29‏/06‏/2013

ورقة بعنوان: توحيد رؤى المقاومة الأرتريه

مدخل:
إن محاولة توحيد رؤى المعارضة الأرترية جهدُ يتوجب الإشادة به ودعمه ومؤازرته بالإسهام الفكرى والرؤى المستنيرة المبنية على منطلقاتٍ وطنية متجردة تتعز بها مسيرة التغيير والبناء الوطنى لدولة مدنية حديثة تستند على المؤسسات .
وأن القوى الوطنية المختلفة يجب أن تضع فى حساباتها الإرتكاز على تصحيح المفاهيم الوطنية لدى كوادرها وقواعدها وصولاً للحس الوطنى الموحد! والشعور الوطنى الأوحد! وهذا لن يصبح واقعاً لدى مواطنينا وناشطينا جميعاً مالم تكن هنالك دراسات وبحوث ومناقشات لجميع القضايا الوطنية بشفافية والوصول حولها على إتفاق تحديداً للإشكالات وإيجاداً للحلول .
وإنطلاقاً من ذلك الهم الوطنى أقام المنتدى الأرترى للتغيير بغرفة البالتوك ندوة لكل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والإعلاميين والناشطين بدأت من تاريخ 15-6-2013 حتى تاريخ 22-6-2013 حضرتها معظم القوى الوطنية التى تمت دعوتها من قبل إدارة المنتدى وكانت قيادة المجلس الوطنى للتغيير قد سجلت حضوراً مقدراً طيلة أيام الندوة مما جعل الكثيرين يشيدون ويقدرون هذه الخطوة من قيادة المجلس فى التفاعل والحضور!
والحقيقة إن هذه الندوة سبقتها مشاورات ولقاءات عدة من إدارة المنتدى الأرترى للتغيير مع قيادات القوى الوطنية والناشطين بغرض تعزيز لغة الحوار ومد جسور الثقة بين جميع مكونات القوى السياسية فكان نتاج ذلك إلتفاف القوى الوطنية جميعها وتلبيتها للدعوة وأشادت بالدور الوطنى للمنتدى مما سيؤهله للعب دوراٍ وطنى رفيع سيكون له كبير أثر فى الوصول لخطٍ وطنى يُعزز ويُكمل مسيرة التوافق التى أرتضاه شعبنا عبر كيانه المجلس الوطنى الأرترى للتغيير،،،
وتعميماً للفائدة ننشر الورقة التى ساهم بها الإئتلاف الوطنى الأرترى فى ذاك اللقاء....
الورقة :
يعيش الوطن حالة من التشظى والإختلاف على جميع الأصعدة وفى كل إتجاه ممايستدعى على القوى الوطنية بجبهة المعارضة العمل على توحيد رؤيتها وجهودها لتكون بديلاً شرعياً لنظام اسمرا ! برؤيةٍ شاملة تستوعب التكوينات والأفكار والقدرات وأن هذه الندوة جُهدها يضاف إلى الجهود المبذولة وبتكاملها جميعاً نستطيع أن نضع لبنات واُسس لتوحيد المقاومة من جهة والشعب الأرترى من جهةٍ أخرى،
وفى تقديرنا لاتوجد إختلافات جوهرية فى الثوابت الوطنية لدى القوى الوطنية تنظيمات سياسية أو منظمات المجتمع المدنى لكن هنالك معوقات الوصول للرؤى الوطنية نعرضها فى شكل خطوط عامة لمزيد من التناول والشفافية وهى كالتالى :-
1- غياب المسؤولية الوطنية لدى بعض قادة التنظيمات الوطنية وذلك بتقديم المصلحة الحزبية على المصالح العليا لشعبنا ووطننا.
2- إهتزاز عامل الثقة بين التكوينات السياسية :
عوامل إهتزاز الثقة والتوجس من الأخر واضحة وظاهرة للمتابع والمراقب لشأن قوى المعارضة فالبناء السياسى الذى يعتزم تغيير الأنظمة المستبدة يتطلب أن تكون هنالك أرضية صلبة من الثقة خالية من التوجس..
3- غياب الواقعية لدى التنظيمات السياسية التى نشأت خارج نطاق الوطن.
هنالك عدم واقعية لكثير من التنظيمات التى نشأت خارج الوطن ويعزو ذلك لعدم معرفتها بالتكوينات الأرترية تاريخها النضالى، وثقافتها ،وطبيعة التعامل معها فضلاً عن عدم معرفتها لجذور المشكلات،كل ذلك جعل برامجها ورؤاها قصيرة النظر وخلق هذا خللاً فى تعاطيها مع المشكلات ،لكن هنالك مبشرات فى مسيرة بعضاً من تلك الكيانات فبدأت تتدارك أخطاءها وبدأت فى عمل مراجعات لكنها لم تكتمل بعض ...
4- مدرستى جبهة التحرير الأرترية والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا.
بغض النظر عن سلبيات المدرستين وإيجابياتهما لكنهما تظلان مدرستين إرتريتين خالصتين تشكل خارطة الوطن وتفاصيله ! توافقه وإختلافه! ثقافته وتراثه! تاريخه وبطولاته! ولكل مدرسة تاريخ منفصل عن الأخر على الرغم من رابط الوصل بينهما بإعتبار أن الجبهة الشعبية لتحرير أرتريا هى إمتداد لجبهة التحرير وفصيلُ خرجت من رحمه .لكن يظل الحكم الثابت أن هذين الكيانين صارا مدرستين فكريتين وثقافتين وتاريخين لشعب واحد! مما يتطلب منا جميعاً التوفيق بينها وخلق مؤاءمة تاريخية ثقافية سياسية يتراضى عليها الجميع وعلى الكُل أن يعلم كيانات سياسية وناشطين أنه لا يوجد كيان أصل بإسم جبهة التحرير فقد صارت الجبهة مدرسة نضالية مملوكة للشعب الأرترى إنبثقت منه عدة تيارات سياسية تعمل فى الحقل الوطنى،
وأن الجبهة الشعبية كحزب سياسيى يعيش حالة الإحتضار فى ظل نظام أفورقى ويعد الخُطى لمثواه الأخير، لكن ستظل فكرة الجبهة الشعبية وجبهة التحرير راسختين فى عقل المواطن الأرترى لايمكن إجتثاثهما كما يعتقد بعض المعارضين فعلينا مراعاة هذه النقطة الجوهرية التى تمثل ركيزة البناء الوطنى وندعو أن تكون منطلقات رؤية توحيدنا لقوى المعارضة تستند لمفهوم إستيعاب الأخر وليس الإقصاء الذى يزعزع الثقة فى مشاركة العمل الوطنى .....
5- غياب الورش الجماعية المختلطة بين كوادر التنظيمات السياسية.
إن التنظيمات السياسية حتى وقتٍ قريب تفصل كوادرها عن بعضها البعض منعاً للتلاقى بين كوادرها خوفاً من الإستقطاب وهنالك أمثلة ووقائع !وفى تقديرنا فالتقارب السياسى وتوحيد الرؤى والمفاهيم الوطنية لن يتم دون أن تتم عمليات الخلط بين كوادر التنظيمات السياسية عبر الورش والدورات واللقاءات ..
الحلول والمعالجات لتوحيد الرؤى :-
@ تقديم المصلحة الوطنية العليا على ما سواها من مصلحة تنظيمية، أو طموح فردى، أو طموح مناطقى .
@ تجنب المحاصصة التنظيمية والجهوية فى الإختيار مع مراعاة التمثيل .
@ بناء الثقة بين التكوينات السياسية عبر اللقاءات الدورية للقيادات والعمل بقدر الإستطاعة فى إتخاذ مواقف موحدة فى القضايا الوطنية والإشكالات التى تطرأ بالتنسيق فيما بينها ...
@ إقامة ندوات ، لقاءات ، ورش ، دورات لكوادر التنظيمات بالإمكانيات والوسائل المتاحة.
@ عمل دراسة وبحوث لوضع مشتركات يُبنى عليها الحس الوطنى، والشعور الوطنى، تُحدد معايير الحد الأدنى للتوافق الوطنى لكى تصل لوفاق حول نقاط مهمة على سبيل المثال لا الحصر ..
العلم الأرترى...
النشيد الوطنى ...
القوميات ...
فى الختام هذه ملامح وإشارات لتوحيد الرؤى الوطنية لقوى المقاومة التى تم تقديمها بندوة المنتدى الأرترى للتغيير لموضوعٍ يستحق الكثير من البحث والتناول والمناقشات الجادة ودراسة تفاصيل كل مشكلة والخروج برؤية وطنية حولها ،وهى ورقة متواضعة كُتبت على عجل ونتمنى أن تكون هنالك دراسات معمقة فى هذا الإتجاه. وأننا إذ نشكر الجهة التى قامت بهذا العمل الوطنى المتقدم !ندعوها للقيام بمزيد من مثل هذا العمل النوعى الذى سيُساهم وبشكلٍ ملموس فى البناء الوطنى الراسخ والسليم.
وأن المعارضة السياسية الأرترية تعيش فى وضعٍ أفضل من حيث الخبرة والدراية والسبق فى العمل السياسى بل أننا نزعم أن بعضاً مما يراه البعض ضعفاً فى بنية المعارضة هو فى الحقيقة تعبير عن نضوج التجربة السياسية فالقوى الوطنية لا تزال مفعمة بمشاعر النضال الوطنى ضد الظلم وأكثر وعياً بوعورة قضايا المرحلة الإنتقالية مما سيُعجل إسقاط النظام فى أسمرا .......
الإئتلاف الوطنى الإرترى
مكتب الإعلام

ليست هناك تعليقات: