14‏/09‏/2010

كيفية إصلاح ما أفسدته الجبهة الشعبية

محمد امان ابراهيم انجابا
عندما ننظر الي الوطن يحفُنا اليأس والألم لما آل إليه من فساد في الولاء وضعف في الروح الوطنيه علي صعيد المعارضة والنظام معاً ، ولم يبقي في الإنسان الإريتري سوى الإنتماء القبلي والعشائري ولايوجد وازع وطني ولا حزبي ، وقد خيم علي المواطن الجهل والتشرد وعدم الإتزان في الفكر وعدم وضوح الرؤيا.
وهناك أجيال منذوا قدوم الجبهة الشعبية الي يومنا هذا لايعرفون طريق المدرسة وتكسوهم الأمية ، بل رفيقهم السلاح وسكناتهم الخنادق والأحراش، تخيلوا معى كيف يكون حال الإنسان الإريتري بعد زوال هذا النظام؟؟؟ ، وزواله غير معلوم سوي لرب الكون وهو المتصرف في الأمور.
فهنا نسأل أنفسنا وكل شخص له صلة بالشأن الإريتري علي من تقع مسؤلية هؤلاء الأجيال؟ وهذا لايعفى المعارضة من المسؤلية إن كان بينهم صاحب ضمير ومسؤلية ، يجب أن ننظر الي الإنسان الإريتري قبل تقسيم الأرض والثروة والسلطة وجميع الإستحقاقات.
المسؤلية الوطنية إتجاه الإنسان الإريتري أهم وأولى من التقسيم والبحث عن أدوار هزيله ، فيجب الحلول التي نبحث عنها ترتقي الي مستوى معاناة المواطن الإريتري الذي يعاني مرارات اللجؤ والتشرد في كل بقاع الارض ، فيجب أن تكون الحلول في إتجاه الوحدة والتكامل ورص الصفوف وبناء الثقة بين كل مكونات الشعب الإريتري ، يجب التفكير بعقلانية وواقعية دون إندفاع وتدافع الي الأسهل والأيسر وعدم التعامل برد فعل في القضايا المصيرية ...
والمعلوم أنه لايوجد شيء يسمي سهل حتي الخيارات التي نذهب اليها ونعتبرها سهله فهى أصعب الطرق وعورةً ومحفوفه بالدماء والأشلاء ، لذلك من المفترض أن نجعل سقفنا عالي حتي ننال مانحلم به ، وإن لم نختار طريق الوحدة فنحن على المحك ربما نخرج صفر اليدين ولا نحصد شيء ، ويجب أن لاننسي الأطماع الإقليمة وكذلك دول الجوار ، وذاك نموذج الصومال ليس ببعيد وسوف تكون الخسارة هي النتيجه الحتمية في حالة خيارنا التقسيم .
فكنت أتوقع من ملتقي الحوار خاتمة ذو نكهة وطنية ووحدويه بعد تجمع نخبة وصفوة الإريتريين في تلك الأيام وإعتكافهم ، فكنا نأمل أن يخرجوا لنا ببيان قوي ويقرون بوحدة الوطن والتمسك بكامل ترابه وصونه ، والحفاظ على كل مكوناته ومكتسباته وتجميع صفوف معارضته ، وثم الإنطلاق بعد التماسك صوب ازالة النظام وثم بناء الدولة الواعدة .
كان يجب علينا مراجعة كل المواقف التي يمكن أن نتخذها بعد دراسة متئنيه ومناقشة جادة ، دون أن نسقط في الوحل الذي يسعي النظام أن يوقعنا فيه ، ويُنسب له المحافظة علي الوحدة الوطنية عبر التقرنجيه ومراعاة حقوق القوميات بتكريمهم بتبنى اللغات المحلية لكل قومية حسب التقسيم الإداري والقبلي ، وكان الهدف من ذلك تشتيت المسلمين الي مناطق وقبائل وطمس اللغة العربية حتي لا تجمع بينهم؟؟ ، ماهو الجديد في الأمر إذا أقرينا نفس المبدء؟؟ وبذلك نكون أكملنا الحلقة التي بداءها النظام بتعليم لغة الأم ونكملها بخطوة حق تقرير المصير والوحدة الطوعية للقوميات حسب الرغبة ويكون الوطن قابل للتقسيم .
وربما يذهب البعض الشعبية نجحت في تحقيق برامجها عبر منبر المعارضة ، نعم معارضتنا عبارة عن أكواخ وأوكار فارغه وليس في يدها الحل ولا العقد سوي الصياح والصراخ وهي العوبة في يد الغير ، فكيف بالله من يرفض سياسة النظام أن يقر ما لايقره النظام!!!وكيف بالله نقع في الخطاء القاتل مرة أخري!!! عندما كنا أبان الكفاح المسلح وكنا علي مشارف التحرير في السبعينيات وتراجعنا من تحقيق الحلم بعد ما دفعنا فاتورة باهظة من دماء وأشلاء الشباب فقمنا بتقسيم الاراضى المحررة وكل واحد منا يحكم منطقته ، والبعض تجاهل أن هناك اراضي لم تحرر بعد ، والتاريخ يعيد نفسه قبل أن نصل الي سدة الحكم إتخذنا منبر الملتقي لتقسيم وتجزئة الوطن إرباً إرب ، ونريد عبر الملتقي القادم أن نبحث عن الوسيلة التي يمكن أن نحقق بها ذلك ؟؟، هل إجتمعنا لكي نصلح ما أفسدته الشعبية بإخطاء اخري؟؟ ، وهذا ليس خطاء بل جريمة في حق الوطن وفي حق كل إريتري .
لو كان هذا اللقاء بين أعيان القبائل والعشائر الإريتريه لما خرجوا بهذا التقسيم وهذا الإقرار الذي يُعتبر إساءة في حق الوطن وفي حق كل الشهداء الذين ضحوا من أجل اريتريا.
فماهو المنتظر في المؤتمر المقبل هل السعي في تكوين برلمان أو مجلس وطني في المنفي فما هي الفائدة منه؟؟ أم نقوم بتكوينه ليكون شاهد عيان علي التقسيم وحق تقرير المصير؟؟ أم ترضية لزعماء ووجها القبائل والعشائر المتعطشين الي السلطة ؟؟ ، العيب ليس في الملتقي ولكن العيب يكمن في طريقة إدارته ومسك ختامه ، هناك إستفهامات وشبهات حول من صاغ البيان الختامي ومن روج لدعوات التفتيت سراً وعلاناً ومن دعا الي الفدرالية وروج لها وسط الحضور وثم إدراج حق تقرير المصير .
لقد كتب الملتقي علي نفسه شهادة وفاء وكذلك التحالف الذي تبنى خط جبهة القوميات فكان له بالمثل ، هل هذه الرؤيا المصيرية والخطوة المتقدمة في تمزيق الوطن أتت من المتحاوريين ؟؟؟، أم من تنظيم بعينه وفرضها علي المتحاوريين أم إملاءات الدولة المضيفة وإجبارهم وإرغامهم في إقرار تلك البنود؟؟ أم صيغى البيان في وزارة الخارجية الأثيوبيه؟؟.
المعلوم كل المؤتمرات أواللقاءات عندما تُكمل أعمالها يُتلى البيان الختامي علي الحضور ويتم الموافقه عليه ثم يتم إجازتهُ ، وهو يعتبر ثمرة اللقاء والخُلاصة لما جري خلف الكواليس وثم الخروج به لعامة الناس .
ولكن ما يثير الإشمئزاز التبريرالباهت من قبل الكُتاب الذين يروجون لنجاح فكرة الملتقي وكانوا ضمن الحضور، فللأسف الكل يتملص من البيان الختامي ومن بعض البنود المُدرجى فيه ويبرء نفسه فمن الذي يتحمل المسؤلية ومن الذي صبغ هذه البنود؟؟ ولماذا لم يسحب أو تخرج لنا المفوضية المنبثقه من المؤتمر والتي شارفت علي صياغته ببيان أخر توضح اللبس فيه ، وكيف يتم ذلك ولو لا موافقة المفوضية علي ذلك!!! .
فكيف يتم إدراج بنود دون الموافقه عليها ، أو لم تنل قسطها ونصيبها من النقاش والحوار في الملتقي. فها هي الإنقاذ تستنكر وتخرج ببيان من لجنتها التنفيذيه وتلحق بها تنظيمات أخري.
فالسؤال الذي يطرح نفسه من الذي أشرف علي صياغة البيان ومن يتحمل الخطاء القاتل والي من توجه هذه التهم ؟؟ . فنأسف أن يكونوا صفوتنا إجتمعوا وقرروا ذلك .
أين النجاح يا أخوتي في حق تقرير المصير لكل من هب ودب؟؟؟. أما من يتحدث عن نجاح الملتقي فهو يعتبر نجاح علي الصعيد الشخصي له فقط أما علي صعيد الوطن فهو تكتل قبلي وإنفصالي من الدرجة الأولي فهو إنتصار لجبهة القوميات والحزب الفدرالي ومن يستنكر ذلك خير دليل البيان الختامي وهو المحصلة لكل الجهود التي بذلت.
لو كان هذا الإقرار بمشاركة حزب الشعب فكان الأمر أمر ثاني يخص التحالف بعينه وكنا عممنا المعارضة في توجهها الإنفصالي والتقسيمي ، ولكن يبدوا التنظيمات التي شاركت في الملتقي تثير التساؤلات ، يجب أن لا نخضع أنفسنا معظم او أغلب منظمات المجتمع المدني التي شاركت في الملتقي هي عبارة عن ظل للتنظيمات المشاركة ، وأيضاً كان الطعن في رئيس اللجنة التحضيرية وتصرفاته من قبل الحضور بمثابة إشارة واضحة، وأيضاً إستحواز مسؤل العلاقات الخارجية للتحالف علي الملتقي بتوجيهاته وتدخلاته المباشرة في سير إتجاه الملتقي والترويج للفدرالية كحل للحكم وثم دعوة الخبيرالكندي للتنظير في ذلك الإتجاه كان جلياً في ملامح البيان الختامي ، وكذلك الرفض الذي خرج من حزب العدالة والتنمية يجعل الأمر أكثر وضوحاً ، لماذا لم يكن البيان بإسم التضامن وهذا الحزب جزء من تلك المنظومة أم الفريق الأخر يوافق ما ذهب اليه البيان والحزب يرفض؟؟!!.
وربما كان حزب الشعب علي صواب عندما رفض الحضور للملتقي وذلك لقراءته للواقع والإتجاه الذي يريد أن يذهب اليه الأخريين ، فأنا ليس من حزب الشعب ولا من المتعاطفين معه ناهيك أن أكون مؤيدًا له، ولكن الحقيقية تقال والشهادة لله .
يا تحالف ويا معارضة إذا عجزتم في إزالة النظام أُتركوا غيركم يعمل ولا تشوشوا علي الأخريين فالساحة الإريتريه ليس حكراً لأحد فالأم الإريتريه التي أنجبت عواتي ورفاقه سوف تنجب من يصون كرامتها ووحدتها ومن يجمع شملها .
فللأسف نحن نصفق لكل واحد يدعي أنه يخلص الوطن من الدكتاتور وهو يمارس الأسواء، فإريتريا لا يجري لها شيء إذا نجت من تقسيمكم أما أفورقي زائل مثل همانا وفرعون وتبقي إريتريا الوطن ، وليس بكم الخلاص وليس بالتمزيق والتشتيت الخلاص .
نحن نسعي لكي نعالج ما أفسدته الشعبيه فيأتي الينا من يريد أن يفسد ما أفسدته الشعبيه الوطن لا يحتاج الي من يريد أن يشعل النار فيه ويقسمه الي دويلات يكفيه ما هو فيه.
فأنصاف الحلول لا ترضينا فنحن مع اريتريا واحدة وبكامل ترابها ومكوناتها دون نقصان.
كل عام وانتم بخير....

ليست هناك تعليقات: