02‏/11‏/2017

انها صحوة شعب وثورة قيم

بقلم / محمد امان ابراهيم  انجبا
لقد دأب النظام الارتري منذ الوهلة الاولى بممارسة كل الأساليب التى تؤدى الى إنحلال
صورة من المظاهرات التى اندلعت بالعاصمة اسمرا
الأخلاق وتجريد المجتمع من القيم والفضيلة ، فضلا عن معسكر ساوا الذى يتم فيه إنتهاك أعراض الحرائر الإرتريات بداعى الخدمة الوطنية .
لما يزيد عن ثلاثين عام ظل النظام يعتقل ويخفى قسراً قادة الراى العام الارترى وقام بإغلاق معظم المعاهد والمدارس الاسلامية ولم يتبقى إلا القليل ومن بينها معهد الضياء فى اسمرا الذى قام مؤخراً بإغلاقه ، ولم تسلم من ذلك حتى الجامعة الوحيدة (جامعة اسمرا).
ان عقيدة العصابة فى اسمرا مبنية على الرقص والسفور وإفشاء الرزيلة وتجريد المجتمع من القيم والأخلاق والمظاهر الدينية ، وان النظام يحمل الحقد والكراهية لكافة ابناء الشعب الارتري ، وان قرار منع الحجاب من الفتيات المسلمات فى المدارس والخلط بين الطلاب والطالبات ماهى إلا حلقة من تلك الحلقات .
ففى منتصف التسعينات قام النظام بحملات لتجنيد الفتيات قسراً الا انه قوبل بالرفض القاطع وواجه مقاومة شرسة من قبل الشعب الارترى ، وتراجع عن ذلك على مضض ، وعلى أثر هذا الرفض قام بإعتقال وسجن قادة الرأى العام الارتري فى جميع المدن والقرى.
وبعد ان إكتظت السجون والزنازين بالمثقفين واساتذة المعاهد وقادة الرأى العام ظن النظام انه يستطيع تمرير وتنفيذ بقية المخططات الإجرامية بكل إريحيه ولم يعد هناك شيء يخيفه ويزعجه .
الا ان النظام تفاجأ بتمرد الشيخ المقاوم الاستاذ موسى محمد نور على تلك القرارات ، بل داعيا الجماهير للتصدى والمقاومة ، نعم انه احد ابناء هذا الشعب العملاق ، لقد ترجم كبيرياء وشموخ الانسان الارتري وانه ينتمى لجيل العظماء الذين رفضوا المساومة والخنوع والخضوع لهيلى سلاسي ومن بعده منقستو بالرغم من كل المحاولات . بل ان الشيخ موسى أعاد الذاكرة للدكتاتور اسياس افورقى الذي جعل من نفسه امبراطور ارتريا الذى تزعجه رؤية الطالبات المحجبات وهن يخرجن من المدارس و يتجولن فى شوارع اسمرا ، ويزعجه صوت الاذان الذى يعانق سماء اسمرا منطلقا من مسجد خلفاء الراشدين بقلب العاصمة اسمرا ، وتناسي ان لصبر الشعب الارترى حدود وفى سبيل قيمه وأخلاقه يدفع الغالى والنفيس . ان الشعب الارتري لم يكن يوماً جباناً ولم يكن خانعا لاحد مهما كانت جبروته وقوته ، قد يصبر على المحن والابتلاءات وهذا لايعنى ان يتنازل عن اخلاقه وقيمه ويساوم عليها مهما كان الامر .
كدأب النظام الجبان عندما يفشل فى تمرير مخططاته يسعى لإمتصاص الغضب وتخفيف الإحتقان وثم تصفية الحسابات مع الثوار وإخفاء قسراً لكل الأحرار الذين تصدوا لمخططاته . ولا نستبعد التراجع قريبا من هذه القرارات التى تسببت فى تأجيج الشارع الارترى بعد ان فشل فى اخماد وقمع المتظاهرين ، وثم ممارسة المكر والغدر بمن قادوا تلك الإحتجاجات والزج بهم فى الزنازين واخفاءهم قسرا عبر زوار الليل ، ولاسيما لدينا تجارب كثيرة فى هذا المضمار ، كما حدث مع إحتجاجات معاقى حرب التحرير ومقاومة حملات التجنيد الإجبارى للفتيات وتصفية المقاومة الشعبية فى شرق اكلى قوازاى وتصفية رموز إنقلاب 21 يناير بدم بارد .
لقد قام النظام بإضعاف المؤسسة العسكرية وخلق بدائل عنها ، والإعتماد فى حماية المنشأت العسكرية الحساسة على افراد المعارضة الاثيوبية. ولم يعد لحزب الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية اى وجود يذكر ولم تكن هناك اى مظاهر من مظاهر الدولة والمؤسيسة فى ارتريا خوفا من اى تهديد داخلى يتسبب فى سقوط الطاغية . فلذا لا نعول كثيرا على الجيش او المؤسسات الامنية بعد حركة 21 يناير فعلينا ان نراهن على الشعب الذى خرج للشوارع عاريا يتحدى صوت الرصاص .
رسالتى عبر هذا البوست :
@ يجب علينا ان نوظف الحدث بشكل جيد ونوجه البوصله فى الإتجاه الصحيح وان لا نفرط فى هذه السانحه ، وان لا نقوم بنشر مقاطع الفيديو والصورة الا بعد التاكد من صحتها والتدقق فيها . ويجب ان نحذر من ادوات الهقدف الذين يتسللون الى مواقع التواصل الاجتماعى ويحاولون بث الشائعات وتمرير الفتن بين ابناء الوطن ، وفتح قضايا ثانوية ونقاشات جانبية من اجل تشتيت التركيز عن هذه الإحتجاجات .
@ يجب علينا ان نعطى هذه الإحتجاجات البعد الوطنى والغطاء الشعبي ولاسيما انها انطلقت عفوية وبإرادة ذاتية ، إن النظام كعادته يحاول ان يعطيها الصبغة الطائفية وإلصاق الارهاب بها ، الا ان الشارع الارترى لم يعد تنطلى عليه تلك الأكاذيب والتلافيق كما كان فى السابق .هاهم ابناء التقرنيجه يدافعون عن هذه الثورة ويلتحمون مع المسلمين ويرفعون أصواتهم عاليه رفضا لهذا الوصف بل يدعون للإلتفاف حولها ويتضامنون معها. وهذه فرصة حقيقية لاعادة الثقة والعمل سويا من اجل ارتريا الغد . ونبذ كل انواع التعصب والكراهية.
صورة من الاحتجاجات فى مدينة اسمرا

@ يجب ان نوحد خطابنا السياسي بحيث يكون مقبولا لشعبنا فى الداخل ، ويجب علينا ان نتجاوز الخلافات الثانوية وان ندعم هذه الإحتجاجات ونقف بجوارها ، وان لا نبالغ فى رفع سقف مطالبنا ب(إسقاط النظام) يجب ان نكون واقعيين وفقا لما يجرى على الارض حتى لا نتعرض للإحباط ، ويجب علينا ان نحاول خلق قنوات تواصل مع الداخل بإى شكل من الأشكال من أجل ان تشمل هذه الإحتجاجات كل المدن والقرى الارترية ونضمن استمراريتها ولاسيما فى ظل غياب من يقودها من قادة الراى العام .
@ يجب علينا ان نقوم بتنظيم المظاهرات والإحتجاجات فى الخارج أمام قنصليات النظام وسفاراته والبرلمانات الاروبية وتسليم الجهات الحقوقية والإنسانية خطابات تتضمن مطالب المتظاهرين فى اسمرة وتشمل ممارسات النظام والتى تتعلق بالحريات .

@ القوى السياسية الارترية يجب أن ترتقى لمستوى الحدث وان لا تكتفى بإصدار البيانات ونشر البوستات التنظيمية يجب ان تقوم بخلق حراك سياسي يوزاى هذه الإحتجاجات ، على الأقل عقد إجتماع طارئ على مستوى المجلس والتحالف ، وتكوين غرفة عمليات مشتركة لمتابعة الأحداث ومد الجماهير بالمعلومات ، وتكثيف الحملات الدبلوماسيه والإعلاميه ، ويجب عليها ان تخاطب الشعب فى الداخل عبر فيديو قصير وجماعى لقادة المعارضة الارترية باللغتين التقرنيجه والعربية وحث شعب الداخل على الصمود والاستمرار والتصعيد واعلان التضامن معه .
................. لا ضاع حق وراءه مطالب ................

ليست هناك تعليقات: