على خُطى التغيير..
بقلم / رمضان محمد
إن الحراك الثورى الشبابى الذى إنتظم المنطقة العربية فى
كل من تونس ومصر خلق أجواء من التفاؤل بحدوث تغيير حتمى للأنظمة المستبدة التى تسيطر على سدة الحكم ناهبةً للخيرات و سالبةً للحقوق وحاكمةً بالحديد
والنار، ومدعاة ذلك التفاؤل هو ما حدث بالضبط من التغيير فى كل من تونس ومصر ووصولهما
لمحاكمات رؤساء تلك الدول ومحاولة إرساء دعائم الديمقراطية والعدالة فيها ، وهو
تحول لم يكن فى حسبان الكثيرين حدوثه لقبضتهما القوية وممارستهم للتعذيب والقهر والتنكيل ورغم ذلك كانت أضعف ما
يكون أمام إرادة الشعوب!
وإثر
تلك التغييرات حدثت موجة من الإصلاحات السياسية
والمراجعات فى أكثر من دولة ففى سوريا خصصت الدولة إعانة للمواطنين
السوريين، وفى السودان قرر السيد/ عمر حسن البشير رئيس الدولة عن عدم ترشحه فى
الإنتخابات القادمة وفى اليمن/ قرر على عبد الله صالح عن عدم ترشحه فى الإنتخابات
القادمة و بعدم توريثه الحكم لإبنه كل تلك الإصلاحات والمراجعات التى عمت دول المنطقة بصفة عامة أصبحت عاملاً
مشجعاً فى بروز أصوات منادية للتغيير فى أكثر من دولة وهذا بالطبع يشملنا نحن
الإرتريين وأكدت لنا وللجميع بأن التغيير للأنظمة ليس بالأمر المستحيل تحقيقه إذا
توفرت الإرادة وتوحدت الرؤى لدى الشعوب،
وعطفاً على ما سبق فإن جملة هذه الأجواء كانت سبباً رئيساً فى
الحراك الشبابى الإرترى على أكثر من صعيد
فى الشبكة العنكبوتية وغيرها من حراك على الأرض وما سوف أناقشه فى مقالتى هذه هو جدوى
هذا الحراك الشبابى وأهميتة وتأثيره على أفورقى من كل النواحى فمعاً سادتى لقراءتى
المتواضعة .
أهمية الحراك وتأثيره على النظام :
أن
الإعلام سلاح قوى فى زمننا الحاضر وهو
بلاشك له تأثيره على الأنظمة و به نستطيع تقوية الحس الوطنى وتشكليه ،ويمكن به أن
نخلق نفساً إرتريا ينادي بالتغيير ونحقق من وراءه الإرادة الجماعية للأمة الإرترية ، وإنطلاقاً من فهم التغيير الجماعى تكونت مجموعات شبابية فى مختلف الدول لاتحمل لوناً سياسياً ولا تتبع
لجهة سياسية معينة بل ترتكز على مصلحة
الوطن وشعبه وتدعو لإسترداد حقوق المواطن
الإرترى المسلوبة من أفورقى وزبانيته وقد بلغت عضوية مجموعة الشعب يريد
إسقاط إسياس أفورقى على الفيسبوك مايقارب 4000
عضواً ومجموعة إرتريون
من أجل العدالة والنماء أكثر من 500 عضواً!!
إذاً
أليس بإجتماع هذه العدد الكبير وإتفاقهم على ضرورة زوال أفورقى بالأمر الهين والبسيط هذا إذا وضعنا فى الإعتبار أن معظم هؤلاء كانوا بعيدون عن الإهتمامات السياسية ولكنهم أدركوا
بضرورة تغيير أفورقى لأنهم جميعاً وصلوا لقناعة بخطورة موقف الوطن فى ظل هذا
النظام وأن كل معاناة الإرتريين ناتجة من وجود الإنتهازى أفورقى ويجب أن يزال
،وهذا يغير كثيراً فى خارطة الوعى السياسى فهماً وإداركاً وكسباً !
الحراك هو إستفتاء حقيقى على شرعية النظام :
إن
هذا الحراك الشبابى على النت يعتبر تجسيد لحالة من الإستفتاء الحقيقى على عدم
شرعية النظام وأنه لايمثل أى من التكوينات
الإرترية وأفورقى قبل هذا أسقط شرعيتة
بالممارسة القمعية ضد شعبنا فى الداخل والخارج ،وأسقط شرعيتة حين منع المواطنون
الشرفاء من ممارسة حقهم الوطنى الطبيعى فى بلدهم ، وأسقط شرعيتة حين جعل إرتريا
دولة مغلقة حتى على مواطنيها وحرم كل الحقوق بما فيها حرية العيش للمواطنين
الإرتريين ورفضاً لتلك المظالم تجتمع تلك الأصوات لتشكل إستفتاءاً حقيقى على
أفورقى
مضمون ورمزية هذا الحراك:
أن
حالة الصحوة واليقظة بدأت تتجلى وسط المجتمع الإرترى بخطورة وضع الحالة الإرترية
والقضية اليوم لسيت قضية حكم بقدر ما تمثل قضية شعب فقد كل شىء فى وطنه الذى شيده
بالجماجم والأشلاء ، وبالتالى فالمنادون بالتغيير هم أصحاب حق مغتصب وهم أصحاب حق
فى تغيير هذا الوضع القائم فى إرتريا فهم
ليسوا طلاب سلطة وليس لهم أى إنتماء سياسى
ولا علاقة لهم بتنظيمات المعارضة إذاً فهو
حراك يرمز إلى طلب تغيير حقيقى فى بنية
الدولة الإرترية وإسياس فى نظرهم هو السبب فى وصول إرتريا إلى هذا المستوى السحيق.
أهمية الحراك إعلامياً:-
ظهور
كتابات شبابية تلامس وتعايش حقائق الإبتزاز الذى تمارسه الحكومة على الشعب بالداخل
وبسفاراتها فى الخارج ومحاولة عرض كل ذلك
فى شكل كتابات يعتبر حراكاً إعلامياً غير مسبوق ويمثل رافداً إعلامياً جديداً بحيويته ولونيته، بالإضافة إلى بروز الرغبة فى
توثيق إجرام النظام وفضحه عبر ألة أعلامية
أكثر إنتشاراً وتوسعاً فهو تقديرى يعتبر تطوراً إعلامياً متقدماً سوف يكون له مردود إيجابى كبير ومؤثر فى تقزيم نظام أفورقى وإجتثاثه بإذن الله ..
كسره جدار الخوف من النظام:-
أهمية
هذا الحراك هو أنه كسر جدار الصمت والخوف الذى كان سائداً فى أوساط الإرتريين وهذا
يعتبر إنجازُ مهم جداً لهذا الحراك خاصة وأن الأنظمة القمعية كثيراً ما تُعول على
التخويف لإستمراريتها على سدة الحكم فكسر هذا الجدار يعنى فتح باب جديد من حرية
التعبير وإعلانُ بأن عهد الخوف قد ولى بلارجعة ومن ناحية فهو إيذان بقروب نهاية نظام الفرد فى إرتريا فلهذا فهو مكسب وطنى معتبر !
نتائج هذا الحرك :-
لاشك
أن الكثيرين يعتبرون بعدم جدوى هذا الحراك
وعدم فاعليته وتأثيره وحجتهم فى ذلك بأن
كل هذا الحراك يتم فى الخارج وأنه حراك
بعيد من أرض الواقع وأن أفورقى لا تصيبه
شظاياً هذا الحراك لكننى أقول أن العمل المناهض لأى نظام ديكتاتورى يتم بناءه لبنة
لبنة وأن مشوار بناء الأمم لم يكن يوماً فى لمحة أو فى خطوة واحده ولكنه يحتاج
لجهود من هنا وهناك حتى يتحقق المنشود والمأمول وأن الرافد الشبابى الذى دخل على
خط معارضة النظام سيكون له تأثير قوى ليس على نظام أفورقى فحسب ولكن على مستوى
بناء الدولة الإرترية وهى ظاهرة حراك
ستتولد منها مبادرات وطنية للتغيير وأن من يقول بعدم جدوى هذا الحراك لا يعرف كُنه
السياسة ولا يفقه كيف يأتى التغيير فلهذا فإن لم يسقط اليوم أفورقى فسوف يسقط غداً
وإلى مزبلة التاريخ سيمضى حتماً وإن مسيرة إسقاطه قد بدأت وعليه الإستعداد إما
للرحيل أو إنتظار السقوط المدوى..
رؤى تهم الحراك الشبابى :
لاشك
أن العمل فى بدايته تعتريه حالة من عدم التنظيم والترتيب ولكنه سرعان ما يبدأ فى
التطور فلاشك عندى مطلقاً بأن ثورة الشباب الإرترى المباركة التى بدأ ت سوف يقوى عودها ولكن ثمة مقترحات
أقدمها حتى تتكامل الصورة للجميع وتنضج الثورة وتقدم مايستفاد منه لنا وللأجيال وبذلك تكبر فى عيون
الإرتريين وتؤتى أكلها ،
@أن
تتشكل إدارة لهذا الحراك بأى صورة أو أى شكل.
@أن
تضع الإدارة خططاً مرنة بحيث يمكن تحقيقها على الأرض .
@
أن يعى كل الشباب جيداً الدور الوطنى الذى يقومون به .
@ أن تتم محاولة تنظيم
النقاشات والمقترحات .
@
البُعد عن تقزيم دور الأخرين تنظيمات كانت أو أفراد .
@
العمل على الوصول للحد الأدنى من الإتفاق .
وفى
الختام التحية لكل الشرفاء من بلادى الذين يحاولون تسطير إسهاماتهم من أجل أزالة
نظام القمع بما يستطيعون القيام به ولم ينزوا
كما يفعل البعض وسوف يدون التاريخ للجميع بمن صدع بالحقوق أو من تخاذل وأننا
على ثقة بأن المسيرة الوطنية القاصدة سوف تنتصر بإرادة الأحرار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق