21‏/02‏/2014

لماذا نحاول تعليق الفشل على الاخريين ؟

      قبل الخوض فى الموضوع  اود ان اوضح للجميع ان حزب الشعب الديمقراطى الارترى له قيادته التى
تمثله واعضاءه الذين ينتسبون اليه فهم اولى بالدفاع  والزود عن حزبهم  ، وما دفعنى لكتابة هذا المقال  دفاعا عن القناعات والمبادئ التى اعتنقها والمتمثلة فى التالى :
جميع القوة السياسيه الارتريه لها الحق فى إتخاذ القرار الذى تراه مناسبا على حسب رؤيتها وقناعاتها طالما لم تمس سيادة الوطن . ولا احد يستطيع  مصادرة هذا الحق باى حال من الاحوال وتحت اى ظرف من الظروف، فكلنا نبحث عن الحقيقه ولا احد يمتلك الحقيقه المطلقة . فكل القوة السياسيه
الارتريه المعارضة يجب ان نحترمها مهما اختلفنا معها فى الرؤيه والطرح  .
 كنا نتمنى ان تصل المعارضة الارترية الى رؤية موحدة ومشتركة ولكن اذا تعذر الامر فليمضى كلا بطريقته الى اسمرا ، وهذا لا يعنى نحن فى حالة حرب مع من يختلف معنا فى الرؤيه والمسار الذى نود ان نسلكه من اجل التغيير ، فيجب ان نحترم الاخر طالما  يسعى من اجل تحقيق ذات الغاية . 

فان الحملة المسعورة التى يشنها البعض ضد حزب الشعب استوقفتنى كثيرا  فكنت اتمنى ان تكون ضد النظام  الدكتاتورى . فان هذه الاجواء تعيدنا الى ما قبل مؤتمر اواسا عندما ابدى الحزب رأيه فى اللجنة التحضيريه  ورفض المشاركة فكان الهجوم  حادا عليه. اعتقد ان انسحاب الحزب من الحوارات التى جرت باديس ابابا لم تكون النهاية  ولا اعتقد الامر يصل الى درجة التكفير ، فنحن مازلنا فى البدايات ولم نصل الى درجة الردة والانكفاء عن التغيير ، فما يجرى فى اديس ابابا  يلفه الغياب التام للشفافيه والوضوح .  وطالما الامر كذلك لماذا نمارس الإقصاء السياسي ؟!! . فان الاجواء السياسيه باديس ابابا ملبدة بالغيوم  والغموض وتداخلت المصالح الحزبيه والتنظيمية ، فلم نستطيع ان نصل للحقيقه وسط هذه الاجواء !!
وما يسود الساحه فى الوقت الراهن جعلنى اتأمل مستقبلنا السياسي الارترى وما ستؤول اليه الامور اذا ما سقط النظام القائم ، لأن وضع المعارضة الارتريه  خارج الوطن ليس باحسن حال مما هو عليه الحال داخل الوطن...
لا ندرى ما الذى يجرى  فى فضاء  اديس ابابا  ولا نعرف ماهى تفاصيل  الحوارات؟؟ لقد اطلعنا فى الايام السابقة على بيان مقتضب من القوة السياسيه الارتريه ووضحت  فيها انها ترغب فى انشاء مظلة جامعة وقامت بتمديد الفترة الزمنية للمؤتمر الوطنى الثانى  حتى يتسنى للقوة التى خارج المجلس الوطنى للمشاركة  فيه . للاسف لم يكن هناك تنسيق بين القوة السياسيه والمجلس الوطنى  بخصوص التمديد ، حين قام المجلس الوطنى  بتدشين اللجنة التحضيريه دون ان ينتظر نتائج حوارات القوة السياسيه التى كانت تجرى بالقرب من مقره باديس ابابا ..
لقد  ورد فى نهاية البيان  الذى صدر عن القوة السياسيه اعتذار المدعوا قرناليوس من الاساءة التى وجهها للقائد الرمز الشهيد  حامد ادريس عواتى مما يشير انها قبلت الاعتذار وبذلك شاركت حركة الكوناما فى هذه الحوارات .. وللاسف البيان لم يوضح المسار والشكل الذى اتخذه الحوار حتى نصل الى نقطة الانسحاب فلذا يكتنفه الغموض ولم نعرف ما دار  خلف الكواليس سوى التسريبات التى نطلع عليها هنا وهناك!؟ وهذا ما جعل الساحه فى حالة ارتباك وخلط .
اعتقد ان من ينتسبون الى الاحزاب التى شاركت فى هذه الحوارات  يقومون بواجبهم نيابة عن قياداتهم باديس ابابا !! فالكثير منهم  فقد الصواب ووصل الى درجة الاتهام والتخوين ورمى العمالة للاخر ... 
اعتقد نحن نمر بظرف استثنائ لا يقبل فيه الرأى الاخر وتتم  فيه مصادرة جميع الحقوق السياسيه تحت رغبة الوحدة ولم الشمل!!
استفهامات تحاصرنى :من الذى قبل اعتذار  قرناليوس وماهى الكيفية؟  من الذى أجبر القوة السياسيه الارتريه لكى تتخلى عن التحالف الذى كانت تتمسك به ورفضت التنازل عنه لصالح المجلس الوطنى؟ للاسف عندما انتقد الاستاذ عمر جابر وجود رأسين للمعارضة قامت الدنيا ولم تقعد ، بالرغم من ان دعوته كانت تصب لصالح المجلس الوطنى .
لماذا لم تقوم قيادات التحالف بهدم التحالف لصالح المجلس بمحض ارادتها طالما كل هذه القوة السياسيه مشاركة فى المجلس عبر المحاصصة  الحزبيه ؟ لمصلحة مين التمسك بكيان التحالف ؟؟

فان الهجوم الذى يتعرض له حزب الشعب لم تكون بعيدة عن تلك الأجواء ، ولا اعتقد انها تؤدى الى نتيجه سوى الدخول فى نفق مظلم  وطويل ، وهذه الهجمة فى تقديرى هى نوع من الارهاب السياسي ومصادرة للحقوق فلذا نرفضها رفضاً قاطعا ولا نقبلها  فى الساحه بدعوى التغيير ، مهما اختلفنا معهم هذا لا يجعلنا نذهب الى درجة الاتهام والتخوين والاساءة .  وانا شخصيا لدى وجهة نظر فى هذا الحزب وهذا لا يمنع احترم رؤيتهم واقدر وجودهم فى صف المعارضة الارتريه ..
هل هذه الهجمة الشرسه لمصلحة التغيير؟ اذا افترضنا ان حزب الشعب  يقوم بعرقلة عمل المعارضة الارتريه فاين الاغلبية  (40 حزبا وتنظيما سياسيا) وما دورهم فى الساحه من اجل التغيير ؟ 
فهل حزب الشعب يمتلك القدرة والقوة فى تعطيل وإملاء إرادته على جميع هذه القوة؟  فاذا كانت الصورة هكذا فنحن حقا نحتاج الى مراجعة وقراءة جديدة لساحه المعارضة الارتريه ؟ وبالفعل سنحتاج الى قوة حزب الشعب الخارقة لكى يسقط لنا الهقدف فى اسمرا طالما استطاع  ان يعرقل عددا من الاحزاب الارتريه التى تسعى للتغيير .
فان التهويل  الزائد والنفخ  المسوم الذى يمارس ضد  حزب الشعب لن يخدم التغيير .
يجب علينا ان نمتثل الى المنطق السليم وان نبتعد عن العواطف الحزبيه والميولات السياسيه الضيقه فان هذه الاساليب والممارسات لن توصلنا الى نهاية حميدة ولن تساعدنا فى تحقيق الغاية التى نسعى اليها !!!  الم يكن حق الانسحاب مكفول للاخريين فى سبيل ما يرونه ؟ هل ضاقت الساحه لهذه الدرجة حتى لا نتقبل رؤية الاخريين اذا كانت لديهم تحفظات او وصل بهم الامر الى مغادرة الطاولة؟. لماذا نلجأ الى نبرة التخوين والاتهام ؟؟
مفهوم معى او ضدى للاسف الشديد مازال سائدا فى الساحه ولم نتجاوزه حتى الآن..
فاذا غادر حزب الشعب المظلة المرتقبة هل ستحقق بقية المعارضة التغيير المنشود؟ فلماذ البكاء على مغادرة حزب الشعب طالما ليس لديه تأثير؟ فان حزب الشعب لم يكن جزء من  المجلس والتحالف فى الفترة السابقه فماذا حققت المعارضة طيلة غيابه ؟ كانت هناك خلافات  فى المجلس الوطنى للتغيير فمن الذى افتعلها هل حزب الشعب الديمقراطى الارترى ؟!!!!!!!!!!!!
نسال الله ان يؤالف بين القلوب ويجمع بين الافئدة حول مائدةٍ وطنية جامعة ودسمة  ...
بقلم/ محمد امان ابراهيم انجابا

هناك تعليق واحد:

كشف تسربات يقول...

معظم البشر تعلق اخطاؤها على الاخرين