابات جلب لى الكثير من العداء والخصوم وقاطعنى البعض ، وكنت ادرك منذ الوهلة الاولى ان الثمن باهظ مقابل هذه الكتابات ، لان مجتمعنا الارتري لم يصل بعد الى مرحلة تقبل الراى الاخر واحترام الراى ،،، خياراتنا اما معى واما ضدى ........
الا اننى اخترت ذلك خطاً تحريريا وفقا لقناعاتى الشخصية بعيدا عن الاملاء والتزيف والمجاملات ..
اما الآن وبعد هذه التحولات والمتغيرات إعتقد نحن فى حاجه لتوجه اخر ومسار اخر ...
ساقف فى البوست القادم على تلك المتغييرات والتحولات وماهو المطلوب منا حيالها ..
اذا مدى الله فى الاعمار .
اسف على الاطالة ولكم العتبي حتى ترضوا
عندما كنت اتناول فى الفترة السابقة عملية التغيير فى بعض البوستات كان اول ما يخطر فى بالى مسمى المعارضة الارترية وكنت اقف واتأمل اسباب إخفاقاتها وظروف غيابها عن الساحة وكنت انتقدها بقسوة وكانت تلك المنشورات مصدر ازعاج للبعض . وفى الآونة الاخيرة كانت هناك بعض المظاهر السلبية فى ساحة المعارضة وصارت العملية السياسية برمتها حكر وحصر لبعض الاشخاص ، يستخدمون الفيتو ضد هذا وذاك و يقصون فلان وعلان من بعض المراكز ويتمترسون خلف اراءهم ويخلقون عدوات ومشاحنات ويقسمون القوى السياسية الى مجموعات وتكتلات ويحشدون اراي العام ضد الاخر من اجل الانتصار للذات وحظوظ النفس ، لولا لطف الله علينا فكاد القوم يخرجون لنا دكتاتوريات وهم يتبنون النضال والمقاومة ضد الدكتاتورية تناقض غريب ومثير ..
وقبل خروج المعارضة من اديس ابابا بفترة قصيرة ان الحديث عن عملية التغيير فى ارتريا انحصرت فى بعض القوى السياسية المؤطرة وبعض الاشخاص دون غيرهم ، وهذا يرجع للارث السياسي الذى توارثناه منذ الكفاح المسلح وارتباط النضال ببعض التنظيمات التى وجدناها فى الساحه منذ نعومة اظافرنا ، وبعد ان تحقق الاستقلال تحولت تلك الكيانات الى تنظيمات سياسية واعلنت مقاومة النظام ومقارعته وكان لها القدح المعلى فى تكوين جبهة وطنية عريضة تمثل اللبنة الاولى التى تعبر عن منظومة سياسية ارترية تقاوم عبر كل الوسائل ، وهذا الموقف الوطنى جعلها تحظى بالمناصرة الجماهيرية والالتفاف الشعبي ، ووجدت حاضنة قويه فى كل مدن السودان ومعسكرات اللجؤ.. وكانت تلك التنظيمات بمثابة الشوكة التى تقف فى حلق النظام ، ولاسيما ان القيادات التاريخية لجبهة التحرير بمختلف مكوناتها كانت تمثل رأس رمح المعارضة وتتصدر المشهد السياسي وتسعى لتأطير الجماهير وحشدهم ضد النظام ، مما جعل المعارضة ذات ثقل سياسي واجتماعى وذات بعد تاريخي تحظى باحترام الجميع ، بالرغم من محاولات النظام التى دأب عليها تارةً إلصاقها بقوى اقليميه وتارةً بالويانى الا انه لم يفلح على الاطلاق ... ..
وعلى صعيد اخر كان يحاول المضيف الاثيوبي اختراق صفوف المعارضة واستمالة بعض القيادات لتبنى مشروع ( الهاى ودق) لتحقيق أطماع سياسية عقيمة فى ارتريا بعد التغيير ، وهذه الاطماع كانت مكشوفة وظاهرة للعيان و لم تكن بعيدة من الاطماع السابقة لاثيوبيا الامبراطورية التى فشلت فى النيل من ارتريا بفضل قادة الثورة الارترية ومن يمثلون المعارضة الوطنية فى الوقت الراهن ، وشتان مابين اطماع اثيوبيا الامبراطورية واحلام التقراي التى تمثل اقلية فى اثيوبيا .
الا ان التقراى بالرغم من انهم أقلية الا انهم استطاعوا ان يصلوا الى سدة الحكم فى اديس ابابا وكانوا يفتقدون للخبرة ويتسمون بضيق الافق ويحملون الحقد القديم على قيادات الجبهة ذات التوجه الوطنى واصحاب المشروع التحررى .
وطيلة الفترة التى كانت تتخذ المعارضة اديس ابابا مقرا لها كانت القيادات التاريخية حائط وجدار منيع يحصن اسوار المعارضة من اى اختراق خارجى ، وبعد ان فقدنا عدد من تلك القيادات ا التى كانت تتمييز بالحنكة والفطنة السياسية وكان الجميع يضع لها حساب سقط جدار المعارضة وتهاوت الكيانات الواحد تلو الاخر ، وصارت تلك التنظيمات اللعوبة فى يد احد جنرالات التقراى المكلف بملف المعارضة الارترية وعبره استطاع نظام الويانى ان يحقق رغباته ويشق صفوف المعارضة الارترية ولو كانت لحين ..
وشكلوا كيانات تحمل مشاريع تقسيمية وكانت نواتها عناصر من اسر تحمل الولاء القديم لاثيوبيا ( الامبراطور هيلى سلاسي ) واصحاب تلك الولاءات كانوا يتمتعون بالحصانة والدعم المطلق من مكتب الجنرال ، تارة تخرج منهم اساءات تطال الثوابت الوطنية وتخرج عن سياق العمل المعارض الوطنى ولا احد يستطيع مسائلتهم وردعهم ، وكان يعتقد الجنرال وقادته ان هذه الكيانات ستحقق لهم اطماعهم فى ارتريا الغد وكانوا لا يدركون ان ما يقومون به لا يعدو سوى سياسات صبيانية غير ناضجة قد يكتبون عبرها نهايتهم من سدة الحكم وقد تتسبب فى ودأ احلامهم الزائفة وذلك بصبر اهل الحق وصمودهم امام هذه الممارسات الخبيثة ...
وجمعوا عدد من الاشخاص من بعض القوميات وشكلوا كيانات ذات مسمى قومي وهى تحمل جينات ( الهاى ودق ) وخرجت من جلباب التقراي ، تحمل شعارات سياسية زائفة ليس لها وجود فى الساحة فظهرت عبر ملتقى الحوار الوطنى وثم مؤتمر اواسا فشكلت منعطفا خطيرا للمعارضة ، وبفرض من الجنرال تقاسمت تلك الكيانات المناصب التنفيذية والتشريعية فى المجلس الوطنى تحت مبدأ المحاصصة وتقاسم السلطة ، بل كانت حصصها من العملية السياسية فى المجلس الوطنى اكبر نسبا واعلاه سلطةً من الكيانات السياسية الوطنية ذات الثقل الجماهيري ، وكانت تفرض وتملى اجندتها فى كل الجلسات من خلال اذرع الجنرال وعملاء الامس .
للاسف تلك الكيانات الغير مجهرية صارت تحتكر عملية التغيير بإتكائها على الحفنات التى يقدمها النظام الاثيوبي بداعى دعم المعارضة . وثم تتصدر المشهد وتقزم القيادات التاريخية وتتطاول علي رموز الثورة الارترية وتنال منهم بدفع وحصانة ودعم كامل من مكتب الجنرال .
الا ان المضيف الاثيوبي تحول الى وسيط وثم راعى للمعارضة وتجاوز الاعراف الدبلوماسية وصار يتدخل فى امور المعارضة الارترية موجها وناصحا وامرا لها وفى بعض الاحيان يشترط عليها ويملى علي قياداتها ،،، وصار الحل والعقد بيد الجنرال دون غيره وسلبت ارادة التنظيمات السياسية التى كانت تقييم فى اديس ابابا ، فظلت الكيانات الوطنية مابين مطرقة الهقدف وسندان الويانى وتكتمل الحلقة باستغلال البعض لتلك الظروف بحنق الكيانات الوطنية واستخدام الفيتو وحكر العمل الجماعى وإعطائه الصفة الشخصية ومصادرة القرار السياسي ،،،،
عندما كنا نكتب ونتحدث بقسوة عن المعارضة ونعكس تلك الظروف والمواقف فى تلك الفترة ، للاسف الكثير منا كان ينظر الينا وكأننا طابور خامس ( خوارج) متمردين وغير ذلك ويصفنا البعض بصغار السن وفهمنا للسياسية سطحى ويمارس علينا الاستاذية....
الان وبعد انجلاء الساحه من تلك الكيانات وابواقها بخروج المعارضة من اديس ابابا ، يجب ان نقوم باعادة النظر فى بعض المواقف ونعيد قراءتنا للساحة بشكل صحيح بعيدا عن العاطفة والمجاملات الاجتماعيه .
فان الهدف كان من تلك الكتابات ليس الكسب الشخصى او النيل من بعض الاشخاص بقدر ما كان خط وتوجه رسمته لنفسي من اجل كشف وتعرية تلك الكيانات المجهرية ومقاومة المشروع التقرواى الذى سلبنا ارادتنا السياسية عبر تمثيل بعض الاشخاص لمكوناتنا الثقافية والاجتماعية وتوظيفهم فى هذا السياق..
وما كنا نعيبه على قياداتنا التاريخية كانت تعطيهم الغطاء الشرعى وتجعلهم يتدثرون بثوب الوطنية عبر مشروعية التغيير .. قد تكون هناك ظروف ومبررات وعوامل اخرى تجعلهم يتنازلون ويمررون بعض الأشياء التى قد لاتؤثر كثيرا على المسيرة الوطنية الا انها كانت خصما على شخوصهم وتنال من نضالاتهم وتضحياتهم الوطنية ، وللاسف فى بعض الاحيان مقابل هذا الصمت كانوا يدفعون ثمانا باهظا امام جماهيرهم التنظيمية ، وكان يتصور البعض ان تلك القيادات استسلمت ورضخت لعدوا الامس وصاروا مجرد شخصيات تاريخية انتهت صلاحيتها ولم تعد تفعل شيء فى الوقت الحاضر وتم استهلاكها من قبل النظام الاثيوبي .
وبعد مرور عام على خروج المعارضة من اديس ابابا ما الذى تغيير ؟؟
نعم هناك متغيرات كثيرة وصارت الساحة لارترية مكشوفة للجميع وتلاشت وذابت بعض الكيانات المجهرية وانذوت مع حكام اثيوبيا الامس وغادرت اديس ابابا الى مناطق التقراى ولم تعد قائمة تحت راية المعارضة الارترية ، للاسف كانت تتوهم انها قوى سياسية ضاربة بحكم امر الواقع الاثيوبي ولا احد يستطيع القفز عليها .
بعد مرور عام من مغادرة اديس ماكنا نحذر منه قياداتنا وكياناتنا الوطنية من عواقب ذلك الصمت ها نحن نعيشه اليوم واقعا سياسيا مزرى وها نحن ندفع ثمن تلك الممارسات الخاطئة ودخلنا مرحلة الجمود السياسي ..
فان النقد القاسي الذى كنا نمارسه فى حق المعارضة الارترية بغض النظر عما يختلف ويتفق معنا كان القصد منه الخروج المشرف من المستنقع الاثيوبي وتسجيل موقف سياسي وانتصارا لإرادة شعب لم ينكسر قط امام كل الطغاة ...
بكل صدق و امانة هذا النوع من الكتابات جلب لى الكثير من العداء والخصوم وقاطعنى البعض ، وكنت ادرك منذ الوهلة الاولى ان الثمن باهظ مقابل هذه الكتابات ، لان مجتمعنا الارتري لم يصل بعد الى مرحلة تقبل الراى الاخر واحترام الراى ،،، خياراتنا اما معى واما ضدى ........
الا اننى اخترت ذلك خطاً تحريريا وفقا لقناعاتى الشخصية بعيدا عن الاملاء والتزيف والمجاملات ..
اما الآن وبعد هذه التحولات والمتغيرات إعتقد نحن فى حاجه لتوجه اخر ومسار اخر ...
ساقف فى البوست القادم على تلك المتغييرات والتحولات وماهو المطلوب منا حيالها ..
اذا مدى الله فى الاعمار .
اسف على الاطالة ولكم العتبي حتى ترضوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق