15‏/11‏/2010

عصابات الرشايدة على نهج المافيات

بقلم / صالح ابراهيم انجابا
       كنت فى زيارة خاصة الى السودان الحبيب فى شهر يوليو السابق وعرجت قليلاً الى كسلا الحبيبة لأستنشق نسيم الشرق وخاصة نسيم إرتريا من على البعد طالما لا استطيع زيارة بلد اجدادى الذى من اجله سكب الشباب ارتالاَ من الدماء الزكية وقابلت بعض من الأقرباء والأحباب وتفقدت احوالهم والظروف المحيطة بهم وجدت الناس فى دوامة من الضغوط الحياتية اليومية . تلمست خلال وجودى فى الفترة القصيرة مأساة عبودية القرن الواحد والعشرين . كانت بصدد ان اكتب عن هذا الموضوع الإنسانى فور عودتى ولكن سرقتنى مشاغل الحياة ولم يسعفنى الوقت.
حركتنى إحدى ألاخوات لأكتب هذا المقال حين روت لى ان قريبتها القاصرة ومعها بعض القاصرات من فتيات وشباب اخطتفوا من الحدود الإرترية السودانية وتم ترحيلهم الى صحراء سيناء مُرغمين من قبل عصابة الرشايدة التى اتصلت بِأسرهم عبر الهاتف وطلبوا منهم مبلغ مالى خُفِض بعد مفاوضات الى  سبعة مليون جنيه سودانى لكل فرد والمصيبة الكبرى اشترطت العصابة تسليم المبلغ الى شخص إسرائيلى وسوف يُرَحلوا الى إسرائيل ولا يتم عودتهم الى السودان وهؤلاء القُصَر مُحتجزين لمدة شهرين ولم يطلق سراحهم لحين دفع الفلوس وهذا يثبت ارتباطها وتورطها مع جهات اجنبية تعمل فى الإتجار بالبشر والسوأل الذى يطرح نفسه هل اسر هؤلاء المحتجزين يستطيعون سداد هذه المبالغ؟. وبناء على ما ذكر نناشد ان تكون جلسة ثلاثية لحلحلت هذه القضية المُؤرقة وإستئصالها من جذورها
1-الحكومة السودانية
2-فصائِل المعارضة الإرترية .
3- ناظرقبائِل الرشايدة.
فى السابق طالعتنا المواقع الإرترية بصدور بيان من ناظر قبيلة الرشايدة الذى وعد بإنهاء هذه المشكلة التى عادت اسوء مما كانت عليه ونناشد الأطراف الثلاثة ان يبذلوا قصارى جهدهم لوأدها  .
بصراحة بدأت اتخيل المنظر المحزن وإنتابتنى هيستيريا وتشنجت واصابنى هبوط فى الدم وقلت يا خسارة الشهامة انزوت وانصرفنا فى هم المكاسب الدنيوية التى ادت الى تشرزم المسلمين الذين كانوا قصب السبق فى رفع لواء التضحية والكرامة.
 لم اتحمل بكاء هذه الأخت عبر الهاتف لأنه كان مُّر وعسير وصراحة زعزع كيانى لأن قريبتى مرت بنفس الظروف والمعاناة . هذه وصمة عار على جبين كل القبائل الحدودية والتاريخ سوف يُسَطَّر بدموع فتياتنا اللواتى لم نتمكن من نجدتهم فى الحدود الشرقية للسودان.
 ظهور اقتصادات الجريمة المرتبطة بمافيات السلب والنهب والتهريب التى اظهرت وافرزت صورة قاتمة وكوارث تكالبت على معاناة الإنسان الإرترى الذى يهرب من مطحنة النظام والمرور بتلك المنطقة الحدودية التى صارت تمارس فيها ابشع وسائِل التعذيب والترهيب.
ياللعار العصر الجاهلى عاد مُكشِراً انيابه . إنها مهزلة انسانية تشمئِز منها النفوس الطاهرة .
الفتيات المسلمات والاطفال القُّصَّرالذين يهربون من جحيم النظام يجدون أنفسهم بين فكى عصابات الرشايدة وهم لايملكون سوى حياتهم  واجسادهم ويطالبونهم بفدية ماليه ويتصلون على ذويهم حتى يتحصلوا على ما مطامعهم.
عصابات الرشايدة التى تمارس الاتجار بالبشر عبر الابتزاز المالي وانتهاك اعراض المسلمين الضعفاء أثناء تواجودهم فى منطقة الخطر ، والتهديد باعادتهم الى جحيم النظام ، واستغلالهم مقابل السماح لهم بالدخول الى إسرائيل مُجبرين وليس لهم خيارالدخول الى السودان . 
هذه المسرحية المأساويه والمعاناة الدائمه التى لم تنتهى فصولها ولم يتوقف العبث بالانسان الاريتري والحرائر الاريتريات اللائى تنتهك اعراضهن وتنتهك حرماتهن مابين كسلا وضواحيها على ايدي عصابات الرشايدة.
 اخبرنى احد الأخوة بعض من الإرتريين يجوبون المعسكرات ويجمعون معلومات عن الشباب الهارب ليعرفوا من عنده اقارب فى الدول الغربية او الخليجية من اجل حفنة مالية (سماسرة)ويبلغوا عصابات الرشايدة ليتم خطفهم من معسكرات اللأجئين فى داخل السودان واستعبادهم ومن ثم المساومة  بالفدية وبعض من هؤلاء عملاء لنظام اسياس الطائِفى وايضاَ ذكروا لى اذا تَّوَقع شخصاً ما قدوم احد الأقرباء هارباَ من إرتريا و لم يظهر له أثر يضطر ان يذهب الى السلطات السودانية للإستفساروالتى بحوزتها صور ضحايا الحدود الذين لا يعرف لهم أُسر تسأل عنهم وذلك يدل على ان هنالك خبايا لا نعرفها وجرائِم قتل تسجل ضد مجهول.
اين المعارضة ووقفتها فى حماية الانسان الاريترى وصون الاعراض؟ اين المنظمات التى تعمل فى حماية الخائفين والهاربين من بطش الانظمه المستبده  وترك اوطانهم من الاضطهاد والظلم والاستعباد؟
فلنا اسوة حسنة فى النجاشى ملك الحبشة عندما هاجر اليه صحابة  رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه الامان فقبل ولم يسلمهم الى كفار قريش و جببارة الحجاز .
 اين المسليمن السودانيين القائمين على امر البلاد والعباد فى الولايات الشرقيه ، حواء الارتريه تستنجد ولا احد يجيب !!!! اين مجتمعات وشباب البني عامر والحباب والماريا والهدندوة الاحرار الذين يشكلون السواد الاعظم لسكان مدينة كسلا ويشكلون ادراتها الاهليه واين العموديات والنظارات التى تساهم فى تأمين المدينة واطرافها ؟ اين القوات السودانيه التى يقع على عاتقها حماية الانسان وصون كرامته الادميه وحفظ الاعراض؟
اين اصحاب الضمائر ورجالات الدين الذين تقع على عاتقهم الرسالة الانسانيه والدينيه اتجاه كل انسان هرب من جحيم الظلم والقهر؟
نناشد كل من يملك الحل او مفاتيحه اتجاه هذه القضية الانسانيه ان يساهم فى حلها .
رسالة الى فصائل المعارضة الاريتريه فى السودان وفى كل مكان ان تسعى مع الجهات المختصه وبالذات مع السلطات السودانيه وناظر قبائل الرشايدة لتحرير الرهائن .
 نتمنى ونطمح القضاء على هذه العصابات التى تمارس الابتزاز المالى لذويهم وتنتهك الأعراض والتعذيب الجسدي للأجئين الهاربين من جحيم النظام وظلمه وجوره . يجب تضافر الجهود لحل هذه المعضلة و تخليص المساكين وكل العالقين والواقعين بين يد العصابة .
وا  مسلماه وا مسلماه  ماذا جري للمسلمين ورجال الغيرة ؟!!!!
هذه المهزلة الإنسانية لم تجد اهتمام من ذوى الإختصاص والمعنيين وما إستغربه واتعجب منه المنظمات  الإنسانية والدول الغربية التى تدعوا لحقوق الإنسان تجاهلت هذه المنطقة.
اتذكر قبل اربع سنوات الإعلام الغربى فبرك مشهد تلفزيونى لتجارة العبودية فى جنوب السودان إذ شاهدنا رجل اسود قالوا عنه عربى من الشمال يريد ان يبيع  طفل جنوبى لرجل ابيض وكان لهذا المشهد تأثير قوى فى المجتمع الأمريكى والكندى وبدأت منظمات المجتمع المدنى واللوبى المسيحى تحرك وتؤُلِّب الألة الإعلامية فى الدولتين .
اما فى الحدود الغربية لإرتريا الإنسانية رفعت جناح الرحمة والرأفة لعدم وجود مصلحة مُلِحَّة او اعتقد هنالك تقصير من منظمات المجتمع لإرترى التى غضت الطرف عن هذه المعضلة الشائكة التى رمت بظلالها فى حياتنا وهمومنا التى عبُلت  .
 شبابنا صار يغتال من قبل الأمن المصرى وجيل العطاء لا يرغب ان يعيش فى فى الوطن المسلوب وكل الطرق صارت موصودة امامه حتى طرق الهروب فى الحدود الغربية إمتلأت بوحوش بشرية تفتقد الى ابسط المقومات الإنسانية.
 اما تنظيماتنا تتصارع فى فتات السلطة والنفوذ التى فى علم الغيب والمصالح الضيقة وتناست القضايا التى من اجلها قامت ومن ضمنها الإنسان الإرترى.
 نرجوا منهم ان يكونوا على قدر المسئُولية على الأقل ليكسبوا ود الشباب ليتفاعل مع قضياهُ  فى ساحة المعارضه ويغير الوضع المزرى ويزيل طغيان العصابة فى  اسمرا.

ليست هناك تعليقات: