01‏/02‏/2014

مابين مسار التغيير والقفز على الواقع


بقلم / محمد امان ابراهيم انجابا
                    عندما نتأمل واقعنا السياسي الارتري ومعطياته ينتابنا شيء من اليأس والإحباط وبرغم من ذلك نحاول أن نكسر الروتين ونحرك الركود و السكون الذى ظل يحاصرنا لفترة طويلة ، فالقليل منا يعمل بصمت ويقوم بواجبه الأخلاقى نحو شعبه ووطنه من اجل تحقيق التغيير المنشود ، والكثير منا انكفأ على نفسه وانشغل بذاته وحياته الخاصه .. حقا إفتقدنا الى روح
المبادرات و افقتدنا لمن يخترق الساحه ويرمى بحجر فى البركة الراكده وللاسف حتى اذا طرُحت بعض المبادرات تموت بسرعه لانها لا تجد البيئة السياسيه الصالحة فلا تجد من يدفع بها الى الامام .. رغم القلة التى تنشط وتعمل على مدار اليوم الا انها تواجه بعض التحديات المتمثلة فى فهم الواقع والآليات ، فان الحوارات التى تجرى هنا وهناك نجدها مليئة بالتباينات وبعضها تبتعد عن قراءة وفهم الواقع ومتطلبات المراحلة والآليات بشكل سليم ..
فمن الطبيعى فى ظل حراك سياسي هكذا متقطع ومتوقف تنتابنا حالة من الضعف والإنكسار وتنعكس من خلال الاراء التى تطرح وتكتب فى صفحات التواصل الاجتماعى بين الفين والاخرى وايضا بالمواقع الارتريه .. فاحيانا نصيب واحيانا نخطئ وبين هذا وذاك للاسف نجد البعض منا يبنى رؤيته فى ظل هذا الانكسار الذى لا يمثل الاصل فى الصراع وانما هى حالة مزاجيه عابرة تعتري الشخص ويستطيع ان ينفك منها ، والبعض منا يجعل من هذه الحالة منهجا ومسارا للتغيير ومن ثم يدرجها ضمن الصراع القائم ولم يترك لنفسه مساحه للتفكير والتأمل اذ يحصر الواقع والمستقبل والحاضر فى تلك اللحظة مما يتسبب بالهزيمة النفسيه والانتكاسه لشخصه ومن ثم تنعكس على اراءه السياسيه وينكفئ هو ومن معه حول صراع وهمى وانصرافى بعيدا عن التغيير الذى ينشده وننشده .. وتصيبه حالة من الضبابيه فى الرؤيه و يدخل الجميع فى نفق مظلم ..
فنجد احيانا العواطف والاحاسيس والمشاعر الآنيه تطغى على خطابنا السياسي ، وتناولنا للموضوعات ينحصر فى اطار الشعور الذاتى والحالة المزاجيه التى تمر علينا التى تتسم بمحدودية الفهم والأفق وفى لحظات الضيق بعيدا عن الواقعيه ..
فصرنا نتأرجح مابين الواقع اليومى المؤلم  وما بين  الماضى ومرار اته وتبعاته ونثقل بذلك كاهلنا ونسقطه على المستقبل ونتعلل بخوفا من تكرار التجربة ، بينما نحن ارتضينا اوطانا لنا بديله عن ارتريا واذ ننعم فيها بهامش الحرية والعيش الكريم ان كان فى الغرب او الشرق !!!!!! فلم نترك لاصحاب الالم والمعاناة مساحه للمشاركة فى صنع المستقبل اى من يعيش الواقع الاليم بحزافيره وتفاصيله يتم تغييبه تغييبا كاملا ... فنحن من يحسم المعركة فى الخارج ونهرب لانصاف الحلول دون الرجوع الي من هم على الارض وفى المحك !!!
فنجد الكثير منا تختلط عليه الاولويات ويعيش حالة اضطراب وتخبط ويمزج بين دوره ودور الاخريين ويفوض نفسه متحدثا باسم مجتمعه وباسم الشعب الارتري ككل ، فيقسم الوطن والمجتمعات ويحسم الصراع مع الاخر نظريا دون اى تفويض او تمثيل من قبل اهل الحق وللاسف لم يكون له وجود على الواقع اى يتم حسم المعركة بالامانى والامنيات ومن خلال حالة اليأس والاحباط التى تنتابه وتنتاب من معه فينسج الحلول الوهمية !!!! ..
فلم يستطيع ان يقراء الصراع بشكله الصحيح ولم يكلف نفسه من فهم الاليات والادوات التى تمكنه من تحقيق الإنتصار .. وللاسف عندما يريد ان يظهر قبح الاخر يلتفت ويبحث فى صفحات التاريخ وعندما الامر يتعلق بالحقائق والبحث الموضوعى للاحداث عبر التاريخ يغض الطرف ويتجاوز عن قبح من يحسبون عليه ..
نعم هناك ظروف موضوعيه و ضغوط يوميه نتفهمها تواجهنا كارتريين ادت الى هذه النتائج ولكن علينا ان لا نبتعد عن المنطق والموضوعيه عندما يتعلق الامر بما هية التغيير ويجب علينا ان نواجه الحقائق والتحديات بواقعيه ... نعم نحن شعب كتب علينا الابتعاد والرحيل من ارضه واهله لم يكون بيد عدوا خارجي ولا مستعمر اجنبي وانما بظلم ذوى القربة فانه اشد مضاضة ،، نحن نعيش حالة شتات لا مثيل لها  فصار رضيعنا يتسول فى دائرة اللجؤ والتوطين واستمر الحال لاكثر من خمسون عام وهذا ليس بالامر السهل نعم ستترتب على ذلك اثار نفسيه وماديه وحتما ستؤثر على نمط تفكيرنا وطريقة تعاطينا مع الواقع السياسي ويومياته ...
وبرغم من هذه الظروف الصعبه التى نعيشها كشعب ارترى الا انها لا تجعلنا باي حال من الاحوال نستسلم للاستعباد والاستبداد الذى ساد الوطن .. يجب علينا ان نسعى لايجاد التغيير الحقيقى وليس الا .. فان لم نفهم طبيعة الصراع والياته ونسعى لتكييف وتطويع انفسنا مع الواقع وليس مع اهواءنا وامانينا ومع الظروف التى تطرأ لنا كافراد فلن تقوم لنا قائمة وسينتهى بنا المطاف فى المهجر وسنظل فى هذه الدوامه ...
يجب ان نخوض المعركة بارادة وعزيمة لا تلين وصبر قوى عند الضيق والازمات التى تواجهنا وان نجتاز التحديات والعقبات التى تظهر لنا فى طريق التغيير .. فليس هناك شيء سهل وانما نحن من نستسهل الصعاب ونطوع الاشياء لمصلحتنا فنحن من يرسم المستقبل وليس غيرنا .. ويجب ان يكون سقفنا الانتصار وليس الا .... وحينها حتما سننتصر .

ليست هناك تعليقات: