08‏/05‏/2016

المعارضة الارترية والخيار الصعب (6)

بقلم/ محمد امان ابراهيم انجبا
المحطة الرابعة :
الشباب الارترى والحركات الشبابية والدور المفقود :
اذا اردت ان تتعرف على قوة الشعوب وضعفها انظر الى شبابها ، وقد استوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب خيرا.
عندما نقف على وضع المعارضة وضعفها نجد الشباب غائبا عن الساحة وترك فراغا كبيرا . ان الحقوق تنتزع لا تمنح ولا تهدى من يطلب القيادة عليه ان يتقدم الصفوف.
ان الحراك الشبابي الارترى الذى ولد فى المهجر مؤخرا كان يمثل تيارا قويا وقام بكثير من المناشط والفعاليات التى عجز عن فعلها التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى الا ان هذا الحراك ولد ميتا ولم يستطيع الشباب الارترى تأطير نفسه بشكل جيد ليحافظ على بقاءه فى الساحه ، ولم يجد الشباب إطارا سياسيا يستوعبهم ويلبي رغباتهم ، فخاض الشباب محاولات كثيرة فى الاوانه الاخير وقام بتدشين حركات شبابية تعبر عن تطلعاتهم ولكنها لم تستوعب طاقاتهم فكانت تلك الخطوة اندفاعية دون رؤية واضحة ، ولم تستطيع تلك الحركات ان تتجاوز مرحلة الانطلاقة والتاسيس ولم تواكب متطلبات المرحلة ولم يسجل الشباب عبرها حضورا مميزا فى الساحة بالرغم من مرور عدة سنوات على تاسيسها ، وظلت تلك الحركات فارغة فى محتواها الشبابي والسياسي ، وان معظم الحراك الشبابي ظل محصورا على صفحات التواصل الاجتماعى ، فليس له وجود فى الواقع ، وان بعض الخلافات البينية بين الشباب ادى الى موت الحراك الخجول الذى كان يتسم به الفضاء الاسفيرية ، وان العطاء صار يقاس بعدد البوستات الاستعراضية المشبعة بالاثارة والفتن!!!!
ان الحراك الشبابي الموجود فى الساحة لم يكن على مستوى التحدي ، وان الحركات الشبابية التى انطلقت هنا وهناك صارت تاخذ طابعا اشبه بنمط التنظيمات السياسية الارترية وكثير منها اختصر نشاطه فى احياء بعض المناسبات الوطنية باقامة الحفلات وهذه المناشط صارت تتكرر دون جدوى. ولم يستطيع الشباب الخروج عن المألوف وابتكار وسائل وادوات حديثة تساهم فى عملية التغيير ، وان بعض الشباب الذى كان يعول عليه توارى من الساحة وانكفأ على الذات وانشغل بحياته اليومية وتفاصيلها .
تعطلت المسيرات وتوقفت المظاهرات واصبحنا نتوه بين القروبات وغاب عنا الهدف وضاعت البوصلة وافتقدنا للرؤية ومساهماتنا فى المبادرات صارت خجولة واهتمامنا بقضايا الاخرين صار اكبر، وصرنا ندمع ونبكى على جرح الاخرين وتناسينا جرحنا الذى ينزف ، صارت الغربة موطننا واللجؤء غايتنا والعجز عنواننا.
ذبنا فى مجتمعات وانغمسنا فى هويات وخوضنا رحلة الموت عبر المحيطات والانتماء للوطن صار عيبا ونمارسه باستحياء وسلاحنا صار الكبيورت وخلافنا صار اعمق ، لاشيء يجمعنا سوى العصبيات القبلية والمناطقية والانتماءات الحزبية والتنظيمية ونهدر اوقاتنا فى حروب ورقية لا تتصل بالقضية ....
كلنا نتحمل هذا القصور الذى يسود الساحة ونحن المسؤولون من هذا الوضع المتردئ وما ألت اليه الامور فى معسكر المعارضة لم نستطيع ان نكون ادوات ضغط على المعارضة السياسية ولم نقدم الدعم والسند لها ونتفاخر بالماضى ونضخم الذات ..
فان المحاسبة تبدأ من الذات علينا ان نجلس امام المراة ونقف مع انفسنا ونحاسبها ماذا قدمنا للوطن وماهى موقفنا حيال القضايا الجارية وماذا يجب علينا فعله من اجل تغيير الوضع القائم؟ هل كتاباتنا تساهم فى تخفيف معاناتنا ام هى مصدر احباط ويئس؟ هل نحن نكتب من اجل غاية وهدف ام اننا نمارس ذلك ولا ندرى ماذا نفعل؟ هل نحن نكتب من اجل اصلاح المجتمع ام هدمه؟. هل واجبنا ينحصر فى كتابة بوستات واستعراض اقلامنا ام هناك دور يجب ان نفعله؟ ماهى غايتنا من عملية التغيير وكيف نساهم في ذلك وهل لدينا استعداد من اجل ذلك؟.
ان مسؤولية تنشيط الساحه ودفعها يقع على عاتقنا كشباب مستنير ويجب ان نلعب الدور الايجابي من اجل تحقيق التغيير المنشود ، والدور المنتظر منا اكبر مما نحن عليه الان ، واللوم يقع علينا جميعا دون استثناء ، حقا نحتاج الى صحوة ضمير حتى ننهض بالساحة من الجمود الذى اصابها .
فى تقديرى هناك بعض الاسباب التى غيبت الشباب من الساحة وهى كالتالى :
* عدم وجود نموذج سياسي قيادى يقتدى به .
* استهلاك واستغلال الشباب وعدم اتاحة الفرصة لتتابع الاجيال ووراثة العمل السياسي .
* استعباد الشباب من قبل النظام وطمس هويتهم وتجهيلهم وانهاكهم فى حروب عبثية .
* الانتماء السياسي والعبئ التنظيمي اثقل كاهل بعض الشباب وحال بينه وبين الاخريين .
* قلة الخبرة وعدم التجربة والابتعاد عن الوطن وعدم الممارسة السياسية فى الواقع.
*كثرة الواجهات السياسية وتعددها الغير موضوعى أدى للعزوف عنها .
* التربية على طاعة القيادات والتقرب منهم لكسب الولاء جعل الشباب اتكاليين وغير قادرين على تحمل االمسؤولية وتبنى القضية .
*الخلافات البينية بين بعض الشباب المتصدر للعمل ادى الى الجمود.
*المبادرات الفردية الغير مدروسة وارغام الاخريين للتعاطى معها ادى الى الجمود.
* وجود بعض المنتسبين للقوة السياسية فى وسائل التواصل وفتح معارك حزبية والدفاع المستميت فى سبيل اثبات الافضلية الحزبية ادى الى موت الساحه .
* الانانية وحب الظهور واحتكار العمل ادى الى الجمود.
* تفشي ظاهرة الانتماءات القبلية والمناطقية ادى الى الانكماش.
للخروج من الوضع الراهن المطلوب :
* تبنى مبادرة تهدف لجمع شمل الشباب .باجراء مصالحة عامة لا تستثنى احد وطي صفحة الخلافات.
*الخروج من شرنقة الولاء التنظيمى والحزبي ونبذ النعرات القبلية والانتماءات المناطقية.
* اقامة سمينارات شبابية بدعم ذاتى بعيدا عن تاثير القوة السياسية بهدف الاستنهاض.
* تطوير الكيانات الشبابية القائمة ، فاذا تعذر البحث عن اقامة بديل يلبي تطلعات الشباب .
* خلق رؤية شبابية خالصة تساهم فى نهوض الساحة ودفعها الى الافضل.
*تاجيل الخلافات الثانوية والالتفاف حول القضايا المصيرية .
*توجيه الاقلام لخدمة التغيير وتحفيز الناشطين بكتابة بوستات. الابتعاد عن الاثارة والفتن.
* القيام بتاسيس منظمات مدنية وانسانية شبابية فى المناطق التى يحظر فيها النشاط السياسي حتى يساهم الاخوة فى الشرق الاوسط فى تخفيف معاناة اهلنا فى المعسكرات .
* تبنى مبادرات فى الاطار الانسانى والسياسي وان تكون قابلة للتنفيذ وتخدم عملية التغيير وتشجيع وتحفيز من يقوم بذلك..
*المشاركة والحضور والتفاعل فى المظاهرات والمناشط التى تساهم فى عملية التغيير .
* التاثير الايجابي على الواقع المحيط بنا، واقناع من حولنا باهمية عملية التغيير.
*اقامة المسابقات والبرامج التى من شأنها تعمق الانتماء للوطن وتساعد فى التمسك بالهوية.
*تحفيز الاخوات وتشجيعهن لتفجير طاقاتهن بجوار الشباب ومنحهم الثقة والمساهمة فى صونهن من التحرش .
هذه بعض المقترحات التى استطعت ان اسطرها فى نقاط لعلها تكون مفتاحا لمبادرات شبابية تنطلق من فضاءنا الازرق وبقية الوسائل وتساهم فى تفعيل الساحة واعادة الروح اليها ، وهناك بعض الشباب يستطيع ان يساهم فى بلورة الساحة الشبابية بشكل افضل ونتمنى ان لا يبخل علينا ، بالفعل لدينا طاقات شبابية هائلة وكوادر متقدمة تستطيع ان تتحمل المسؤولية وتتبنى القضية لا ينقصنا شيء سوى الارادة والعزيمة .
.............. ماضاع حق وراءه مطالب ............

ليست هناك تعليقات: