فى الفترات السابقة كنت اتابع بعض المقالات بالإنجليزيه فى موقع عواتى والتعليقات فى المواقع العربية التى تخص فقرة تقرير مصير القوميات . بعض هذه التعليقات كانت جارحة وخرجت عن الإطار الأخلاقى والإسلامى خاصة . الإختلاف سنة الحياة وحالة موجودة فى النفس البشرية وحتى فى عالم الحيوانات التى من جنس واحد .الخلاف سيظل موجود فى دواخلنا نتيجة للظروف التى تحيط بنا والمصالح الدنيوية التى من أجلها نتصارع ونقتل بعضنا البعض ولكن الإنسان يمكنه أن يصل الى تفاهمات مع إخيه لبسط السلام والمشاركة فى المنافع .
الإختلاف يمكن أن يحصل فى داخل الأسرة الواحدة إذ يتخاصم الأخوان على الورثة او الزوجات يشعلن الفتنة والأمثلة كثيرة والدليل على الإختلاف سمة قديمة تتجسد فى قصة قابيل ابن ادم عليه السلام الذى قتل اخيه هابيل إذ قال الله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ. لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ. فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ. فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ)
ذكرت هذه المقدمة بصدد الحديث عن فقرة تقريرمصير القوميات التى وردت فى البيان الختامى لملتقى الحوار للتغيير الديمقراطى وأثارت جدل واسع وإحتدام فى الأراء وقسمت الإرتريين الى شريحتين .
الشريحة الاولى تدافع عنها وتظن هو المخرج من الوضع المزرى الذى تعيشه .
أبشرهم عاجلاً أم أجلاً سوف تجرى جراحة كبرى فى ملامح وجه القرن الإفريقى بعوامل داخلية اوخارجية على حسب مصلحة الدولة الغربية وسوف يحكم اباطرة اقسوم واخوانهم ، السودان ومعظم القرن الإفريقى بتخطيط مقنن لإبتزازالمنطقة بواسطتهم.
لا تتسرعوا فى هذا الإتجاه بل ركزوا على إزالة النظام الغاشم وبعدها يمكنكم أن تحققوا ما تريدون والشريحة الثانية رفضتها بحجة انها تهدد وحدة إرتريا كشعب.
فى البداية احترم كل الذين يدافعون عن هذه الفقرة . فعلاً قومية التغرنية لم تترك تربة خصبة تنمو فيها شجرة الوحدة التى تجمع كل الإرتريين بل ضعضعت اركان البيت الذى كان من المفترض يجمعنا بعد نصف قرن من النضال المتواصل فلذا كل من يريد ان ينسلخ عن كيان إرتريا فنقول له واصل مشوارك الذى تنشده اذا كان فعلاً هو درب النجاح والراحة.
اتفق مع الشريحة التى تدعوا الى الوحدة والسير فى الطريق الوعر لتحقيق الديمقراطية والمساواة والعدل واعتبره الإختيار الذى يجب ان نسلكه فى وجهة نظرى لأن الجبناء الذين يتلحفون ثوب الذل والهوان يخافون من المجابهة والتحدى أمام طوفان التغرينية فى إثيوبيا وإرتريا الذى سوف يهيمن على القرن الإفريقى ويصل الى عقر الدويلات الصغيرة التى تنشطر من رحم فقرة تقرير المصير ويصير الوضع اسوء حيث لا مكان للندم والبكاء على اللبن المسكوب.
تسلط التغرينية واضح فى القطرين (إرتريا وإثيوبيا) الفرق التقراى تفهموا الوضع ومارسوا الحكمة والفطانة والدهاء فى حكم إثيوبيا ويحاولون إخماد نار الفتن المدفونة تحت الرماد أما اخوتنا فى الوطن (التغرينية) يريدون ان يحكموا بالحديد والنار وعقليتهم لم تتغير رغم فرص التعليم التى وجدوها إبان الإستعمار وبعد الإستقلال والإحتكاك بالدول الغربية التى تطبق الديمقراطية بما تحمله من معانى العدل والمساواة امام القانون. معظم المثقفين منهم فى داخل اروقة نظام الدكتاتور وفى الخارج تجدهم وجهين لعملة واحدة اى لم يستفيدوا من تجارب الشعوب الأخرى إلا القليل منهم بل جُّلَّ همهم الهيمنة والتسلط وسوف اخوض فى لب هذا الموضوع بعمق فى فقرة اخرى.
الحلول الضعيفة دليل الفشل وعدم القدرة لمواجهة الخصم اللدود الذى يحكم إرتريا والأذناب الموجودين خارج الوطن .إذا اردنا درء فتنهم وتقليم اظافرهم علينا ان نواجه الطغيان موحدين وليس متشرزمين تحت عباءت القبيلة والقومية.
والحقيقة سبب طغيانهم والوصول الى هذا الوضع المؤُلم هو حال المسلمين المحزن والجهل الذى يطغى فى وسط مجتمعاتنا والقيادات التى تسعى للمصالح الآنية والدنيا صارت مبلغ همهم ويجيدون فن الخطابة والزعيق والإنجرار وراء افراد من التغرينية وتنظيماتنا تؤمن بالأشخاص وكل يوم نسمع بحزب اسلامى جديد يولد من رحم الحزب السابق وإنعدم الإخلاص ونسينا الشعب الذى يبتلى فى عقيدته وشرفه وثقافته وتسلب منه الأرض نهاراً جهاراً .
الحرس القديم الذى كان سبب وصول إسياس الى سدة الحكم يحرك التناظيم وراء الستار ويكرر نفس التجارب والمؤامرات الفاشلة.هذا الوضع سوف يطيل عمر النظام الحاقد الذى فى كل الأحوال يخدم مصلحة ابناء التغرينية فى الداخل والخارج بغرس ثقافته وطمس آثار اللغة العربية التى تجمع المسلمين .
قبل ان نهرول الى ملتقى الحوار الوطنى للتغيير الديمقراطى كان من الواجب ان نعقد ملتفى حوار اسلامى جامع للإرتريين :
- لنتصالح مع انفسنا
- لخلق ارضية للحوار البناء والهادف.
- نعرف الخلل والسلبيات التى ترتع فى ساحتنا و نزيل العوائِق التى تقف امام وحدتنا .
- نحاسب بعضنا ونعرف هل التشرزم فى إطار القبيلة والقومية هو الذى سوف يوصلنا الى الأهداف ؟
- نحدد الأوليات ونخطط للمستقبل.
وبعد ذلك يمكننا الذهاب الى ملتقى الحوار للتقيير الديمقراطى لكى نُسِمع رسالتنا .الأن اكثر من ذى قبل نحتاج لملتقى اسلامى إرترى يجمعنا لنسير على ارضية صلبة لإسترداد الحقوق والمظالم.
فليكن شعارنا
نعم للوحدة ،،، نعم للكرامة
وإسترداد الحقوق ،،، لا للذل والظلم
فى الظروف التى نحن فيها التغرينية سوف يحكموننا الى يوم الغاشية وحتى إذا إنفصل البعض سيلحقونهم إينما كانوا والحل يكمن فى إتحادنا وقوتنا واريد أن أهمس فى أُذن المتخازلين لا مكان للضعفاء فى دنيا القرن الواحد وعشرين ويجب أن نخوض غمار التضحية والفداء لتحقيق أهدافنا السامية وصدق الشاعرحين قال:
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُـلِّ حَـيٍّ فَداعِيَهُ لِأَهـلِ الأَرضِ داعـي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسـأَم وَيَهـرَم وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطـاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيـرٌ فـي حَيـاةٍ إِذا ما عُدَّ مِن سَقَـطِ المَتـاعِ
الأسباب التى دفعتنى لأكتب هذاالمقال كان رداً على مقال كتبه الكاتب أمانويل حيدرات فى موقع عواتى بعنوان (الطلاق بين حزب الشعب والتحالف ليس الخيارومظالم القوميات والآثنيات الإرترية ليست إثم ايضاً)
)Divorce Isn’t An Option, Ethnic Grievances Isn’t A Sin Either(
By Amanuel Hidrat, October 14, 2010 ذكرالكاتب ان كاتباً من مناصرين ومنظرى حزب الشعب اسمه قبرى قبريماريام كتب مقال مجحف عن المسلمين والقوميات فى موقع حزب الشعب تحت عنوان (ماذا لوتعاون الشيطانين الدكتاتور والقوميات ذات الطابع الدينى السياسى لطمس ا لهوية الإرترية) “What if the two evils cooperate: Dictatorship, ethno-religious politics and lose of Eritrean identity.”
عندما قرأت هذه الفقرة سألت نفسى ماذا يقصد بالهوية الإرترية ؟ وكيف يضع كفة المعارضة الإرترية ( التضامن والتناظيم الأخرى) على نفس المستوى مع النظام الإقصائى ؟ الأخ واضح من تعصبه يخشى ان تفقد التغرينية المنافع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التى حققوها بعد الإستقلال و يحب ان تستحوذ قوميته على كل المصالح وتهيمن على كل مقاليد الفتح والربط الإرترية اى بصريح العبارة كل الإثنيات الاخرى يجب ان ترضخ تحت هيمنتهم وتسلطهم وثقافتهم التى يريدون ان تكون السائِدة وتكون اللغة العربية مهمشة وإذا امكن محوها. وضع المعارضة فى نفس خط إسياس الذى كان سبب قيام ثورت القوميات والتناظيم التى بنيت على الدين كمنطلق لإيقاف زحف التغرينية الذى حطم ابسط المفاهيم الوطنية التى طفقت تنموا وتروى بدم شهدائِنا منذ القرن الماضى فلذا كل الذى يحدث للشعب الإرترى نتاج للوضع المتردى فى داخل الوطن .
اهل المرتفعات (التغرينية) نطالبهم ان يعتذروا للمسلمين لما اغترفوه من ظلم فى عهد الإمبراطور وفى عهد إسياس الطائَفى.
Gebre added adjectives to his argument (such as lunatic) to insult to those who are on the opposite side of his argument
Such approach definitely adds a toxic brew of distrust and suspicions to the psychological fears of insecurity looming within our minorities.
واضاف الكاتب (أمانويل)ان قبرى وصف الجانب الآخر اى التضامن والتناظيم التى بنيت على الإثنية والقبيلة والدين بالغباء والجنون وقال مواصلاً فى نقده ان هذا الأسلوب سوف يثير الشكوك ويزيد خميرة سامة من المخاوف وانعدام الأمن النفسى الذى يلوح فى داخل الأقليات.
النظام واشباه قبرى ماريام سبب ظهور ثورة القوميات والتناظيم الدينية فعليه ان يلوم بنى جلدته الذين لم يستوعبوا الدرس و ان كل شئ له حدود والظلم والهيمنة والجبروت لا يمكن ان يستمر .قبرى ماريام وامثاله يعملون مع النظام لإقصاء المسلمين فى داخل الوطن وزج الشيوخ والشباب فى السراديب ويلبسون ثوب المعارضة لبث سموم الشوفينية .
اعاتب الكاتب المخضرم امانويل حيدرات بوصف الوجه الآخر للمعارضة بالأقليات ولا أدرى إذا كان يقصد المسلمين ولكننى اريد أن اركز على هذه النقطة بالذات لأن الجبهة الشعبية فى أدبياتها ذكرت ان إرتري نصف سكانها مسلمين والنصف الآخرمسيحيين رغم أنه لم يجرى إحصاء سكانى علمى يبرر هذه المقولة ولكن ما أعلمه إن إسياس وضع العراقل من عودة اللأجئين وكان وراء إتفاقية شرق السودان التى الزمت الحكومة السودانية بإعطاء الجنسيات ليذوب المسلمين الإرتريين فى داخل المجتمع السودانى وينسوا القضية وإبتكر ساوا والتجنيد الإجبارى الدائِم وادخل المشايخ السجون لكى لا يعود المغتربين المسلمين من جميع الدولة العربية لأنه يعرف تماماً عودتهم سوف تقلب الموازيين وتدحض فكرة المناصفة فى الوطن التى روجوا لها فى فترة الكفاح المسلح. فى تقديرى قومية التغرينية تطلق علينا بالأقليات لأننا تشرزمنا فى إطار قبائِلنا وقومياتنا وساحة المعارضة تعج بتنظيمات مبنية بذلك النسق وانا احترم كل قومية وقبيلة ومجموعة تجاهد من اجل حقوقها ولكن أعتقد هذا الوسيلة عفى عليها الزمن كان من الأفضل ان نركز جهدنا فى إطار تنظيمين واحد علمانى وألاخر إسلامى وألأفضل تنظيم واحد يحضن كل التيارات المختلفة ويجمعهم هدف إزالت النظام الإقصائى وكبح جماح التغرينية الذى لا يرحم . لا يفل الحديد إلا الحديد اى
المواجهة والصمود هو الحل . بعد تحقيق الأهداف يمكننا الجلوس فى مناخ ديمقراطى لمناقشت فقرة تقرير المصير.
بعض الأخوة يتعصبون للهجات الإرترية ولكى لا يغضبوا سوف اطلق عليها لغات إرترية وانا اكن الإحترام لكل فرد اومجموعة تعتز بلغتها وتفتخر بتاريخها وكيانها ولكن كل هذه القوميات يجمعها الإسلام . اللغة العربية الرابط الوحيد الذى يجمعنا فى بوتقة واحدة.
ادعوا عقلاء التغرينية وكل الحادبين على مصلحة إرتريا ان ينقذوا سفينة الوطن التى اوشكت على الغرق.نحن لا نريد حروب ومجاذر ودمار نريد وطن عادل ديمقراطى وحكم رشيد يحفظ حقوقنا ويمكننا فعل ذلك إذا صدقت النوايا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق