بقلم / رمضان محمد
كثيراً ما تفيد الكتابات الناقدة تبصيراً وتوجيهاً وتنويراً هذا على مستوى الأعمال العادية وفى حال ملتقى الحوار الوطنى كانت الكتابات النقدية محط إهتمام ومتابعة من كثيرين لما كان لملتقى الحوار الوطنى من أهمية تاريخية ومحطة وطنية تفترض الأمانة والصدق فى التناول خاصةً لأن الحادب هو من يكتب بكل أمانة وصدق دون مجاملة ً لأن القضايا الوطنية يعاب فيها التودد...
وبناءاً على تلك الخلفية تابعت سلسلة نجل الشهيد من بدايتها ولم تمر حلقة دون قراءتها حيث كان فى إعتقادى أن من ولد من أصلاب الشهداء الذين مهدوا لنا طريق الحرية بدمائهم وأشلائهم لايخرج من أصلابهم غير ما هو وطنى وشريف! لكن ما نشره نجل الشهيد لايمت للشهداء بصلة ولايشبههم مطلقاً.
والسلسة فى تقديرى خلت من أى موجهات عامة وليس لها هدف ولاتحمل رؤية محددة وفوق ذلك لاتحمل أى معنى للحياد فى القضايا الجوهرية والغريب أن صاحب السلسة يخلط الحابل بالنابل والغص بالثمين كأنه لايكتب للرأى العام .
وإذا حاولت عزيزى القارىء الرجوع لتلك المقالات تجدأن كل ما ذهبت إليه صحيحاً وفوق ذلك أن هذه السلسلة ظهرت مع ملتقى الحوار الوطنى والتوقيت يحتاج الى وقفة !!
لماذا هذا التوقيت بالذات ؟؟
هل قضايانا الوطنية بدأت مع ملتقى الحوار مع أن الملتقى يعتبر محطة وخطوة نبدأ بها معالجة إشكالاتنا الوطنية وليست بداية لمشكلاتنا كما يصورها صاحب السلسلة وأظهر فيها كأنه الحادب على الوطن وشعبه وأرضه وكل هذه الفترة كان غائباً عن أحزان شعبنا وعذاباته !
وكل هذا التناول رغم الإشكاليات والتناقضات التى ظهرت به سلسلاته لكن السلسلة رقم (9) بدأ فيها صاحب السلسة بلهجة ترهيب وتخوين كل من يعارض النظام الكهنوتى فى إرتريا.
ويهدد بأن القانون سوف يطال من يحملون جوازات الدول الأخرى الذين شاركوا بالتحديد فى ملتقى الحوار الوطنى أو الذين يعارضون النظام بحجة أنهم يعملون على التدخل فى شؤون دولٍ أخرى .
تخيلوا هذه المهزلة التى وقع فيها نجل الشهيد و نسى أو تناسى بأن القضية الحقة هى التى تمهر بالدماء الغالية وبصنوف من الإعتقال والتعذيب هى قضايا الشعوب الحية يضمخها الأحرار بكل غالٍ ونفيس ويخزل لها الجبناء !!
ولايعرف صاحب السلسة بأن المسيرة النضالية وصدق الشرفاء فيها لايظهر إلا فى المواقف التى تستدعى التضحية والفداء !!!!
وعبر تلك التضحيات تحيا الشعوب وتنتصر هذا ما تعلمناه من جيل الشهداء وعليه تربينا
فماذا ياتُرى تعلم نجل الشهيد من أسلافه غير القيم العليا والمثل لكنه يبدو أنه لم يتعلم دروس التضحية بعد!!!
لكننا نقول لصاحب السلسلة أو من هم على شاكلته أن حقوق الشعوب لن تضيع عن طريق التخويف والترهيب أو التخزيل وأن الشعوب لها من يضحى بالغالى والنفيس لها وإن وصفت قوة الشعوب بالضعف حيناً فسرعان ما تعود لها القوة والمنعة لأن الشعوب حبلى بالرجال القادة !!!
وينبغى على الوطنين الشرفاء أن يكتبوا برؤية وطنية حقة فى تناولهم للقضايا الوطنية ناقدين كل السلبيات ومقدمين حلولاً ومقترحاتٍ لها وذلك فى مجمل القضايا الوطنية لا أن يكتبوا دون هدىءٍ أو بصيرة وطنية! .
وفى الختام أقدم إعتذارى للقارئ الكريم على أن مشاركتى هذه المرة جاءت فى الرد على نجل الشهيد وإننى وبصدق أترفع كثيراً عن الردود الشخصية ،لكن لهجة التخويف والتخوين التى مارسها فى حلقته التاسعة كانت سبباً فى الرد على نجل الشهيد حتى يعلم أن زمن السكوت قد ولى بلارجعة،
وأن مرحلة إزاحة الأقنعة عن العملاء والمتاجرين بحق الوطن وشعبه قد بدأ !
وأن نهاية مسلسل الطغاة قد أشرف على النهاية حينها فليبحث أصحاب الأقلام المأجورة عن مخبأ من لعنة شعوبهم ولعنة التاريخ !!
وإن غداً لناظره قريب ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق