14‏/10‏/2013

رسالة مناجاة

طاب صباحك يا وطني

يامهد الصبا والأجداد.
عندما يأتي الربيع ....
يطيب في مجالس الأنس ذكراك
وكل الفصول عندي ربيع

يوم أكون في حماك. 
كل الجبال من الصخر والحصا
إلا جبالك، عندي لوحة  بديعة ....
فتبارك من أرسا رُبَاك 
وريشة ابن دبروم شاهدة
تسكبُ دموعها دررًا على خديك
ممزوجة بأنفا س هواك. 
تذكر يا وطني .....
أن أبناءك شردوا قسرًا
يقتلهم الحرمان من رؤياك.
وطني علِّمني كيف أنساك .......
بعد أن صار النسيان مستحيلا.
علِّمني أُلفة الغربة .......
بعد أن صارت الغربة آهات ورحيل.
أخبرني كيف أختارُ سواك وطناً بديلا .....
علِّمني كيف أضمد الجراح وترياق دوائي
من أنفاس هواك العليل. 
تقاذفت أمواج الغربة مراكبي
فصار طريق العودة إليك طويلا ......
حتمًا سنعود ونطوِي صفحات الهجرة
ونحطم مراكب الرحيل. 
أخبرني يا وطني كيف صارت الأفراح مستحيلة
علمني كيف يكون الإبداع من غير وطن.
أخبرني يا وطني كيف تكون الأنغام من غير لحن.
أخبرني كيف تسيل الدموع من غير شجن ....
وكيف يعشق الحُرُّ خضراء الدمن ....
هذا مستحيل، والكل بِحُسنك مفتتن.
جرَّعتنا الغربة مرَّ المشرب .....
وكستنا ثياب الحزن.
أكيد سنعود ونحطم كل القيود ....
ونتحدى خطوب المحن.
وطني يوم رحلتُ عن حماك ....
تركتُ قلبي بين يديك مُرتهن.
أفعل به ما شئت فحُكمك عدل مؤتمن ....
لعمري إن حرماني منك
كانفصال الروح عن البدن.
وهناك معارضة تقارع بعضها
وتزداد على مرِّ السنين فرقة وانقسامًا ووهن.
وحاكم "قصاب" يزداد بطشا ...
وعصابة تسرق أقوات الجياع.
وفي إرافلي وساوا ........
يُذبح شرف القاصرات
في وكر جنرال ماجن ...
ويتركهن شموس من غير شعاع.
تبًّا لكم يا أبطال المؤتمرات .....
أليس فيكم رجل رشيد وقائد شجاع.
تتقاتلون على حفنة شعير
وقد سرق اللص الزاد والصواع.
ألا يؤذن مؤذن منكم ...
ليخبرنا كيف سرق اللص الصواع.
أخبرونا هل تعيدونه بحمل بعير
أم تكونوا فيه من الزاهدين ....
تتقاسمون المفقود
وتتراقصون طرباً من غير إيقاع.
ما كنتُ أحسبُ أنكم شربتم من نهر طالوت
وأصابكم وهن الضياع.
إن جبال وطني كانت مطايا الثوار،
فكيف تجرأتم واستبدلتم عرين الأسود
بعبارات الوِداع.
أفيقوا من سُباتكم وأووا إلى جبال الوطن
فإن السفينة أوشكت السقوط في القاع. 
تأبطوا شرًّا لمن قدم أجساد شبابنا
وليمة للأسماك ....
لإن وعود الصديق قد صارت أكذوبة
ممزوجة بابتسامات مكر فتاك.
إن صدق النجاشي عندهم مفقود ....
والمستجير ليس صحابيًّا وقائده مطاع.
عذرًا إذا تحسسنا جراحنا ...
فهو من سكين فرقتكم
التي تمدد نصلها في أجسادنا
لتجدد فينا الأوجاع.
أهل الكهف سبعة أبرار وثامنهم كلبٌ
عصوا عبادة الطاغُوت
فأَوَوا إلى الكهف فناموا
وكلبهم بالوصِيد باسط الذراع.
أما أنتم فسبعة وعشرون فرقة
تجتمعون على مَائدة "التمتمو"
من غير سلام
وتتفرقون من غير وداع.
وإخوة يوسف أحد عشرة كوكبًا
أضاءَ من حولهم
كوكبان وقت السجُود بنور مُشاع.
فقال لهم إبن الكريم ...
لا تثريب عليكم اليوم فإن الشيطان
يَنزِغ دومًا في قلب العاصِي فيطاع.
أما نحن .....
فلن نقول لا تثريب لمن ألقى بالحُرِّ
في غيابة الجب وألقى
عليه الحجارة في القاع.
بل تثريب عليكم اليوم
إن اُنتهِكت الحرمات
أو تكالبت على جُثة الوطن الضباع. 
فلولا الشوارب التي نمت تحت أنوفكم
لقلنا رفقًا بالقوارير مثنى وثلاثى ورباعى....
تبًّا لكم يا أبطال المؤتمرات
أليس فيكم حكيم وذو رأي شجاع.
كنا نعلم أن الطواف حول الكعبة ركن
ولكن لم يخبرنا أحد ...
أن الطواف حول مزارات أديس
ركن إضافي أجيز في مؤتمراتكم بالإجماع.
فأنتم الذين جعلتم خواتيم نضالكم ...
رحيل من غير متاع. 
عذرًا إذا تهامست الأقلام على السطور بقدحكم .....
لعمري ذاك همس حائرٍ
يبحث عن حكمة الإجماع.
الخاتمة
اللهم لا تجعلنا بدَار مَضيَعة // آمين//
أبوعمار
ستوكهولم
2013-10-10

ليست هناك تعليقات: