سبتمبر! وعواتى! عزمُ يتجدد وشُعلةً لاتخمد!!
بقلم / محمد رمضان
إن الفاتح من سبتمر عام 1961م هو يوم إنطلقت فيه شرارة الثورة الأرترية بقيادة الزعيم الراحل/ حامد إدريس عواتى فى أدال معلنةً:
ميلاد فجر الحرية والكرامة لشعبنا الصابر...
ميلاد بناء الدولة الأرترية ذات السيادة الكاملة على أرضها! وبحرها! وسمائها!
ميلاد بناء الإنسان الأرترى المستقل.
الخروج من الهيمنة الإستعمارية المتعاقبة التى عاشها وطننا وشعبنا ...
إستقلالية القرار الوطنى وصيانته ..
تحقيق العيش الكريم للشعب الأرترى كافة بعدالة ومساواة ...
لهذا إننا حين نحتفل بثورة الفاتح من سبتمبر ونحتفى بالبطل حامد إدريس
عواتى مفجر ثورتنا نحتفل بثورة شعبٍ عملاقة نسجت خطواتها بالشهداء والجماجم
والأشلاء ودموع الثكالى وأنات أمهاتنا بمخيمات اللجوء.
إننا حين نحتفل
بثورة الفاتح من سبتمبر ونحتفى بعواتى ورفاقه نحتفل بثورةٍ عظيمة أستطاعت
تحقيق النصر الحاسم على قوى الإستكبار والإستبداد بعزائم الأبطال وصلابة
إرادتهم !
إننا حين نحتفل بثورة الفاتح من سبتمبر نحتفل بثورةٍ جبارة تجاوزت الظروف لتُحقق كسباً تم تتويجه بالإستقلال المجيد فى 24-5-1993م!
إننا حين نحتفل بثورة الفاتح من سبتمبر نستحضر مواقف وبطولات جيلٍ عظيم علمنا معنى الفداء ومعنى التضحية !
إننا حين نحتفل بثورة الفاتح من سبتمبر نستحضر إجماع شعبٍ على خوض مسيرة
النضال حتى النهاية تحت قيادة وريادة عواتى وأخرون من رفاقه.
إننا حين نحتفل بثورة الفاتح من سبتمبر نستحضر معاناة اللجوء والتشرد والشتات التى لم تنتهى بعد فى ظل نظام أفورقى !
إننا حين نحتفل بثورة الفاتح من سبتمبر ونحتفى بالرعيل الأول من جيل
المقاتلين نكتشف إن العزيمة والإصرار والإرادة هى التى تقود الشعوب نحو
النصر وتحقيق التنمية والنُهوض !
إننا حين نحتفل بثورة الفاتح من سبتمبر نكتشف إن الوحدة الوطنية هى صمام الأمان لتحقيق الإستقرار والسلام للوطن!
عليه قد تمر لحظات ضُعفٍ وفتور ولكن سيظل التاريخ الذى صنعه الأماجد عواتى
ورفاقه منهلاً نستمد منه القوة والعزيمة والإصرار على المضى قُدماً حتى
النصر!
وسيظل ذلك التاريخ المُعتق بالشرف والرجولة معلماً بارزاً تستنير به الأجيال وتهتدى!
وسيظل ذلك التاريخ مرجعاً لحلحة إشكالاتنا الوطنية ومبعثاً للروح الوطنية الصادقة من جديد!
لذا فإن عواتى هو رمزُ ثابت للأمة الأرترية قاطبة وأحد أبرز الذين صنعوا
تاريخنا الوطنى الحديث وأن حشره فى زاوية قبيلة أو إقليم أو تنظيم والدفاع
عنه إنطلاقاً من تلك الخلفية هو مسلكُ غير مقبولٍ البتة وغير منطقى فالرجل
قبيلته هو الشعب الأرترى كله والزود عنه تعنى بالدرجة الأولى جميع
المواطنين الأرتريين بمختلف مشاربهم وألوانهم الفكرية والسياسية! لأن عواتى
ببساطة جزء أصيل ومحورى من تاريخ أمتنا الأرترية الخالدة ويتوجب علينا
جميعاً الحفاظ عليه وصونه!
وأن ذكرى الفاتح من سبتمبر 1961م تستدعى
منا جميعاً الثبات على مبادىء الثوابت الوطنية التى سطرها لنا الشرفاء
وعدم الإستكانة للظروف والأحوال وأن نؤمن بأن قضايا الشعوب وإن أصابها
الضُعف لن تموت بل حتماً ستنتصر ويعود لتاريخنا بريقه من جديد.......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق