27‏/10‏/2013

إعلامنا والخجل بالإنابة

بقلم/ محمد رمضان
كاتب إرترى
الخجل شعور بشري يحس معه الإنسان بالخزي تجاه سلوكٍ أو موقفٍ معين. وغياب هذا الشعور عند الحاجة إليه محنة لا تُدانيها محنة، فالخجل دليل على وجود الإحساس، وهو عاطفة مركزية. والإنسان الذي يفتقر الى الإحساس ربما كان وجوده أقرب إلى العدم. ما قيمته، ونفعه؟
كان لنا في الزمن القديم مُعلم يتصاعد به الغضب من الطلاب الذين يأتون أفعالاً يأباها الخٌلق القويم وتمجها الفطرة السليمة، أو يتصفون بالغباء الشديد فى التصرف فيردد أمامنا: " أنا بخجل ليك أو والله انا بخجل ليكم". والإفتراض هنا أن رصيد الطلاب من الإحساس صفر، والمعلم يتصدق عليهم من مخزونه الخاص!
عليه عند متابعتي لمسارات الأحداث في حياتنا الأرترية العامة تنتابني حالة من الخجل عن الأداء لدينا وضعفه والأشد خجلاً هو أن معظمنا يتناسى جُراحات وأهات شعبنا فى نشاطاته اليومية ونقاشاته فيركن للقبيلة ،والإقليم، وحظوة النفس، وكأنه يريد لنضالاته أن تكون ممهورة بها لا الوطن بإتساع جغرافيته وإمتداداته !وعلى رأس ما أخجل له فى مقالتى المتواضعة هو الإعلام والإعلاميين ووضعهم الحزين أداءاً،والمُشين تناولاً،والمتشرذم توجهاً وفكراً، والذى يُفترض فيه أن يكون ملاذاً لقضايانا! وبلسماً لجراحاتنا! ومتكئاً يجد الجميع فيه ضالته ! ويحس الغريم فيه بغرابة الجُرم وفظاعته!ومكاناً لإستدعاء البعيد إبتغاء دعمه ومؤازرته!ومكاناً لجمع الفُرقاء وتوحيدهم شخوصاً وجهوداً. وبدلاً من كل ذلك صارت ساحتنا الإعلامية مسرحاً للمُهاترات وعرضاً للقضايا فى ثوبٍ مُختزل ولونٍ باهت يتقاصر وحجم الظلم الواقع علينا كأمةٍ ووطن،،،، ومدعاة كتابتى هو أن يتجاوز الإعلام حالة التشظى فى أركانه المختلفة مواقعاً وكُتاباً وأن يرمى الجميع سهامه صوب النظام وأزلامه بتنسيقٍ فى الرؤى،وتوحيداٍ فى الجهود، وبمضامين تُعزز مسيرة النضال،وبتوافقٍ على ثوابتٍ تُصان بها الحقوق،وأرضيةً من الإحترام يُراعى فيها الإختلاف . بالطبع ليست صفحة الإعلام والإعلاميين كلها قاتمة فهنالك من يسهر لهذه القضية ويبذل جُهداً مقدراًَ من محررى المواقع أو الكتاب ففى خضم المسيرة هناك من هم كالأمطار نفعاً فى العطاء! وكالأشجار ظلاً للقضية لكنهم قلة. نريد السواد من أصحاب مواقعنا وكُتابنا أن يكونوا مثلهم حتى تكتمل دائرة الضوء لنصل لساحةٍ يستشرف فيها شعبنا مستقبل النهضة والصدارة بين الأمم!! وهنا أستعرض بعضاً من المشكلات الماثلة وسط فصيلة الإعلاميين بشرائحهم المختلفة واضعاً لها بعض الحلول والمعالجات:
مشكلة محررى المواقع:-
# الإنطلاق من منصةٍ فكرية محددة حزبية أو جهوية أو إقليمية.
# عدم وضوح الرؤية المستقبلية للموقع وإنعدام الرسالة
# النشر على أساس الفكر والتوجه.
# إنعدام المبادىء والخطوط العامة للنشر (هيصة فى النشر).
# عدم وجود علاقة بين محررى المواقع تدعم التوجه النضالى.
مشكلة الكتاب:
@ عدم تقدير بعضهم لواقع مأساة الشعب الأرترى فى ظل النظام.
@ عدم وضوح الهدف من الكتابة لدى بعض ..
@ لايوجد ميثاق شرف للكتاب للتقيد بها .
@ ركاكة اللغة والأسلوب والفكرة لدى بعض الكتاب .
@ خُلو بعض الكتابات من إحترام الأخر ( الكاتب .القارىء).
@ إنتشار ظاهرة تقليل جُهود الأخرين وتقزيم للجهات السياسية والشخصيات الوطنية .
@ إقحام القبيلة والإقليم فى الأحداث الوطنية ونتائج الفعاليات السياسية .
@ تشابه المنشور من المقالات حد التطابق.
الحلول :
1- تحديد المبادىء والمنطلقات وجمعها والإتفاق حولها بين محررى المواقع والكُتاب (ميثاق شرف) .
2- وضع محددات عامة للنشر بالمواقع تكون مُلزمة للناشر .
3- وضع خُطط لمُوجهات عامة للتناول الإعلامى تتسق وكل مرحلة وطنية.
4- خلق دائرة تعاون بين مُحررى المواقع والكُتاب وعقد لقاءات تفاكرية بينهما بقصد التطوير والمحافظة على الثوابت والبناء عليها .
5- لفظ كل الكتابات الداعية للفتنة والفُرقة بين المجتمع والتنظيمات وعدم نشرها .
6-عقد لقاءات دورية عبر الوسائط المتاحة للتفاكر والتعارف .
7-وضع معايير محددة للنشر تكون مقبولة تراعى خصوصية شعبنا وقدراته.
8- تقليب لغة النقد على لغة الهدم حفاظاً على المكتسبات الوطنية.
مشكلات عامة
إضافة لمشكلات الكُتاب والمواقع، هنالك مشكلات عامة غاية فى التعقيد، فمثلا هناك مشكلة النشر باللغة العربية والتجرنية والبون الشاسع بينهما فى الطرح فضلاً عن كونها صار ت حاجزاً فى التواصل بين الثقافتين، وهى مشكلة جوهرية لم أرى تناولاً يوازى حجم هذه المشكلة . صحيح أن هنالك جُهوداً لبعض الكُتاب ومُحررى المواقع فى ترجمة الكتابات المُهمة ،لكنها لا ترقى لمستوى وصول الرسالة الوطنية للجميع . وكذلك هنالك ضرورة مُلحة فى هذه المرحلة لقيام إتحاداٍ للكُتاب بمختلف توجهاتهم يتحمل راية العمل الوطنى ويكون صوتها الصادح للحق والحقوق! بدلاً من كيانٍ أكل الدهر عليه وشرب ولانسمع له حتى همساً ! فضلاً عن كونه مغار تُعشعش فيه دعاوى الذات وألواناً من النعرات .قبل عام تقريباً كانت هنالك دعوة لإقامة رابطة للكُتاب والصحفيين بإشراف الأخت شريفة لكن لم نرى لتلك التحركات نتائج على الأرض نتمنى لمثل تلك الجهود أن تُثمر حتى يكتمل عِقد الكُتاب والإعلاميين حتى نصل للهدف المنشود منه ....والله من وراء القصد،
حزنُ داخل كل حرفٍ ونص : كل التعازى لشعبنا الأرترى الذى لازمته الأحزان لعقوداٍ ما أنفكت حتى بعد نيله حريته وإستقلاله بل إزدادت وفاقت حد الإحتمال، فوصلنا مرحلة أن يكون الموت غرقاً فى بحار العالم وصحاريه خياراً يخوضه شبابنا دون إكتراثٍ للموت . لكن لمن نشكو غضب الزمان فالأحزان صارت حُبلى فى تراص والقادم حتماً مجهول ، لكن فلتكن هذه الأحداث الحزينة نقطة نقف عندها كشعب باحثين فيها عن حُلول لمشكلاتنا...

ليست هناك تعليقات: