10‏/12‏/2012

لإئتلاف الوطنى الإرتري المسار والرؤى



إن العمل الإنسانى بمختلف مسمياته وأنشطته ومجالاته يعتمد على فن المشاركة مع الأخر الذى يحمل نفس الرؤى والملامح والتفكير وقد يصل حد التطابق فى الوسيلة والطريقة، هذا فى الجوانب الإنسانية الحياتية العادية التى تستوجب قدراً معقولاً من التعاون والتشارك ، لكن العمل فى السياسية  يستدعى التوافق الفكرى والنظرى فى البرامج والرؤى لحلحلة القضايا ووضع الخطط وسن القوانين .

 وقد نبعت وتبلورت فكرة العمل المكونة لهذا الإئتلاف من ملتقى الحوار الوطنى حيث كان الملتقى  النواة التى بُنيت عليه الفكرة ومرجعها التوجس السائد فى جبهة المعارضة من الأخر وإهتزاز عامل الثقة. وعلو المصالح الحزبية والشخصية على المصالح العليا لشعبنا ووطننا، بل تجاوزت حد فقدان التوازن فى كثير من حالات التعاطى السياسى حتى أضحت تلكم الممارسات مهدداً لوحدة الوطن أرضاً وشعباً! فأستدعت تلك الظروف  لبداية حوارات ونقاشات جادة بين الحادبين على الوطن وشعبه فبدأت سلسلة من اللقاءات تُوجت أخير لتكوين هذا الكيان (الإئتلاف الوطنى الإرترى).
وقبل الخوض فى ماهية الإئتلاف الوطنى ومكنونه هدفاً، ومقصداً ،ووسيلة، ومكونات، نطرح بعضاً منما قد يدور فى فى خٌلد المواطن الإرترى من تساؤلات وإستفسارات ووقفات علنا نكون قد أسهمنا فى الجانب التنويرى والتوعوى للمواطن، ليكون على علمٍ ومعرفة لصيقة على أى تطوراٍ ينشأ فى جبهة المعارضة .ليتحمل بعدها المواطن المسؤولية التاريخية وينهض من غفوته ويكون بالمرصاد لكل من تصول له نفسه للمساس بأمننا الوطنى مُمثلاً فى سيادته الوطنية لدولتنا فى أركانها التى  ثبتت بجماجم الشهداء! وللسلم الأهلى الذى نسجه أجدادنا بمداد من عبق التاريخ الزاهى!
فالكيان هذا هو منكم وإليكم ويحمل فى جعبته حزمة من معطيات الإنقاذ!! فهوإذاً بمثابة رسالة لشعبنا الصابر المناضل ليكون حضوراً فى قضاياه عاملاً وفاعلاً فيها لا متفرجاً ومنتظراً!!
وقد تُطرح كثير من التساؤلات عن قيام هذا الإئتلاف وما هو جدوى قيامه فى هذا التوقيت بالذات ؟وماسر إختلافه وتميزه عن التشكيلات السياسية التى تعج بها الساحة حتى يُعلن عن نفسه فى وضح النهار ؟ ثم ما هو موقف قيادته وعضويته من المجلس الوطنى ؟
والإجابة على ما قد تُطرح من تساؤلات وإستفسارات نرد  أن الإئتلاف يتكون من تنظيمات سياسية تمارس نشاطها السياسى فى جبهة المعارضة ولا يضم الإئتلاف أى كيان سياسى جديد البتة وقيادته منتشرة فى كل ركنٍ بجبهة المعارضة حيث منهم  أعضاء بالمجلس الوطنى وقيادات ذات تاريخ نضالى.
 عليه فالإئتلاف ميلاده نتج لأن هنالك همُ مشترك بين مجموعة من الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى وشخصيات ناشطة مصدره الحرص على سلامة المسيرة الوطنية من الإختراق والحفاظ على ما تحقق من مكتسب.
فنشأت فكرة تشكيل هذا الكيان ليُعزز ويقوى شوكة الداعين للحفاظ على المكتسبات الوطنية عبر صيانة القرار الوطنى من الإرتهان، وهو المحور الرئيس لإنطلاق فكرة تكوين الإئتلاف مع وجود عوامل أخرى ذات أبعاد إستراتيجية تخدم المصالح العليا للوطن والشعب.
وعنما يتميز به الإئتلاف الوطنى عن سواه من التشكيلات هو أنه يسعى لتعزيز روح الوحدة الوطنية وتوحيد الخطاب الوطنى حيث أن الساحة السياسية اليوم منقسمة بين ثقافتين وتيارين وكأننا شعبين فى دولة واحدة!! فليس هنالك أى ربط بين الخطاب السياسى بينهما فالذين يتحدثون التجرنية فى واد والذين يتحدثون العربية فى وادٍ أخر وهنا يكمن الخطر حيث أن هكذا وضع يفقدنا حساً وطنياً واحداً  مما يترتب على ذلك إنعدام الحلول التوفيقية بين أبناء الوطن فى حالات الإختلاف فى الرؤى، فضلاً عن الإختلاف الجوهرى فى البناء المؤسسى لدولة المؤسسات التى نسعى لبناءها فى إرتريا. عليه فإن الإئتلاف يسعى وبقوة لمعالجة هذا الإشكال إبتداءاً من مكوناته التى تضم كل التكوينات الإرترية وبرامجه وخططه الموضوعة التى صيغت مستوعبةً هذه الإشكالات ، ولا نقول أن الإئتلاف هو الوحيد فى الساحة من يحمل هذا الهم وتلك الرؤية  فهنالك كيانات سياسية تعمل فى توحيد الخطاب ومشكورة عليه لكن الإئتلاف هنا مختلف لضمه أكثر من كيان وفكرة وهو سر تميزه!
أما عن موقفه من المجلس الوطنى فالمجلس هو الكيان الوطنى الجامع وصاحب الشرعية الوطنية على الأقل فى الوقت الراهن وهنالك أعضاء  فى المجلس من قيادات الإئتلاف  مع وجود بعضاً من التحفظات على ما يحدث فى المجلس من ممارسات ودور الإئتلاف هو النصح بُغية تطوير الأداء والإصلاح!
وتمليكاً للمعلومة نذكرأسماء الكيانات المكونة لهذا الإئتلاف وهى على النحو التالى :-
الحركة الديمقراطية المتحدة.
حزب المؤتمر الإرتري القيادة الجماعية.
الحركة الإرترية للتغيير الديمقراطي.
الحزب الإرتري للسلام والديمقراطية.
الجبهة الوطنية الديمقراطية الإرترية ( جوده ).
ومن منظمات المجتمع المدنى:
الشبكة الإرترية للحوار الوطنى.
وشخصيات وطنية وإعلامية .
ولتعميم الفائدة نوضح للقارىء الكريم أبرز الأهداف التى يرتكز عليها الإئتلاف والقضايا التى يحاول وضع خطط عمل للتصدى لها.
ومن أبرز تلك الأهدف:
1- العمل على إسقاط النظام القمعى القائم فى أرتريا بكل الوسائل النضالية المتاحة.
2- الحفاظ على  السيادة الوطنية وهوالمنطلق الرئيس الجامع للقوى المكونة لهذا الإئتلاف.
3- صيانة القرار الوطنى من الإرتهان.
4- محاربة كل أشكال التمييز الطائفى والمناطقى بين المكونات الإرترية.
5- بناء دولة المؤسسات التى تؤمن بمبدأ العدالة والمساواة بين جميع الموطنين.
6- تأطير وتنظيم مختلف الجهود الوطنية لخدمة القضايا المصيرية.
7- خلق علاقات متوازنة مع كافة الدول والمنظمات التى تساند حقوق شعبنا الإرترى.
8- توسيع قاعد الإئتلاف لتشمل كل القوى الوطنية والشخصيات التى تتفق معنا فى  الثوابت الوطنية.
أما أبرز القضايا التى سوف يحاول الإئتلاف التصدى لها وبلورتها هى:
1- محاربة الإتجار بالإنسانى الإرترى .
إن ما يُمارس فى الشباب الإرترى الهارب من جحيم أفورقى وزبانيته لهو أمر موجع ومؤلم ! من بيع لأعضائه البشرية أو إبتزاز أهله بدفع فدية! لهو عمل شنيع وقاس عليه فهذه القضية قد أخذت مساحة من النقاش والتحليل والنظر وعزمت القيادات المشكلة لهذا الإئتلاف تسليط الضوء على هذه القضية وتحريكها لتكون قضية رأى عام وطنى ومن ثم يتم طرحها على المنظمات الحقوقية والإنسانية بغرض إيقاف هذا التجنى والإبتزاز للإنسان الإرترى الغالى .
2- توحيد الخطاب الإعلامى ببذل الجهود مع العاملين فى هذا الحقل من الكتاب ومحررى المواقع ومديرى المنتديات.
إن الإئتلاف ولأهمية الخطاب الإعلامى الوطنى الموجه يركز وبشكل أساسى على توحيد الخطاب الإعلامى السليم والمعافى والعمل على جمعه وتشكيله والإهتمام بقضايا النشر وسيتم ذلك  بوضع خطط ورؤى بإشراك العاملين فى الحقل والناشطين فيه وذلك لخدمة القضايا الوطنية ذات الإهتمام المشترك.
فى الختام نناشد كل القوى الوطنية  بمختلف توجهاتها العمل على تسريع عجلة إسقاط النظام  عبر الإلتزام بلغة الحوار وتقليب المصالح العليا لشعبنا الإرترى على مصالحها الحزبية.......................................


النصر للشعب الإرتري الأبي
المجد للشهداء.

الائتلاف الوطني الارتري
مكتب الإعلام

ليست هناك تعليقات: