19‏/02‏/2014

من وحى غرفة البالتوك


مدخل:
لقد كانت بالامس امسية هادئه وجميلة واكثر من رائعه بغرفة البالتوك بالمنتدى الارترى للتغيير وتجاوز عدد الحضور الثلاثين شخص ، وكان عدد المتداخلين لاباس به وتميز بالتنوع والوعى وكان الحوار شيقا وجادا وبناءا واتسم بالتوازن فى الطرح والواقعيه والموضوعية فى التناول وبرغم الهدؤا الذى اتسم به الا انه كان نوعا ما ساخنًا بين الطرفين (الناطقين بالعربيه والتقرنيجيه) واستمر النقاش لساعات متاخرة من الليل .

فى الوقت الراهن بالرغم من نحن فى حاجه الى تلطيف الاجواء واعادة الثقة بين المجتمع الارترى الذى اكتوى ومازال يكتوى جراء ممارسة الهقدف التى تركت شرخا وهوة بين ابناء الشعب الارترى . الا انه كان من الضرورى ان نتوقف على وصف وتصنيف النظام القائم من اجل الولوج الى الحلول والمساهمة فى تغيير الوضع القائم فى ارتريا . وذلك بان نتفق على ارضية التغيير من خلال تشخيص المشكلة واسبابها ووصف وتصنيف النظام بعيدا عن التجير على حسب الايدلوجيه الفكرية واللون السياسي ، ولاهمية هذا الموضوع تم طرحه ولاسيما اللغط والجدل الذى عم الساحه الارتريه فى الآوانه الاخيرة . فرأينا ان نطرح هذا الموضوع من اجل ردم الهوة والمعالجة و البحث عن الحلول وليس من اجل الاثارة والجدل واتهام الاخريين وتجريمهم وتكفيرهم . نعم الظرف الذى تمر به ارتريا فى الوقت الراهن ظرف دقيق ومرحلة حرجه ولكن هذا لا يمنع ان نتوقف على بعض القضايا التى نعتبرها مفتاحا وارضية للتغيير الذى ننشده ونمنى به انفسنا ...
فى تلك الامسية لقد وجدت نفسي فى اختبار صعب ، فليس بالامر السهل ان تدير حوار بين طرفين . فكان علىّ لزاما ان اكون على حياد بعيدا عن العواطف .
لقد كنت محاصرا ما بين التوفيق والتقريب بين وجهات النظر وما بين ترسيخ رؤية المنتدى الارترى للتغيير التى تؤصل لقيم الحوار البناء والهادف من اجل ايجاد مخرجا سليما لواقعنا الارتري المرير .
بالطبع عندما يحاول شخص ما ، قراءة واقع ما ، فيخضع لاعتبارات كثيرة ومنها الواقع والمعطيات ويضع فى الاعتبار ايضا متطلبات المرحلة واولوياتها وايضا تقع على عاتق من يدير الحوار فى ظرف هكذا مسئولية كبيرة اخراج الناس من النفق المظلم باستخلاص النتائج والمخرجات المنطقية والواقعيه التى تلامس وتدمل جرح المجتمع والوطن على حدا سواء بعيدا عن العواطف والخيال المجنح والاحلام الوردية وبعيدا عن منطق تلوين الموقف على حسب القناعات ..
نعم فى خضم هذا الواقع السياسي المؤلم نجد هناك من يهرب ويلجئ الى الحلول النصفيه المبتورة الممتلئة بالضعف والإنهزام وبعيدة عن االواقع وتتلفح اللون السياسي والفكري المتردئ والساقط فى وحل القبيلة النتنه والمناطقية المتحجرة الضيقه ..

الموضوع الذى طرح للنقاش كان فى شكل إستفهام كالتالى :
ماهية النظام القائم فى ارتريا وماهو وصفه وتصنيفه وماهى الاسباب التى جعلتنا نوصفه بذلك؟ وهل على غراره نؤسس معارضة وتنظيمات تاخذ نفس الشكل والمضمون فماهو الفرق طالما ذهبنا على تطبيق نهج النظام ؟ هل بهذه الكيفية سنحقق التغيير وننقذ الوطن من براثين الهقدف ؟

اليكم خلاصة ما توصل اليه المتحاورون والتى دارت حوالى الخمسة ساعات:
@ شرعية النظام القائم : ان النظام القائم فى ارتريا نظام غير شرعى نظام قائم على الاستبداد والقمع والقهر والسطوا. فلا يمثل الا نفسه لقد إستقل الدين وإستقل مجمتع بعينه وإستقل ثقافته بعينها حتى يمسك بتلابيب السلطة فى اسمرا وفى سبيل ذلك مارس الهيمنة الاحادية واستئثر بالسلطة ومارس اسواء انواع الاقصاء والتهميش والتنكيل لمخالفيه بشتى الطرق والوسائل ، اتفق الجميع على ذلك ..
@ عن طائفية النظام : ان النظام القائم لا يخضع للمؤسسة الدينية فانه لا ينتمى لاى دين ولا نستطيع ان نوصفه (بالطائفي) . فمن خالف هذا الوصف واتهمه بالمسيحي دعم موقفه بالاعتقالات التى طالت المشايخ ورجال الدين الاسلام واغلاق المعاهد وبناء الكنائس " بينما الراى الاخر دعم موقفه باعتقال المسيحيين ايضا وان عددهم لا يستهان به فى سجون النظام من وزراء ورجال دين ، لطالما ابناء الطائفة المسيحيه يعانون الامريين مثل غيرهم من ابناء الوطن فلا نستطيع ان نطلق عليه طائفى..
@ عن تقرنيجاوية النظام : ان النظام القائم لا يخضع للادارة الاهلية ولم تكون المرجعية التقرينجاواى هى مرجعيته ولم يحقق النظام الرفاهية للمجتمع الذى ينطق باسمه وهذا ايضا لا يجلعنا ان نذهب لوصف النظام (نظام تقرنيجاواى) . اما من ذهب الى وصفه بالنظام التقرنيجاوى لجئ الى مذكرة ابراهيم المختار وتصريحات تنظيم ساقم (تنظيم صدقى) اى ما اورده فى هذا الشأن ، بينما من يرون عكس ذلك طعنوا فى شهادة ساقم ووضحوا بانه خرج من رحم النظام فشهادته باطلة اما عن وثيقة ابراهيم المختار برغم الحقائق التى اوردتها الوثيقة الا ان المسلمين مشاركين فى صنع القرار وحضورهم فى النظام على اعلى مستوى من وزراء ومسئولين عسكريين واداريين ..
@ عن كبساوية النظام (مرتفعاتى): ان النظام القائم فى ارتريا لم يطور وينمى المناطق التى يدعى انه يمثلها فلم نرى اى تنميه معمارية ولا البنية التحتيه فلا شيء يميز تلك الاقاليم عن غيرها و مازال الانسان الارترى يرزخ تحت وطاة الفقر والجهل والمرض فى كل المدن والارياف الارتريه . وان مجتمع الكبسه لم يكون مجتمع مسيحي صرف وانما هناك مجتمعات مسلمة اصيلة تقطن تلك المنطقه وهى تعانى مثل غيرها من اقصاء وتهميش ويقع عليها ما يقع على الاخريين لا يصح اطلاق عليه نظام مرتفعاتى (كبساواي) والوصف على هذا النحو لم يكون دقيقا . وهذا يقسم المقسم ..

اتفق الجميع بان النظام القائم يستقل كل الظروف والعوامل من اجل استمراره فى السلطة . وتمديد فترة حكمه .
الرأى الاغلب الذى ورد فى الامسية ان الظلم متفاوت وتمرحل على مراحل مختلفة مما طال كل مكونات الشعب الارترى فى الاوانه الاخيرة . فان النظام فى بداياته تسلط على مجتمع بعينه وقام بكل انواع الظلم والاقصاء واستمر الحال على هذا النحو الى وقت ما ، ومن ثم انتقل هذا الظلم للطرف الاخر الذى كان يعتقد ان النظام يمثله ويعمل من اجله وطالمهم الظلم بشتى الوسائل والطرق وتنوع ولم يتوقف على ذلك بل طال كل وطنى شريف غيور يخالف ممارساته وسياسياته الاقصائيه ..
فصار الشعب الارترى ما بين سجين تحت الارض وطريد هارب وقع بين فكى عصابات الاتجار بالبشر وغريق فى البحار وميت فى الصحارى . ومازال الوطن ينزف ابناءه.

وهناك راي قائل ان النظام القائم نظام غير وطنى وممارساته لا تتصل بالانسان الارترى بشيء لا تقرنيجاواى ولا ميسيحى ولا كبساواى ودعم موقفه بالقمع والتنكيل الذى مارسه النظام ضد ابناء الشعب الارتري عبر قوات الويانى تقراي ( دمحيت ) .
اما من كان يتهم النظام القائم فى ارتريا بالطائفي المسيحيى والشوفيني التقرنيجاواى الكبساواى اشار ان هذا الوصف ليس المراد به محاسبة ومحاكمة وتجريم التقرنيجه الذين يناضلون من اجل التغيير فى الخارج وانما حتى لا يسقط حق الاخريين فى محاكمة النظام القائم ومن ينتسب اليه وثم تعويض من تضرر جراء ممارساته .. فمن يذهب الى وصف النظام بالنظام الفردى فانه يرتكب جريمة فى حق الاخريين ...

وفى نهاية الحوار اتفق الجميع على عدم شرعية النظام القائم وكل ما يقوم به باطل وعليه يجب تعويض من تضرر من جراء ممارساته وسياسياته .. ومحاكمة كل مجرم فى هذا النظام .. فلا يجب ان نذهب على نفس نهج وسلوك وتصرفات النظام القائم فى معالجة المشكلات التى انتجها النظام ...

وفى هذا المساء سنتناول الموضوع التالى عبر الاستفهامات ادناه :
ماهى الحلول والمخرج من هذا الواقع المؤلم؟ وكيفية العمل من اجل تجاوز التحديات والمشكلات التى تواجهنا كارتريين وفقا لمتطلبات واولويات المرحلة؟ وماهى الاسباب التى تجعلنا لا نستطيع ان نعمل سويا من اجل اسقاط النظام القائم فى ارتريا لطالما كلنا متضررون منه؟

الشكر موصول لكل ادارى ورواد غرفة المنتدى الارتري للتغيير
مع تمنياتى للجميع بامسية حواريه شيقه

بقلم/ محمد امان ابراهيم انجابا
19/02/2014 م

ليست هناك تعليقات: